دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2023
❞ ملخص كتاب ❞ قطار التقدم❝ إن الذي لا يدفع ثمن التغيير؛ سيدفع ثمن عدم التغيير، والإنسان بطبعه يميل نحو الراحة والجمود، ويفضّل عدم المجازفة في مخاطر تطوير الذات، ولكن التغير شيء لابد منه؛ لتستمر عجلة الحياة نحو الأفضل؛ فما هو التغيير؟ ومن أي شيء نتغير؟ وإلى أين؟ وما العوائق التي تواجهنا في طريقه؟ولماذا يفشل البعض وينجح آخرون؟ وما هي أساليبه؟ 1- المبادئ الأساسية: مدخل للتغيير: التغيير هو الانتقال من حال إلى حال بالإيجاب أو بالسلب، وينقسم هذا التغيير إلى تغيير مادي وتغيير معنوي.والمعنوي أصعب؛ لأنه يحتاج إلى وقت وجهد وصبر، وقد ينتكس فيه الإنسان، بخلاف المادي الذي يغير مواضع الأشياء من حولنا فقط. وفرص التغيير قائمة لا تنتهي؛ حيث حث الله على ذلك في قوله: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، وحث النبي-صلى الله عليه وسلم -على ذلك في قوله:"ليس شيء خير من ألف مثله إلا الإنسان"، والمعنى أن رجل واحد قد يسبق ألف رجل، ما دام في داخله إرادة الرجال ليتغير.
ومبادئ التغيير تبدأ من فهم أن التغيير ليس خيارًا لدى أحد، بل هو الخيار الوحيد؛ فالشخص المُسْرِف المَدِين: إما أن يتوقف عن إسرافه ويسدد دينه، وإلا فالسجن ينتظره، وهكذا يجب التغيير في كل أنماط حياتنا.ومن فوائد التغيير أن الفرد يتخلص من الملل المصاحب للتكرار، ويصبح ناجحًا ومتفوقًا أكثر؛ لأن نجاحه يحتاج للجدية والتخلي عن بعض السلوكيات.كما أن تغير الفرد نواة لتغيير الأمة كما قال المولى في كتابه: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".والعلم عون على التغير؛ فالتعلم في مكان ممتاز يعتبر بداية الطريق لحياة أفضل، نقدر فيها على التغير والتكيف. والجهل عدو التغير؛ لأن الإنسان بطبعه يميل إلى الراحة؛ متخذًا مبدأ (ليس في الإمكان أفضل مما كان)؛ لذلك يمكن التأثير على أشخاص متعلمين في المدن، أسهل منه في القرى الأقل تعلمًا.
ومما يساعدنا على تحمل مشقات التغير: أنه يحمل في طياته الكثير من اللذات والمكافئات، كما أن مُضِيّنَا قُدُمًا في تغيير سلبياتنا يُكسبُنا قوة الإرادة والعزيمة، ويجعلنا متعاطفين مع قيمنا ومشاعرنا وأهدافنا.. ❝ ⏤أ.د. عبدالكريم بكار
ملخص كتاب ❞ قطار التقدم❝
إن الذي لا يدفع ثمن التغيير؛ سيدفع ثمن عدم التغيير، والإنسان بطبعه يميل نحو الراحة والجمود، ويفضّل عدم المجازفة في مخاطر تطوير الذات، ولكن التغير شيء لابد منه؛ لتستمر عجلة الحياة نحو الأفضل؛ فما هو التغيير؟ ومن أي شيء نتغير؟ وإلى أين؟ وما العوائق التي تواجهنا في طريقه؟ولماذا يفشل البعض وينجح آخرون؟ وما هي أساليبه؟
التغيير هو الانتقال من حال إلى حال بالإيجاب أو بالسلب، وينقسم هذا التغيير إلى تغيير مادي وتغيير معنوي.والمعنوي أصعب؛ لأنه يحتاج إلى وقت وجهد وصبر، وقد ينتكس فيه الإنسان، بخلاف المادي الذي يغير مواضع الأشياء من حولنا فقط. وفرص التغيير قائمة لا تنتهي؛ حيث حث الله على ذلك في قوله: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، وحث النبي-صلى الله عليه وسلم -على ذلك في قوله:"ليس شيء خير من ألف مثله إلا الإنسان"، والمعنى أن رجل واحد قد يسبق ألف رجل، ما دام في داخله إرادة الرجال ليتغير.
ومبادئ التغيير تبدأ من فهم أن التغيير ليس خيارًا لدى أحد، بل هو الخيار الوحيد؛ فالشخص المُسْرِف المَدِين: إما أن يتوقف عن إسرافه ويسدد دينه، وإلا فالسجن ينتظره، وهكذا يجب التغيير في كل أنماط حياتنا.ومن فوائد التغيير أن الفرد يتخلص من الملل المصاحب للتكرار، ويصبح ناجحًا ومتفوقًا أكثر؛ لأن نجاحه يحتاج للجدية والتخلي عن بعض السلوكيات.كما أن تغير الفرد نواة لتغيير الأمة كما قال المولى في كتابه: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".والعلم عون على التغير؛ فالتعلم في مكان ممتاز يعتبر ....... [المزيد]
لتتغير لا بد أن تفهم كيف يفكر عقلك؟ ولفهم تلك المبادئ نتيقظ لما يلي:
أولًا: اليقظة الشخصية؛ فلو تأمل الإنسان في معتقداته الخاطئة؛ لوجد أنها عبارة عن أفكار وخواطر عابرة، وتحولت إلى قواعد خفيّة بمرور الأيام، بينما ينبغي أن نبني عقائدنا على التفوق الشخصي، والشعور بالأهمية، والإحسان إلى الغير.
ثانيًا: الإرادة والعزيمة؛ فقد تكثر الأساليب والدوافع لنتغير، لكنها تظل بدون معنى في غياب العزيمة القوية والإرادة الصلبة؛ فتوافُر المعلومات الصحية والأساليب للشخص البدين، لن تقلل من وزنه بدون عزيمة.
ثالثًا: التمسك بشيء واحد حتى يتم إنجازه؛ لأننا لا نستطيع إنجاز أمور متعددة في وقت واحد، وهذا يعلّمنا فن الاختيار، وعند اكتمال العمل ننتقل لغيره، حتى ننتهي من جميع التغيرات التي نريدها.
رابعًا: مشقة البدايات؛ فالفهم الدقيق لتلك النقطة أكبر محفز لعقل اللا وعي؛ لأنه يخبره عن طبيعة تلك المرحلة؛ فليس هناك بداية سهلة.والإنسان بطبعه يهرب من العادات الجديدة، ويستريح للقديمة، بما عليها من سلبيات، وما لها من إيجابيات؛ لأن التغيير محفوف دومًا بالمخاطر.وعلينا قبل ....... [المزيد]
3- تساؤلات حول التغيير
4- عوائق التغيير
5- التغيير الشخصي في الأفكار: من أين إلى أين؟
6- التغيير الشخصي من العطلة إلى الريادة
7- كيف نتغير على الصعيد الاجتماعي والمهني؟
8- أساليب وأدوات التغيير
9- بالمثال يتضح المقال
❞ ملخص كتاب ❞ ثقافة العمل الخيري❝ إن تدخُّل حكومات الدول النامية في جميع شئون المواطن، مع اتساع مؤسساتها؛ خَلَق في المواطن درجة عالية من الاتكالية والاعتقاد بقدرة الدولة على الوصول لجميع المشاكل وحلها. والحقيقة خلاف ذلك؛ فقد استطاعت الدول الغربية أن تجعل من العمل الخيري ركنًا أصيلًا تقوم عليه الدولة، وذلك من خلال نشر ثقافة العمل الخيري والتطوُّعي في الأفراد وتنميته؛ فما هو العمل التطوعي أو الجماعي؟ وما هي مفاهيمه؟ وما معوقاته؟ وكيف ننجح فيه؟ وما هي الأدوار المختلفة للجهات الحكومية والجهات الخيرية نفسها؟ وما دور الإعلام والأسرة والمرأة في إثراء ثقافة هذا العمل وتنميته؟ 1- مفاهيم عن ثقافة العمل الخيري: إن التقارير التي تشير إلى انتشار العمل الخيري في البلاد الغربية؛ لهو خير دليل على تقدمهم، وانخفاض مستوى الفقر والبطالة لديهم، بينما تقل ثقافة العمل الخيري في مجتمعاتنا مقارنة بهم؛ فازداد معدل الفقر والبطالة لدينا. ولترسيخ ثقافة العمل الخيري في مجتمعاتنا، نحتاج إلى تركيز وتجميع أكبر عدد من الرؤى والأساليب التي تساعدنا على النهوض به، مع تعميم ما تم جمعه على جميع شرائح المجتمع بأوسع نطاق ممكن.
وتُعرف الثقافة التطوُّعية على أنها: الأفكار والأساليب والقيم والعادات المتصلة بالعمل الخيري، أو هي كل جزء من اهتمامات الناس، ونمط حياتهم، وأنشطتهم المختلفة، والتي يدافعون عنها كما يدافعون عن عاداتهم الصالحة، وأعرافهم الحسنة. كما يُعرف العمل التطوعي على أنه سلوك جماعي مشترك، لا يتكون إلا إذا امتلك المجتمع رؤى ومفاهيم ومعارف، توفر له أرضية ثقافية مشتركة، يقف عليها وينطلق منها؛ لذلك فالأمم التي تقرأ؛ ينتشر بينها العمل الجماعي والتطوعي أكثر. كما يعرف العمل الخيري على أنه كل مال أو وقت أو جهد يتم بذله من أجل منفعة الناس وإسعادهم والتخفيف من معاناتهم، كما يقوم بالإحسان لهم ومواساتهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح. وعلينا التفرقة بين الإحسان الذي هو حل مشكلة ما، وبين العمل الخيري الذي يحل جذور تلك المشكلة.
وقبل البدء في العمل الخيري، علينا معرفة أسباب انخراطنا فيه، وهي: أن نعمل رجاء الثواب من الله وحده، وقد رسخ النبي هذه القاعدة في حديثه: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه: السبابة والوسطى"، ولتعويض النقص في قصور النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الدولة؛ لمحاولة تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية. كما أن العمل التطوعي يعالج بعض الحالات السلوكية من التمحور حول الذات، والعزلة، ويخفف من الشعور بالملل والاكتئاب.. ❝ ⏤أ.د. عبدالكريم بكار
ملخص كتاب ❞ ثقافة العمل الخيري❝
إن تدخُّل حكومات الدول النامية في جميع شئون المواطن، مع اتساع مؤسساتها؛ خَلَق في المواطن درجة عالية من الاتكالية والاعتقاد بقدرة الدولة على الوصول لجميع المشاكل وحلها. والحقيقة خلاف ذلك؛ فقد استطاعت الدول الغربية أن تجعل من العمل الخيري ركنًا أصيلًا تقوم عليه الدولة، وذلك من خلال نشر ثقافة العمل الخيري والتطوُّعي في الأفراد وتنميته؛ فما هو العمل التطوعي أو الجماعي؟ وما هي مفاهيمه؟ وما معوقاته؟ وكيف ننجح فيه؟ وما هي الأدوار المختلفة للجهات الحكومية والجهات الخيرية نفسها؟ وما دور الإعلام والأسرة والمرأة في إثراء ثقافة هذا العمل وتنميته؟
إن التقارير التي تشير إلى انتشار العمل الخيري في البلاد الغربية؛ لهو خير دليل على تقدمهم، وانخفاض مستوى الفقر والبطالة لديهم، بينما تقل ثقافة العمل الخيري في مجتمعاتنا مقارنة بهم؛ فازداد معدل الفقر والبطالة لدينا. ولترسيخ ثقافة العمل الخيري في مجتمعاتنا، نحتاج إلى تركيز وتجميع أكبر عدد من الرؤى والأساليب التي تساعدنا على النهوض به، مع تعميم ما تم جمعه على جميع شرائح المجتمع بأوسع نطاق ممكن.
وتُعرف الثقافة التطوُّعية على أنها: الأفكار والأساليب والقيم والعادات المتصلة بالعمل الخيري، أو هي كل جزء من اهتمامات الناس، ونمط حياتهم، وأنشطتهم المختلفة، والتي يدافعون عنها كما يدافعون عن عاداتهم الصالحة، وأعرافهم الحسنة. كما يُعرف العمل التطوعي على أنه سلوك جماعي مشترك، لا يتكون إلا إذا امتلك المجتمع رؤى ومفاهيم ومعارف، توفر له أرضية ثقافية مشتركة، يقف عليها وينطلق منها؛ لذلك فالأمم التي تقرأ؛ ينتشر بينها العمل الجماعي والتطوعي أكثر. كما يعرف العمل الخيري على أنه كل مال أو وقت أو جهد يتم بذله من أجل منفعة الناس وإسعادهم والتخفيف من معاناتهم، كما ....... [المزيد]
فِعْل الخير على نحو فردي فضيلة لا يمكن إنكارها، لكن الغالبية من الناس لا يتذكر فعله إلا عندما يسأله سائل. ومن هنا تأتي فضيلة العمل الجماعي الذي يذكّر الفرد بالإنفاق المستمر، ويفتح أمامه آفاقًا جديدة للعمل الخيري، وفوائد العمل الجماعي تتلخص فيما يلي:
وضوح الهدف في الفريق الواحد حتى اكتماله، والفرد يعمل بحماسة أكثر عندما يكون في مجموعة، كما أن اجتهاد مجموعة يكون أقرب إلى الصواب من اجتهاد فرد واحد، كما أنه يزيد من درجة الوعي وتنقيح الأفكار وترشيد المحاكمة العقلية، وتظل الأعمال فيه قابلة للتجديد؛ لا تنقضي بانقضاء عمل فردي واحد، ويكفي أننا بالعمل الجماعي نطبق النصوص الشرعية التي تحثنا عليه.
وقد يهرب البعض من العمل الجماعي بسبب معوّقاته؛ حيث يتطلب تنظيمه المزيد من الوقت والجهد، والقيود التي يشعر بها الفرد عندما يلتزم في فريق معين، وبعض التجارب الفاشلة التي لحقته في فريق سابق، وانتشار الاتّكالية بين أفراده، إذا لم يكن العمل محدد الأدوار والأهداف لكل فرد.
ويمكن إجمال صفات العمل التطوعي الناجح فيما يلي:وضوح الرسالة والأهداف والمدة الزمنية ....... [المزيد]
3- دور المرأة في العمل الخيري
4- دور الجانب النفسي والأسرة في تأسيس ثقافة العمل الخير
5- دور المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام في ثقافة العمل الخيري
6- دور المؤسسات الخيرية في تأسيس ثقافة العمل الخيري
7- التخصصات الدقيقة!
8- كيف نوظِّف الإعلام في العمل الخيري
9- دور الحكومات في تأسيس ثقافة العمل الخيري ومكافأة المتطوعين
❞ ملخص كتاب ❞ السنن النفسية لتطور الأمم❝ يعتبر هذا الكتاب هو خلاصة ما كتبه جوستاف لوبون في كتبه الأخرى عن الحضارات. يبين فيه أن هناك عوامل نفسية ثابتة تسيطر على حياة الأمم وتطورها، بالإضافة إلى بعض المؤثرات التي تظهر نتيجة هذا التقدم، موضحًا أن العرق هو روح تلك الأمم، كما أن هناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الحضارة والتي اعتبرها المظهر الخارجي لروح الأمة، وتأثير الأفكار وطريقة تكوينها في المجتمعات، كما أنه يؤكد في كتابه أن الأصل هو التفاوت بين البشر لا المساواة.
1- مبادئ المساواة في الزمن الحاضر وعوامل التاريخ النفسية: كل أمة تقوم على مجموعة من الأسس الثابتة والتي تأخذ وقتًا طويلًا لإنشاءها، وبالتالي أي محاولة لتغييرها تأخذ وقتًا أطول بكثير، وعلى الرغم من ظهور خطأ بعض تلك الأسس عند المثقفين، إلا أنها تجد صعوبة في تغييرها عند الجماعات لأنها أصبحت من الحقائق الراسخة في حياتهم.
إن مبدأ المساواة الذي نادى به البعض لم يأخذ في إعتبار من نشروه الفروق النفسية بين الأمم، وأن ما يمكن تطبيقه على امة لا تستطيع تطبيقه على غيرها، وإن محاولة تطبيق فكرة المساواة أدى إلى إضطرابات كبيرة وكثيرة، كما حدث في أمريكا وثورات أوروبا، فلا أحد يبالي بالتغييرات الإجتماعية والانقلابات السياسية التي سببها انتشار هذا المبدأ ونتائجه الخطرة، فإننا حين نحاول أن نساوي بين جميع الأمم فإننا نحاول أن نصب قالبًا واحدًا في أدمغة الجميع دون مراعاة للفروق الطبيعية والنفسية وهذا غير قابل للتطبيق، ولهذا جاء هذا الكتاب ليصف الأخلاق النفسية التي يتألف منها روح العرق وكيف تنشأ الأمم مثل هذه الأخلاق وكيف سارت هذه الأمم نحو المساواة وهل أثر عليها هذا سلبًا أو إيجابًا.. ❝ ⏤جوستاف لوبون
ملخص كتاب ❞ السنن النفسية لتطور الأمم❝
يعتبر هذا الكتاب هو خلاصة ما كتبه جوستاف لوبون في كتبه الأخرى عن الحضارات. يبين فيه أن هناك عوامل نفسية ثابتة تسيطر على حياة الأمم وتطورها، بالإضافة إلى بعض المؤثرات التي تظهر نتيجة هذا التقدم، موضحًا أن العرق هو روح تلك الأمم، كما أن هناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الحضارة والتي اعتبرها المظهر الخارجي لروح الأمة، وتأثير الأفكار وطريقة تكوينها في المجتمعات، كما أنه يؤكد في كتابه أن الأصل هو التفاوت بين البشر لا المساواة.
كل أمة تقوم على مجموعة من الأسس الثابتة والتي تأخذ وقتًا طويلًا لإنشاءها، وبالتالي أي محاولة لتغييرها تأخذ وقتًا أطول بكثير، وعلى الرغم من ظهور خطأ بعض تلك الأسس عند المثقفين، إلا أنها تجد صعوبة في تغييرها عند الجماعات لأنها أصبحت من الحقائق الراسخة في حياتهم.
إن مبدأ المساواة الذي نادى به البعض لم يأخذ في إعتبار من نشروه الفروق النفسية بين الأمم، وأن ما يمكن تطبيقه على امة لا تستطيع تطبيقه على غيرها، وإن محاولة تطبيق فكرة المساواة أدى إلى إضطرابات كبيرة وكثيرة، كما حدث في أمريكا وثورات أوروبا، فلا أحد يبالي بالتغييرات الإجتماعية والانقلابات السياسية التي سببها انتشار هذا المبدأ ونتائجه الخطرة، فإننا حين نحاول أن نساوي بين جميع الأمم فإننا نحاول أن نصب قالبًا واحدًا في أدمغة الجميع دون مراعاة للفروق الطبيعية والنفسية وهذا غير قابل للتطبيق، ولهذا جاء هذا الكتاب ليصف الأخلاق النفسية التي يتألف منها روح العرق وكيف تنشأ الأمم مثل هذه الأخلاق وكيف سارت هذه الأمم نحو المساواة وهل أثر عليها هذا سلبًا أو إيجابًا.
لكل أمة صفات خاصة بها تميزها عن غيرها، وحاول البعض تقسيم البشر لأنواع من خلال الصفات التشريحية الواضحة فقط، كـ (البيض – والزنوج – والصُفر )، وفي هذا التقسيم تناسوا أنه في أحيان كثيرة يكون هناك تقارب جسماني بين الأمم ولكن هناك أيضًا اختلافات كبيرة من الناحية النفسية والشعورية، ويظهر ذلك واضحًا في تاريخ كل أمة وحضارتها وفنونها ومعتقداتها، ومن خلال الصفات الأخلاقية التي تظهر في تلك النواحي تتكون في النهاية روح العرق، وكلما تكونت تلك الصفات ببطئ أصبحت ثابتة أكثر وتعطى الأمة قوة وعظمة أكبر مثل إنجلترا وروما القديمة.
لكل عرق مزاج خاص به وصفات نفسية ثابتة مثل الصفات التشريحية تنتقل عن طريق الوراثة، والإنسان ممثل لعرقه، فإذا ذهبت لمدينة غريبة عنك فأول ما ستلاحظه هو الصفات المشتركة بين الجميع لتكرارها أمامك، تلك الصفات يمكن تطبيقها على المدينة ككل، ولكنها تصبح خاطئة إذا تم تطبيقها على فرد بعينه، لأن هنا تظهر الإختلافات الفردية، فالإنسان يؤثر في سير حياته 3 مؤثرات رئيسية، أولهم الأجداد ويعتبر المؤثر الأقوى، وثانيهم الأباء المقربين، وثالثهم البيئة ....... [المزيد]
إن الأمم التي تتكون من عروق مختلفة يكون من الصعوبة دمجها، لأن لكل منها مشاعرها وأفكارها المختلفة، فلكي تستطيع أمة أن تتوحد وتمتزج يجب أن تكتسب ثلاث صفات أساسية: (وحدة المشاعر – وحدة المصالح – وحدة العقائد)، وكانت البداية لوجود هذه الفكرة منذ الأسرة، ثم انتقلت إلى القرية فالمدينة، حتى وصلت لفكرة القومية أو الوطنية المتعارف عليها الأن، ولا يؤثر كبر أو صغر الأمم في فكرة الوحدة، فكم من أمم صغيرة استطاعت أن تتماسك وتتوحد وتبني حضارة عريقة، والبعض الأخر ظل في صراعه المستمر وحروبه التي لا تنتهي مع بعضهم البعض كالأغارقة مثلًا.
إننا هنا لا نهتم بأصول العروق، وخاصة إذا عرفنا أنه لا يوجد عرق خالص إلا عند الأمم غير المتمدنة (الهمج)، ولا يهم إذا كانت العروق كونتها الطبيعة أو التاريخ، ولكن ما يهمنا هو أخلاق تلك العروق وصفاتها التي تراكمت بالوراثة، والتي ساعدتها على التقدم والتطور وأصبحت تميزها عن غيرها.
إن الأمم متغيرة، تلك هي القاعدة الأساسية، ولكن ما سر تلك التغييرات وأسبابها؟ وهل يؤثر في صفاتها النفسية؟
إن الصفات النفسية كالصفات التشريحية ثابتة وأساسية، حتى لو أصابها بعض التغييرات الثانوية الخارجية، على عكس المزاج النفسي والذي يحمل أيضًا صفات أساسية، ولكنه قابل للتغيير من خلال البيئة او التربية أو الأحداث الفجائية كالأزمات السياسية والدينية الكبيرة، والتي يظهر فيها صفات خلقية غريبة عن أهلها، ولكنها سرعان ما تزول، فهذه التغييرات ليست عميقة، ولا تغير في ثوابت الصفات النفسية للأمم، ولكنها ظاهرة عارضة، مثلها كمثل الرجل إذا جاع قد يقترف أفظع الجرائم، فهل معنى ذلك أن طبائعه الأصلية قد تغيرت؟.
لا، ولكن التغيير قد يحدث إذا مر عليها سنوات طويلة، وهذا ما يحدث مع الأمم أيضًا، فصفاتها ثابتة ولكي يحدث التغيير لابد من قرون طويلة بالتوالد المتكرر تمر ببطئ شديد (ركام وراثي بطئ).
إن محاولة تقسيم الصفات النفسية للعروق مسألة ليست سهلة بسبب التفاصيل الدقيقة والكثيرة، والاختلافات الكبيرة بين الأمم والأشخاص، ولكن إذا نظرنا إلى الصفات الثابتة والأساسية والتي يمكن تطبيقها على كثير من الأمم، يمكننا حصرها في أربعة أقسام:
أولهم العروق الابتدائية هي التي لا يوجد بها أي أثر للثقافة وظلت على بدائيتها كالإستراليين في الوقت الحاضر، ثم تأتي فوقها العروق الدنيا وهي عروق لديها قدر بسيط جدًا من الحضارة وإن كانت حضارة غليظة تتمثل في الزنوج مثلًا، ثم العروق الوسطى فهم الذين كونوا حضارات راقية كالصينين والعرب والآشوريين وغيرهم، وتأتي أخيرًا العروق العليا وهي الأمم التي استطاعت أن تخترع في المجالات المختلفة كالأمم الهندية الأوروبية.
ولكل قسم من هذه الأقسام خصائصه النفسية التي تميزه، فلا يمكن المزج بينهم، كما أنه من الصعب تقسيمهم إلى أقسام ثانوية، لأن هذا يحتاج إلى تفاصيل داخلية دقيقة جدًا، فيتوجب علينا أن يؤخذ كل شعب على حدة ويتم تحديد صفاته وأخلاقه.
❞ ملخص كتاب ❞ سيكولوجية الجماهير❝ هناك علم يستخدم مصطلحات علم النفس بطريقة أخرى، إنه علم النفس الاجتماعي، وقد أصبح أحد أهم العلوم الإنسانية. ويعد (غوستاف لوبون ) أول من تكلم في هذا العلم بكتابه الذي بين أيدينا؛ حيث أصبح الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم نفسيات الجماهير، وطريقة تفكيرها، والطرق التي تتأثر بها وتتحرك بناءً عليها. ولا نبالغ حين نقول إن الكتاب يُعَدّ دليلًا مرجعيّا، استخدمه الحكّام وقادة الحركات الجماهيرية لفهم نفسيات الجماهير وتوجيهها نحو الهدف الذي يريده الزعيم، وخير مثال على ذلك، الجماهير الغفيرة التي وظّفها (هتلر ) في الحرب العالمية الثانية. بل إن (لوبون ) نفسه أصبح وجهة ومزارًا لزعماء العالم، يتوجهون إليه ويتناقشون معه في محتوى كتابه. ورغم مرور ما يقارب الـ 150 عامًا على تأليف الكتاب، ما زال محافظًا على زخمه وحضوره بين أوساط المثقفين. ويقدم الكاتب إجابات واضحة للعديد من الأسئلة المثارة حول التجمعات الجماهيرية مثل: كيف تتهيج الجماهير؟ وكيف تتكون الجماعات الثورية في الأصل؟ ما الذي يصهر الجماهير نحو هدف واحد؟ أهي عقائد معينة أم الدين بشكل رئيس؟ ما دور الزعيم أو القائد في الثورات؟ والأخطر من ذلك هل الجماهير عاقلة وواعية بالطبيعة وديمقراطية أم متهيجة وثائرة؟ 1- عصر الجماهير: إن الانقلابات الكُبري التي تسبق عادةً تبديل الحضارات تبدو وكأنها محسومة من قِبَل تحولات سياسية ضخمة، ولكن الدراسة المتفحّصة لهذه الظواهر تكشف أن السبب الحقيقي هو التغيّر العميق الذي يصيب أفكار الشعوب. إن الأحداث الضخمة التي تَتَناقلها كتب التاريخ ليست إلا نتاجًا للمتغيرات اللامَرئيّة التي تصيب عواطف البشر. إن الفترة الحالية هي فترة التحوّل والتبدّل ويشكّل جذرها عاملان أساسيان هما: هدم المعتقدات الدينية والسياسية والاجتماعية، وخلق شروط جديدة كُليًّا بالنسبة للوجود والفكر. إن العصر الحديث يُمثّل فترة انتقالية وفوضوية وليس من السهل التنبؤ بما سيتولد عنها مستقبلًا.
وفي الوقت الذي راحت فيه كل عقائدنا القديمة تتهاوَي، وأخذت الأعمدة القديمة تتساقط واحدًا بعد الآخر، نجد أن (نضال الجماهير ) هو القوة الوحيدة التي لا يستطيع أن يهدّدها أي شيء. إن العصر الذي ندخل فيه الآن هو بالفعل (عصر الجماهير )؛ فلم تعد مقادير الأمم تُحسم في مجالس الحكّام، وإنما في روح الجماهير. لقد وُلِدت قوة الجماهير عن طريق نشر بعض الأفكار التي زُرِعت في النفوس بشكل بطيء، ثم بواسطة التجميع المتدرج للأفراد من خلال الروابط والجمعيات، وقد أتاح هذا التجمّع للجماهير أن تُبلور أفكارها، ثم راحت تشكل النقابات وبورصات العمل، وأرسلت مندوبين عنها للمجالس الحكومية.
إن بناء أي حضارة يتطلب قواعد ثابتة، ونظامًا مُحددًا، والمرور من مرحلة الفطرة إلى مرحلة العقل، والقدرة على استشراف المستقبل، ومستوىً عاليًا من الثقافة، وكل هذه العوامل غير متوافرة لدى الجماهير؛ فالجماهير بواسطة قوتها التدميرية تمارس عمل الجراثيم التي تساعد على انحلال الأجسام الضعيفة أو الجثث؛ فَمَعرفة نفس الجماهير تُشكِّل المصدر الأساسي لرجل الدولة الذي يريد ألا يُحكم كُليًا من قِبَلها؛ فكل الزعماء ورجال الدولة العظام كانوا علماء نفس على غير وعيٍ منهم؛ فـ (نابليون بونابرت ) - مثلًا - كان ينْفُذُ بشكلٍ رائع إلى أعماق نفسية الجماهير، ونفسية الجماهير تبين لنا إلى أي مدى تبدو عاجزة عن تشكيل رأيٍ شخصي ما عدا الآراء التي لُقِّنَت لها؛ فالضريبة الأكثر ظُلمًا يمكن أن تكون الأفضل عَمَليًّا بالنسبة للجماهير إذا كانت الأقل مرئية والأقل ثِقلًا من حيث المظهر؛ فالبشر لا يتصرفون أبدًا انطلاقا من مبادئ العقل النظري البحت.. ❝ ⏤جوستاف لوبون
ملخص كتاب ❞ سيكولوجية الجماهير❝
هناك علم يستخدم مصطلحات علم النفس بطريقة أخرى، إنه علم النفس الاجتماعي، وقد أصبح أحد أهم العلوم الإنسانية. ويعد (غوستاف لوبون ) أول من تكلم في هذا العلم بكتابه الذي بين أيدينا؛ حيث أصبح الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم نفسيات الجماهير، وطريقة تفكيرها، والطرق التي تتأثر بها وتتحرك بناءً عليها. ولا نبالغ حين نقول إن الكتاب يُعَدّ دليلًا مرجعيّا، استخدمه الحكّام وقادة الحركات الجماهيرية لفهم نفسيات الجماهير وتوجيهها نحو الهدف الذي يريده الزعيم، وخير مثال على ذلك، الجماهير الغفيرة التي وظّفها (هتلر ) في الحرب العالمية الثانية. بل إن (لوبون ) نفسه أصبح وجهة ومزارًا لزعماء العالم، يتوجهون إليه ويتناقشون معه في محتوى كتابه. ورغم مرور ما يقارب الـ 150 عامًا على تأليف الكتاب، ما زال محافظًا على زخمه وحضوره بين أوساط المثقفين. ويقدم الكاتب إجابات واضحة للعديد من الأسئلة المثارة حول التجمعات الجماهيرية مثل: كيف تتهيج الجماهير؟ وكيف تتكون الجماعات الثورية في الأصل؟ ما الذي يصهر الجماهير نحو هدف واحد؟ أهي عقائد معينة أم الدين بشكل رئيس؟ ما دور الزعيم أو القائد في الثورات؟ والأخطر من ذلك هل الجماهير عاقلة وواعية بالطبيعة وديمقراطية أم متهيجة وثائرة؟
إن الانقلابات الكُبري التي تسبق عادةً تبديل الحضارات تبدو وكأنها محسومة من قِبَل تحولات سياسية ضخمة، ولكن الدراسة المتفحّصة لهذه الظواهر تكشف أن السبب الحقيقي هو التغيّر العميق الذي يصيب أفكار الشعوب. إن الأحداث الضخمة التي تَتَناقلها كتب التاريخ ليست إلا نتاجًا للمتغيرات اللامَرئيّة التي تصيب عواطف البشر. إن الفترة الحالية هي فترة التحوّل والتبدّل ويشكّل جذرها عاملان أساسيان هما: هدم المعتقدات الدينية والسياسية والاجتماعية، وخلق شروط جديدة كُليًّا بالنسبة للوجود والفكر. إن العصر الحديث يُمثّل فترة انتقالية وفوضوية وليس من السهل التنبؤ بما سيتولد عنها مستقبلًا.
وفي الوقت الذي راحت فيه كل عقائدنا القديمة تتهاوَي، وأخذت الأعمدة القديمة تتساقط واحدًا بعد الآخر، نجد أن (نضال الجماهير ) هو القوة الوحيدة التي لا يستطيع أن يهدّدها أي شيء. إن العصر الذي ندخل فيه الآن هو بالفعل (عصر الجماهير )؛ فلم تعد مقادير الأمم تُحسم في مجالس الحكّام، وإنما في روح الجماهير. لقد وُلِدت قوة الجماهير عن طريق نشر بعض الأفكار التي زُرِعت في النفوس بشكل بطيء، ثم ....... [المزيد]
إن كلمة (جمهور ) تعني في معناها العادي تجمّعًا لمجموعة من الأفراد، أيًّا كانت هويتهم، ولكن من وجهة النظر النفسية؛ ففي بعض الظروف المعينة يمكن لِتَكَتُّل من البشر أن يمتلك خصائص جديدة تختلف عن خصائص كل فرد يشكله، عندئذٍ تتشكل روح جماعية، عابرة ومؤقتة وهو ما سأدعوه (الجمهور المنظم، أو الجمهور النفسي )، ويصبح خاضعًا لقانون (الوحدة العقلية للجماهير ).
ومن الخصائص النفسية للجماهير: تلاشِي الشخصية الواعية، وهَيْمَنَة الشخصية اللاواعية، وتَوَجُّه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، والـمَيْل لتحويل الأفكار المـُحرَّض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة. وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح إنسانًا آليًّا ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده.
إن الجمهور هو أدنى مرتبة من الإنسان المُفْرَد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية، ولكن يمكن لهذا الجمهور أن يسير نحو الأفضل، وهذا يعتمد على الطريقة التي يتم تحريضه بها، صحيح أنها بطولات لا واعية إلى حد ما، ولكن التاريخ لا يُصنع إلا من قِبَل بطولات كهذه.
إن الجماهير تشبه الأوراق التي يلعب ....... [المزيد]
أيًّا تكن الأفكار التي تُوحَي للجماهير أو تُحرَّض عليها، فإنه لا يمكنها أن تصبح مُهَيمِنة إلا بشرط أن تتّخِذ هيئة بسيطة جدًا؛ فَبِمُجرّد أن تنغرس فكرة ما في روح الجماهير فإنها تكتسب قوة لا تقاوَم، ولا يكفي مجرد البرهنة على صحة فكرة ما حتى تفعل مفعولها، صحيح أنه يمكن للحقيقة الساطعة أن تَلقي آذانًا صاغية، ولكن سَتَرَي نفس الشخص بعد بضعة أيام يعود إلى مُحاجّاته القديمة وبنفس الألفاظ تمامًا؛ لأنه واقع تحت تأثير الأفكار السابقة التي تحولت إلى عواطف وتَرَسَّخت؛ فالجماهير تشبه إلى حد ما النائم الذي يتعطل عقله مؤقتًا ويَترُك نفسه عُرضة لانبثاق صورة قوية ومكثفة؛ فعلى قاعدة الخيال الشعبي تأسست قوة الدول. إن معرفة فن التأثير على مُخَيِّلة الجماهير تعني معرفة فنّ حُكمها.
إن العوامل التي تُحدّد آراء الجماهير وعقائدها ذات نوعين: عوامل بعيدة، وعوامل قريبة، ومن بين العوامل البعيدة: العِرْق، وكذلك التقاليد الموروثة؛ فالجماهير كائن عضوي، وككل الكائنات العضوية؛ لا يمكن تغيّره إلا بواسطة التراكمات الوراثية البطيئة؛ فالقادة الحقيقيون للشعوب هم تقاليدها الموروثة، وبدون تقاليد ثابتة لا يمكن أن توجد حضارة، وأيضًا الزمن؛ فهو الذي يطبخ آراء الجماهير على نارٍ هادئة؛ فبعض الأفكار التي يمكن تحقيقها في فترة ما؛ تبدو مستحيلة في فترة أخرى؛ فالنُّظم السياسية لا تنهار في يومٍ واحد.
وأمَّا المؤسسات السياسية والاجتماعية، فهي تمثل مَنْتُوج العِرق، ويلزم أحيانًا عدة قرون من أجل تشكيل نظام سياسي معيَّن، وعدة قرون أخرى من أجل تغييره؛ فالشعب لا يمتلك أبدًا أية قدرة حقيقية على تغيير مؤسساته، ولكنه يستطيع تعديل اسمها عن طريق إشعال الثورات، وكذلك عامل التعليم والتربية؛ حيث يمكن البرهنة بسهولة أن التعليم لا يجعل الإنسان أكثر أخلاقية ولا أكثر سعادة، وأنه لا يغيّر غرائزه وأهواءه الوراثية، وإذا ما طُبِّق بشكل سيئ فإنه يصبح ضارًّا؛ ....... [المزيد]
ما إن يجتمع عدد من الكائنات الحية، حتى يضعوا أنفسهم بشكل غريزي تحت سُلطة زعيم ما؛ يلعب دورًا ضخما بالنسبة للجماهير البشرية؛ فالجماهير عبارة عن قطيع لا يستطيع الاستغناء عن سيّد، وتحصل من الجماهير على طاعة وانقياد أكثر مما تحصل عليه أي حكومة.
ومحرّكو الجماهير يمكن تقسيمهم إلى فئات: منها رجال ناشطون ذوُو إرادة قوية ولكنها مؤقتة، وبعضهم الآخر يمتلك إرادة قوية ودائمة، وهؤلاء القادة ينشرون أفكارهم بين الجماهير عن طريق التأكيد العاري والمجرد من كل مُحاجَّة عقلانية، مع تكراره باستمرار وبنفس الصياغات والكلمات؛ فينتهي به الأمر إلى الانغراس في تلك الزوايا العميقة من اللاوَعْي، حيث تُصنع كل دوافع أعمالنا، ومن ثَمّ تنتقل هذه الأفكار والعواطف والانفعالات بين الجماهير عن طريق العدوى الفكرية.
وهذه الأفكار لا بد أن تمتلك قوة سِرِّية ندعوها الهيبة أو الاحترام، وهي نوع من الجاذبية التي يمارسها فرد ما على روحنا وتملأها بالدهشة والاحترام، وقد تكون هذه الهيبة مُكتَسَبة إما عن طريق الاسم أو الثروة أو الشهرة، وقد تكون ذاتية أو شخصية وتشكل مَلَكة مستقلة عن كل ....... [المزيد]
هناك العقائد الإيمانية الكُبري والتي تدوم قرونًا عديدة والتي ترتكز عليها حضارة بأكملها، وتَشَكُّلها وتلاشيها يمثّلان لكل عِرق تاريخي نقاط الذُّروة في تاريخه، ومن الصعب جدًا تدمير هذه العقائد بعد تشكيلها إلا بعد ثوراتٍ عنيفة، وبعد أن تكون العقيدة قد فقدت تقريبًا كل هَيْمنتها على النفوس، وهذا يبدأ من اللحظة التي يأخذ فيها الناس بمناقشتها ونقدها.
وفوق هذه العقائد الثابتة تَتَموْضَع طبقة سطحية من الآراء والأفكار التي تُولَد وتموت باستمرار، ومدة دوام بعضها مؤقتة جدًا، وأكثرها أهمية لا تتجاوز مُدّتها حياة جيل واحد.
❞ ملخص كتاب ❞ المواطنة❝ إن عصر العولمة الحالي الذي نعيش فيه يسعى إلى تأكيد وتطبيق قاعدتين أساسيتين: الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان المدنية والثقافية لكافة المواطنين. وفي ظل النظام الدولي الجديد الذي يضم العديد من المنظمات الدولية التي تراقب وتنظم العالم بأكمله، فقد أصبح على النظم السياسية احترام حقوق المواطنة والديمقراطية؛ لأن المجتمع الدولي لن يتسامح في انتهاكها، وهو ما جعلها تحظى بمزيد من الاهتمام والاحترام أكثر من ذي قبل.
1- حول مفهوم المواطنة وتطوره: إن المواطنة تعني في الأساس المساواة بين كافة أفراد وسكان الدولة في كافة الحقوق والواجبات دون تمييز بين فرد وآخر لأي سبب كان عرقي أو جنسي أو ديني. ومن المفارقة أن نجد كلمة مواطن في اللغة الفرنسية هي في الأساس اشتقاق لغوي من كلمة (سيفيتاس ) اللاتينية التي تقابلها كلمة (بولس ) اليونانية وتعني المدينة، حيث كانت المدينة -مثل (روما ) و(أثينا القديمة ) -بالنسبة لهم هي الوحدة الأساسية المؤثرة في الحياة السياسية بغض النظر عن دور البشر والأفراد فيها كمواطنين، حيث كانت تقتصر المشاركة السياسية على أفراد النخبة بينما تحرم باقي السكان لا سيما العبيد والنساء منها. وعلى الرغم أن ذلك السلوك كان يفرغ المواطنة من أهدافها الأساسية التي تتعلق بالمساواة، لكن تظل تلك المدن مثالاً هامًا يوضح التشكيل الأولي والمبدئي الذي مهدت لظهور مفهوم المواطنة.
وقد كان معنى المواطنة يتطور مع تطور شكل الدولة حتى أصبح بالشكل الذي نعرفه الآن. وقد أدى ذلك حينها إلى اختفاء استحواذ المدينة على التمثيل السياسي وأصبح مفهوم المواطنة أكثر توجهًا نحو الأفراد بصفتهم مواطنين يجب أن يحصلوا على كافة حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية بمساواة ودون تمييز. وقد أدى ذلك إلى إلغاء الشروط المالية التي كانت تحدد من له حق التصويت في الانتخابات العامة من الرجال بعد أن كان ذلك يقتصر على طبقة الأغنياء فقط، كما بدأت المرأة في الحصول على بعض حقوقها السياسية بعد أن كانت تُحرم تمامًا من أي نوع من المشاركة حتى في أبسط صورها وهو التصويت.
وقد تم ذلك التحول في العصر الإقطاعي في المجتمعات الأوروبية، حين بدأ أصحاب الثروة والأغنياء من ملاك الأراضي الزراعية في الاستحواذ على السلطة السياسية، وقد نتج عن ذلك نشوب العديد من المعارك الفكرية والثورية على يد فلاسفة عصر التنوير من أمثال (جان جاك روسو ) و(توماس هوبز ) و(جون لوك ) الذين رفضوا ذلك التسلط والاستبداد، وقد التحمت أفكار هؤلاء الفلاسفة في الوقت نفسه مع ثورة الناس في المجتمع الأوروبي الذين يسعون إلى انتزاع حقوقهم الإنسانية.
وقد ساهمت بعض الأحداث التي تراكمت على مدار سنوات طويلة في تمكنهم من ذلك بالفعل والحصول على شكل للمواطنة يوفر المساواة في كافة الحقوق بين جميع المواطنين. وقد كان من بين تلك الأحداث الهامة تطور الصناعة وظهور الاختراعات العلمية التي ساعدتهم في تحررهم من كونهم مجرد أقنان وأجراء عند أصحاب الأرض، وبدأت الطبقة الإقطاعية تواجه بمفاجأة شديدة صعود الطبقة البرجوازية ذات الفكر الليبرالي الذي يمثل الحقوق الطبيعية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان. بالإضافة إلى ذلك، أدى الانفصال عن الكنيسة، ثم الانفصال عن الإمبراطورية واستقلال كل دولة بشعبها وقوميتها إلى تأجيج الحماسة الوطنية والثورية.
لذا فقد ساهمت تلك الأحداث جميعها بشكل كبير في التحول نحو المواطنة ووضع ما عُرف بالعقد الاجتماعي الذي عمل على تقييد سلطة الحاكم بشكل لا يمكنه من انتزاع حقوق الأفراد، والتأكيد على أن السلطة تنبثق من الأفراد الذين تتكون منهم الدولة، وقد كانت أهم المحطات التي تطور من خلالها مفهوم المواطنة هي: الثورة الإنجليزية 1688 م والتي خرجت عنها لائحة الحقوق الإنجليزية المعروفة بـِ (المجانا كارتا )، ثم الثورة الأمريكية 1776 م التي خرج عنها إعلان الاستقلال الأمريكي الشهير الذي تحررت فيه (الولايات المتحدة ) من التبعية إلى (إنجلترا )، ثم الثورة الفرنسية 1789 م التي تبنت شعارات الحرية والعدالة والمساواة فأخرجت للإنسانية بيان حقوق الإنسان الذي يعد أهم التطورات التي حدثت في تاريخ المواطنة.. ❝ ⏤
ملخص كتاب ❞ المواطنة❝
إن عصر العولمة الحالي الذي نعيش فيه يسعى إلى تأكيد وتطبيق قاعدتين أساسيتين: الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان المدنية والثقافية لكافة المواطنين. وفي ظل النظام الدولي الجديد الذي يضم العديد من المنظمات الدولية التي تراقب وتنظم العالم بأكمله، فقد أصبح على النظم السياسية احترام حقوق المواطنة والديمقراطية؛ لأن المجتمع الدولي لن يتسامح في انتهاكها، وهو ما جعلها تحظى بمزيد من الاهتمام والاحترام أكثر من ذي قبل.
إن المواطنة تعني في الأساس المساواة بين كافة أفراد وسكان الدولة في كافة الحقوق والواجبات دون تمييز بين فرد وآخر لأي سبب كان عرقي أو جنسي أو ديني. ومن المفارقة أن نجد كلمة مواطن في اللغة الفرنسية هي في الأساس اشتقاق لغوي من كلمة (سيفيتاس ) اللاتينية التي تقابلها كلمة (بولس ) اليونانية وتعني المدينة، حيث كانت المدينة -مثل (روما ) و(أثينا القديمة ) -بالنسبة لهم هي الوحدة الأساسية المؤثرة في الحياة السياسية بغض النظر عن دور البشر والأفراد فيها كمواطنين، حيث كانت تقتصر المشاركة السياسية على أفراد النخبة بينما تحرم باقي السكان لا سيما العبيد والنساء منها. وعلى الرغم أن ذلك السلوك كان يفرغ المواطنة من أهدافها الأساسية التي تتعلق بالمساواة، لكن تظل تلك المدن مثالاً هامًا يوضح التشكيل الأولي والمبدئي الذي مهدت لظهور مفهوم المواطنة.
وقد كان معنى المواطنة يتطور مع تطور شكل الدولة حتى أصبح بالشكل الذي نعرفه الآن. وقد أدى ذلك حينها إلى اختفاء استحواذ المدينة على التمثيل السياسي وأصبح مفهوم المواطنة أكثر توجهًا نحو الأفراد بصفتهم مواطنين يجب أن يحصلوا على ....... [المزيد]
مرت (مصر ) على مدار تاريخها الطويل بالعديد من الصراعات والثورات التي قام بها المواطنون للحصول على حقوقهم وانتزاعها، ولم يتمكنوا من تحقيق بعض الانتصارات السياسية نحو المواطنة وتطبيقها إلا من خلال تراكم العديد من الأحداث والخبرات، وقد كانت القوى الاستعمارية الخارجية الطامعة في السيطرة على البلاد وعلى مواردها أطول فترة ممكنة أحد الأسباب التي أدت إلى إجهاض الإنجازات التي يحققها المواطنون مرة بعد أخرى.
كانت (مصر ) قبل دخول الحملة الفرنسية في أوضاع سيئة للغاية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. من الناحية الاقتصادية، كانت تعاني من غلاء شديد في الأسعار وهو ما أدى إلى قلة المعاملات التجارية إلا فيما يتعلق بالطعام، بل إن الفقراء ممن لم يكن لديهم ما يشترون به طعامهم كانوا يموتون جوعًا. أما من الناحية السياسية، فقد كانت (مصر ) ممزقة بين عدة أطراف فمن ناحية هي تابعة للإمبراطورية العثمانية ولكن بشكل صوري فقط حيث كان المماليك هم الحكام الفعليين للبلاد ولم يكن النواب الذين يرسلهم السلطان العثماني لحكم البلاد سوى حكام صوريين، أما السلطة القضائية والدينية ....... [المزيد]
3- تولية (محمد علي ): انتزاع المصريون حقوق المواطنة من براثن الإمبراطورية العثمانية
4- بناء الدولة الحديثة على يد (محمد علي ) ودورها في تنمية المواطنة
5- بدء الحركة الدستورية في عهد الخديوي (إسماعيل ) ثم قيام الثورة العرابية
6- المواطنون لا يتوقفون عن الثورات: ثورة 1919 وثورة 23 يوليو
المؤمن الصادق (أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية)
❞ ملخص كتاب ❞ المؤمن الصادق (أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية)❝ المقدمة: إن الحركات الجماهيرية بكافة أشكالها وأنواعها سواء كانت دينية أو اجتماعية أو قومية هي شيء يستحق الدراسة والتحليل، حيث تتمكن تلك الحركات من حشد العديد من البشر للانتماء لها، بل وتتمكن بطريقة أو بأخرى من الحصول على ولائهم المطلق وإيمانهم الأعمى بها، وتؤدي تلك الحركات في كثير من الأحيان إلى شحن المنتمين إليها بالعديد من المشاعر السلبية والمتطرفة التي تؤدي بدورها إلى موت العديد من البشر ضحية لتطرفها، وهو ما يجعلها ذات تأثير وخطورة كبيرين على المجتمع وأفراده. 1- جاذبية الحركات الجماهيرية: تعد الرغبة في التغيير من أهم العوامل التي تدفع البشر إلى الانضمام إلى الحركات الجماهيرية بكافة أنواعها، حيث نجد أن سخط الأفراد على أوضاعهم المعيشية وواقعهم هو ما يولد لديهم الحماسة والانفعال الثوريين الذين يدفعانهم إلى الانضمام لمثل تلك الحركات التي تقدم لهم وعودًا بالحصول على فرص أفضل للحياة في مستقبلهم، أو إدخال تغييرات جذرية لتحسين طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه، ويمكن أن نرى قدرة الحركات الجماهيرية على التغيير في مجرى الأحداث حول العالم ما تمكنت تلك الحركات الجماهيرية من تغييره في الحرب الأهلية في (الولايات المتحدة الأمريكية) وحركة الإصلاح البروتستانتي، والثورة البلشفية في (روسيا) التي كانت تهدف إلى تحويلها إلى الاقتصاد الشيوعي، وكذلك الثورة الفرنسية التي كانت أهم أهدافها تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
أما في (اليابان)، فإن النجاح الأسطوري والتحول الضخم الذي تمرّ به تلك الدولة هو في الأساس نتيجة للحركة القومية اليابانية وتأثيرها الضخم على المجتمع وتمكنها من تغييره، تمامًا كما هو الحال مع الحركة القومية التركية التي قادها (مصطفى كمال أتاتورك) والتي أدت إلى تحول الدولة بشكل جذري تقريبًا، ونجد أن هناك عدة عوامل أخرى إلى جانب الرغبة في التغيير ألا وهي الاحساس بالقوة والثقة بالنفس اللذان يدفعان المرء إلى الثورة والتغيير بجرأة ودون خوف مثلما كان الحال لدى أتباع المذهب الماركسي الذين استمدوا منه قوتهم، كذلك أتباع النازية الذين استمدوا من الدعاية قوة هائلة لـ (ألمانيا الهتلرية).
ونجد إنه بالإضافة إلى الرغبة في التغيير التي تمثل عاملاً جذابًا للانضمام إلى الحركات الجماهيرية، هناك كذلك الرغبة في الحصول على بدائل جديدة للحياة وأحيانًا ما يكون ذلك بالنسبة للبعض بديلاً عن حياتهم الفاسدة أو الفاشلة التي لم يتمكنوا فيها من تحقيق شيء ذي قيمة بإمكانياتهم الفردية؛ لذا يسعون إلى التماهي والاندماج في إحدى الحركات الجماهيرية التي ستمنحهم قضية مقدسة وهوية جديدة يعيشون حياة جديدة من خلالهما. نجد أن "الإيمان بقضية مقدسة هو إلى درجة كبيرة محاولة للتعويض عن الإيمان الذين فقدناه في أنفسنا"، وتتحول عملية الاندماج تلك إلى عملية محو للذات التي يود الفرد التخلص منها ومن الفشل المصاحب لها والمسئولية الناتجة عن الانتماء لها، ويجعل ذلك العديد من الأفراد على استعداد للموت في سبيل تلك القضية المقدسة للحركة التي ينتمون إليها؛ لأن ذلك يمنحهم الشعور بأهمية ذواتهم التي لم تتمكن من تحقيق أي شيء.
ولا تقف التحولات عند تحول المرء من ذاته إلى حركة جماهيرية ما؛ فهناك علاقة تبادلية بين الحركات الجماهيرية وبعضها البعض؛ حيث يمثل أتباع حركة جماهيرية ما أعضاء محتملين يمكن كسب ولائهم إلى حركة جماهيرية أخرى، كما أن الحركة الواحدة يمكنها أن تتحول إلى أكثر من حركة في الوقت نفسه فالحركة الدينية يمكنها أن تتحول إلى ثورة اجتماعية والثورة الاجتماعية يمكنها أن تتحول إلى حركة قومية وهكذا، وأحيانًا تضم الحركة الواحدة خصائص أكثر من حركة بداخلها فقد كان خروج اليهود من (مصر) على سبيل المثال ثورة اجتماعية للعبيد وحركة دينية وحركة قومية، وأحيانًا ما تتحول علاقة التبديل تلك إلى علاقة استبدال تام فلا يقتصر الوضع على التحول من حركة إلى أخرى بل اختفاء حركة نتيجة ظهور حركة أخرى؛ وهذا تحديدًا ما قام به رجال الأعمال فيما قبل الحرب العالمية الثانية حين قاموا بدعم الفاشية والنازية لاستبدال الشيوعية الصاعدة التي ستضر بمصالحهم المادية الخاصة.. ❝ ⏤إيريك هوفر
ملخص كتاب ❞ المؤمن الصادق (أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية)❝
المقدمة: إن الحركات الجماهيرية بكافة أشكالها وأنواعها سواء كانت دينية أو اجتماعية أو قومية هي شيء يستحق الدراسة والتحليل، حيث تتمكن تلك الحركات من حشد العديد من البشر للانتماء لها، بل وتتمكن بطريقة أو بأخرى من الحصول على ولائهم المطلق وإيمانهم الأعمى بها، وتؤدي تلك الحركات في كثير من الأحيان إلى شحن المنتمين إليها بالعديد من المشاعر السلبية والمتطرفة التي تؤدي بدورها إلى موت العديد من البشر ضحية لتطرفها، وهو ما يجعلها ذات تأثير وخطورة كبيرين على المجتمع وأفراده.
تعد الرغبة في التغيير من أهم العوامل التي تدفع البشر إلى الانضمام إلى الحركات الجماهيرية بكافة أنواعها، حيث نجد أن سخط الأفراد على أوضاعهم المعيشية وواقعهم هو ما يولد لديهم الحماسة والانفعال الثوريين الذين يدفعانهم إلى الانضمام لمثل تلك الحركات التي تقدم لهم وعودًا بالحصول على فرص أفضل للحياة في مستقبلهم، أو إدخال تغييرات جذرية لتحسين طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه، ويمكن أن نرى قدرة الحركات الجماهيرية على التغيير في مجرى الأحداث حول العالم ما تمكنت تلك الحركات الجماهيرية من تغييره في الحرب الأهلية في (الولايات المتحدة الأمريكية) وحركة الإصلاح البروتستانتي، والثورة البلشفية في (روسيا) التي كانت تهدف إلى تحويلها إلى الاقتصاد الشيوعي، وكذلك الثورة الفرنسية التي كانت أهم أهدافها تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
أما في (اليابان)، فإن النجاح الأسطوري والتحول الضخم الذي تمرّ به تلك الدولة هو في الأساس نتيجة للحركة القومية اليابانية وتأثيرها الضخم على المجتمع وتمكنها من تغييره، تمامًا كما هو الحال مع الحركة القومية التركية التي ....... [المزيد]
إن المنبوذين والمجرمين والعاجزين عن التأقلم يؤثرون في المجتمعات بالقدر نفسه الذي يؤثر به الأشخاص المتفوقون الذين يفيدون المجتمع في مجالات العلوم والصناعة والأدب وغيرها، "إن مسرحية التاريخ يمثلها عادة طرفان، الصفوة من جانب والغوغاء من جانب دون مبالاة بالأغلبية التي تقع في الوسط"، حيث يؤدي رفض هؤلاء المنبوذين لأوضاع المجتمع القائمة التي يعانون منها بالإضافة إلى حياتهم الخاوية والمأساوية التي يرغبون في التخلص منها إلى الانخراط في الحركات والثورات الجماهيرية للتغيير تلك الأوضاع، فقد كان المجتمع الأمريكي بأكمله على سبيل المثال من صُنع المنبوذين دينيًا الذين هربوا من (إنجلترا) إلى تلك الأرض الجديدة.
ويشكل هؤلاء المنبوذون فئات كثيرة ومتنوعة للغاية في المجتمع، هم:
الفقراء
وتنقسم تلك الفئة وحدها إلى فئات متنوعة أيضًا تتفرع عنها، منها: محدثو الفقر أولئك الهابطون إلى مستنقع الفقر حديثًا حيث تحتفظ تلك الطبقة بذكريات عن ماضيها الذي كان يمتلئ بالرخاء، بخلاف الفقراء التقليديين الذين اعتادوا على فقرهم وأصبحت أي تغييرات طارئة تمثل تهديدًا لتلك ....... [المزيد]
3- العمل الجماعي والتضحية بالنفس - الجزء الاول
4- العمل الجماعي والتضحية بالنفس - الجزء الثاني
❞ ملخص كتاب ❞ مسؤولية المرأة❝ قضية المرأة بالنسبة لنا هي المثال الأنسب الذي سيشرح مدى تطور منهجنا الفكري والثقافي؛ حيث سنطبّق عمليا نقدًا موضوعيًا للدين التقليدي السائد الذي يختلف عن كثير من أسس الدين الحقيقي، وسننقد التشيع الصفوي وأيضًا ننقد المثقف المزيف. ثم سنشرح طريقة مختلفة لإعادة اكتشاف ومعرفة الإسلام . 1- المرأة بين الإسلام والتقليد: يقال دائمًا بأن الإسلام يؤمن إيمانًا عميقا بحقوق الإنسان بشكل عام و حقوق المرأة بشكل خاص، أو أنه يشتمل على حقوق تقدمية تتفق مع جوهر مبادئ حقوق الإنسان التي ننادي بها الآن؛ ولكن من المؤسف أن إنسان اليوم ومسلمي العصر لا يجنون أية فائدة من هذه القيم والحقوق؛ لأنه من الطبيعي أن الاستفادة تتحقق عندما نطبق ما حصلنا عليه من معلومات وقيم في هذه المجالات الحقوقية. ولكن الكثير من الناس يعرفون نظريًا المفاهيم التي طرحها الإسلام للحياة وللمجتمع وللعلاقات الإجتماعية أو حقوق المرأة والأولاد والأسرة، إلا أنهم عمليًا يسيرون وفق تقاليدٍ بالية لا صلة لها بالإسلام، ولا جرأة لهم على تغيير نمط حياتهم وصياغتها وفق رؤية الإسلام الأصيلة.
ولذا يجب علينا الأخذ عمليًا بأي بحث نظري نطرحه عن الإسلام واستكماله بمقترحات عملية تصب في إطار تطبيقه في واقع الحياة؛ كأن نشرح على سبيل المثال، أساليب التطبيق العملي لهذه المثل والقيم والحقوق في الظروف الراهنة.
وبشكلٍ خاص، تمثل قضية حقوق ودور المرأة على مدى التاريخ مسألة علمية وفكرية اتخذت إزاءها المذاهب والمدارس الفلسفية والنظم الإجتماعية المختلفة مواقف متباينة؛ حتى أن المجتمعات المحافظة والمجتمعات التاريخية والدينية، سواء في الشرق أم في الغرب، والدينية منها أم القومية، والبدوية منها أم الحضرية، المسلمة أو غيرها، تأثرت بهذه الأفكار والتيارات، بل وتأثرت أيضًا حتى بالوقائع الاجتماعية الحديثة، وغالبًا ما جوبهت موجة التجديد الخاصة هذه، والتي جاءت تحت شعار تحرير المرأة، بمواقف تستند إلى تقاليد بالية أو على شکل مقاومة ومعارضة تتسم بالتعصب الأعمى، وهذا ما جعلها عاجزة عن الصمود أمام رياح هذا التغيير أو تحجیم شدة هذا الزحف.
إن أحد العوامل الكبرى القادرة على تحصين المجتمعات الشرقية ضد الهجمة الفكرية والثقافية الغربية، هو وجود الثقافة الغنية والتاريخ الحافل بالأمجاد والتجارب والمعتقدات والمثل السامية، وكذلك توفر الحقوق الإنسانية الراقية وخاصة عند القدرات الإنسانية الكاملة في الدين والتاريخ. إن القضية المهمة التي نوظف جهودنا في سبيلها هي إثبات أن كل الشؤون المتعلقة بالمرأة وكل المسائل المتعلقة بالعلم وكل شؤون المجتمع، ونمط الحياة، والعلاقات الطبقية، والرؤية العلمية، والنظرة الكونية، موجودة في الإسلام. وقصارى جهدنا هو العثور على السبل الكفيلة بفهم هذه القيم وهذه الدروس، وكيفية تطبيقها والاستفادة منها على الصعيد العملي، من أجل حل مشاكلنا وتلبية متطلبات عصرنا ووضع حد للصراعات الفكرية المحتدمة لدينا، وإشباع الحاجات الملحة التي نستشعرها اليوم. ❝ ⏤علي شريعتي
ملخص كتاب ❞ مسؤولية المرأة❝
قضية المرأة بالنسبة لنا هي المثال الأنسب الذي سيشرح مدى تطور منهجنا الفكري والثقافي؛ حيث سنطبّق عمليا نقدًا موضوعيًا للدين التقليدي السائد الذي يختلف عن كثير من أسس الدين الحقيقي، وسننقد التشيع الصفوي وأيضًا ننقد المثقف المزيف. ثم سنشرح طريقة مختلفة لإعادة اكتشاف ومعرفة الإسلام .
يقال دائمًا بأن الإسلام يؤمن إيمانًا عميقا بحقوق الإنسان بشكل عام و حقوق المرأة بشكل خاص، أو أنه يشتمل على حقوق تقدمية تتفق مع جوهر مبادئ حقوق الإنسان التي ننادي بها الآن؛ ولكن من المؤسف أن إنسان اليوم ومسلمي العصر لا يجنون أية فائدة من هذه القيم والحقوق؛ لأنه من الطبيعي أن الاستفادة تتحقق عندما نطبق ما حصلنا عليه من معلومات وقيم في هذه المجالات الحقوقية. ولكن الكثير من الناس يعرفون نظريًا المفاهيم التي طرحها الإسلام للحياة وللمجتمع وللعلاقات الإجتماعية أو حقوق المرأة والأولاد والأسرة، إلا أنهم عمليًا يسيرون وفق تقاليدٍ بالية لا صلة لها بالإسلام، ولا جرأة لهم على تغيير نمط حياتهم وصياغتها وفق رؤية الإسلام الأصيلة.
ولذا يجب علينا الأخذ عمليًا بأي بحث نظري نطرحه عن الإسلام واستكماله بمقترحات عملية تصب في إطار تطبيقه في واقع الحياة؛ كأن نشرح على سبيل المثال، أساليب التطبيق العملي لهذه المثل والقيم والحقوق في الظروف الراهنة.
وبشكلٍ خاص، تمثل قضية حقوق ودور المرأة على مدى التاريخ مسألة علمية وفكرية اتخذت إزاءها المذاهب والمدارس الفلسفية ....... [المزيد]
أثيرت قضية المرأة في الغرب بعد الحرب العالمية الثانية كأهم قضية واتخذت طابعًا أكثر حساسية من أي وقت مضى، فذلك يعزي إلى أن الحرب العالمية الثانية قضت على العلاقات الأسرية؛ إذ أن هذه الحرب قوضت جميع التقاليد المعهودة والقيم الدينية والعادات والأخلاق والمثل المعنوية الاجتماعية التي كانت سائدة هناك، حيث أدت الطبيعة العدوانية للحرب إلى تصاعد وتيرة العنف والقسوة والجريمة والاعتداء والقتل، كما كان لها من الناحية الفكرية والأخلاقية تأثير بالغ في الانحراف المفاجئ الذي ظهر على جيل ما بعد الحرب، بحيث أن الغرب ما زال يشعر، وبعد مضي ربع قرن على ترك الحرب بتأثيراتها المقيتة في روح وفكر بل وحتى في فن وفلسفة اليوم.
ومن بعد عصر النهضة تغلبت الثقافة البرجوازية، بما تعنيه من نزعة الحرية الفردية، على الكنيسة. وبهذا الانتصار الساحق الذي اجتاح السيادة الروحية والحقوقية والأخلاقية للكنيسة والدين، انهارت بشكل تلقائي هذه القاعدة التي طالها الهجوم البرجوازي ذاك، وانهارت على أثر ذلك جميع القيم المنحرفة وحتى التقاليد الإنسانية الإيجابية منها والسلبية المتعلقة ....... [المزيد]
3- المرأة بين المنتج الإسلامي والمجتمعي
4- حقوق المرأة عبر الزمان
5- الحجاب
6- هل يرى العامة من الناس في مجتمعنا أن الحجاب يمثل منهجا فكريا خاصا؟