█ “مساكين أولئك الذين ظنوا أنَّ الموت أو الغياب السحيق سوف يُودِي بصاحب الجبّ لم يَدُرْ خلدهم يوماً أن الفضاءات المطلقة تبدأ من الجحور الضيقة هنالك تصنع الحياة ويُعاد ترتيب مُكوّناتها هناك يتهجّأ الإنسان حروف ولادته جديد “ ” كتاب يا صاحبى السجن مجاناً PDF اونلاين 2024 كان ألملم شتات نفسي واجمع ما تناثر ذاتي الممرات وعلى الابواب وفوق الأبراش وأضم قصائدى قلبي وأحمل حقيبتي وأخرج بدا اليوم بعيداً جداً مع قربه الزماني الحقيقي بضعة أيام ويصبح كا خلفي ذكرى وتفتح بوابة الكبيرة لأتركها تُغلق تبقى رفقائي هنا ؛ شعوران متناقضان يجتاحان كياني شعور الفرح بانتصار الإرادة القيد يتمثل بخروجى وشعور الأسى والحزن ظل الزملاء وهم يغالبون دماً يسيل الرسغين طول أحاطت الاصفاد بالمعاصم غير أنهم شاركوني الشعور الأول وتفهموا الثاني وظل الأمل طائراً يخفق بجناحيه أعماقهم في يتنوع الناس ويختلفون حتى مراتبهم كما خارجه فهم مستويات ولكل منهم قضية مختلفة لكنهم يشتركون المكان ذاته الكل يرى نفسه مظلوم وجهة نظره الأقل أمر واحد وهو التوق إلى الحرية المسلوبة ولا شيء أكثر قسوة سلب خلف قضبان ليلي لا أذكر إلا ذاك المنسي الظلام وراء القضبان الصدئة غرفة رطبة تفوف منها رائحة المعتق باردة مثل قلوب الصامتين ماذا تفعل الان ؟ بماذا تفكر ! هل نسيتنا أم أجبروك النسيان تأكل مازلت رجلا أصبحت شبه إنسان ؟ ماذا تشرب دما ماء! متى تنام هل تعرف الليل النهار ؟ هل تحلم ام أنه يبقى لأحلام اليقظة وقتك مكان تعذب اوجعوك تتألم بقي لنا ذكرياتك ستعود ستبقى ضحية السجان وهل وألف !
❞ “وقنعت يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير، ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان وتعود إليها, وأنا ما زلت أطير أطير، فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر سجون متلاصقة سجان يمسك سجان” . ❝
❞ كان على أن ألملم شتات نفسي ، واجمع ما تناثر من ذاتي في الممرات وعلى الابواب وفوق الأبراش ، وأضم قصائدى على قلبي ، وأحمل حقيبتي وأخرج بدا اليوم بعيداً جداً مع قربه الزماني الحقيقي ، بضعة أيام ويصبح كا ما خلفي من السجن ذكرى ، بضعة أيام وتفتح بوابة السجن الكبيرة ، لأتركها تُغلق من خلفي على من تبقى من رفقائي هنا ؛ شعوران متناقضان يجتاحان كياني ؛ شعور الفرح بانتصار الإرادة على القيد يتمثل بخروجى من هنا ، وشعور الأسى والحزن على من ظل من الزملاء وهم يغالبون دماً يسيل على الرسغين من طول ما أحاطت الاصفاد بالمعاصم ، غير أنهم شاركوني الشعور الأول ، وتفهموا الشعور الثاني ، وظل الأمل طائراً يخفق بجناحيه في أعماقهم . ❝
❞ تسير الحياة في دورتها كما هي دون إبطاء، تلفّنا تذهب بنا بعيدًا أو قريبًا، تأكلنا، تطحننا، تُبقينا في جوفها، أو تلفظنا خارجًا وعلى أي حالٍ فهي لا تحبنا بقدر ما نحبّها. بل لا نعرف للحب قيمةً ولا معنى.
وهي لا تقدّس شيئًا، نحن الّذين نقدّس فيها أشياء يكون مصيرنا معها الفناء غالبًا. نقدّس الحب، فنكتشف أن للحب أنيابًا تنهش أجسادنا ونقدّس المال، فنكتشف أنّ للمال ألسنةً من اللهب تحرقنا ونقدّس السّلطة، فنكتشف أنّ للسلطة سياطًا نجلدُ بها ظهور بعضنا، ونخاف من أن نكبر بمرور الأيّام، فنكتشف أنّ الأيّام تسرق أعمارنا.
مَنْ قدّس الحياة عادت إليه عاريةً من كلّ شيء، وعاد منها كقابض شعاع الشّمس في ضاحية النّهار . ❝