█ “منذ صغرها توصيها أمها بألا تتحدث إلى الغرباء أو تأخذ منهم شيئا لكنها حين التقت ذلك الغريب رمت بكل وصاياها عرض الحائط” كتاب غربة الياسمين مجاناً PDF اونلاين 2024 تتناول الكاتبة "د خولة حمدى" فى روايتها "غربة الياسمين" حياة المغتربين من شمال أفريقيا فرنسا وما يعانونه هناك الدفاع عن قناعاتهم ورموزهم الإسلامية وكان أكثر اهتمامها بأصحاب الكفاءات الذين غادروا بلدانهم الأصلية بحثاً فرصة أفضل؛ لكنهم اصطدموا بالمساومة ثوابتهم وتتبع طريقة السرد بالتوازى حيث تحكى كل شخصية حدة ثم تتقاطع الشخصيات بالتناوب العديد المشاهد وتتداخل حكاياتها بشكل مفاجئ أحياناً ومتوقع أخرى تسلسل منطقى وجميل حين تحدّثتا موضوع السّفر لأوّل مرّة تكلّمت أمّها فاطمة بشيء الفلسفة حدّثتها نبات الذي أعطتها اسمه مثل ربّتها القناعة والاكتفاء بالقليل فهو لا يحتاج الكثير العناية تكفيه دفعة واحدة السّماد ربيع كلّ عام وتربة رطبة دون فيض السقيا جميع أنواع تفضل النّموّ مكان مشمس لكنّها تتحمّل وجود شيء الظلّ وشمس تونس كانت مواتية لنضجها وتكوين شخصيّتها وقد أصبحت جاهزة لتحمّل ظلالأوروبا ذات المناخ البارد الأبيض المتوسّطي رقيقة مظهرها لكنّ قويّة وثابتة رائحة النفّاذة والفريدة التي تبثّ إحساسا بالدّفء تملكه الورود الأخرى لم تتكلّم دلالة العاطفيّة بحثت ياسمين عنها مذ اهتمّت بمدلولات الزهور بداية مراهقتها عرفت أنّ إهداء زهر لامرأة يعني “لماذا تحبّين أبدًا؟” والدها أهداها هي والدتها آخر عطاياه لها تخلّى حضانتها إثر الطّلاق وهي “لم تحبّ بعده أبدًا” جديرة بتقبّل زهرة تفتقد يوم اليوم الماضي مع مرور الوقت تزداد يقينًا ضياعها بدونها تعلم أن الغربة ليست تجربة سهلة ومع وافقت سفرها علّمتها كيف تكون ياسمينة حقيقيّة لكن لعلّها غفلت حقيقة تذبل بسرعة تغادر تربتها وتنسّق شكل “مشموم” جميل
❞ ما ندمت مرّةً على صمتي في المجالس ، خاصة عندما تكثر الزمره وتتحاشد الأصوات. اختار الاستماع على التحدث ، والمشاهدة على المشاركة ، اختار أن يُحكم علي بالغموض والتحفّظ على أن أهفو بكلمةٍ ليست من مقامي ، اختار أن اتطفح نفسي ضجرًا من الصمت ، على أن أشاطرهم حديثا لا يعود علي بمنفعة . ❝
❞ لم يكن أمامها إلا أن تنغمس فى القراءة. كانت هوايتها المفضلة، نما ولعها بها فى الفترة الأخيرة، حتى صار الكتاب صديقها الرّسمى الوحيد. لا يرفضها ولايطلق عليها أحكامًا، وفى حضرته يتسع مجال حرّيتها ليتجاوز الحدود الجغرافيّة. تلجأ إليه لتنفس عن ضيقها فيلاقيها بترحاب. تسرح فيه ومعه و عبره. تقرأ فى المترو وفى غرفة الكتب حين تعود إلى المنزل وبعد العشاء أيضا حين تنطلق الشرارة الأولى بين والدها وإيلين، فتتركهما وتنزوى فى عالمها. وحين تسكن الدنيا من حولها، تطلق العنان لأفكارها. أفكار مربكة تتأرجح بشكل خطر بين التفاؤل والتشاؤم. نوع من الحوار الحضارى فى رأسها. نوع من الحياة فى داخلها، لا قدرة لها على إسكاتها.. ربّما لأن فى استمرارها توازنها. إن لم يمكنها الفضفضة لأحد، فلتفضفض لكتبها.
. ❝