█ «لقد كُنَّا وكَانَتِ العِفَّةُ سِقَاءٍ(95) من الحِجَابِ مَوْكُوء فما زِلْتُمْ به تثقبون جوانبه كل يوم ثقبًا والعِفَّةُ تتسللُ منه قطرةً حتى تَقَبَّضَ وَتَكَرَّشَ ثم لم يَكْفِكُمْ ذلك جِئْتُمُ اليومَ تريديون أن تحلُّوا وِكَاءَهُ لا تبقي فيه قطرة واحدة كتاب العبرات مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة القصص التراجيدية أثار بها «المنفلوطي» مشاعر الأسى والحزن؛ فلا تكاد تنتقل قصة تكون الأخرى أشد حزنًا وأكثر شقاءً والمجموعة كلها عبارة عن مأساة تشترك أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين؛ إنها بالفعل عبرات تذرفها أثناء قراءة فترى «اليتيم» الحياة ضنت الحبيبين بالاجتماع؛ فكان الموت أكثر رحمة بهما وفي «الحجاب» يدعو إلى عدم الانجذاب نحو التقاليد الغربية وإلى «غرناطة» حيث يحاول المسلمون الحفاظ دينهم بعدما فقدوا أرضهم ويوضِّحَ أثر الإدمان الفرد وكيف يؤدى السقوط «الهاوية» ويصل قمة التراجيديا ويجعلنا نذرف بقلوبنا حينما نقرأ «الضحية» و«مذكرات مرغريت» و«بقية المذكرات»؛ فتشعر وكأن بؤس الدنيا قد وُضع تلك المسكينة «مرغريت»
❞ من لا خير له فى دينه لا خير له فى وطنه، لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنيه غادرا فاجرا، فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدر وأفجر، وإن الفضيلة للأنسان أفضل الأوطان، فمن لم يحرص عليها، فأحرى به ألا يحرص على وطن السقوف والجدران . ❝
❞ وكذلكـ يعبث الدهر بالانسان ما يعبث، ويذيقه ما يذيقه من صنوف الشقاء وألوان الآلام حتى اذا علم انه قد أوحشه وأرابه وملأ قلبه غيظا وحنقا، أطلع له في تلكـ السماء المظلمة المدلهمه بارقة واحدة من بوارق الأمل الكاذب، فاسترده بها إلى حظيرته راضيا مغتبطاً كما تقاد السائمة (( الماشية المتروكة في المرعى )) البلهاء بأعواد الكلأ إلى مصرعها، فما أسعد الدهر بالانسان وما أشقى الانسان به . ❝