█ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) أي عيش مرضي , يرضاه صاحبه وقيل : " عيشة راضية أي فاعلة للرضا وهو اللين والانقياد لأهلها فالفعل للعيشة لأنها أعطت الرضا من نفسها فالعيشة كلمة تجمع النعم التي الجنة فهي كالفرش المرفوعة وارتفاعها مقدار مائة عام فإذا دنا منها ولي الله اتضعت حتى يستوي عليها ثم ترتفع كهيئتها ومثل الشجرة فرعها كذلك أيضا الارتفاع اشتهى ثمرتها تدلت إليه يتناولها قاعدا وقائما وذلك قوله تعالى قطوفها دانية [ الحاقة 23 ] وحيثما مشى أو ينتقل مكان إلى جرى معه نهر حيث شاء علوا وسفلا يفجرونها تفجيرا الإنسان 6 فيروى الخبر ( إنه يشير بقضيته فيجري غير أخدود قصوره وفي مجالسه ) فهذه الأشياء كلها قد وهي انذلت وانقادت بذلا وسماحة كتاب تفسير سورة القارعة مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)
ومعنى فأمه هاوية يعني جهنم . وسماها أما ، لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه ، قاله ابن زيد . ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
فالأرض معقلنا وكانت أمنا فيها مقابرنا وفيها نولد
وسميت النار هاوية ; لأنه يهوى فيها مع بعد قعرها . ويروى أن الهاوية اسم الباب الأسفل من النار . وقال قتادة : معنى فأمه هاوية فمصيره إلى النار . عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه . الأخفش : أمه : مستقره ، والمعنى متقارب . وقال الشاعر :
يا عمرو لو نالتك أرماحنا كنت كمن تهوي به الهاوية
والهاوية : المهواة . وتقول : هوت أمه ، فهي هاوية ، أي ثاكلة ، قال كعب بن سعد الغنوي :
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يؤدي الليل حين يئوب
والمهوى والمهواة : ما بين الجبلين ، ونحو ذلك . وتهاوى القوم في المهواة : إذا سقط بعضهم في إثر بعض . ❝
❞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)
وما أدراك ما هيه الأصل ( ما هي ) فدخلت الهاء للسكت . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وابن محيصن ( ما هي نار ) بغير هاء في الوصل ، ووقفوا بها . وقد مضى في سورة الحاقة بيانه . ❝