حوار مع صديقي الملحد قال صديقي الدكتور: _ألا توافقني... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب حوار مع صديقي الملحد

- 📖 من ❞ كتاب حوار مع صديقي الملحد ❝ مصطفى محمود 📖

█ حوار مع صديقي الملحد قال الدكتور: _ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا المرأة ؟ وبدأ يعد أصابعه حكاية تعدد الزوجات وبقاء البيت والحجاب والطلاق في يد الرجل والضرب والهجر المضاجع وحكاية ما ملكت أيمانكم الرجال قوامون النساء ونصيب الرجل المضاعف الميراث قلت له وأنا أستجمع نفسي: التهم هذه المرة كثيرة والكلام فيها يطول ولنبدأ من البداية من قبل وأظنك تعرف تماما جاء على جاهلية والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن الرمل والرجل يتزوج إلعشرة والعشرين ويكره جواريه البغاء ويقبض الثمن فكان به إباحة الزواج بأربع تقييدا وليس تعديدا وكان إنقاذ للمرأة العار والموت والاستعباد والمذلة وهل الآن أوروبا أسعد حالا الانحلال الشائع هناك وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر أغلب الزيجات أليس اكرم تكون زوجة ثانية لمن تحب لها حقوق الزوجة واحترامها عشيقة السر تختلس المتعة وراء الجدران ومع ذلك فالإسلام جعل التعدد شبه معطلة وذلك بأن شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين (وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ( ولن تستطيعوا كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024 رد أسئله لملحدين الدين الإسلامي رائع بالدلائل والأمثله يجيب عن تساؤلات عقلنا فترة نمر بها ويرد الآخرين الماديين صديقى رجل يحب الجدل ويهوى الكلام يعتقد أننا أنفسنا المؤمنون السذج نقتات بالاوهام ونضحك بالجنة والحوار العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها وصديقى بهذه المناسبة تخرج فرنسا وحصل دكتوراه وعاش الهيبيز تاريخ آخر ينكر لا تقل لي كعادتك أنا مخيـَّر فليس هناك فرية أكبر الفرية ودعني أسألك هل خُـيّرتُ ميلادي وجنسي وطولي وعرضي ولوني ووطني ؟ هل باختياري تشرق الشمس ويغرب القمر ينزل عليَّ القضاء ويفاجئني الموت وأقع المأساة فلا أجد مخرجاً إلا الجريمة لماذا يُكرهني الله فعل ثم يؤاخذني عليه ؟ وإذا قلت إنك حر وإن لك مشيئة إلى جوار تشرك بهذا وتقع القول بتعدد المشيئات ؟ ثم قولك حكم البيئة والظروف وفي الحتميات يقول الماديون التاريخيون ؟ أطلق صاحبي الرصاصات راح يتنفس الصعداء راحة وقد تصوَّر أني توفيت وانتهيت ولم يبق أمامه استحضار الكفن قلت هدوء أنت عدة مغالطات فأفعالك معلومة عند كتابه ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه إنها مقدَّرة علمه فقط كما تقدِّر أنت بعلمك ابنك سوف يزني يحدث بالفعل فهل أكرهته أو هذا تقديراً العلم أصاب علمك أما كلامك الحرية بأنها وتدليلك بأنك لم تخيَّر ميلادك ولا جنسك طولك لونك موطنك وأنك لا تملك نقل مكانها هو تخليط وسبب التخليط أنك تتصوَّر بالطريقة غير تلك نتصورها نحن المؤمنين أنت تتكلم حرية مطلقة فتقول أكنت أستطيع أخلق نفسي أبيض أسود طويلا قصيراً بإمكاني أنقل أوقفها مدارها أين حريتي ؟ ونحن نقول : تسأل التصرف الكون وهذه ملك لله وحده أيضاً { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } 68 سورة القصص ليس لأحد الخيرة مسألة الخلق لأن يخلق يشاء ويختار ولن يحاسبك قِصَرك يعاتبك يعاقبك لأنك توقف ولكن مجال المساءلة التكليف وأنت المجال هي الحدود نتكلم تقمع شهوتك وتلجم غضبك وتقاوم نفسك وتزجر نياتك الشريرة وتشجع ميولك الخيرة أنت تستطيع تجود بمالك ونفسك تصدق وأن تكذب وتستطيع تكف يدك المال الحرام بصرك عورات تمسك لسانك السباب والغيبة والنميمة في أحرار وفي نُحاسَب ونُسأل الحرية يدور حولها البحث النسبية وليست المطلقة الإنسان التكليف وهذه حقيقة ودليلنا عليها شعورنا الفطري داخلنا فنحن نشعر بالمسئولية وبالندم الخطأ وبالراحة للعمل الطيب ونحن كل لحظة نختار ونوازن احتمالات متعددة بل إن وظيفة الأولى الترجيح والاختيار البديلات ونحن نفرق بشكل واضح وحاسم يدنا وهي ترتعش بالحمى ويدنا تكتب خطاباً فنقول حركة جبرية قهرية والحركة الثانية حرة اختيارية ولو كنا مسيرين الحالتين لما استطعنا التفرقة ويؤكد استحالة إكراه القلب شيء يرضاه تحت أي ضغط فيمكنك تُكره امرأة بالتهديد تخلع ثيابها ولكنك بأي تهديد تجعلها تحبك قلبها ومعنى أعتق قلوبنا صنوف الإكراه والإجبار وأنه فطرها ولهذا والنية عمدة الأحكام فالمؤمن ينطق بعبارة الشرك والكفر التهديد والتعذيب يحاسب طالما قلبه الداخل مطمئن بالإيمان استثناه المؤاخذة قوله تعالى: إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ٌ} 106 النحل والوجه الآخر الخلط المسألة بعض الناس يفهم علو المشيئة وانفراد بالأمر فيتهم القائلين بالحرية بأنهم أشركوا بالله وجعلوا أنداداً يأمرون كأمره ويحكمون كحكمه وهذا فهمته فقلت فهم خاطئ فالحرية الإنسانية تعلو الإلهية إن قد يفعل بحريته ينافي الرضا الإلهي ولكنه يستطيع الله أعطانا نعلو رضاه "فنعصيه" يعط أحداً يعلو مشيئته وهنا وجه وجوه نسبية وكل منا داخل وضمنها خالف وجانب الشريعة وحريتنا ذاتها كانت منحة إلهية وهبة منحها لنا الخالق باختياره نأخذها منه كرهاً غصباً إن حريتنا عين ومن هنا معنى الآية {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن اللَّهُ 30 الإنسان لأن مشيئتنا ضمن ومنحة كرمه وفضله فهي إرادته ثنائية تناقض منافسة لأمر وحكمه والقول المعنى التوحيد يجعل يحكمون ويأمرون فإن حرياتنا أمره ومشيئته والوجه الثالث للخلط تناولوا والقدر والتسيير والتخيير فهموا بأنه للإنسان طبعه وطبيعته خطأ وقعت فيه نفى نفسه بآيات صريحة {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} 4 الشعراء والمعنى أنه الممكن نُكره الإيمان بالآيات الملزمة ولكننا نفعل لأنه ليس سنتنا { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ 256 البقرة { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ 99 يونس ليس سُنة والقضاء يصح يُفهم للناس طبائعهم وإنما العكس يقضي إنسان جنس نيته ويشاء ويريد تسيير تخيير العبد يسيِّر امرئ هوى وعلى مقتضى نياته يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ حَرْثِهِ وَمَن الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا 20 الشورى { قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً 10 البقرة { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى 17 محمد وهو يخاطب الأسرى القرآن إِن يَعْلَمِ قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ 70 الأنفال الله ويقدِّر ويجري قضاءه وقدره النية والقلب شراً فشر خيراً فخير ومعنى التسيير التخيير الله يسيِّرنا اخترناه بقلوبنا ونياتنا ظلم جبر قهر طبائعنا { فَأَمَّا أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ لِلْعُسْرَى 5 الليل { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى الأنفال هنا تلتقي رمية والرمية المقدَّرة الرب فتكون واحدة مفتاح لغز التمكين فخير فشر والحرية مقداراً ثابتاً قدرة قابلة للزيادة الإنسان يزيد حريته بالعلم باختراع الوسائل والأدوات والمواصلات استطاع يطوي الأرض ويهزم المسافات ويخترق قيود الزمان والمكان وبدراسة قوانين يتحكم ويسخرها لخدمته وعرف كيف يهزم الحر والبرد والظلام وبذلك يضاعف حرياته الفعل العلم وسيلة كسر القيود والأغلال وإطلاق أما الوسيلة فكانت الاستمداد بالتقرب والأخذ عنه بالوحي والتلقي والتأييد الأنبياء ومن دربهم سخّر سليمان الجن وركب الريح وكلّم الطير بمعونة ومدده وشق موسى البحر وأحيا المسيح الموتى ومشى الماء وأبرأ الأكمه والأبرص والأعمى ونقرأ الأولياء أصحاب الكرامات الذين تُطوى لهم وتكشف المغيبات وهي درجات اكتسبوها بالاجتهاد العبادة والتقرب والتحبب إليه فأفاض عليهم المكنون إنه مرة أخرى ولكنه "اللدني" ولهذا يُلخص أبو حامد الغزالي مشكلة المخيَّر والمسيَّر قائلاً كلمتين الإنسان مخيَّر فيما يعلم مسيَّر وهو يعني كلما اتسع سواء المقصود الموضوعي اللدنِّي ويخطئ المفكرون أشد حينما يتصورون أسير التاريخية والطبقية ويجعلون حلقة سلسلة الحلقات فكاك مهرب الخضوع لقوانين الاقتصاد وحركة المجتمع كأنما قشة تيار بلا ذراعين وبلا إرادة والكلمة يرددونها يتعبون ترديدها وكأنها قانون "حتمية الصراع الطبقي" كلمة خاطئة التحليل العلمي حتميات الإنساني الأكثر ترجيحات واحتمالات الفرق وبين التروس والآلات والأجسام المادية فيمكن التنبوء بخسوف بالدقيقة والثانية ويمكن التنبؤ بحركاتها المستقبلة مدى أيام وسنين أما يمكن أحد ماذا يُضمر وماذا يُخبئ غداً بعد غد معرفة سبيل الاحتمال والترجيح والتخمين فرض توفر المعلومات الكافية للحكم وقد أخطأت جميع تنبؤات كارل ماركس فلم تبدأ الشيوعية بلد متقدم تنبأ متخلف يتفاقم الرأسمالية والشيوعية تقارب الاثنان حالة التعايش السلمي وأكثر فتحت البلاد أبوابها لرأس الأمريكي تتصاعد التناقضات الرأسمالي الإفلاس توقعه ازدهر ووقع الشقاق والخلاف أطراف المعسكر الاشتراكي ذاته أخطأت حسابات جميعها دالة بذلك منهجه الحتمي ورأينا صراع العصر يحرك التاريخ اللاطبقي الصين وروسيا وليس الطبقي جعله عنوان وكلها شواهد فشل الفكر المادي والتاريخ وتخبطه حساب المستقبل وجاء نتيجة جوهري ذبابة شبكة ونسي تماماً أنّ أمّا كلام والمجتمع يعيش تتحرك فراغ نقول ردّاً كمقاومات للحرية الفردية إنما يؤكد الجدلي لهذه ينفيه تؤكد ّ مقاومة تزحزحها أما إذا يتحرك فراغ نوع فإنه يكون حراً بالمعنى المفهوم لن عقبة يتغلب ويؤكد خلالها

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ حوار مع صديقي الملحد



قال صديقي الدكتور:

_ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا مع المرأة ؟

وبدأ يعد على أصابعه

-حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت .. والحجاب والطلاق

في يد الرجل .. والضرب والهجر في المضاجع .. وحكاية ما ملكت

أيمانكم .. وحكاية الرجال قوامون على النساء .. ونصيب الرجل

المضاعف في الميراث.

قلت له وأنا أستجمع نفسي:

التهم هذه المرة كثيرة .. والكلام فيها يطول .. ولنبدأ من البداية ..

من قبل الإسلام .. وأظنك تعرف تماما أن الإسلام جاء على

جاهلية , والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ,

والرجل يتزوج إلعشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض

الثمن .. فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا

وليس تعديدا .. وكان إنقاذ للمرأة من العار والموت والاستعباد

والمذلة.

وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك

وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس

اكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب .. لها حقوق الزوجة

واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعة من وراء

الجدران.

ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن

شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء.

(وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) .. ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين

النساء ولو حرصتم )

فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من

حريص كالأنبياء والأولياء ومن في دربهم.

أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا

عليا.

(وقرن في بيوتكن ).

وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة

بيت تفرغ لبيتها ولأولادها

ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب

وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ .. أتكون أحسن حالا او امة

النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها يتربون في حضانة

أمهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدمات.

الرد واضح.

ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج

المرأة وعملها .. وقد كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات .. وكانت

النساء يخرجن في الحروب .. ويخرجن للعلم.

إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا , وبين المثال

والممكن والواقع درجات متعددة

وقد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته.

وينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو

أمر لا غبار عليه.

أما الحجاب فهو لصالح المرأة.

وقد أباح الإسلام كشف الوجه واليدين وأمر بستر ما عدا ذلك.

ومعلوم أن الممنوع مرغوب وأن ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية

وبين القبائل البدائية وبسبب العري الكامل يفتر الشوق تماما

وينتهي الفضول ونرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر

وإذا حملت قاطعها سنتين.

وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح

للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمرا

عاديا لا يثير الفضول.

ولا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر وألا تتحول إلى

شيء عادي لا يثير.

أما حق الرجل في الطلاق فيقابله حق المرأة أيضا على الطرف

الآخر فيمكن للمرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة وتحصل عليه إذا

أبدت المبررات الكافية.

ويمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد .. وبذلك

يكون لها حق الرجل في الطلاق.

والإسلام يعطي الزوجة حقوقا لا تحصل عليها الزوجة في أوروبا –

فالزوجة عندنا تأخذ مهرا .. وعندهم تدفع دوطة ..والزوجة عندنا

لها حق التصرف في أملاكها .. وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد

الزواج ويصبح الزوج هو القيم على أملاكها .

أما الضرب والهجر في المضاجع فهو معاملة المرأة الناشز فقط ..

أما المرأة السوية فلها عند الرجل المودة والرحمة.

والضرب والهجر في المضاجع من معجزات القرآن في فهم

النشوز .. وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري

في فهم المسلك المرضي للمرأة.

وكما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين:

"المسلك الخضوعي " وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي "

وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها "masochism ماسوشزم

المرأة بأن تضرب وتعذب وتكون الطرف الخاضع.

والنوع الثاني هو:

"المسلك التحكمي " وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي "

وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة " sadism سادزم

بأن تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى بالغير.

ومثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها

التي تتحكم به , وسلاح المرأة أنوثتها وذلك بهجرها في المضجع

فلا يعود لها سلاح تتحكم به..

أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع والضرب فإن

الضرب لها علاج .. ومن هنا كانت كلمة القرآن:

(واهجروهن في المضاجع واضربوهن ).

اعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في

مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها.

أما حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا

إلى قضية الرق في الإسلام .. واتهام المستشرقين للإسلام بأنه

دعا إلى الرق .. والحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق .. بل كان

الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق.

ولو قرأنا الإنجيل .. وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل

افسس وما أوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة

إلى طاعة سادتهم كما الرب.

"أيها العبيد .. أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم

كما الرب. "

ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان

الأمر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم.

وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد ..

ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها

أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم

تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها

ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.

كان الاسترقاق إذا حقيقة ثابتة قبل مجيء الإسلام وكانت الأديان

السابقة توصي بولاء العبد لسيده.

فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق

الرقاب.

ولم يحرم القرآن الرق بالنص والصريح .. ولم يأمر بتسريح الرقيق

.. لأن تسريحهم فجأة وبأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات

الآلاف بدون صناعة وبدون عمل اجتماعي وبدون توظيف

يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية وكان معناه خروج مئات

الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس ويمارسون

السرقة والدعارة ليجدوا اللقمة . وهو أمر أسوأ من الرق , فكان

الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه .. وكان

مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب

فأمر القرآن بأن يطلق الأسير أو تؤخذ فيه فدية وبأن لا يؤخذ

الأسرى أرقاء.

(فإما منا بعد .. وإما فداء ).

فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله .. وإما تأخذ فيه فدية.

أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك

الرقاب وعتق الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي

الرق بالتدريج.

وإلى أن تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت

يمينه .. أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته.

وهذه حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل ولا شك

أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا

إهانة.

وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه

أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم.

(إنما المؤمنون إخوة ).

(هو الذي خلقكم من نفس واحدة).

(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).

وقد ضرب محمد عليه الصلاة والسلام المثل حينما تبنى عبدا

رقيقا هو زيد بن حارثة فأعتقه وجعل منه ابنه .. ثم زوجه من

الحرة سليلة البيت الشريف زينب بنت جحش.

كل هذا ليكسر هذه العنجهية والعصبية .. وليجعل من تحرير العبيد

موقفا يقتدى به .. وليقول بالفعل وبالمثال أن رسالته عتق الرقاب

أما أن الرجال قوامون على النساء فهي حقيقة في كل مكان في

البلاد الإسلامية . وفي البلاد المسيحية . وفي البلاد التي لا تعرف

إلها ولا دينا.

في موسكو الملحدة الحكام رجال من أيام لينين وستالين

وخروشوف وبولجانين إلى اليوم , وفي فرنسا الحكام رجال ,

وفي لندن الحكام رجال , وفي كل مكان من الأرض الرجال هم

الذين يحكمون ويشرعون ويخترعون , وجميع الأنبياء كانوا رجالا ,

وجميع الفلاسفة كانوا رجالا , حتى الملحنين " مع أن التلحين

صنعة خيال لا يحتاج إلى ......" رجال , وكما يقول العقاد ساخرا :

حتى صناعة الطهي والحياكة والموضة وهي تخصصات نسائية

تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها .

وهي ظواهر لا دخل للشريعة الإسلامية فيها .. فهي ظواهر عامة

في كل بقاع الدنيا حيث لا تحكم شريعة إسلامية ولا يحكم قرآن.

إنما هي حقائق أن الرجل قوام على المرأة بحكم الطبيعة

واللياقة والحاكمية التي خصه بها الخالق.

وإذا ظهرت وزيرة أو زعيمة أو حاكمة فإنها تكون الطرافة التي

تروى أخبارها والإستثناء الذي يؤكد القاعدة .

والإسلام لم يفعل أكثر من أنه سجل هذه القاعدة وهذا يفسر لنا

بعد ذلك لماذا أعطى القرآن الرجل ضعف النصيب في الميراث ..

لأنه هو الذي ينفق ولأنه هو الذي يعول .. ولأنه هو الذي يعمل.

كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل.

وكانت سيرة النبي مع نسائه هي المحبة والحنان .. الذي

يؤثر عنه قوله:

"حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في

الصلاة. "

فذكر النساء مع الطيب والعطر والصلاة وهذا غاية الإعزاز , وكان

آخر ما قاله في آخر خطبة له قبل موته هو التوصية بالنساء.

وإذا كان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى

الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة

أكبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه.

وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة.

فهل ظلم الإسلام النساء ؟!!



من كتاب / حوار مع صديقي الملحد

للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝