إننا نعيش في زمن المراهقة. العالم من حولنا يتحلى بصفات... 💬 أقوال كريم الشاذلى 📖 كتاب لن تستطيع معي صبرا

- 📖 من ❞ كتاب لن تستطيع معي صبرا ❝ كريم الشاذلى 📖

█ إننا نعيش زمن المراهقة العالم من حولنا يتحلى بصفات المراهق حيث لكلام الناس قيمة أكبر والادّعاء جزء مهم أبجديات التسويق ومحاولة التجمل والتأنق باتت أصلًا أصول النجاح المراهق نَزِق مَلُول سريع التقلب يعطي للخارج كامل اهتمامه ويهمل دائمًا النظر إلى داخله وكوكبنا هذا به هذه الصفات الشيء الكثير عليك إذن أن تتمهل وتفهم كيف تصبح ناضجًا والنضج ببساطة يعني الأصالة تعي جيدًا تكون حقيقيًّا وأن كذلك تعبِّر عن قيمك بغضِّ استحسان أو رفضهم لها الناضج يدرك وفاءه لمنظومة القيم التي تحكمه هي وحدها ترفع تقديره لذاته وتروي امتنانه لنفسه وتُغنيه مقالة كل قائل وتريحه مهما ذاق مشاقَّ وأهوال لا يكذب لأن افتضاح كذبه خطر بينما الناضج لأنه لن يستطيع ينظر للمرآة ارتياح ولن وسادته مُتكأ طمأنينته بل تعنيفًا وعذابًا مستمراَ يهتم بالثناء المغالى فيه ويطرب له يحب يُحمد ما فعل وربما لم يفعل يهمه قول عنه دام مدركًا حجم وقيمته حدث يومًا اتهمت الصحافة الممثلة مارلين مونرو بأنها ليست جميلة وجذابة كما تدَّعي كتاب تستطيع معي صبرا مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الكتاب : يقول «الشاذلي» مقدمة كتابه جاءت تحت عنوان «صباح الخير»: «يقولون إن النائم يوقظ نائمًا عليه يستيقظ أولًا مع سيصنعه استيقاظه جَلَبةٍ ستزعج النائمين هو وحده سيدرك الوقت قد تأخر نومهم صار خطرًا» ويضيف «الشاذلي»: «النائمون يفقدون أحاسيسهم وإدراكهم وينفصلون عما يحدث حولهم وهنا يتحتم مَن استيقظ يهزّهم برفقٍ بعنف مقاومتهم ستحدد يجب فعله» ويتابع: «وإذا كان متأخرًا جدًّا فيجب ألا يقوم بمهمته تلك بعدما ينتهي التأنق والتجهز يبدأ الصراخ حتى وإن نفسه يزل بين حال وحال ويجب يغضب غضبهم منه ولا يكترث لانتقادهم عدم اتِّزانه؛ هناك أمر أهم فكرة الإعراض واتهام الآخر بعدم تقدير به»

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ إننا نعيش في زمن المراهقة.

العالم من حولنا يتحلى بصفات المراهق , حيث لكلام الناس قيمة أكبر , والادّعاء جزء مهم من أبجديات التسويق , ومحاولة التجمل والتأنق باتت أصلًا من أصول النجاح.

المراهق نَزِق , مَلُول , سريع التقلب , يعطي للخارج كامل اهتمامه , ويهمل دائمًا النظر إلى داخله , وكوكبنا هذا به من هذه الصفات الشيء الكثير.

عليك إذن أن تتمهل وتفهم كيف تصبح ناضجًا , والنضج ببساطة يعني الأصالة , أن تعي جيدًا قيمة أن تكون حقيقيًّا , وأن تكون حقيقيًّا يعني -ببساطة كذلك- أن تعبِّر عن قيمك بغضِّ النظر عن استحسان الناس أو رفضهم لها.

الناضج يدرك جيدًا أن وفاءه لمنظومة القيم التي تحكمه هي وحدها التي ترفع من تقديره لذاته , وتروي امتنانه لنفسه , وتُغنيه عن مقالة كل قائل , وتريحه مهما ذاق من مشاقَّ وأهوال.

المراهق لا يكذب لأن افتضاح كذبه خطر , بينما الناضج لا يكذب لأنه ببساطة لن يستطيع أن ينظر للمرآة في ارتياح , ولن تكون وسادته مُتكأ طمأنينته , بل تعنيفًا وعذابًا مستمراَ.

المراهق يهتم بالثناء المغالى فيه ويطرب له , يحب أن يُحمد على ما فعل وربما على ما لم يفعل , بينما الناضج لا يهمه قول الناس عنه ما دام مدركًا حجم ما فعل وقيمته.

حدث يومًا أن اتهمت الصحافة الممثلة مارلين مونرو بأنها ليست جميلة وجذابة كما تدَّعي , وأن ملابسها التي صممتها كبرى شركات الملابس , وأدوات الزينة الغالية هما عدَّتها الوحيدة , وأن جمالها عاديٌّ غير لافت للنظر , فما كان من المرأة الواثقة بجمالها إلا أن أخرجت للصحف صورها وهي ترتدي «جوال بطاطا» لتثبت لهم أن جمالها حقيقي لا شُبهة فيه!

للأسف وقعت الشابة المسكينة في شَرَك المجتمع , ذلك أنها دافعت عن الزيف بزيف آخر , فزادها التحدي -رغم أنها ربحته- خواءً وكآبة أديا بها إلى الانتحار وقد بلغت ذروة النجاح وفق مقاييس مجتمعها المزيف. أشعلت الفتاة الساذجة الشمعة من طرفيها بحثًا عن السعادة والتقدير فانطفأت حياتها سريعًا , وهذا حال كل من يترك نفسه رهينة لمجتمع مراهق , يحدد له القيم والمعايير , ويرسم له الطريق.

في سجنه الذي أورثه المرارة والندم كتب أوسكار وايلد أن «الرذيلة الكبرى أن تعيش مصطنعًا» , لأن الاصطناع هذا -الذي هو أولى صفات المراهقين- هو لا غيره ما سيجعلك بعيدًا عن نفسك , تمشي , وتتحدث , وتقول , وتصمت , فقط من أجل شيء واحد هو إرضاء العالم الذي تعيش فيه , حتى تبتعد عن نفسك , وتنفصل عن ذاتك , وتموت ببطء وتعاسة , حتى وإن عشت ألف عام!. ❝