ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء. كل... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب الشيطان يحكم

- 📖 من ❞ كتاب الشيطان يحكم ❝ مصطفى محمود 📖

█ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء كل يمضي ثم يصبح ذكرى أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى أحاديث حول فنجان شاي أليست حياتنا معجزة و أليست أكبر تشفى تلتئم جراح مفتوحة مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات تلقائيا بدون بنسلين صبغة يود بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق الأنسجة عجب حشد جنده عند مدخل مخرجه الفم الحلق اللوزتين الجراح المفتوحة هي اللعاب الملوث الأنفاس المحملة بالأتربة الجراثيم تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة بقدرة القادر سلحنا بأمضى أسلحته لعل هذا هو السبب منطقة وضع أقوى شبكة الأعصاب نشر قنوات أنهارا الدم الليمف رصد الملايين الكرات البيض الخلايا الحارسة تلتهم ميكروب وافد فلا تبقي عليه بعد يشك شاك العناية الرحمة يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا العالم عون قذفنا الوجود لنترك بلا عناية رعاية لو تعلم الطب كما الأدب درس كتاب الشيطان يحكم مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى محمود تحدث عن كمٌ هائل الأفكار تتوزع جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والفنية وقل أكثر تستوقفه الظواهر الشائعة تحمل طياتها بذور الفساد ظاهرة الأفلام الجنسية تجتاح مجتمعات كافة مبيناً الغاية منها منبهاً تداعياتها ويتحدث مواضيع شتى وبالأحرى هموم محاولة لبعث مزيد الوعي ومزيد الفهم لما يجري وللنفاذ أبعد حدود ممكنة للوقوف الحقائق والنوايا الكامنة وراء تلك الأحداث والظواهر إقتباسات الكتاب : “المرأة عليك تقرأه بعقلك اولا تتصفحه دون نظر غلافه قبل تحكم مضمونه” “الجميلة لم تجتهد لتولد جميلة القوي يجتهد ليولد قوياً الحاد البصر حاد بعض التواضع” “إذا اردت جمال امرأة تنظر إليها بعينيك وإنما انظر لترى ماذا يختفى الديكور” “إن يقتل أخاه يكره نفسه فاليد ترتفع لتقتل إلا إذا كانت النفس الداخل يعتصرها التوتر القاتل يعلن الحرب الآخرين اعلنت داخل واشتد أوارها وثار غبارها فأعمى العيون والأبصار المجرم دائماً إنسان ينزف ” “ساذج العقل لك أنت تافه فلكل شئ هذه الدنيا خطره مهما كان صغيراً ضئيلاً ولقد تغير وقد تفتح عينيك غدا فتكتشف شيئاً تكون الجندي اليوم قائد المعركة غداً ” “الدنيا الفرصة أتاحها لمخلوقاته لتختار طريقها بالفعل ليظهرنا علي نفوسنا يعرفنا حقيقتنا” “المعنى الوحيد للسيادة سيدا نفسك أولا تحاول تسود غيرك ملكا مملكة تتحرر أغلال طمعك وتقبض زمام شهوتك ” “العالم مبني العدل ظلم هناك ينزل بالإنسان قدر يستحقه يفكر الإنسان يكون تضمر تسير حياتك حكمة هندية لحكماء اليوجا” “ما ذكري ” “الذي دعانا إلي ضبط شهواتنا ليس القسيس الواعظ إنما تراكم الخبرات التجارب عبر ألوف السنين … ملايين الأخطاء المحن مرت بها الإنسانية استولدت الحكمة العبرة الضمير أقامت صرح الحضارة “العلم يمكن يقودك للجنون تترفق بنفسك تأخذ منه جرعة حسب طاقتك” “إن اخاه , ” “إذا أردت تعيش بكل وجودك فعليك ذراعيك لتحتضن …" “لا تسمي تسميته تأمل تنطق بحرف … “لو قلبك ذرة إيمان قلت للجبل انتقل مكانك لانتقل مكانه سيدنا عيسى السلام”

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.



كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.



أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.



أليست حياتنا معجزة.



و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات.. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود.. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.



و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه.. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم.. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.



و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.



و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.



و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.



و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون , و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.



و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.



و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب.. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.



و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد..



الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها.. و الفراشة الملونة بلون الوردة.. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.



بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.



و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب , و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.



أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات.. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.



أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها.. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة.. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.



و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.



و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله , فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر , و تنجب أكثر من مليون دودة.



و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض , و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.



و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.



و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.



و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.



و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.



و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.



إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.



لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.



إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.



حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا.. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.



ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.



و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.



و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل , فالدنيا ليست كل شيء , و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها , و يجد كل ظالم عقابه.



و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا , و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.



ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.



و شكرا لأيام المرض و آلامه.



من كتاب / الشيطان يحكم

للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝