█ وكلا أبويه من بني تيم وهم قومٌ اشتهر رجالهم بالدَّماثة والأدب واشتهرت نساؤهم بالدَّل والحُظوة وقيل إن بنات أدل النساء وأحظاهن عند الأزواج وربما كان مرجع ذلك إلى طول عهد القبيلة بحياة المدينة وأشغالها وأن اشتغالها بالتجارة يقوم المودَّة وحسن المعاملة ولا بسطة النفوذ وصولة الوفر والغلبة فبنو أمية مثلًا كانوا يتَّجرون وكان زعيمهم أبو سفيان يُرسل القوافل بين الحجاز والشام ولكنها قوافل أشبه بالحملات والبعوث معولهم فيها والوفرة وليست كذلك تجارة أبي بكر وإخوانه أبناء البطون القرشية التى لها شرف النسب غير مكاثرة بالعدَدَ والعُدّة ومغالبة بالصَّولة ودهاء القوة كمغالبة الأمويين كتاب عبقرية الصديق مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب يتحدث عن الخليفة الأول ويوضح لنا نفسيته وشخصيته وعبقريته الفذة ولم يقصد المؤلف أن يؤرخ لفترة خلافة يسرد سيرته بالشكل التقليدي ولذلك قد يجده القارئ يركز بعض الأحداث الصغيرة يقف كثيرًا الكبيرة حيث أنه يستشف الكثير المعاني والصفات والسمات الخاصة بأبي ويرد اتهامات المؤرخين للصديق بالمنهج العلمي وبدون أسلوب انفعالي وخصوصاً مسالة خلافته للدولة الإسلامية كما مفتاح شخصيته ومفتاح الشخصية حسب رأي هو الشيء الصغير الذي طريقه نستطيع الدخول فهم شخصية
❞ وإن العقيدة التي تتسع لهذين الرجلين ولهذين الخلقين ولهذين العقلين (أبو بكر وعمر), ثم يكون كلاهما إمامًا فيها عظيمًا في إتباعها, لهي عقيدة تتسع لكثير . ❝
❞ ثم جاءت الديمقراطية وأساء بعض الناس فهمها، كما أساءوا فهم النزاع بين العلم والدين، فظنوا أن حرية الصغير تجعله في صف الكبير، وأن المساواة القانونية تلغي الفوارق الطبيعية، وأن الثورة على الرؤساء المستبدين معناها الثورة على كل ذي مكانة من العظماء، وهو وَهْم ظاهر البطلان ولكنه قد سرى مسراه إلى الأذهان، فكثر التطاول على كل عظمة إنسانية، وفشت بدعة الإستخفاف والزراية حتى أوشك التوقير لمن يستحق التوقير أن يعاب . ❝