█ _ محمد أحمد الشريف 0 حصريا كتاب وفروا اللحى وأحفوا الشوارب 2024 الشوارب: وردَت أحاديثُ كثيرةٌ بتوفيرِ اللِّحى وإعفائِها وحاصلُ مجموعِ رواياتِها خمسٌ: (أوفُوا) و(أرخُوا) و(أرجُوا) و(وفِّروا) و(أعفُوا) ومعانيها كلُّها متقاربةٌ ولم يرِدْ حديثٌ بلفظِ: (اترُكوا) ولا بلفظ (أكرِموا) والرِّوايات هي: حديث عبد الله بن عمرَ رضي عنهما مرفوعًا: ((أحفُوا الشَّوارِبَ وأوفُوا اللِّحَى)) رواه مسلم أبي هريرة عنه ((جزُّوا الشَّواربَ وأرخُوا وجاء (أرجُوا) بالجيم عمر ((وفِّروا اللِّحَى وأحفُوا الشوارِبَ)) البخاري ((أنهِكوا الشوارِبَ وأعفُوا ومسلم بلفظ: (أحفُوا الشوارِبَ) وهذه الألفاظ تدلُّ التركِ والتَّوفيرِ والتكثيرِ وإليك تفصيلُ ذلك: (أوفُوا) من الإيفاءِ: وهو الإتمامُ وعدمُ النُّقصانِ قال تاج العروس: (أوفى الشيءُ أي: تمَّ وكثُر) وفي مقاييس اللغة: (وفي) كلمةٌ إكمالٍ وإتمامٍ) (أرخُوا) الإرخاءِ: بمعنى الإطالةِ والسَّدلِ ومنه: أرخى العِمامةَ: أطالَها وأرخى السِّترَ: أسدَلَه (انظر العروس) (أرجُوا) أصلُها: أرجِئُوا الإرجاءِ: التأخيرُ فلمَّا قال: بعدها: (وأرجُوا اللِّحَى) أخِّرُوها تُحفُوها (وفِّرُوا) التوفيرِ: الكثرةُ ابن فارس ( (وفر) كثرةٍ وتَمامٍ) القاموس المحيط: (وفَّرَه توفيرًا: كثَّرَه) لسان العرب: (وفَّرَه: كثَّره) (أعفُوا) الإعفاء أصلُ معناه اللغةِ: التَّركُ كما العروس وغيره تقول: عفا اللهُ عنك أي تركَ عقابَك وعفوتُ عن فلانٍ تركتُه وحالَه أعاقِبْه ويأتي التوفيرِ والكثرةِ؛ ففي (عفا القومُ: كَثُروا التنزيل: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95] كثُروا وعفا النَّبتُ والشَّعرُ يعفوُ فهو عافٍ: كثُرَ وطال الحديثِ: أنَّه صلَّى عليه وسلَّم أمرَ بإعفاءِ هو أن يوفَّرَ شعرُها ويُكَثَّر يُقَصَّ كالشَّوارب مِن: الشيءُ: إذا وزاد) ا هـ وقال القرطبي (المفهم) (1 512) أبو عبيد: (يقال الشَّيءُ: فأنت ترى أنَّ كلَّ الألفاظِ التي جاءت الأحاديثِ تدُلُّ الوفرةِ والكثرة وبصيغةِ الأمرِ الدَّالِّ الوجوبِ وقد تأكَّد ذلك بفعلِه وسلَّم؛ فإنَّه لم يصِحَّ أخذَ شيئًا لِحيتِه بل جاء أحاديثَ كثيرةٍ صِفتِه وآلِه كان: (كَثَّ اللِّحيةِ) (كثيرَ شَعرِ ورد صفة عددٍ الصحابة عنهم أنَّهم كانوا كثيري اللِّحيةِ يُعرَفُ أحدٍ السلَفِ حلقَ لِحيَتَه البتَّةَ؛ ولذلك اتفقَ الفُقَهاءُ حرمةِ حَلقِها ونقل غيرُ واحدٍ الإجماعَ ذلك؛ منهم حزم بقولِه: ((واتَّفَقوا حَلقَ جميعِ مُثْلةٌ لا تجوزُ)) يعلِّقْ ابنُ تيمية انظر: (مراتب الإجماع) (ص120) وانظر: ((الإقناع مسائل الإجماع)) (2 299) الشيخ العزيز باز مجموع الفتاوى (3 373): ((حكمُ الجُملةِ فيه خِلافٌ بين أهلِ العِلمِ؛ يجِبُ توفيرُها أو يجوزُ قَصُّها, أمَّا الحَلقُ فلا أعلَمُ أحدًا العِلمِ بجوازِه)) أمَّا الأخذُ منها وتقصيرُها وتهذيبُها فإن كان بحيثُ تكونُ وافرةً وكثيرةً وكَثَّةً يجوزُ؛ لظاهرِ النُّصوصِ السَّابقةِ وجوبِ الإعفاءِ والتوفيرِ والإرخاءِ اختَلَفوا فيما لو مع بقائِها كثيرةً قولين: الأول: عدمُ جوازِ أخذِ شَيءٍ ودليلُهم الأمرُ بالإعفاءِ وأخَذوا معنى التَّرْك أحدُ مَعنَيَي بقيَّةُ ألفاظ الحديثِ عدمِ الثاني: جوازُ الأخذِ توفيرِها وإرخائِها الإعفاءَ يأتي اللغةِ الكثرةِ تقدَّمَ قالوا: فمَن ترَك لحيتَه وأعفاها حتى طالَت وكثُرَت فقد حقَّقَ الواجِبَ استدلُّوا بفِعلِ عدَدٍ الصحابةِ منهم: وأبو بأخذِ ما زاد القَبضةِ ثم اختلفوا: هذا نُسُكٍ أم لا؟ وهذا الاختلافُ يغيِّرُ أصل الاستدلالِ؛ لأنَّه البَرِّ (الاستذكار) (4 317): (( غيرَ جائزٍ جاز الحَجِّ)) وسبَبُ اختلافِهم ابنَ عُمَرَ رَضِيَ راويَ حديثِ: (أعفُوا نفسُه يأخذُ مِن لحيتِه القبضةِ فمن بعدمِ الجوازِ استدَلَّ بقاعدة: (العِبرةُ بروايةِ الرَّاوي برأيِه) ومن بالجوازِ استدلَّ (الرَّاوي أدرى بما رَوى) وقال: يخالِف عمَرَ روايتَه وقد بجوازِ أخذ جمهورٌ أهل العلم؛ الإمام مالك والإمام وعطاء وابن البر وغيرهم وعندهم تحقَّقَ الإعفاءُ والتوفيرُ والإرخاءُ قال الوليد الباجي (المنتقى شرح الموطأ) 367): ((روى القاسم مالك: بأسَ يؤخَذَ تطايرَ وشَذَّ قيل لمالك: فإذا طالت جدًّا؟ أرى وتُقَصَّ ورُوي وأبي أنَّهما كانا يأخذانِ فضَل القبضةِ)) كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين الإسلام المنهج الذي وضعه سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله صلى وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس يجب الإنسان يكون مسلماً بحق الالتزام بها وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير