قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ الطُرُقَ التي سنضيع فيها... 💬 أقوال محمود درويش 📖 ديوان جدارية محمود درويش

- 📖 من ❞ ديوان جدارية محمود درويش ❝ محمود درويش 📖

█ قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ ! وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ويُرْجِعُني إلى زَمَنٍ خرافيّ ويوجعني دمي والملحُ يوجعني … الوريدُ كتاب جدارية محمود درويش مجاناً PDF اونلاين 2024 "هزمتك يا موت الفنون جميعها" هكذا وفي عبارة واحدة يكثف الشاعر جداريته حاول أن يقوله بأساليب متنوعة مدى هذه القصيدة الديوان إنها لحظة التحدي الأخيرة بين لغة وذاكرة من جهة ونهاية كانت تقترب بسرعة فمن غير يتطيع منازلة الموت بهذه الطريقة وذاك الدفق وهذا البوح؟ محمود هنا جديد تتصاعد درجة انتباهه شرفة فيهدي إلينا تلك التجربة شعرًا آسرًا يتوقف فيه الزمن وتتباطأ حركته فتتأبد اللحظات واللقطات والمشاهد لنعثر بعد رحلة جلجامش الشهيرة سفر مبتكر للخلود هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ الرصيفُ وما عَلَيْهِ من خُطَايَ وسائلي المنويَّ لي ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي ولي شَبَحي وصاحبُهُ وآنيةُ النحاس وآيةُ الكرسيّ والمفتاحُ لي والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي لِيَ حَدْوَةُ الفَرَسِ التي طارت عن الأَسوار لي ما كان وقصاصَةُ الوَرَقِ التي انتُزِعَتْ الإنجيل لي والمْلحُ أَثر الدموع على جدار البيت واسمي وإن أخطأتُ لَفْظَ اسمي بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي: ميمُ المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ مضى حاءُ الحديقةُ والحبيبةُ حيرتانِ وحسرتان ميمُ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته الموعود منفيّاً مريضَ المُشْتَهَى واو الوداعُ الوردةُ الوسطى ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ وَوَعْدُ الوالدين دال الدليلُ الدربُ دمعةُ دارةٍ دَرَسَتْ ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني وهذا الاسمُ ولأصدقائي أينما كانوا ولي جَسَدي المُؤَقَّتُ حاضراً أم غائباً مِتْرانِ هذا التراب سيكفيان الآن لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ يشربني مَهَلٍ ولي ما لي: أَمسي سيكون لي غَدِيَ البعيدُ وعودة الروح الشريدِ كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ وكأنَّ يكن جرحٌ طفيف ذراع الحاضر العَبَثيِّ والتاريخُ يسخر ضحاياهُ ومن أَبطالِهِ يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ هذا لي واسمي ـ وإن لفظ اسمي التابوت ـ لي أما أنا ـ وقد امتلأتُ بكُلِّ أسباب الرحيل ـ فلستُ أنا لَستُ لي أَنا سأَحلُمُ لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ أَثر الجفاف العاطفيِّ حفظتُ قلبي كُلَّهُ عن ظهر قلبٍ : يَعُدْ مُتَطفِّلاً ومُدَلّلاً تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين لكي يلينَ ويستكينَ كأنَّهُ جاري الغريبُ ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ فالقلب يَصْدَأُ كالحديدِ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ولا يرنُّ ّكعشب آبَ الجفافِ قال أَنتَ السجينُ سجينُ نفسِكَ والحنينِ ومَنْ تراهُ ليس أَنا شَبَحي فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي حيٌّ وقلتُ إذا التقى شَبَحانِ الصحراء يتقاسمانِ الرملَ أم يتنافسان احتكار الليل وأُريدُ أُن أُحيا … فلي عَمَلٌ السفينة لا لأُنقذ طائراً جوعنا أَو من دُوَارِ البحر بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ عن كَثَبٍ وماذا ؟ ماذا يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟ هل يُعيدونَ الحكايةَ البدايةُ ؟ ما النهايةُ يعد أَحَدٌ من الموتى ليخبرنا الحقيقة تضعوا قبرى البنفسج فهو زهر المحبطين يُذكر الموتى بموت الحب قبل اوانه

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ



الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ !



وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني , ويُرْجِعُني



إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي



والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ. ❝

محمود درويش

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: على أحمد
2
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث