بعض الأمان يكمن في تفاصيل صغيرة وأشياء تافهة لا قيمة... 💬 أقوال حنان لاشين 📖 رواية أوبال

- 📖 من ❞ رواية أوبال ❝ حنان لاشين 📖

█ بعض الأمان يكمن تفاصيل صغيرة وأشياء تافهة لا قيمة لها لكنّها اكتسبت قيمتها ممن لامسوها وحملوها وارتدوها أو استعملوها أهدوها لنا وربّما لموقف مرّ بنا وهي حاضرة فصرنا نشعر بالأمان عند حضورها ذاك القميص الذي كنت أصرّ اجتياز اختباراتي به لأنّ أول مرّة ارتديته فيها وفّقت اختباري فأصبحت أستبشر الفنجان ما زلت أتناول قهوتي فيه رغم الكسر الصغير أصاب حافّته هو المفضّل عندي رائحة القرفة التي تشعرني بالسعادة لأن البيت كانت تعبق بها عندما تخبز أمّي كعكتها المميزة أوّل رواية أهداها لي خالي وأنا صغير زالت هي الأفضل لأنّني قرأتها بحماس وفرحة الجائزة أعطتها معلمة اللغة الانجليزية الصف الرابع الابتدائي أحتفظ حتى الآن لأنّها من معلمتي الحنونة الحجر الملون منذ صغري لأنني أظنّه مميزًا الزهرة قطفتها "حبيبة" وتركتها المقعد حديقة الجامعة وانصرفت مع رفيقاتها فهرولت أحملها وجففتها بين صفحات كتاب قديم بمكتبتي تذكّرني الرغم أنّها تتذكّرني! أوبال مجاناً PDF اونلاين 2024 زمرة الخيول تركض تناسق بديع إيقاع واحد أصوات حوافرهم تقدح الأرض بتناغم ضربات قلوبهم المتلاحقة قوائمهم تصطف التوازي بشكل أنيق وهم يتسابقون وقد وحدوا سرعتهم وكأنهم نسيج خف المطر شيئا فشيئا صار كدمع العين هتوناََ رقيقاَ وانبثق قوس يزين صفحة السماء ويصافح خط الأفق بعيد " فالحياة دروب بعضها نختاره بأنفسنا وبعضها يُفرض علينا درب نسعد ودرب نشقى نذنب نتوب نموت لنبدأ الرحلة أخير نولد جديد " لنصل إلى حقيقة أن الحياة حرب أنفسنا ومع الدروب نسلكها وأحياناً الحمقى الذين نحبهم " إن النبي قد قال صلي الله عليه وسلم "تجدون الناسَ معادنُ" ثم أكمل "وتجدون شرَّ الناسِ ذا الوجهين! يأتي هؤلاء بوجه ويأتي بوجه" فالناس إذن معادن والناس أيضًا حجارةٌ ! وكيف وبعض الأحجار الأصل متبلمرة معها الشوائب المعدنية المختلفة حسب نوع وكذلك نحن البشر نختلف الطبائع ولا يخلو أحدنا شوائب اشتراكنا واتِّحادنا جميعا النظام الشبكي الكريستالي الداخلي المكون لغالبية فبعضُ القلوبِ أحجارٌ كريمةٌ مفعمةٌ بالأنوار المتلألئة شفافةٌ لما داخلها ثمينةٌ يُقَدَّر اقتناؤها بمال وبعضُها الآخر صماءُ قاسية يعرف الضوءُ طريقًا لغُرَفاتِها قلوبٌ قاسيةٌ كالحجارةِ أشد قسوة إن أنت حاولْتَ عبورًها تفتَّتَ رأسُك وتحطّم قلبُك وإن حاوَلَتْ عبورَك هشَّمتْ روحَك ودكَّت فؤادَك ويُتَّقَى القربُ منها بالدنيا وما لو يُفْتدى ! وتتفاوت درجات ألوان الأحجارِ الكريمةِ باختلاف درجةِ شفافية فمنها عينُ النَّمر ولزاق الذهب وحجر الدم والفيروز ومنها الزمرد واللازورد والأُرجوان والكريستال والزبرجد والتوباز والياقوت أحمرُه وأزرقُه وأصفرُه والعقيق وأبيضُه والألماسُ ! ذاك الكريم ذو اللمعان المتلأليء والذي نسبةٌ الماء وصدق اللهُ إذ "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ الْمَاءُ يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ" وبعض تلك تنشأ بعيدًا أغوار وأعماقها نراها إلا المحن إثر كالياقوت والزمرد والألماس تخرج نحو سطح الزلازل المدمرة والبراكين الحارقة نتيجة التصدعات الأرضية وتحركات قشرة فتظهر طريقنا مبهرةً بعد مدفونةً علم الغيب ندري عنها حالنا ! وبعض تيك الحجارة يحتاج للتنقيب عنه عمدًا أعماق البحار كاللؤلؤ والمرجان وفي أغوارِ الغابات القديمةِ كالكهرمان أيضا ! لكن عالم ليس كلُّ حجرٍ بالضرورةَ قاسٍ رحمةَ نورَ تلألُؤًا فليست القساوةُ دومًا دليلَ شر وسوء بل أحيانًا كلما زادت قساوةَ زاد ثمنُه ونفاسته فالقساوةُ هنا برهانُ قوة تحمل وصلابةٍ وتماسك المؤمن لابد له قسوةٍ حميدةٍ باطنها الخيرُ صلابةٌ وحزمٌ ورباطةُ جأشٍ وإباءٍ وثباتٌ المباديءِ وجَلَدٌ الحق وحسمٌ الفتن سمَّاها الناس

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ بعض الأمان يكمن في تفاصيل صغيرة وأشياء تافهة لا قيمة لها لكنّها اكتسبت قيمتها ممن لامسوها , وحملوها , وارتدوها , أو استعملوها , أو أهدوها لنا , وربّما لموقف مرّ بنا وهي حاضرة فصرنا نشعر بالأمان عند حضورها , ذاك القميص الذي كنت أصرّ على اجتياز اختباراتي به لأنّ أول مرّة ارتديته فيها وفّقت في اختباري فأصبحت أستبشر به , الفنجان الذي ما زلت أتناول قهوتي فيه رغم الكسر الصغير الذي أصاب حافّته هو المفضّل عندي , رائحة القرفة التي تشعرني بالسعادة لأن رائحة البيت كانت تعبق بها عندما تخبز أمّي كعكتها المميزة , أوّل رواية أهداها لي خالي وأنا صغير ما زالت هي الأفضل لأنّني قرأتها بحماس وفرحة , الجائزة التي أعطتها لي معلمة اللغة الانجليزية وأنا في الصف الرابع الابتدائي ما زلت أحتفظ بها حتى الآن لأنّها من معلمتي الحنونة , الحجر الملون الذي ما زلت أحتفظ به منذ صغري لأنني كنت أظنّه مميزًا , الزهرة التي قطفتها "حبيبة" وتركتها على المقعد في حديقة الجامعة وانصرفت مع رفيقاتها فهرولت أحملها وجففتها بين صفحات كتاب قديم بمكتبتي تذكّرني بها على الرغم من أنّها لا تتذكّرني!. ❝

حنان لاشين

منذ 3 سنوات ، مساهمة من: فتاة تقرأ
3
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث