█ المراقبة للْعَبد إِنَّمَا يحمد إِذا كَانَت مراقبته لرَبه وَقَلبه وَذَلِكَ بِأَن يعلم أَن الله تَعَالَى رقيبه وَشَاهده فِي كل حَال وَيعلم نَفسه عَدو لَهُ وَأَن الشَّيْطَان وأنهما ينتهزان مِنْهُ الفرص حَتَّى يحملانه الْغَفْلَة والمخالفة فَيَأْخُذ مِنْهُمَا حذره يُلَاحظ مكانهما وتلبيسهما ومواضع انبعاثهما يسد عَلَيْهِمَا المنافذ والمجاري فَهَذِهِ كتاب المقصد الأسنى شرح معاني أسماء الحسنى مجاناً PDF اونلاين 2024 هي مدح وحمد وثناء وتمجيد وتعظيم وصفات كمال ونعوت جلال وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من يدعى بها وتقتضي المدح والثناء بنفسها سمى نفسه كتبه أو لسان أحد رسله استأثر علم الغيب عنده لا يشبهه ولا يماثله فيها وهي حسنى يراد منها قصر الحسن يعلمها كاملة وافية إلا وهي أصل أصول التوحيد العقيدة الإسلامية لذلك فهي روح الإيمان وأصله وغايته فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء وصفاته إزداد إيمانه وقوي يقينه والعلم بالله وأسمائه أشرف العلوم عند المسلمين وأجلها الإطلاق لأن شرف العلم بشرف المعلوم والمعلوم هذا هو امتدح القرآن الكريم فقال: Ra bracket png اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى Aya 8 La (سورة طه الآية 8) وحث عليها الرسول محمد صلى عليه وسلم "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ" المقصد تأليف الإمام الغزالي الطوسي (ت 505 هـ) محاولة لشرح تعريف بالكتاب قال بداية الكتاب: «فقد سألني أخ عز وجل يتعين الدين إجابته وتواردت علي أسئلته تترى فلم أزل أقدم فيه رجلا وأؤخر أخرى ترددا بين الانقياد لاقتضائه قضاء لحق إخائه وبين الاستعفاء عن التماسه أخذا بسبيل الحذر وعدولا ركوب متن الخطر واستقصارا لقوة البشر درك الوطر » ويقول محمود بيجو أن الكتاب يفند مزاعم القائلين بأن قال بالإتحاد الحلول «فكتابه خير شاهد بطلان تلك المزاعم والدعاوى الجائرة» مما جاء الكتاب: كثر الخائضون الِاسْم والمسمى وتشعبت بهم الطّرق وزاغ عَن الْحق أَكثر الْفرق فَمن قَائِل إِن الْمُسَمّى وَلكنه غير التَّسْمِيَة وَمن ثَالِث مَعْرُوف بالحذق صناعَة الجدل وَالْكَلَام يزْعم قد يكون كَقَوْلِنَا لله إِنَّه ذَات وموجود وَقد خَالق ورازق فَإِنَّهُمَا يدلان الْخلق والرزق وهما غَيره بِحَيْثُ يُقَال وَلَا عَالم وقادر الْعلم وَالْقُدْرَة إِنَّهَا هِيَ غَيره وَالْخلاف يرجع إِلَى أَمريْن أَحدهمَا هَل أم لَا وَالثَّانِي لَا وَالْحق وَغير هَذِه ثَلَاثَة أَسمَاء متباينة مترادفة سَبِيل كشف فِيهِ إِلَّا بِبَيَان معنى وَاحِد الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة مُفردا ثمَّ بَيَان قَوْلنَا وَمعنى فَهَذَا منهاج الْكَشْف للحقائق عدل هَذَا الْمنْهَج لم ينجح أصلا فَإِن تصديقي أَعنِي مَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ التَّصْدِيق أَو التَّكْذِيب فَإِنَّهُ محَالة لَفظه قَضِيَّة تشْتَمل مَوْصُوف وَصفَة وَنسبَة لتِلْك الصّفة الْمَوْصُوف فَلَا بُد تتقدم عَلَيْهِ الْمعرفَة بالموصوف وَحده التَّصَوُّر لحده وَحَقِيقَته بِالصّفةِ وَحدهَا لحدها وحقيقتها النّظر نِسْبَة تِلْكَ أَنَّهَا مَوْجُودَة منفية عَنهُ أَرَادَ مثلا الْملك قديم حَادث يعرف أَولا لفظ الْقَدِيم والحادث ينظر إِثْبَات الوصفين للْملك نَفْيه فَلذَلِك معرفَة وَمَعْرِفَة الهوية والغيرية حَتَّى يتَصَوَّر بعد ذَلِك أَنه غَيره فَنَقُول حد للأشياء وجودا الْأَعْيَان ووجودا الأذهان اللِّسَان أما الْوُجُود فَهُوَ الْأَصْلِيّ الْحَقِيقِيّ والوجود العلمي الصُّورِي اللِّسَان اللَّفْظِيّ الدليلي السَّمَاء لَهَا وجود عينهَا ونفسها أذهاننا ونفوسنا لِأَن صُورَة تنطبع أبصارنا خيالنا لَو عدمت وَبَقينَا لكَانَتْ حَاضِرَة وَهَذِه الصُّورَة الَّتِي يعبر عَنْهَا بِالْعلمِ وَهُوَ مِثَال الْمَعْلُوم محاك للمعلوم ومواز وَهِي كالصورة المنطبعة الْمرْآة فَإِنَّهَا محاكية للصورة الْخَارِجَة الْمُقَابلَة لَهَا وَأما اللَّفْظ الْمركب أصوات قطعت أَربع تقطيعات الْقطعَة الأولى بِالسِّين وَعَن الثَّانِيَة بِالْمِيم الثَّالِثَة بِالْألف الرَّابِعَة بِالْهَمْزَةِ سَمَاء فَالْقَوْل دَلِيل الذِّهْن وَمَا لما مُطَابقَة وَلَو يكن ينطبع يشْعر بهَا إِنْسَان الْإِنْسَان بِاللِّسَانِ فَإِذا وَالْعلم أُمُور لَكِنَّهَا مُتَطَابِقَة متوازية وَرُبمَا تَلْتَبِس البليد يُمَيّز الْبَعْض مِنْهَا الْبَعْض وَكَيف تكون الوجودات متمايزة وَيلْحق خَواص يلْحق الْأُخْرَى ذالإنسان حَيْثُ مَوْجُود يلْحقهُ نَائِم ويقظان وَحي وميت وقائم وماش وقاعد مُبْتَدأ وَخبر وعام وخاص وجزئي وكلي وَقَضِيَّة عَرَبِيّ وعجمي وتركي وزنجي وَكثير الْحُرُوف وقليلها وَأَنه اسْم وَفعل وحرف وَهَذَا يجوز يخْتَلف بالأعصار ويتفاوت عَادَة أهل الْأَمْصَار فَأَما الَّذِي والأذهان والأمم الْبَتَّةَ فَإِذا عرفت فدع عَنْك الْآن وَانْظُر غرضنا يتَعَلَّق بِهِ فَنَقُول الْأَلْفَاظ عبارَة الْمُقطعَة الْمَوْضُوعَة بِالِاخْتِيَارِ الإنساني للدلالة أَعْيَان الْأَشْيَاء منقسمة مَوْضُوع وَإِلَى ثَانِيًا أما الْمَوْضُوع فكقولك وَشَجر وإنسان ذَلِك وَأما ثَانِيًا وَأمر وَنهي ومضارع وَإِنَّمَا قُلْنَا وضعا يدل فيسمى حرفا يَنْقَسِم زمَان ذَلِك
❞ فَأَما ظنهم أَن الْمَوْت عدم فَهُوَ بَاطِل بل الْقَبْر إِمَّا حُفْرَة من حفر النيرَان أَو رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَالْمَيِّت إِمَّا من السُّعَدَاء وَأُولَئِكَ لَيْسُوا أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله
وَإِمَّا من الأشقياء وهم أَيْضا أَحيَاء وَلذَلِك ناداهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وقْعَة بدر وَقَالَ إِنِّي وجدت مَا وَعَدَني رَبِّيحَقًا فَهَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا ثمَّ لما قيل لَهُ كَيفَ تنادي قوما قد جيفوا قَالَ مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم لكِنهمْ لَا يقدرُونَ أَن يجيبوا
والمشاهدة الْبَاطِنَة دلّت أَرْبَاب البصائر على أَن الْإِنْسَان خلق لِلْأَبَد وَأَنه لَا سَبِيل عَلَيْهِ للعدم نعم تَارَة يقطع تصرفه عَن الْجَسَد فَيُقَال مَاتَ وَتارَة يُعَاد إِلَيْهِ فَيُقَال أحيي وَبعث أَي أحيي جسده وكشف ذَلِك بِالْحَقِيقَةِ مِمَّا لَا يحْتَملهُ هَذَا الْكتاب . ❝
❞ [اسم الله الخبير]
هو الذي لا يعزب عنه الأخبار الباطنة، ولا يجري في المُلْكِ والملكوت شيءٌ ولا تتحرّكُ ذرة ولا تسكن ولا تضطرب نفسٌ ولا تطمئنُّ.. إلا ويكونُ عنده خبرها . ❝
❞ من العباد من أُلهم بدائع الحكم وأوتي جوامع الكلم فتارة يبسط قلوب العباد بما يذكرهم من آلاء الله عز وجل ونعمائه وتارة يقبضها بما ينذرهم به من جلال الله وكبريائه وفنون عذابه وبلائه وانتقامه من أعدائه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثُ قبضَ قلوب الصحابة عن الحرص على العبادة حيث ذكر لهم أن الله عز وجل يقول لآدم عليه الصلاة والسلام يوم القيامة ابعث بعث النار فيقول كم فيقول من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعون فانكسرت قلوبهم حتى فتروا عن العبادة فلما أصبح ورآهم على ما هم عليه من القبض والفتور روح قلوبهم وبسطهم فذكر أنهم في سائر الأمم قبلهم كشامة سوداء في مسك ثور أبيض . ❝