مجلس الذكر جلست إلى مكتبى سارح الفكر .. ثم استقرت... 💬 أقوال محمد الغزالى السقا 📖 كتاب الحق المر

- 📖 من ❞ كتاب الحق المر ❝ محمد الغزالى السقا 📖

█ مجلس الذكر جلست إلى مكتبى سارح الفكر ثم استقرت عيناى شىء فوق الأوراق ضئيل الحجم كأنه سمسمة فقلت : إن الخادمة لم تنظف المكتب جيدا ومددت أصابعى لأنحى هذا القذى فإذا السمسمة تفلت من يدى وتطير فى الهواء فعلمت أنها فراشة صغيرة لعلها كانت نائمة أو مستريحة فلما أحست أناملى تقترب منها طارت ! لكنى ما رأيت لها أجنحة أجنحتها لا تكاد تبين! بل إنى أعرف رأسا ذنب أجهزة الحياة فيها يمكن أن يراها بشر! قلت لكن خالقها الذى يطعمها ويسقيها ويمدها بالحياة! وتداعت المعانى رأسى أحيا هذه الفراشات وأطلق أسرابها الجو يشغله تدبيرها عن أمر السماء إنه الوقت يلهم طيرانها الكواكب دورانها مسار تزيغ عنه ولا تطيش!! شأن شأن؟ (يعلم يلج الأرض وما يخرج ينزل يعرج وهو الرحيم الغفور) وعدت نفسى أتساءل: لماذا عنانى صغيرة؟! جرثومة "الإيدز" أصغر سبعين ألف مرة ومع ذلك تدخل هى وزميلاتها أجساد الفجار فتصرعها وتحدث بها تلفا يقهر العلم ويعيي الأطباء!! ما أحوجنا نحن البشر التأمل خلق الله واستنباط صفات الخالق إبداعاته الكون فيما بين أيدينا خلفنا فوقنا كتاب الحق المر مجاناً PDF اونلاين 2024 هو أحد أشهر كتب الداعية والشاعر والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي ويُعد أهم الدعاة القرن العشرين حيث أثرى المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب القيمة حتى لُقب بأديب الدعوة لتميز كتاباته بأسلوبها الأدبي الرفيع

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ مجلس الذكر



جلست إلى مكتبى سارح الفكر .. ثم استقرت عيناى على شىء فوق الأوراق ضئيل الحجم كأنه سمسمة , فقلت : إن الخادمة لم تنظف المكتب جيدا..



ومددت أصابعى لأنحى هذا القذى , فإذا السمسمة تفلت من يدى وتطير فى الهواء , فعلمت أنها فراشة صغيرة , لعلها كانت نائمة أو مستريحة فلما أحست أناملى تقترب منها طارت ! لكنى ما رأيت لها أجنحة , إن أجنحتها لا تكاد تبين! بل إنى ما أعرف لها رأسا من ذنب إن أجهزة الحياة فيها لا يمكن أن يراها بشر!



قلت لكن يراها خالقها الذى يطعمها ويسقيها ويمدها بالحياة!



وتداعت المعانى فى رأسى , إن الذى أحيا هذه الفراشات وأطلق أسرابها فى الجو لم يشغله تدبيرها عن أمر السماء , إنه فى الوقت الذى يلهم الفراشات طيرانها يلهم الكواكب دورانها فى مسار لا تزيغ عنه ولا تطيش!! , إنه لا يشغله شأن عن شأن؟ إنه (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور).



وعدت إلى نفسى أتساءل: لماذا عنانى أمر فراشة صغيرة؟! إن جرثومة "الإيدز" أصغر منها سبعين ألف مرة ومع ذلك تدخل هى وزميلاتها أجساد الفجار فتصرعها وتحدث بها تلفا يقهر العلم ويعيي الأطباء!!



ما أحوجنا نحن البشر إلى التأمل فى خلق الله واستنباط صفات الخالق من إبداعاته فى الكون , فيما بين أيدينا وما خلفنا وما فوقنا وما تحتنا!.



ماذا لو جلس بعضنا إلى بعض يتحدث عن آثار الله فى ملكوته على عباده , هذه هى مجالس الذكر التى تبحث عنها الملائكة , وتشارك فيها وهى معجبة فرحة!



جاء فى الحديث القدسى : " إن لله ملائكة يطوفون فى الطرق يلتمسون أهل الذكر , فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم . قال رسول الله: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا! قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ـ ما يقول عبادى؟ قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك! فيقول: هل رأونى؟ فيقولون: لا والله ما رأوك! قال فيقول: كيف لو رأونى؟ قال يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة! وأشد لك تمجيدا وتحميدا وأكثر تسبيحا ".



إن جهود الأفكار فى معرفة الله هى الصورة الأولى للعبادة الصحيحة (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).



إن الذكر وظيفة عقلية جادة واعية ترقى بأهلها من الأرض إلى السماء , والبشر الآن قسمان ملاحدة لا يعرفون الله , ولا يحسبون أنه سيجمعهم به لقاء!



ومسلمون لا يحسنون الذكر والتذكير! ومعرفتهم بالله قشرة لا تزكى فؤادا ولا تحسن تربية.



. ❝
4
0 تعليقاً 0 مشاركة
نتيجة البحث