لكنها عصبيَّة..! قلتُ: نعم، هي كذلك، ولا أحد يُنكر ذلك... 💬 أقوال أحمد عبداللطيف 📖 كتاب حبي وحزني وكبريائي

- 📖 من ❞ كتاب حبي وحزني وكبريائي ❝ أحمد عبداللطيف 📖

█ لكنها عصبيَّة ! قلتُ: نعم هي كذلك ولا أحد يُنكر ذلك البَتَّة؛ لذلك دعني أخبرك أن "العصبية" هذه نفسها تكرهها وتنزعج منها وتُعكِّر صفوها! ولكنَّ المشكلة تكمن فيمَن حولها فهُم مَن وضعوها داخل دائرة مُغلَقة من الشدِّ والجذبِ وحُرقة الأعصاب؛ فتراها تهتم بأتفه الأشياء وتنشغل بأدقِّ التفاصيل وتفكِّر الكلمة آلاف المرات؛ فتجدها تُفتِّش حروفها ماذا قُصِدَ بها؟ وماذا وراءها؟ وما الهدف منها؟ تراها صراعٍ قائم بين الماضي وحسراته واليوم وخيباته والغَدِ باضطراباته؛ كيف يأتي؟! وكيف سيرحل؟! هي "عصبية" طيبةٌ إلى اللا حد؛ يكفي أنها تنفعِل وقتيًّا وتُخرِج ما قلبها وتبوح بما صدرها لا تعرف التلوُّن النفاق تكتم شيئًا ودَّت قوله تملِك قلبًا أبيضَ وروحًا نقيَّة وصفاتٍ بريئة عفوية؛ فلوهلةٍ تشعُر وكأنها طفلة تغضب وتنفعِل وتثور! ولكن هذا يجعل الناس يأخذون عليها المآخذ! =الناس! أيُّ ناس؟! يا عزيزي لو ملَكًا مِن السماء هبط الأرض لَعابَهُ ولأخرجوا منه العِبَر يرضون عن خالقهِم فكيف بالناسِ الناس؟! الناس! هُم أوصلوها للعصبيةِ بسوء ظنونهم فيها وإفلات أياديهم وإقصاء الطيبة كتاب حبي وحزني وكبريائي مجاناً PDF اونلاين 2024 أعيريني قلبَكِ ومُدي يديكِ نحو يدي ودعي رِفقتي الحُزن جانبا وودِّعي يعرفونَ قدر نورك الليالي الظلماءِ للأبد فليهدأ العالمُ لحظة ولتتوقَّف طاحونات الدنيا الضجيج ولتصغى أذُن المُنصفينَ إليَّ الآن أريد أفصح حبكِ الذي كان وحُزنكِ هان وكِبريائك التي ولدت عمياءَ رحمِ الصفعاتِ والخِذلان عن صمتك الرهيب بداخلكِ والذي ألعنه ودفاعًا براءة ذئبكِ كل دمٍ أساء إليكِ مسمعٍ ومرأى ذا أنا أعلنه وأسرارًا دفينة عجزتِ أنتِ الإفصاح عنها وددتُ همستُ لكِ بكل أوتيتُ رقةٍ ولين: احكي لي هنا بجوارك ومعكِ أسمعك أحدثكِ طيبة قلبك وعفوية ذنبك وعنفوان عشقك راح هباءً منثورا الأهات المؤلمة والدمعات المُحرقة الأماني أيسر صدرك ماتت منذُ بلغتِ لكنكِ عشتِ بها كدُمية مدينة البشر عطفًا رحمة أردتِ منهم فقط أمانًا وسلامًا للأسفِ أكتبُ وجلٍ مَعذرةً عن حنينك للغائبين واشتياقك للمُفارقين ولوعةِ فؤادك للتاركين بلا عُذرٍ أسباب أكتبُ عنكِ غنى لأي أحدٍ فأعريني عسى يخرج مشفى كلماتي سالمًا مُعافى هذه الحياة علتُكِ وهذا أدنى أجرٍ دوائي عن” حُبِّي وحُزني وكِبريائي”!

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ لكنها عصبيَّة..!

قلتُ: نعم , هي كذلك , ولا أحد يُنكر ذلك البَتَّة؛ لذلك.. دعني أخبرك أن "العصبية" هذه.. هي نفسها تكرهها , وتنزعج منها , وتُعكِّر صفوها!

ولكنَّ المشكلة تكمن فيمَن حولها.. فهُم مَن وضعوها داخل دائرة مُغلَقة من الشدِّ والجذبِ وحُرقة الأعصاب؛ فتراها تهتم بأتفه الأشياء , وتنشغل بأدقِّ التفاصيل , وتفكِّر في الكلمة آلاف المرات؛ فتجدها تُفتِّش في حروفها ماذا قُصِدَ بها؟ وماذا وراءها؟ وما الهدف منها؟ تراها في صراعٍ قائم بين الماضي وحسراته , واليوم وخيباته , والغَدِ باضطراباته؛ كيف يأتي؟! وكيف سيرحل؟!

هي "عصبية" لكنها طيبةٌ إلى اللا حد؛ يكفي أنها تنفعِل وقتيًّا , وتُخرِج ما في قلبها وقتيًّا , وتبوح بما في صدرها وقتيًّا , لا تعرف التلوُّن , ولا النفاق , ولا تكتم في نفسها شيئًا ودَّت قوله , تملِك قلبًا أبيضَ , وروحًا نقيَّة , وصفاتٍ بريئة عفوية؛ فلوهلةٍ.. تشعُر وكأنها طفلة تغضب , وتنفعِل , وتثور!

-ولكن.. هذا يجعل الناس يأخذون عليها المآخذ!

=الناس! أيُّ ناس؟! يا عزيزي , لو أن ملَكًا مِن السماء هبط إلى الأرض.. لَعابَهُ الناس , ولأخرجوا منه العِبَر , الناس لا يرضون عن خالقهِم.. فكيف بالناسِ عن الناس؟!

الناس! هُم مَن أوصلوها للعصبيةِ بسوء ظنونهم فيها , وإفلات أياديهم منها , وإقصاء الكلمة الطيبة الرقيقة عنها , كأنها جماد؛ لا تشعُر ولا تحس , الناس هم مَن سلبوها الطُّمأنينة , وحرموها أن تكون في الحوار آمنة , أو في السؤالِ راضية , أو في الغياب مُعرَضًا عن النهشِ في عِرضها.. إنَّ عصبيتها داءٌ مُكتسَب مِن أفعال الآخرين تجاهها , ولولاهُم.. لكانت مرنة مُتزنة هادئة , لا تُلقي للأمورِ بالاً هكذا!

تلك "العصبية" هي أرحمُ مَن تكونُ بك , وألطفُ مَن تلجأ إليها , وأحنُّ مَن تواسيك , وأكرمُ مَن تُسانِدكَ في شدَّةٍ أو ضيق , فقط.. ألقِ على قلبِها السلام , وقل لها: "سلامًا لسلام" , أهدِها هديةً بسيطة , وقل لها: "هذهِ من أجلكِ" , قَدِّم لها وردةً , وقُل لها: "هذهِ تُشبِهكِ" , طَمئِنها بجملةٍ حانيةٍ , وقل لها: "أنا أمانُكِ"؛ حينها.. لن تجد فيها عصبيةً قطّ؛ سترى امرأةً لا تُضاهيها في اللُّطفِ نساءُ العالمين.. ❝

أحمد عبداللطيف

منذ 3 سنوات ، مساهمة من: فتاة تقرأ
1
0 تعليقاً 2 مشاركة
نتيجة البحث