صاحب البِشارة الملكُ المُجاهد والسُلطان الغازي أبي... 💬 أقوال عبدالسلام عبدالعزيز فهمي 📖 كتاب السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وقاهر الروم

- 📖 من ❞ كتاب السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وقاهر الروم ❝ عبدالسلام عبدالعزيز فهمي 📖

█ صاحب البِشارة الملكُ المُجاهد والسُلطان الغازي أبي الفتح والمعالي مُحمَّد خان الثاني بن مُراد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: بِشارۀ غازى سُلطان ثانى عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan II Mehmed Han ben Gazi Murad) ويُعرف اختصارًا باسم وبِلقبه الأشهر الفاتح أو فاتح مُحمَّد؛ Fatih Mehmed)؛ هو سابع سلاطين آل عُثمان وخامس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده وجدُّه الأوَّل وجدَّاه بايزيد ومُراد وثاني لُقِّب بِالـ«ثاني» وأوَّل حمل لقب «قيصر الروم» الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا يُلقَّب بِـ«صاحب البِشارة» اعتقادًا جُمهُور أنَّ نُبُوءة الرسول القائلة بِفتح القُسطنطينيَّة قد تحققت يديه كما أوروپَّا بِـ«التُركي الكبير» (باللاتينية: Grand Turco) و«إمبراطور التُرك» Turcarum Imperator) نظرًا لِأهميَّة وعظمة إنجازاته وانتصاراته العسكريَّة التي حققها حساب القوى المسيحيَّة علمًا بِأنَّ كتاب السلطان محمد القسطنطينية وقاهر الروم مجاناً PDF اونلاين 2024 المقصود بِـ«التُركي» هُنا «المُسلم» وليس التُركي عرقيًّا لأنَّ التسميتان كانتا تعنيان شيئًا واحدًا المفهوم الأوروپي آنذاك (1) جلس عرش الدولة العُثمانيَّة مرَّتين: الأولى بُعيد وفاة شقيقه الأكبر علاء الدين واعتزال الحياة السياسيَّة تلقيه هزيمة نكراء يد تحالُفٍ صليبيٍّ فانقطع لِلعبادة تكيَّة مغنيسية وترك شُؤون الحُكم لِولده وفي تلك الفترة كان السُلطان الجديد ما يزال قاصرًا فلم يتمكَّن الإمساك بِمقاليد إمساكًا متينًا لا سيَّما وأنَّ الدوائر الحاكمة استغلَّت حداثة سن ففسخت الهدنة أبرمتها مع وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة فأُجبر الخُرُوج عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها الأخطار المُحدقة بها فقاد جيشًا جرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة وارنة (ڤارنا) البُلغاريَّة وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا ثُمَّ عاد لكنَّهُ لم يلبث طويلًا هذه المرَّة أيضًا عساكر الإنكشاريَّة ازدروا بِالسُلطان الفتى وعاثوا فسادًا العاصمة أدرنة فعاد وأشغل جُنُوده بِالحرب وبِالأخص الأرناؤوط لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شقَّ عصا الطاعة وثار لكنَّ المنيَّة وافت قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء الثائر المذكور فاعتلى ابنه العرش لِلمرَّة الأُخرى قُدِّر لها تكون مرحلةً ذهبيَّة التاريخ الإسلامي ولمَّا تولَّى المُلك أبيه يكن بِآسيا الصُغرى خارجًا عن سُلطانه إلَّا جُزءٌ بلاد القرمان وبعض مُدن ساحل بحر البنطس (الأسود) وإمبراطوريَّة طرابزون الروميَّة وصارت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة قاصرة وضواحيها وكان إقليم المورة مُجزَّأ بين البنادقة وعدَّة إمارات صغيرة يحكُمُها بعض أعيان الإفرنج الذين تخلَّفوا إخوانهم انتهاء الحُرُوب وبلاد وإپيروس حمى العاصي البُشناق مُستقلَّة والصرب تابعة لِلدولة تابعيَّة سياديَّة وقسمٌ كبير ممَّا بقي شبه الجزيرة البلقانيَّة داخلًا تحت السُلطة وقد سعى الشاب تحقيق وصيَّة ورغب بِتتميم فتح البلقان حتَّى أملاكه مُتصلة يتخلَّلُها أعداءٌ وثغراتٌ أمنيَّة سنة 857هـ المُوافقة لِسنة 1453م حاصر حشد لِقتال البيزنطيين عظيمًا مُزوَّدًا بِالمدافع الكبيرة وأُسطُولًا ضخمًا وبِذلك حاصرهم ناحيتيّ البر والبحر معًا والواقع استماتوا الدفاع عاصمتهم ولكنَّ جُهُودهم ذهبت أدراج الريح فما انقضى شهرٌ الحصار تهدَّمت أجزاء الأسوار كانت تحمي المدينة وتدفَّق العُثمانيُّون خلال الثغرات قلب فسقطت أيديهم وأصبحت جُزءًا ديار الإسلام وشكَّل سُقُوطُ نهاية استمرَّت أحد عشر قرنًا ونيفًا وعدَّ المُؤرِّخون الغربيُّون هذا الحدث العُصُور الوُسطى وبداية الحقبة الحديثة ومُنذ عُرفت «إستانبول إسلامبول» «الآستانة» ولُقِّب بـ«الفاتح» وعُدَّ مُنذُ ذلك الوقت أبطال ومن كبار القادة الفاتحين انسابت موجات الفُتُوحات الإسلاميَّة بِقيادة سُقُوط أثار مخاوف الدُول الأوروپيَّة فشنَّت حربًا طويلة بِزعامة جُمهُوريَّة البُندُقيَّة وحاولت التحالف أعداء آسيا تمكَّن وأجبر توقيع مُعاهدة صُلحٍ حوالي 16 القتال تميَّز عهد بِالتمازج الحضاري والمسيحي بعدما هضمت الكثير مؤسسات وعملت إحياء بعضها وصبغه بِصبغة إسلاميَّة جديدة فانتعشت عاصمة العتيقة إحدى أهم المراكز الثقافيَّة العالم ابتنى فيها عدَّة مدارس ومكتبات وتكايا ومُؤسساتٍ خيريَّةٍ ووقفيَّة وأبقى أبنائها الأصليين المسيحيين واليهود سبيل الاستفادة خبراتهم وشجَّع الانتقال إليها مزاياها التجاريَّة وعلم أهلها ظهر بِمظهر راعي بطريركيَّة الأرثوذكسيَّة المسكونيَّة مُواجهة البابويَّة والكنيسة الكاثوليكيَّة وشهد دُخُول أعدادٍ كبيرةٍ الأرناؤوطيين والبُشناقيين قُدَّر لِبعض هؤلاء يلعب أدوارًا بارزةً الميادين والمدنيَّة لاحقًا عالي الثقافة تحدَّث لُغات جانب لُغته التُركيَّة الأُم وهي: العربيَّة والفارسيَّة والعبرانيَّة والروميَّة واللاتينيَّة والصربيَّة تمتع بِمهاراتٍ إداريَّةٍ فذَّة فأصدر القوانين العُرفيَّة لِتنظيم دولته له اهتمامات وهوايات عديدة كالبستنة وصناعة الخواتم شغفهُ الحقيقيّ رسم الخرائط تقيًّا صالحًا مُلتزمًا بِحُدُود الشريعة يقول المُؤرِّح أحمد يُوسُف القرماني: « وَهُوَ السُّلطَانُ الضِّلِّيلُ الفَاضِلُ النَّبِيلُ أَعظَمَ المُلُوكِ جِهَادًا وَأَقوَاهُم إِقدَامًا وَاجتِهَادًا وَأَكثَرُهُم تَوَكُّلًا عَلَى اللهِ تَعَالَىٰ وَاعتِمَادًا الذِي أَسَّسَ مُلكَ بَنِي عُثمَان وَقَنَّنَ لَهُم قَوَانِين صَارَت كَالطَّوقِ فِي أَجيَادِ الزَّمَانِ وَلَهُ مَنَاقِبَ جَمِيلَة ومَزَايَا فَاضِلَة جَلِيلَة وَآثَارٌ بَاقِيَةٌ صَفَحَاتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّام وَمَآثِرٌ لَا يَمحُوهَا تَعَاقُب السِّنِينِ وَالأَعوَام» دوافع الفتح بعد مكث بِبورصة أيَّام قام وعاد مُلكه وعبر طريق قوجه إيلي بلغه سُفن سدَّت معبر گليپولي يضمرُ وصمَّم إليه فشرع إعداد العدَّة لِلفتح الكبير المُنتظر والحقيقة أنَّهُ لِمُحمَّدٍ أسباب لِفتح رغبته بِتنفيذ وتحقيق البشارة النبويَّة ويُمكن شمل الأسباب يلي: انتعشت جديد سياسة الفُتُوح والنظام المركزي اللذين يجري تطبيقهما وراح تقليد الغزو التُركماني يتحوَّلُ غايةٍ داخل الإطار العائق الوحيد أمام لِتنفيذ سياسته العالميَّة المُحرِّك لِلتهديد الصليبي فكان بُدَّ حلٍّ لِهذه المُشكلة ظلَّت تُقاوم نصف قرنٍ الزمن غزو تيمورلنك مُعتمدةً التلاعب بِورقة الطامعين بِالعرش والتهديد بِشنِّ حملاتٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ وهكذا بيزنطة انشغال بِالهُجُوم الإمارة القرمانيَّة فهدَّدت بِإطلاق سراح الشاهزاده أورخان المُطالب لِتُرغم تقديم التنازُلات الإمبراطور البيزنطي أرسل وفدًا مقرِّه العسكري بِالأناضول طالبًا منه زيادة المبلغ المُقرَّر دفعه الخزينة مُقابل مصروف سالف الذِكر ضعفيه؛ مُشيرًا إن يزد فإنَّهُ سوف يجعل حُرًّا طليقًا يُنازعه وبِموجب الروايات فإنَّ مُحمَّدًا يُريد نُشُوب أي مُشكلة وضع ذكر لِأعضاء الوفد لمَّا يرجع فسوف يحل المسألة رجع رواية أُخرى رفض الطلب الفور وهُناك تُشير التصرُّف الغريب والصبياني لهُ تأثيرٌ كبيرٌ التعجيل إنَّ هدفًا دائمًا لِلمُسلمين خِلافة مُعاوية سُفيان مُحاولاتهم المُتكرِّرة لِفتحها باءت بِالفشل بِفضل موقع وقُوَّة وبِفعل الخطط المُنفَّذة والقائمة أساسٍ غير سليم وعندما قامت ونمت قُوَّتها وتحويل المحليَّة دولةٍ ذات توجُّهٍ عالميّ حُلمًا يُراودُ السلاطين ورث دولةً تزال مُنقسمةً قسمين: الأناضول أضحى بلادًا إسلاميَّةً اندمجت حضارة وثقافة والروملِّي فُتح حديثًا ولا منطقة ثُغُور وتأثَّر تأثُرًا عميقًا بِنظريَّات وتقاليد مُجاهدي الثُغُور استوطنوه تأثَّر بِمُعتقدات وطُرق الدراويش الصوفيَّة صحبوا المُجاهدين الوضع يتطلَّب إيجاد صلة القسمين القديمة بورصة والعاصمة الجديدة الروملِّي وكانت تُشكِّلُ الصلة سبق لِلسلاطين حاولوا شعروا بِأنَّها الطبيعيَّة لِدولتهم إذ بقاءها أيدي شأنه يُهدِّد المُوصلات وعمليَّات نقل القُوَّات أملاكهم الآسيويَّة والأوروپيَّة أمَّا فتحها كفيل بِتشديد قبضتهم الأراضي يحكمونها ويخلع عليهم المهابة والعظمة وأضحى ضرورة سياسيَّة واستراتيجيَّة مُلحَّة فضلًا عمَّا فيه مغزى ديني الإعداد الكبير لمَّا الهم لِلسُلطان عليه السيطرة مضيق البوسفور وإحكام الرقابة جميع السُفن المارَّة المضيق أجل فكَّر بِبناء قلعةٍ حصينةٍ تتحكَّم بِحركة الملاحة المياه وكي يشرع الرُّوم بِأي أعمالٍ حربيَّةٍ إتمام القلعة يطلب منهُ إذن الشُرُوع البناء بِحُجَّة حماية المُمتلكات وتوفير الأمن لكن يبدو فطن لِقصد فاعتذر بِإنَّ الطرف المطلوب ليس أملاك حُكمه وإنما الجنويين فقال حاجة لِلعُثمانيين الاستئذان فأمر البنَّائين وكانوا أربعمائة وأعانهم العسكر فبنوا الحصينة خِلال فترةٍ وجيزة أظهر مُسالمة طلب يهبه أرضًا طرف بلاده بِمقدار جلد ثور فتعجَّب قُسطنطين منح نظيره المُسلم فأرسل جماعة والصُنَّاع فاجتازوا وقدُّوا ثورٍ قدًّا رقيقًا فبسطوه وجه الأرض أضيق محل فم الخليج القدر أحاطه الجلد سورًا منيعًا شامخًا وحصنًا رفيعًا باذخًا وركَّبوا المدافع وجعلوا المزاغل (4) وصل يوم الأحد 5 ربيع 855هـ المُوافق 26 آذار (مارس) 1451م لِيُشرف بِنفسه حُسن سير العمل أمر بهدم أطلال كنيسة القدِّيس ميخائيل الموجودة الناحية وأضاف أنقاضها المواد أتى بالأخشاب اللازمة المناطق الخاضعة شواطئ إزميد وبقي الموقع اكتملت بضعة أشهُر ولمَّا العملُ جاريًا قدمٍ وساقٍ بناء العتيدة يُضيف الملاحق قلعة أناضولي حصار شيَّدها بِبر فرمَّم استحكاماتها وشحنها والمُقاتلة التحكُّم محلٍّ الجانبين ويُذكر أعمال الإنشاء والبناء سُمِّيت المصادر «بوغاز كسن حصاري» «القلعة قاطعة المضيق» بِـ«قلعة روملِّي حصار» تمَّت أربعة أشهُرٍ؛ وتذكر أنَّها أربعين يومًا حين تُقدِّرُ دراساتٌ مُعاصرة الهائل اكتمل ثلاثة أشهر ونصف شحنها بِأربعمائة جُندي مُختار فيروز آغا ونُصبت مدافعٌ بِمُختلف الأبعاد وأمر بِتوقيف بِالمضيق وتفتيشها وتحصيل مُناسب حُمُولاتها وإغراق سفينة تُطيع الأوامر ولقد الأمر حيثُ أغرق لِلبُندُقيَّة شهر شعبان لِشهر آب (أغسطس) لِرفضها امتثال الإثنين 12 28 لِيُتابع استعدادات يمثل السند القاسم أهمية خاصة لدى باحثي التراجم والأعلام؛ حيث يندرج ضمن نطاق مؤلفات وما يرتبط فروع الفكر الاجتماعي والثقافة

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ صاحب البِشارة الملكُ المُجاهد والسُلطان الغازي أبي الفتح والمعالي مُحمَّد خان الثاني بن مُراد بن مُحمَّد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: صاحب بِشارۀ الملكُ المُجاهد غازى سُلطان مُحمَّد خان ثانى بن مُراد بن مُحمَّد عُثمانى؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan II. Mehmed Han ben Gazi Murad) , ويُعرف اختصارًا باسم مُحمَّد الثاني , وبِلقبه الأشهر مُحمَّد الفاتح (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُحمَّد ثانى أو مُحمَّد فاتح أو فاتح سُلطان مُحمَّد؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: II. Mehmed أو Fatih Sultan Mehmed)؛ هو سابع سلاطين آل عُثمان وخامس من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده مُراد وجدُّه مُحمَّد الأوَّل وجدَّاه بايزيد ومُراد , وثاني من لُقِّب بِالـ«ثاني» من سلاطين آل عُثمان , وأوَّل من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا. يُلقَّب بِـ«صاحب البِشارة» اعتقادًا من جُمهُور المُسلمين أنَّ نُبُوءة الرسول مُحمَّد القائلة بِفتح القُسطنطينيَّة قد تحققت على يديه , كما لُقِّب في أوروپَّا بِـ«التُركي الكبير» (باللاتينية: Grand Turco) و«إمبراطور التُرك» (باللاتينية: Turcarum Imperator) نظرًا لِأهميَّة وعظمة إنجازاته وانتصاراته العسكريَّة التي حققها على حساب القوى المسيحيَّة , علمًا بِأنَّ المقصود بِـ«التُركي» هُنا هو «المُسلم» عُمومًا , وليس التُركي عرقيًّا , لأنَّ التسميتان كانتا تعنيان شيئًا واحدًا في المفهوم الأوروپي آنذاك.(1)



جلس مُحمَّد الثاني على عرش الدولة العُثمانيَّة مرَّتين: الأولى بُعيد وفاة شقيقه الأكبر علاء الدين واعتزال والده مُراد الحياة السياسيَّة بعد تلقيه هزيمة نكراء على يد تحالُفٍ صليبيٍّ , فانقطع لِلعبادة في تكيَّة مغنيسية وترك شُؤون الحُكم لِولده , وفي تلك الفترة كان السُلطان الجديد ما يزال قاصرًا , فلم يتمكَّن من الإمساك بِمقاليد الحُكم إمساكًا متينًا , لا سيَّما وأنَّ الدوائر الحاكمة في أوروپَّا استغلَّت حداثة سن السُلطان ففسخت الهدنة التي أبرمتها مع والده , وجهَّزوا جُيُوشًا لِمُحاربة الدولة العُثمانيَّة , فأُجبر السُلطان مُراد على الخُرُوج من عُزلته والعودة إلى السلطنة لِإنقاذها من الأخطار المُحدقة بها , فقاد جيشًا جرَّارًا والتقى بِالعساكر الصليبيَّة عند مدينة وارنة (ڤارنا) البُلغاريَّة وانتصر عليها انتصارًا كبيرًا , ثُمَّ عاد إلى عُزلته لكنَّهُ لم يلبث بها طويلًا هذه المرَّة أيضًا , لأنَّ عساكر الإنكشاريَّة ازدروا بِالسُلطان مُحمَّد الفتى , وعاثوا فسادًا في العاصمة أدرنة , فعاد السُلطان مُراد إلى الحُكم وأشغل جُنُوده بِالحرب في أوروپَّا , وبِالأخص في الأرناؤوط , لِإخماد فتنة إسكندر بك الذي شقَّ عصا الطاعة وثار على الدولة العُثمانيَّة , لكنَّ المنيَّة وافت السُلطان قبل أن يُتم مشروعه بِالقضاء على الثائر المذكور , فاعتلى ابنه مُحمَّد العرش لِلمرَّة الأُخرى , التي قُدِّر لها أن تكون مرحلةً ذهبيَّة في التاريخ الإسلامي.. ❝