█ ذهب فلانٌ إلى أوروبا وما ننكر من أمره شيئًا فلبث فيها بضع سنين ثم عاد بقي مما كنا نعرفه منه شيءٌ بوجهٍ كوجه العذراء ليلة عرسها وعاد الصخرة الملساء تحت الليلة الماطرة وذهب بقلبٍ نقيٍّ طاهرٍ يأنس بالعفو ويستريح العذر ملفَّفٍ مدخولٍ لا يفارقه السخط الأرض وساكنها والنقمة السماء وخالقها بنفسٍ غضةٍ خاشعة ترى كل نفس فوقها بنفس ذهَّابةٍ نزاعة ولا تلقي نظرة واحدة ما تحتها برأس مملوءٍ حكمًا ورأيًا برأسٍ كرأس التمثال المثقب يملؤه إلا الهواء المتردد وجه أحب إليه دينه ووطنه وجهها أصغر عينيه منهما كتاب العبرات مجاناً PDF اونلاين 2024 مجموعة القصص التراجيدية أثار بها «المنفلوطي» مشاعر الأسى والحزن؛ فلا تكاد تنتقل قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنًا وأكثر شقاءً والمجموعة كلها عبارة عن مأساة تشترك أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين؛ إنها بالفعل عبرات تذرفها أثناء قراءة فترى «اليتيم» أن الحياة ضنت الحبيبين بالاجتماع؛ فكان الموت أكثر رحمة بهما وفي «الحجاب» يدعو عدم الانجذاب نحو التقاليد الغربية وإلى «غرناطة» حيث يحاول المسلمون الحفاظ دينهم بعدما فقدوا أرضهم ويوضِّحَ أثر الإدمان الفرد وكيف يؤدى السقوط «الهاوية» ويصل قمة التراجيديا ويجعلنا نذرف بقلوبنا حينما نقرأ «الضحية» و«مذكرات مرغريت» و«بقية المذكرات»؛ فتشعر وكأن بؤس الدنيا قد وُضع تلك المسكينة «مرغريت»
❞ “إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحاً أخرى تماثلها وتقابلها .. وتسعد بلقائها .. وتشقى بفراقها .. ولكنه قدر أن تضل كل روح عن أختها في الحياة الأولى ، فذلك شقاء الدنيا .. وإن تهتدي إليها في الحياة الثانية ، فتلك سعادة الآخرة ..” . ❝