█ كتاب نار تحت الرماد مجاناً PDF اونلاين 2024 هو من تأليف الدكتور مصطفى محمود يتحدث فيه عن أهمية النظر إلي باطن الأمور وليس الظاهر منها بالشكليات والتلاعب بالكلمات سواء الدين أو السياسة
❞ العلم وحده لا يكفى لأن يصون صاحبه ..فنحن نعلم ضرر التدخين وندخن ,ونرى الطبيب يعلم متالف الخمر ويشرب ..ونرى اكثر الناس يتبعون الشهوات والأهواء مع علمهم بحيوانية الشهوات وضلال الأهواء .
ونرى الأدباء والفنانين طلائع الوعى وقادته ..أهل إدمان وضحايا مخدرات.
ونرى القاضى يرتشى.
ونرى رجل القانون يسرق .
ونرى شرطه الأمن يعتدون على الأمن.
ونرى شهود الحق يحترفون الكذب.
ونرى أكثر الناس تهالكاً على الطعام هم كل بطين سمين أكرش ممن يعلم أن فى الأكل مقتله.
ونرى أستاذ الجامعة وحامل الدكتوراه يموت بالسكتة فى ملعب الكرة لأن الهدف دخل مرمى الأهلى أو مرمى الزمالك..فهل جهل الأستاذ المتعلم أن ما يجرى فى الملعب هو محض لعب ..وماذا نفعه علمه.
ونجمع كلنا على أن ما يعرضه التليفزيون سخف ومع ذلك نتجمع حول الشاشة نمضى ونحملق فيها كالبلهاء نخرج من مسلسلة لندخل فى مسلسلة.
ونرى رجل الدين أول من يسقط فيما ينهى الناس عنه ..فهل جهل الحلال والحرام ؟!!
إن الحيوان ليعلم الحلال من الحرام ..والقطة تأكل ما تلقيه لها بيدك وهى جالسة عند قدميك تموء وتتمسح فإذا خطرت لها سرقة لقمة كان لها موقف آخر فراحت تتلفت وتخالس النظر عن يمين وعن شمال ثم هبشت قطعة السمك وولت الأدبار لتأكلها فى الخفاء.
وهى أفعال تدل على تمييز مؤكد بين اللقمة الحلال والحرام ..والقطة والحيوان ..وهى لم تدرس الفقة فى الأزهر ..فما بال رجل الدين الذى تفقه وتعلم.
ليس العلم إذن هو مفتاح الشخصية
ويمكن أن يكون عندك علم إينشتين ولا ينفعك علمك بل تكون أدنى الناس أخلاقاً وأرزلهم معاشرة.
وما اختلفت منازل الناس الخلقية بسبب تفاوتهم فى العلم..بل بسبب تفاوتهم فى شئ آخرهو الهمة والعزم..فلعلمك بضرر التدخين لا يكفى لأن تتجنبه وإنما الأمر يحتاج إلى شئ آخر هو الهمة والعزم ..وهذا أمر لا يتحقق إلا إذا تحول العلم فى داخلك إلى شعور ومازج القلب فأثمر النفور والكراهية للأمر الضار واستنهض الهمة إلى رفضه
وبالمثل لا يردع الدين صاحبه إلا إذا تحول العلم الدينى فيه إلى تمثل وشخوص وحضور للجلال الإلهى فأصبح يعبد ربه وكأنه يراه فتوقظ فيه تلك الرؤية الخوف والحب وتستنهض ما تراخى فيه من عزم وهمة..
وبدون هذة الهمة لا يثمر العلم أخلاقاً ولا يثمر حكمة.بل ينقلب العلم إلى النقيض ويتحول إلى أداة بطش وظلم .وتلك هى جاهلية العلم التى نراها اليوم ..فالأجهزة الإلكترونية تستخدم فى السرقة ..والذرة فى الهدم.. والكيميا فى أبتكار المخدرات ..والتكنولوجيا فى الحروب..والطب فى منع الحمل وإطالة اللذة..والأقمار الصناعية فى التجسس ..وعلوم الفضاء فى وضع القنابل المدارية حول الأرض وتهديد الناس ..والمتفجرات فى تعبئه الرسائل الملغومة.
. ❝
❞ ˝وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا ..
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين ..
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره ؟
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه . ❝