█ ولا ريب أن الشيطان هو الداعي إلى الوسواس فأهله قد أطاعوا ولبوا دعوته واتبعوا أمره ورغبوا عن اتباع سنة رسول الله صلى تعالى عليه وسلم وطريقته حتى أحدهم ليرى أنه إذا توضأ وضوء أو اغتسل كاغتساله لم يطهر ولم يرتفع حدثه ولولا العذر بالجهل لكان هذا مشاقة للرسول فقد كان يتوضأ بالمد وهو قريب من ثلث رطل بالدمشقي ويغتسل بالصاع نحو وثلث والموسوس يرى ذلك القدر لا يكفيه لغسل يديه وصح عنه السلام مرة يزد ثلاث بل أخبر : " زاد عليها أساء وتعدى وظلم فالموسوس مسيء متعد ظالم بشهادة فكيف يتقرب بما به فيه لحدوده كتاب إغاثة اللهفان مصائد (ت كيلاني) مجاناً PDF اونلاين 2024 مصايد تأليف أبي عبد شمس الدين محمد بن بكر الزرعي الدمشقي المعروف بإبن قيم الجوزية (691 751هـ) رتبه ثلاثة عشر باباً عرض أمراض النفس البشرية وعلاجها ومكايد التي يكيد بها للإنسان وفيه فصول جمة الفوائد عظيمة النفع وقد شهد له العلماء بالسبق خدمة العلم وتعريف للمسلمين موضوعات الكتاب وزع المؤلف كتابه 13 بابًا وهي: في انقسام القلوب صحيح وسقيم وميت في ذكر حقيقة مرض القلب أدوية طبيعية وشرعية حياة وإشراقه مادة كل خير وموته وظلمته شر وفتنة أنَّ وصحته تحصل إلا بأن يكون مدركًا للحق مريدًا مؤثِرًا غيره أنَّه سعادة للقلب لذة نعيم صلاح إلهه معبوده وأحب إليه ما سواه القرآن الكريم متضمن لأدوية وعلاجه جميع أمراضه زكاة طهارة أدرانه وأنجاسه علامات علاج استيلاء بالشيطان مكايد ابنَ آدم وقد توسع الباب الأخير حيث قال إنه وضع الكتاب كُله لأجل واستقصى المكايد أحاط مما الإنسانَ وكتب آخره: "فهذه مختصرة كيد وتلاعبه بهذه الأمة (أي اليهود) يعرف المسلم الحنيف قدر نعمة وما منَّ والإيمان ويهتدي أراد هدايته ومِن التوفيق والإرشاد سواء الطريق" منهج كتابه لم يختلف ابن منهجه هنا معظم كتبه: تقديم آيات والأحاديث النبوية كحجة ودليل يقوله ومنه مثلًا استشهاده بقوله تعالى: ﴿ولكن متعتهم وآباءهم نسوا الذكر وكانوا قومًا بورًا﴾ [الفرقان: 18] بحديث ﷺ فعن ثوبان يقول راعه أمر: ((الله ربي أشرك شيئًا)) كدليل الإقرار بالتوحيد كملجأ الاستعانة بروايات الصحابة والتابعين والأئمة الأفكار ومنها نقله عمر قال: "إسباغ الوضوء: الإنقاء" ذكر الأمثلة والإكثار منها أحيانًا ليستفيد القارئ ويسقط يقرأه أرض الواقع فيكون تطبيق أسهل ومن عند ذكره للمبالغة مخالفة الأمم قبل الحخاميم ضرب بإيهام أتباعهم المأكولات تحل للناس إن استعملوا فيها علمًا نسبوه موسى يعلمه هُم بعض مؤلفاته علاقة بالموضوع المطروح وإعادة طرحه دون فلا يشق مع إيصال الفائدة مبحث السماع والذي ألف كتابًا مستقلًا تحت عنوان "الكلام مسألة السماع" أشار أيضًا مدارج السالكين الاهتمام الكبير أثناء كتابته وصياغته بالفائدة المرجوة للكتاب نفع المسلمين وإصلاح حالهم وليس فقط تجميع أفكار معلومات بموضوع الحِيل وأحكامها انتقادات الكتاب التوسع والتكرار موضوع وأحكامها: علم يقصده فكتب كتابه: "لعلك تقول: أطلت الكلام الفصل جدًا يكفي الإشارة فقال: الأمر أعظم ذكرنا بالإطالة أجدر فإن بلاء الإسلام ومحنته عظمت هاتين الفرقتين: أهل المكر والمخادعة والاحتيال العلميات وأهل التحريف والسفسطة والقرمطة وكل فسادٍ – والدنيا فمنشؤه الطائفتين أهمية الكتاب بين القيم للمسلم كثيرًا ضلالات الطوائف يقع وضح الحيل يستخدمها الكافرون لإضلال بين حيل العدو الأول إضلاله ﴿فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ﴾ [طه: 117] توسع معالجة الشبه وردها يستخدمه المضلون فكان أفضل كتابٍ الصدد الفرق بينه وبين تلبيس إبليس رغم اتحاد الموضوع بين وكتاب إبليس هنالك فروقًا جوهرية بينهما وهي: سبق الكتابة ابنُ الجوزي وذلك بكتابه وقام بتقسيم وكانت الأربعة الأولى بلزوم الجماعة وذم البدع والمبتدعين والتحذير فتن ومكايده وبيان معنى التلبيس والغرور أما بقية الأبواب فذكر العقائد والديانات وعلى والعباد بمختلف طبقاتهم وأطال الرد الصوفية فخصص لهم أكثر نصف يركز وخصص لحيل ضد الإنسان مصادر الكتاب نقل كثيرٍ الكتب والمصادر التفسير والحديث واللغة والتاريخ والتصوف وكثيرٌ الأخرى عدد المصادر نقل عنها كبيرًا وسندرج أهمها: كتاب "الزهد" للإمام أحمد "ذم الدنيا" لابن الدنيا "محاسبة النفس" "مجموع الفتاوى" الوسواس" قدامة "تلبيس إبليس" "المغني" "روضة الطالبين" للنووي "أحكام الملاهي" لأبي الحسين المنادي "بيان الدليل إبطال التحليل" المحبين" تاريخ سعيد البطريق النصراني "بذل المجهود إفحام اليهود" للسموأل مخطوطات الكتاب من المخطوطات المعتمدة طبعة دار عالم مكة مخطوطة كتبت 738 هـ بخط سليمان محيي وهي محفوظة مكتبة جامعة السند (جام شورو) حيدر آباد (السند) باكستان تأثر به مختصرات اختصر بعضه عددٌ نظرًا لأهميته وغناه وفائدته تلك الاختصارات: "تبعيد بتقريب اللهفان" لهاشم يحيى الشامي مختصر الشيطان" لعبد الرحمن أبا بطين "مختصر غانم المقدسي لأحمد القادر الرومي "جذوة مباركة الإغاثة" لعلي الفهد الصقعبي وكان ضمن "الجامع المفيد المبني بيان تحقيق التوحيد" "موارد الأمان المنتقى حسن علي الأثري "أقسام ومراتبها" "الوسواس الخناس" "كيف تتخلص الوسوسة "أصول نافعة البلاء والابتلاء" "رسالة القلوب" اهتمام به تأثر كثيرٌ بهذا فذكروه واستفادوا منه وعقبوا كتبهم ويتبين كثرة واستفاد اهتموا باقتنائه وقراءته لما شأن ومنهم: بنى صالح "طب وبنى هليل العمر "كشف الستور لأهل القبور" استفاد مفلح "مصائب نقل النحاس "تنبيه الغافلين" ذكر حجر العسقلاني تعقيبًا "لسان الميزان" كما استفاد الحجاوي "الإقناع" ومرعي الكرمي "غاية المنتهى" المناوي "فيض القدير" المنقور "الفواكه العديدة المسائل المفيدة" السفاريني "غذاء الألباب" نصوصًا كثيرة وذكره مصادره الأساسية نعمان محمود الآلوسي "جلاء العينين محاكمة الأحمدين" وغيرهم الكثير
❞ ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر . ❝
❞ وهذا الصراط المستقيم الذي وصانا باتباعه هو الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه ، وهو قصد السبيل ، وما خرج عنه فهو من السبل الجائرة ، وإن قاله من قاله ، لكن الجور قد يكون جورا عظيما عن الصراط ، وقد يكون يسيرا ، وبين ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله وهذا كالطريق الحسي ، فإن السالك قد يعدل عنه ويجور جورا فاحشا ، وقد يجور دون ذلك ، فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه هو ما كان رسول الله وأصحابه عليه، والجائر عنه إما مفرط ظالم ، أو مجتهد متأول ، أو مقلد جاهل . فمنهم المستحق للعقوبة، ومنهم المغفور له ، ومنهم المأجور أجرا واحدا ، بحسب نياتهم ومقاصدهم واجتهادهم في طاعة الله تعالى ورسوله ، أو تفريطهم .
ونحن نسوق من هدى رسول الله وهدى أصحابه ما يبين أي الفريقين أولى باتباعه ، ثم نجيب عما احتجوا به بعون الله وتوفيقه . ❝