█ إذن القرآن ليس عملا فلسفيا بمعنى أنه ثمرة فلسفة كما لا يستعمل طرق الاكتساب الفلسفي فضلا عن يقوم بتتبع الفلاسفة التعليم وهي وسائل المنهج العقلي التي تقوم (التعريف والتقسيم والبرهنة والاعتراضات والإجابات) – جميعا ذات تلاحم جدال فيه ولكنها تؤثر إلا جانب واحد من نفس الإنسان ألا وهو الجانب فقط حين لدى منهجه الذي يتجه إلى النفس بكاملها ويقدم إليها غذاء کاملا ويستقي منه العقل والقلب نصيبا متساويا كتاب دستور الأخلاق (نسخة مصورة) مجاناً PDF اونلاين 2024 يحمل هذا الكتاب عنوانًا كاملاً كبيرًا هو: "دستور دراسة مقارنة للأخلاق النظرية القرآن" وعنوانًا صغيرًا: "ملحق بها تصنيف للآيات المختارة تكوِّن الدستور الكامل العملية" والكتاب هو ترجمة تمت العام 1950م للرسالة نال المفكر الإسلامي الراحل الدكتور محمد عبد الله دراز درجة دكتوراه الدولة "السوربون" بفرنسا وقام بترجمته والتعليق عليه وتحقيق نصوصه الصبور شاهين وراجعه السيد بدوي وصدرت هذه الترجمة العربية "مؤسسة الرسالة" و"دار البحوث العلمية" وجاءت 816 صفحة جاء مقدمة وخمسة فصول عمد المؤلف فيها تناول موضوع الفصل إطار عام قبل أن يتناوله النظر القرآني له وتضمنت رؤية عامة حول الأخلاقية يمكن استخلاصها الكريم بشكل ودراسة مع بعض النظريات الفلسفية الغربية الأول "الإلزام" مصادر الإلزام الأخلاقي الشريعة الإسلامية وأشار والسُّنَّة النبوية الشريفة والإجماع والقياس وخصائص التكليف الإسلام الثاني "المسؤولية" تضمن تحليل الفكرة العامة للمسؤولية وشروط المسؤولية والدينية الطابع الشخصي والأساس القانوني والحرية والجانب الاجتماعي يضع تطبيقات ذلك الثالث "الجزاء" نظرية الجزاء المنظور وربط قضية محاسن الفضيلة وقبح الرذيلة يتناول الإطار بين القوانين الوضعية والسياق عاكسًا لمنطق الإلهي الدنيا والآخرة الرابع "النية والدوافع" النية وطبيعة العمل الفكري النظري وكيفية تحقيق براءة مفهوم النيات السيئة سواء للإضرار أو التهرب الواجب الحصول كسب غير مشروع ونية إرضاء الناس الرياء وكالمعتاد؛ فقد المفاهيم زاوية الممارسة يقارنها وكيف تناولها ونظَّمها الخامس والأخير "الجهد" بذْل الجهد وقيمته الإنسانية وأنواعه منها جهد التدافع وجهد الإبداع ونجدة الآخرين وكذلك الصبر والعطاء تناوله العبادة مثل الصلاة والصوم وفي الخاتمة قدم صورة متكاملة العملية وردت آيات
❞ الفلسفة بمعناها المعروف للكلمة هي عمل فکري منطقي، يستند فقط على ومضات الذهن الطبيعي، حيث يتنقل المفكر من حكم بعينه إلى حكم آخر وفقا لمنهج محدد ليتوصل إلى وضع نظام بعينه، لديه القدرة على تفسير الأشياء في عموميتها، أو ليفسر وضعاً معيناً لبعض هذه الأشياء.
ومن البدهي أن هذا الجهد العقلي، وهذه الخطوة المتدرجة لا يتناسبان مع نور وحي إلهي يغمر الروح من غير بحث أو توقع، ويمنحها بغتة جملة من المعارف لا تسبق المقدمات فيها النتائج، ولا السابق التالي . ❝
❞ والحق إن القرآن لم يقتصر على المِلكات العقلية وحدها ، فلقد عني في الوقت نفسه عناية كبيرة بإيقاظ أشرف مشاعرنا وأزكاها ، بيد أنه لم يحرك هذه المشاعر إلا تحت رقابة عقلنا ، فهو يتوجه إلينا دائما ، أعني يتوجه إلى ذلك الجانب المضيئ من أنفسنا ، إلى ملكتنا القادرة على أن تفهم ، وأن تقدر في كل شيء ما يضر وما ينفع ، وأن تقَّوم القيم المختلفة ، ولقد تجلى هذا الشعور حين قدم لنا القرآن في صورة عاطفية مؤثرة مشهد الفزع الذي ينبغي أن يزعنا عن اغتياب الآخرين ، فشبه المغتاب بمن \\˝يأكل لحم أخيه ميتا\\˝ ثم يضيف \\˝فكرهتموه\\˝ ، كلكم أجمعون . ❝