█ س الشرع أشياء قد أجمع المسلمون حملها ظواهرها وأشياء تأويلها اختلفوا فيها فهل يجوز أن يؤدي البرهان إلى تأويل ما أجمعوا ظاهره أو ظاهر تأويله؟ ج لو ثبت الإجماع بطريق يقيني فلم يصح وأما إن كان ظنياً فقد ولذلك أبو حامد وأبو المعالي وغيرهما من أئمة النظر أنه لا يُقطع بكفر خرق التأويل أمثال هذه الأشياء وقد يدلك يتقرر النظريات كما يمكن العمليات؛ ليس مسألة عصر إلا بأن يكون ذلك العصر عندنا محصوراً وأن جميع العلماء الموجودين معلومين أعني معلوماً أشخاصهم ومبلغ عددهم ينقل إلينا المسألة مذهب كل واحد منهم نقل تواتر ويكون مع هذا كله صح الزمان متفقون باطن العلم بكل يجب يكتم عن أحد الناس طريقهم علم الشريعة كثير الصدر الأول عنهم أنهم كانوا يرون للشرع ظاهراً وباطناً وأنه يعلم بالباطن أهل به ولا يقدر فهمه فكيف يتصور إجماع منقول المسائل كتاب فصل المقال مجاناً PDF اونلاين 2024 إن القضية التي يطرحها ابن رشد كتابه "فصل تقرير بين والحكمة اتصال" هي بلغتنا المعاصرة: قضية العلاقة الدين والمجتمع طرحت التاريخ العربي الإسلامي عهده وإذا أردنا تلخيص مضمون الكتاب وجب القول فتوى نقض وإبرام شرعية الفلسفة وتأسيس لفقه ومن وراء طرح وبعبارة أخرى هو بيان حكم "علوم الأوائل" وبالتخصيص "الفلسفة وعلوم المنطق " والمخاطبون المعنيون بهذه الفتوى فهم بدون شك الفقهاء والمتكلمون خاصة "من نهى النظر" كتب القدماء ومنها "كتب الحكمة" وحكموا بالكفر المشتغلين بها بدعوى "خرقوا الإجماع" بتأويلهم قيل عنها: "أجمع " نحن إذن إزاء ردٍّ واستئناف ضد ابتدائية قضى أصحابها بـ: 1 النهي ومعلوم مقدمتها النطقة والفلسفة 2 تكفير الفلاسفة المسلمين لكونهم نظر أصحاب الاجتماع" قضيتان تصدى لاستئناف فيهما قاضي قضاة قرطبة الفقيه الوليد الفيلسوف فانتهى إصدار تبطل الأولى وهذه الاستثنائية تستند كجميع الفتاوى والأحكام القضائية حيثيات يعرضها عرضاً مفصلاً يعتمد فيه المعقول والمنقول معاً موظفاً ثقافته الفقهية والكلامية والفلسفية الواسعة وقدرته الجدلية والبرهانية الفائق
❞ لما كان مقصود الشرع تعليم العلم الحق والعمل الحق، وكان التعليم صنفين: تصوراً وتصديقاً، كما بين ذلك أهل العلم بالكلام، وكانت طرق التصديق، الموجودة للناس ثلاثاً: البرهانية، والجدلية، والخطابية، وطرق التصور اثنين: إما الشيء نفسه وإما مثاله، وكان الناس كلهم ليس في طباعهم أن يقبلوا البراهين ولا الأقاويل الجدلية، فضلاً عن البرهانية، مع ما في تعلم الأقاويل البرهانية من العسر والحاجة في ذلك إلى طول الزمان لمن هو أهل لتعلمه وكان الشرع إنما مقصوده تعليم الجميع، وجب أن يكون الشرع يشتمل على جميع أنحاء طرق التصديق وأنحاء طرق التصور . ❝
❞ وأما الأشياء التي لخفائها لا تعلم إلا بالبرهان فقد تلطف الله فيها لعباده، الذين لا سبيل لهم إلى البرهان، أما من قبل فطرهم، وأما من قبل عادتهم، وأما من قبل عدمهم أسباب التعلم، بأن ضرب لهم أمثالها وأشباهها ودعاهم إلى التصديق بتلك الأمثال، إذا كانت تلك الأمثال يمكن أن يقع التصديق بها بالأدلة المشتركة للجميع، أعني الجدلية والخطابية. وهذا هو السبب في أن انقسم الشرع إلى ظاهر وباطن. فإن الظاهر هو تلك الأمثال المضروبة لتلك المعاني، والباطن هو تلك المعاني التي لا تنجلي إلا لأهل البرهان. وهذه هي أصناف تلك الموجودات الأربعة أو الخمسة التي ذكرها أبو حامد في كتاب التفرقة . ❝