█ متى خالط القلب بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيى بروح الوحي وتمهدت طبيعته وانقلبت النفس الأمارة مطمئنة راضية وادعة وتلقى أحكام الرب تعالى بصدر واسع منشرح مسلم: فقد رضي كل الرضا بهذا القضاء الديني المحبوب لله ولرسوله كتاب مدارج السالكين (ت: رضوان) مجاناً PDF اونلاين 2024 منازل السائرين للإمام أبو إسماعيل الهروي التصوف وقد شرحه ابن القيم كتابه يتوجه المؤلف شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري من خلال هذا الكتاب إلى جماعة الراغبين الوقوف الحق جل جلاله الفقراء أهل هراة والغرباء مذكراً بما بكر الكتاني أن بين العبد وربه ألف مقام نور وظلمة طوّلت عليه وعليهم مشيراً جميع هذه المقامات تجمعها رتب ثلاثة: الأولى: أخذ القاصد السير الثانية دخوله الغربة الثالثة: حصوله المشاهدة الجاذبة عين التوحيد طريق الفناء ذاكراً أبنية تلك التي تشير تمام المراتب والتي تدل مرامها محدداً بمائة قسمها عشرة أقسام وهي: قسم البدايات قسم الأخلاق قسم الأحوال الأبواب الأصول الولايات النهايات المعاملات الأودية ثم الحقائق أقسام الكتاب: الكتاب مقسم البدايات قسم الأبواب قسم المعاملات قسم الأخلاق قسم الأصول قسم الأدوية قسم الأحوال قسم الولايات قسم الحقائق قسم مدارج إياك نعبد وإياك نستعين ألفه قيم الجوزية (691 هـ 751 1292 1349) وهو شرح لكتاب الإمام المسمى رب العالمين بدأ مؤلفه بالكلام فاتحة سورة الفاتحة وتكلم عن العبودية أما فهو عبارة فصول عديدة للعبودية يقول مقدمة كتابه: ونحن بعون ننبه وأم القرآن وعلى بعض ما تضمنته السورة المطالب وما الرد طوائف البدع والضلال ومقامات العارفين والفرق وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان أنه لا يقوم غير مقامها ولا يسد مسدها ولذلك لم ينزل التوراة الإنجيل مثلها مخطوطات الكتاب: من المخطوطات المعتمدة طبعة دار عالم الفوائد مكة مخطوطة كتبت حياة وقرئت وهي محفوظة مكتبة قيون أوغلو قونية بتركيا
❞ ولما كان بین الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسبِ والقرابة ، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها ، وما بين الأرواح والأجسامِ ، عَبَرَ العَقْلُ مِن كل منهما إلى الآخر ، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص ، فيقولُ : ينبغي أن يكونَ اسمُه كَيْتَ وكَيْتَ ، فلا يكاد يُخطىء ، وضد هذا العبور من الاسم إلى مسماه ، كما سأل عمر بن الخطاب رضي الله رجلاً عن اسمه ، فقال : جَمْرَةُ ، فقال : واسم أبيك ؟ قال : شِهَابٌ ، قال مِمَّن؟ قال : مِنَ الحُرَقَةِ ، قال: فمنزلك؟ قال : بحرة النَّار ، قال : فأين مسكنك؟ قال : بِذَاتِ لَظَى : قال : اذهَبْ فقد احترق مسكنك ، فذهب فوجد الأمر كذلك ، فَعَبَرَ عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها ، كما عبر النبي ﷺ من اسم سهيل إلى سهولة أمرهم يَوْم الحديبية ، فكان الأمر كذلك ، وقد أمر النبي ﷺ أمته بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يُدعَوْنَ يومَ القِيَامَةِ ، بها ، وفي هذا ـ والله أعلم - تنبيه على تحسين الأفعال المناسبة ـ لتحسين الأسماء لتكون الدعوة على رؤوس الأشهاد بالاسم الحسن ، والوصف المناسب له . ❝
❞ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
إن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل . ❝
❞ وكان هديه ﷺ أنه إذا صالح قوماً فَنَقَضَ بعضُهم عهده ، وصلحه ، وأقرهم البَاقُونَ ، ورضُوا به ، غزا الجميع ، وجعلهم كلهم ناقضين ، كما فعل بقريظة ، والنضير ، وبني قينقاع ، وكما فعل في أهل مكة ، فهذه سنته في أهل العهد ، وعلى هذا ينبغي أن يَجرِيَ الحُكْمُ في أهل الذمة كما صرح به الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم ، وخالفهم أصحاب الشافعي ، فخصوا نقض العهد بمن نقضه خاصةً دون من رَضِيَ به ، وأقر عليه ، وفرَّقُوا بينهما بأن عقد الذمة أقوى وآكد ، ولهذا كان موضوعاً على التأبيد ، بخلاف عقد الهدنة والصلح ، وكان هديه وسنته ﷺ إذا صالح قوماً وعاهدهم ، فانضاف إليهم عدو له سواهم ، فدخلوا معهم في عقدهم ، وانضاف إليه قوم آخرون ، فدخلوا معه في عقده ، صار حُكم من حارب من دخل معه في عقده من الكفار حكم من حاربه ، وبهذا السبب غزا أهل مكة ، فإنه لما صالحهم على وضع الحرب بينهم وبينه عشر سنين ، تواثبت بنو بكر بن وائل ، فدخلت في عهد قريش ، وعقدها ، وتواثبت خُزاعة ، فدخلت في عهد رسول الله ﷺ وعقده ، ثم عدت بنو بكر على خزاعة فبيتتهم وقتلت منهم ، وأعانتهم قريش في الباطن بالسلاح ، فعد رسول الله ﷺ قريشاً ناقضين للعهد بذلك ، واستجاز غزو بني بكر بن وائل لتعديهم على حلفائه ، وبهذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بغزو نصارى المشرق لما أعانُوا عدوّ المُسلمين على قتالهم ، فأمدوهم بالمال والسلاح ، وإن كانوا لم يغزونا ولم يُحاربونا ، ورآهم بذلك ناقضين للعهد ، كما نقضت قريش عهد النبي بإعانتهم بني بكر بن وائل على حرب حلفائه ، فكيف إذا أعان أهل الذمة المشركين على حرب المسلمين . والله أعلم . ❝