الشّوارع في زمن الحرب لا أسماء لها، إنّها متشابهة إلى... 💬 أقوال أيمن العتوم 📖 رواية خاوية

- 📖 من ❞ رواية خاوية ❝ أيمن العتوم 📖

█ الشّوارع زمن الحرب لا أسماء لها إنّها متشابهة إلى درجة أنّكَ لو دخلتَ أحدها ستجد نفسكَ الآخر النّاسُ بلا وجوه فقط الحزن واليأس واللامبالاة والكُفر بكلّ شيء كتاب خاوية مجاناً PDF اونلاين 2024 هنا أعيش ما يسقط من السماء النهاية هذه ليست الحياة نحن ننتظر حياة أخرى كل المصائب يمكن احتمالها مالم تكن الرأس إن سَلِمت وجع فيه فيمكن القول أن الأمور بخير" كان المكان الذي يصلح لأن تبيت الكلاب يبدو قبراً أقرب منه مأوى " أمجادنا تبخرت مدينة الضباب تبدو كما أنها وهبتنا حُلماً لكنه سرعان حلّق بعيداً" قال جلال أجابه عادل حانقاً: "لاتقل ذلك يكافأ بالحزن موعودون بالفرح النهاية" "وهذا الدمار حلّ بسورية؟!!" "كان يجب يحلّ الأرض تُنبت إلا بعد تصبح وسط الخراب ستنبت الورود وسيكون بإمكان الاجيال التي لم تشهد قذارتنا تنقذ وطنها وتقوده المجد" "أنت متفائل جداً يا عادل" "أتجدني وضع يسمح لي بالتفاؤل!! لكن العمل ليس أمامنا غير التفاؤل" "والحرب؛ إنها لن ترحل حتى بكل يوقدها شخص أحمق ويصلى بنارها شعبٌ بأكمله وبلادٌ بطولها وعرضها يسوّغ جريمةً كهذه أبداً مرعبة بحدّ ذاتها أكثر الرعب الناجم عن آثارها؛ تنتهي سنوات ولكن نتائجها قرون ومع فلا مهرب تشرق الشمس ولو طال الليل ظنّ المألوم أنّه سرمديّ تلفّت حوله يبعث اليأس والأسى يدعو تقاوم طوفان أسهل ترمي نفسك وترجل هذا العالم أدهشه يكون صديقه الدكتور ظلّ محافظاً روحه المقاومة أين ذهبت أيام الرخاء بريطانيا طافت بخيالاته الذكريات الفاتنة سكَنُهما معاً دراستهما لقاءاتهما تحت أشجار الزيزفون تفوقهما طلبة أنفسهم حصولهم أعلى الدرجاتـ تقدُّم الاختراعات مجده وعبقريته وهبها أهل بلاده عاد إليها ليعمل جامعاتها جامعة دمشق؛ كله ذهب أدراج الرياح اليوم كاد يبكي وهو ينظر ثيابه الممزقة وشعره الطويل المبّد عهده بالماء وجهه المتغضن صيّرته المأساة عجوزاً قام مكانه ليتّقي نظرات إليه "سأطبخ لك طعاماً" "أعرف أنك ماهرٌ الطبخ لندن لديك يؤكل؟!" "الأرض تجود ببعض ينبته المطر أعشابها نعيش هي الوحيدة ترضخ لقوانين الحرب" جلال: "هذه قصتك!" "تريّث قليلاً رواية أحياناً أوجع نفسها!!" هزّ كتفيه مبالاة استدار بوجه مكروب نحو "زوجتي قُتلت مع ثلاثة أبنائي قبر واحد يكن هناك وقت ليصلي عليهم الآخرون معي صليت وحدي ورثيتهم ودفنتهم أتعرف معنى تدفن بعضك التراب جزءاً منك تواريه وأنت حي!! هكذا فعلت صار الموت بعدهم أمنية بالنسبة سبب يدفعني للعيش فقد فقدت توقف سمع صوت نشيجه المحبوس "سنعود أنا الأردن ٍسأجد عملاً محترماً يليق بك أحسن المستشفيات مكانك كطبيب مختص هو أرقى المشافي بين أنقاض الحجارة والصفائح الخرساء" سمعه يقول بصوت حازم: "لن أتحرك بوصة واحدة!!" تريد تعيش كنف ذكرياتك ولا تخرج أسرها" "كلّا كلّا كنت أريد أغادر وطني لما عدتُ ألم ملمس العيش أرق وألين!! دمشق مغروسة القلب وكل شبر يبعدني عنها يقرّبني الرحيل الآن حافة الآخرة فما الفائدة أتركها!!" "لكن الأخرى مذبوحة مخنوقة" "صحيح لكنها ستعيش ستقاوم وستنتهي اللعينة وسيعود الياسمين وأعود زواربها وحاراتها وبيوتها القديمة وإلى رائحة أهلي فيها" في أوقدا ناراً بدا راهبين صومعة معزولة البشر يعيشان خارج الفيزياء الكونية جلسا صامتين طول يحدّقان النار دون يقولا كلمة واحدة حين تسلل عيونهم النعاس قاما اتخذا منهما زاوية وخلدا النوم تقلّب جنبه مرة استلقى ظهره حدّق النجوم البعيدة كانت تتلألأ الصفحة الكحلية قادمة أزمنة سحيقة يعلمها الله هجمت عليه صورة ابنه؛ تشكّلت المخيال يملأ الظلام يغنّي يفعل قبل؛ إنه يملك لساناً هدوء أغنيات أمّه أنصت بقلبه بكى مسح دموعه بطرف أصابعه أطلق تنهيدة طويلةً حاول يحبس المزيد جاءه هادئاً مطمئناً: تحبسها جلاء مافي الصدور" آلام ومعاناة تختزنها الأعماق ويستمهلها الإنسان المثخن بجراح وطن يشهد ذبحة الوريد فالوطن روح إذا مات الوطن كرامته أهين يبق له منها جداره الأخير يحمي الانهيار والعبث [ ] تتقاطع حكاية عند مأساتهما الإنسانية الاول أحزان تخترقه بسبب ولده الوحيد مرض التوحّد ومأساة فقده لعائلته إلّا يبقى الأبرز فمع انفتاح المشاهد الأولى للرواية يبرز لدى رهافة حسّ وشعور إنساني جعله يندفع لأداء دوره أي بقعة بقاع لإنقاذ لينحصر ثم عمله؛ وذلك امتداد شرارة ثورات الربيع العربي لانقاذ أبناء العراق وثم سوريا إذ حينها بدأت تنشقّ وأخذت تبكي بكاءً مريراً تحوّل بعدها النزيف الدماء وضعت رقاب الشعوب جغرافيا عديدة المقصلة ] مضى مسيرته متناسياً معاناة ابنه شهده الآرين أمضى وقعاً قلبه ولتشاء الظروف فيلتقي وحين يؤدي الإنساني فتمتزج معاناتهما المُستَمهِلَة برء جراح نحاول دوامة أكانت أرواحنا منذورة للحزن !! كلا الذين نغرقها كأسه فليرحل إذن قلوبنا دفقة التائقين وغمرة المشتاقين الفرح فلم نفرح ترقص ؟ تغني شفاهنا تصفق وليكن يكون؟

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ الشّوارع في زمن الحرب لا أسماء لها , إنّها متشابهة إلى درجة أنّكَ لو دخلتَ أحدها , ستجد نفسكَ في الآخر... النّاسُ بلا وجوه , فقط وجوه الحزن واليأس واللامبالاة والكُفر بكلّ شيء. ❝