█ كتاب تحفة المودود بأحكام المولود (ط المجمع) مجاناً PDF اونلاين 2024 هو للشيخ ابن قيم الجوزية المتوفى عام 751 هـ نبذة تعريفية قال القيم رحمه الله المقدمة:"وهذا قصدنا فيه ذكر أحكام المتعلقة به بعد ولادته ما دام صغيرا من عقيقته وأحكامها وحلق رأسه وتسميته ختانه وبوله وثقب أذنه وأحكام تربيته وأطواره حين كونه نطفة إلى مستقره الجنة أو النار فجاء كتابا نافعا معناه مشتملا الفوائد لا يكاد يوجد بسواه نكت بديعة التفسير وأحاديث تدعو الحاجة معرفتها وعللها والجمع بين مختلفها ومسائل فقهية الطالب يظفر بها وفوائد حكمية تشتد العلم فهو ممتع لقارئه معجب للناظر يصلح للمعاش والمعاد ويحتاج مضمونه كل وهب له شيء الأولاد ومن أستمد السداد وأسأله التوفيق لسبل الرشاد انه كريم جواد وسميته المولود" وكان سبب تأليف لهذا الكتاب أن ابنه برهان الدين رزق مولودا ولم يكن عند ذلك الوقت مايقدمه لولده متاع الدنيا فصنف هذا وأعطاه إياه منهج المؤلف الكتاب سلك عدة مناهج وعرض مسائل منها: المنهج الوصفي: يستند التحليل باستقراء الجزئيات وتصنيفها وترتيبها مع التوثق والتأكد صحة نسبة الأقوال لقائليها ومناقشتها وشرحها مثل الاستوثاق بعض الأحاديث التي رويت عن الأوزاعي ومثل السنن ذكرها ولادة ولد لأبي رافع المنهج الاستنباطي: وفيه القواعد الأصولية والفقهية واللغوية فيأخذ بالجزئيات وينطلق منها لمعرفة أجوبة أخرى قوله الختان استنادًا الآية الكريمة Ra bracket png قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ Aya 95 La لفعل إبراهيم عليه السلام المقارن: ففيه يقارن والآراء يديه ويرى دعائم قوتها وإلى ماذا تستند ويرجح يراه الأصح تبعًا لذلك وذلك الحديث الصلاة الطفل بذكر تذكر صلاة رسول ﷺ ولده والأحاديث عدم صلاته الانتقال الحكم الأصل فرعية مستندًا لمنهجه الاستنباطي وكذلك قد يخرج بفوائد تربوية الاستشهاد بآيات القرآن الكريم وبأحاديث النبي لدعم يكتبه صحةٍ وقوة وقد استشهد بالكثير تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ بِوَلَدِهِ الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 233 وآيات خلق الجنين ذم شعور السوء الأنثى وغير الكثير الاستعانة بالآثار المروية والإجماع والقياس لإظهار المسألة المطروحة حتى أنه يرى أقوال الصحابة حجة يُعمل وأنَّ الأئمة الأربعة صرحوا بهذا الشافعي جعل مخالفتها بدعة وضرب بقولٍ لابن عباس رضي عنه حول إدراج تعليل ذكره لخمسة عشر وجهًا وعلة لوجوب اختلاف العلماء تقديم النصائح والحض زرع الصلاح فعقد فصولًا تأديب الأبناء والعدل بينهم القُبَل الاعتناء بأخلاقهم عدم التعصب لمذهبه الحنبلي رغم التزامه فيعرض الآراء والأقوال بحيادية بعيدًا الاستطراد وهو أمرٌ هام الكتب التربوية فمثلًا استطراده فصل تسمية جملة: (وهذا فصلٌ معترض يتعلق بوقت ذكرناه استطرادًا فلنرجع مقصود الباب) مضمون الكتاب ذكر أنَّه كتابه 17 بابًا وعددها بدايته وهي: الباب الأول: استحباب طلب الباب الثاني: كراهة تسخط البنات الثالث: بشارة ولدٌ وتهنئته الرابع: الأذان والإقامة الخامس: تحنيكه السادس: العقيقة وذكر الاختلاف وجوبها وحجة الطائفتين السابع: حلق والتصدق بزنة شعره الثامن: تسميته ووقتها التاسع: ختان وأحكامه العاشر: ثقب أذن الذكر والأنثى وحكمه الحادي عشر: حكم بول الغلام والجارية قبل أكلهما الطعام الثاني ريق الرضيع ولعابه وهل طاهر نجس لأنه يُغسل فمه كثرة قيئه الثالث جواز حمل الأطفال وإن لم تُعلم حال ثيابهم الرابع تقبيل الخامس وجوب وتعليمهم السادس فصولٍ نافعة تربية السابع أطوار وقت دخول مصادر الكتاب لجأ كتابة لعددٍ كبير المصادر تتميز بتنوعها ليشمل النواحي بهذه المسائل ولما لها فائدة والاستطرادات يكتبها فشملت الفقه والحديث والسيرة والتاريخ والتراجم والأدب واللغة وحتى الطب بعضها كتب مكتوبة وبعضها نقلها سماعًا شيوخه نقله تيمية والمزي وغيرهما ولكن أهم نقل منها: الأجنة لبقراط الأدب لحميد بن زنجويه الإرشاد سبيل أبي موسى الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار عبد البر الاستيعاب معرفة الأصحاب أسماء ومعانيها فارس الإشراف مذاهب المنذر النيسابوري أعلام للخطابي الأوسط البسيط للواحدي تاريخ خيثمة التاريخ الكبير للبخاري بغداد للخطيب نيسابور للحاكم تفسير جرير الطبري العظيم لعبد الرزاق التمهيد لما الموطأ المعاني والأسانيد تهذيب اللغة للأزهري الجامع للخلال جامع لمعمر راشد الحاوي للماوردي الجرح والتعديل حاتم الرازي شرح صحيح مسلم للقاضي عياض الصحاح للجوهري صحيح البخاري المستدرك وغيرها كُتب كتبت الكتاب نظرًا لأهمية وشموليته إضافة للاستطرادات فقد أُلفت يهدف للتعليق والبعض الآخر لاختصاره وأهم تلك الكتب: "المقصود الجوزية": اختصار كتبه تقي يحيى محمد البغدادي (ابن الكرماني) تعليقات كتبها أبو تراب التواب قمر الملتاني الهندي كتاب "مختصر القيم: وتخريج" لمحمد ناصر الألباني مخطوطات الكتاب من المخطوطات المعتمدة طبعة دار عالم مكة مخطوطة سنة 770 بخط أحمد المقدسي وهي محفوظة المكتبة المحمودية آلت مكتبة الملك العزيز بالمدينة المنورة
❞ في قصة الحُديبية ...
ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله ﷺ بعينيه ، فواللهِ مَا تَنَخَّمَ النبيُّ ﷺ نُخامة إِلَّا وقعت في كفْ رَجُلٍ منهم ، فَدَلَكَ بها جلده ووجهه، وإذا أمرهم ، ابتدروا أمره ، وإذا توضأ ، كادوا يقتَتِلُون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال: أي قوم ، والله لقد وفدتُ على الملوك ، على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظْمُ أصحاب محمد محمداً ، والله إن تنخم نُخامة إِلَّا وقَعَتْ في كفٌ رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خُطَّةَ رُشد فاقبلُوها ، فقال رجل من بني كنانة : دعوني آته ، فقالوا : إئته ، فلما أشرف على النبي ﷺ وأصحابه ، قال رسول الله ﷺ ( هذا فُلانٌ ، وهو من قوم يُعظمون البُدْنَ فابعثوها له ) فبعثوها له ، واستقبله القوم يُلبون ، فلما رأى ذلك قال : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهؤُلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البَيتِ ، فرجع إلى أصحابه ، فقال : رأيتُ البُدن قد قُلْدَتْ وأُشْعِرَتْ ، وما أرى أن يُصَدُّوا عن البيت ، فقام مِكْرَرُ بنُ حَفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا إئته ، فلما أشرف عليهم ، قال النبي ﷺ ( هذا مِكْرَرُ بن حَفْصٍ ، وهو رجل فاجر فجعل يُكَلِّم رسول الله ، فبينا هُوَ يكلمه ، إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي ﷺ (قَدْ سُهْلَ لَكُمْ من أمْركُم ) ، فقال ﷺ (هاتِ اكتب بيننا وبينكم كتاباً ) ، فدعا الكاتب ، فقال ( اكتب بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال سهيل : أما الرحمن ، فوالله ما ندري ما هو ، ولكن اكتب : باسمِكَ اللهم كما كنتَ تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلَّا الرحيم ، فقال النبي ﷺ ( اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُم ) ، ثم قال ( اكْتُبْ هذا ما قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ) ، فقال سهيل : فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ، ما صددناك البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي ﷺ ( إِنِّي رَسُولُ الله وإنْ كَذَبْتُمُونِي اكْتُبْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ) ، فَقال النبي ﷺ ( على أنْ تَخُلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْن البَيْتِ ، فَنَطُوفَ به ) فقال سهيل : والله لا تتحدَّثُ العربُ أَنَّا أَخِذْنَا ضَغْطَةً ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهيل : على أن لا يأتيكَ مِنَّا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا ، فقال المسلمون : سُبْحَانَ اللَّهِ ، كيف يُرد إلى المشركين ، وقد جاء مسلماً ، بينا هم كذلك ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسُفُ في قيوده قَدْ خَرَح من أسفل مكة حتى رَمَى بنفسه بين ظُهُورِ المُسلمين ، فقال سهيل : هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترُدَّهُ إلي ، فقال النبي ﷺ ( إنا لم نقض الكتاب بعد ) ، فقال : فوالله إذاً لا أصالحك على شيء أبداً ، فقال النبي ﷺ (فَأَجِزْهُ لي ) قال : ما أنا بمجيزه لك ، قال ( بلى فافعل ) قال : ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجزناه ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين ، وقد جئت مسلماً ألا ترون ما لقيتُ ، وكان قد عُذِّبَ في الله عذاباً شديداً ، قال عُمَرُ بنُ الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمتُ إلا يومئذ ، فأتيتُ النبي ﷺ فقلت ( يا رسول الله : ألست نبي الله حقاً ؟ ، قال : بلى ، قلتُ : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، فقلتُ : علام نعطي الدنيَّة في ديننا إذا ، ونَرْجِعَ ولَمَّا يَحْكُم اللهُ بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ، وَلَسْتُ أعْصِيهِ ، قلتُ : أو لست كنتَ تُحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العام ؟ قلتُ : لا ، قال : فَإِنَّكَ آتِيهِ ومُطَوِّفٌ به ، قال : فأتيتُ أبا بكر ، فقلتُ له كما قلتُ لرسول الله ، ورد على أبو بكر كما ردَّ علي رسول الله ﷺ سواء ، وزاد : فَاسْتَمْسِك بِغَرْزِهِ حَتَّى تَمُوتَ ، فواللهِ إنَّه لَعَلى الحَقِّ ، قال عمر : فعملت لذلك أعمالاً ) . ❝