█ _ أحمد خالد توفيق 1997 حصريا رواية أسطورتها عن المؤسسة العربية للطبع والنشر والتوزيع 2024 أسطورتها: أسطورتها أنها تعود دوماً وقت لا تتوقعه لتواجهك بكارثة ليست الحسبان وتطلب حلاً ليس إمكانك لتدرك بعدها أنك مأزق مخيف وأنها جاءت معها بقاتل خارق للعادة تعرف لن تستطيع التملص ولا انتحال الأعذار سلسلة روايات ما وراء الطبيعة مجاناً PDF اونلاين ماوراء خيالية للكاتب المصري محورها ذكريات شخصية لطبيب أمراض دم مصري متقاعد اسمه رفعت إسماعيل حول الحوادث الخارقة للطبيعة التي تعرض لها حياته بدءاً من العام 1959 أو الحكايات تصله أشخاص مختلفين العالم سمعوا علاقته بعالم الخوارق بدأت 1993 وصدر منها حتى 2014 العدد 80 وهو أسطورة الأساطير الجزء الثاني والذي انهى فيه الكاتب حياة بمرض عضال مع وعد بصدور حكايات لم يحكها بَعد وُجِدت مذكراتهُ بعد وفاتهُ كان أول ظهور لرفعت سرداً لمغامرته مومياء الكونت دراكيولا والمغامرة أعقبت ذلك 1961 مستذئب رومانيا
❞ أنت تعرف رقصة الظل هذه.. حين يغدو وراء كل ركن سفاح ينتظر.. وخلف كل باب شبح متربص.. وتحت كل مائدة مسخ مترقب.. قصة (الغرفة الحمراء) لـ (هـ. ج. ويلز) خالدة حقًّا.. وتناسب: كل كارهي الظلال مثلي . ❝
❞ هل ملت إليه ؟
لا أدري حقًا .. إن اضطراب العواطف في بيئة منغلقة يدعوك إلى خداع نفسك سريعًا .. يكفيك وجود شخص مناسب تركب عليه هذا الحشد من العواطف الجاهزة المتراكمة في صدرك ..
سرعان ما تظهر أغنيات (أم كلثوم) و قصائد (ناجي) .. و الوردة الحمراء إياها .. كأنما كانت هذه الأشياء تنتظر ظهور الشخص المناسب في المكان المناسب ، فلا تمهلك لحظة حتى تسأل نفسك : أتراني أحبه حقا ؟ . ❝
❞ إن كل أم في الريف دامعة العينين حين تبكي و حين تضحك .. يقتلها الحزن على من ماتوا من أحبائها ، و يقتلها القلق على من عاشوا من أبنائها .. إن الحزن هو شعيرة أساسية من شعائر الشخصية المصرية خاصة الأمهات .. و هن يشعرن بذنب كبير حين يسمحن للمرح بأن يتسلل إلى نفوسهن .. تعرف هذا من العبارة الخالدة اللواتي يختمن بها ضحكهن من القلب : "اللهم اجعله خير"
كأن الضحك ذنب يستحق عقابا فادحا . ❝
❞ قلت لك أن أجمل ما في علاقتنا هو أننا متباعدان ، ومن عالمين مختلفين .. ومهما امتد الزمن يعرف كل منا أن الآخر يحبه حقاً .. يحترمه حقاً .. يقبل الموت من أجله حقاً .. إن زواجنا يعني المخاطرة بهذه الصلة الروحية الرائعة ، التي قد تتحول إلى لعنات متبادلة . ❝
❞ إن ما يجعل القمر جميلًا هو كونه بعيدًا.. فلو دنونا منه لوجدناه مليئًا بالحفر والتجاعيد كوجه مجدور.. أنت لا تعرف عيوبي.. لكني لن أدعك تقترب إلى حد رؤيتها . ❝
❞ هذه هى (ماجي) خمسه وخمسون كيلو جراما من السحر والرقة والرقي والمرح
حساسة كزناد تفجير لغم نازي مدفون تحت رمال العلمين
كتله من الاعصاب المرهفة مغطاة بالجلد
وأنا ... أهيم بها . ❝
❞ اسطورتها ..انها تتبدل في كل ثانية كالشلال
اسطورتها ..انها في غموض الليل
اسطورتها ..انها تثق بي
اسطورتها ..انها استعمرت وجداني دون مشاه و لا مدافع اسطول
اسطورتها ..انها قطعة من الشعر قطعة من التاريخ
اسطورتها ..انها اذكي النساء
اسطورتها ..انها لا تشيخ ابداً
اسطورتها ..انها تملك مفاتيح روحي
اسطورتها انها ..هي . ❝
❞ إنه أكتوبر..
يوجد ألف سبب يدعوني لكراهية الربيع.. آخرها أنه ينذر بمرض شاعري الاسم لا نجده في فصل آخر: الرمد الربيعي.
لهذا أحب الخريف.. ولو تغاضينا عن حقيقة أنه لا يوجد رمد خريفي؛ يمكننا القول بأنه الفصل الوحيد الذي له مذاق الحزن المرهف.. والرقة الشفافة.. ذلك المذاق الذي لا نجده في فصل آخر . ❝
❞ أمس راقبت ذبابة سقطت في خيوط عنكبوت .. كانت في البداية تتصرف بخيلاء وثقة. كانت تعتقد أنها حرة، وأن بوسعها التملص بشىء من الجهد الصادق .. ذبابة قوية مثلها لن تعوقها خيوط من حرير لا يمكن كتابة سمكها علي الورق .. لكنها بدأت تقلق .. بدأت تتوتر عندما عرفت أن كل حركة جديدة تقيدها أكثر .. لابد أن ربع ساعة قد مرت وهي تزداد تورطاً، وفي النهاية عرفت أن عليها أن تصاب بالذعر .. بدأت ترفرف بجناحيها بقوة وتطن بصوت مسموع وعال، حاسبة أن هذه الهستيريا سوف تحقق ما عجزت عنه .. لا جدوي .. لا جدوي.. لكن كان لطنينها نتيجة واحدة أكيدة، هي أن الذبذبات وصلت إلي العنكبوت .. لقد جاء من مكان ما، ووقف علي طرف النسيج يختبره بقدم .. تأكد من أنه متين، ثم اتجه نحو الذبابة .. كأنه كابوس يمشي علي ثمان أقدام .. لهذا يصاب الناس بالأراكنوفوبيا .. هذا المخلوق جدير بأن يستأثر لنفسه بنوع كامل من الفوبيا .. بحركات رشيقة مدروسة راح يدور حولها ليحكم الكفن الحريري. دورة. دورتان.. ثلاث دورات .. الخيط يخرج ويلتف أكثر والذبابة لم تعد مرئية تقريباً ... وفي النهاية دنا منها ليحقنها بالسم .. وسرعان ما همدت وبدأت عملية الإمتصاص .. غدًا تهب الريح وتهدم جزءًا من النسيج .. لو فتحت هذا الكفن لوجدت هيكل ذبابة بعد ما امتص منها عصارة الحياة ... هيكلاً يتهشم لو نفخت فيه .. الذبابة المغرورة التي حسبت أنها تملك إرادتها .. لكن الغرور كان مفيدًا للعنكبوت .. لابد أن تجن الذبابة وتحسب نفسها حرة . ❝
❞ مهما اعتقدت في نفسك الموضوعية، وأنك أبرع وأذكى من أن يصيبك الغرور، فثمة لحظة لا شك فيها تفقد فيها تلك الدفة وتعتقد أن ما تقوم به هو الشيء الصحيح فقط. الآخرون مضللون لا يفهمون.
جربت هذا الشعور المقيت ذات مرة، عندما حضرت إحدى حفلات التكريم في مكتبة مشهورة، وكما يوضح العنوان فهو حفل تكريم، فلا مجال للمناقشة أو الانتقاد، وإنما هو حشد من ذكر المآثر والنقاط الإيجابية. ظللت جالسًا لمدة ساعة أصغي لعبارات الإطراء التي لا أستحق ربعها. صدق أو لا تصدق: شعرت بروحي تضيق وأفقي يضيق، ورأيت صورة وهمية لنفسي أكبر بمراحل من صورتي الحقيقية.
بدأت أعتقد أنني معصوم وأن من يجادلني مغيب لا يعي ما يقول. لقد ضاق صدري بأي انتقاد أو لوم مهما كان بسيطًا واهيًا، مع أنني دخلت المكان أقرب للتواضع والميل لتقليل شأن الذات. لهذا – وقد شعرت بأن نفسيتي تتغير فعلاً – بدأت أشكر الحضور ثم أتحدث عن النقاط السلبية التي لا تروق لي في شخصي وفي كتاباتي. تذكرت هنا ما يفعله بعض المتصوفين عندما يعمدون إلى تقبيل أيدي الفقراء على سبيل كسر كبرياء النفس. والنقطة الأخطر هي أن غرورًا من نوع آخر بدأ يتكون في ذاتي: الغرور لأنني متواضع ولأنني أفعل هذا كله!.
عندما عدت لبيتي خطر لي أن الأمر كان شبيهًا بالسحر.. هذا التغيير أحدثته في نفسي بعض عبارات الإطراء لمدة ساعة فقط، فأي اضطراب وتشويه يحدث لمسئول كبير عندما يتلقى المديح طيلة حياته، وهذا المديح قد يرتفع جدًا ليدنو من العبادة؟. لا شك أن لدينا – معشر المصريين والعرب عامة – استعدادًا فطريًا لإفساد كل مسئول بهذا المدح الزائد.. كل أفكاره عبقرية.. كل أعماله إنجازات.. كل خصومه مغيبون أو عملاء.. في النهاية أنت تخلق صنمًا لا يقبل النقاش ولا يعترف بالخطأ. لا شك في أن نقطة البدء الصحيحة تكمن في اعتبار الوزير أو الرئيس شخصًا عاديًا يرتكب أخطاء، ولابد من مصارحته بها.
في أعوامه العشرة الأولى كان حسني مبارك قابلاً للنقاش وكان يصغي لمعارضيه، ويعرف ما تقوله صحف المعارضة، ثم نال منه السحر المصري الشهير فلم يفلت من عقدة (كلي القدرة والحكمة) هذه . ❝
❞ إن المرأة تفهم أن يكون الرجل وقحًا، أو عصبيًّا، أو وغدًا، أو أنانيًّا، أو بخيلًا، أو كاذبًا.. لكنها لا تفهم أن يصير غير مبالٍ بها.
يعود للدار صامتًا.. يجلس أمام التلفزيون صامتًا.. يأكل صامتًا.. ينام صامتًا.. بل ويتكلم صامتًا إذا فهمتَ معنى هذا، عيناه تتجاوزان ذاتها لتريا من خلالها، بالنسبة له هي لوح زجاج.. والمرء لا ينظر للوح زجاج أبدًا، بل يخترقه ببصره إلى العالم الواسع وراءه.
لقد وضع ذلك الحائط بينهما وصار من العسير أن يزول، وبرغم هذا لم ترَ منه كراهية ولا تقصيرًا، هو يؤدي واجباته كآلة تفعل ما يُطلب منها دون حب ولا مقت.. فقط تؤديه، وكان هذا يفوق قدرتها على التحمل، كان يعود متأخرًا دون تفسير، ويسافر (لمقتضيات العمل) أسبوعًا كل شهر، ويعود لها حاملًا هدية، التعبير الرخيص عن عاطفة لا وجود لها.
وأَدْرَكَتْ أنه الملل . ❝
❞ كان أول ما قُلْتُه عمليًّأ جدًّا:
- ˝ماذا عن الأتعاب؟˝.
ابتسمت فالتمعت عيناها الزرقاوان سرورًا، وقالت:
- ˝أنت لا تترك لي فرصة للترحيب بكم يا مستر (شلدون)، إن الأمر هيِّن على كل حال، ولن نختلف˝.
- ˝أرجو ألا أضايقكِ، لكني سمعتُ هذه الكلمة من ميكانيكي سيارتي ومن السبّاك ومن الطبيب مرارًا، وفي كل مرة يتضح لي أن الأمر لم يكن هيِّنًا قط وأنني أحمق، لهذا تجدينني أصرُّ على إيضاح نقطة كهذه قبل البدء في شيء˝.
- حوار بين (هاري شيلدون) الذي احتاج أن يستعين بخدمات ساحرة الفودو (ماريانا بوجادو) . ❝
❞ كنت الآن قد قبلت بالفعل حقيقة أنني قد دفنت حياً ..
كان هناك أولاً ذلك الرعب الوحشي .. الرعب الذي يفقدك كل تعقل أو بصيرة .. الرعب الذي يدفع المرء إلى أن يهشم قبضته على الباب تهشيمًا .. ذلك الباب المعدني الذي يفصلني عن عالم الشمس .. لكنه كان موصداً بعناية .. وكان صوت القرع عليه مكتوماً .. بالطبع لأن أكواماً من التربة تسده من الخارج ..
أدق .. أدق .. حتى أفقد الرشد ساعة .. ساعتين ؟ ثلاث ؟
أصحو والضمأ يحرق حلقي .. ومن جديد أدرك أنني هنا، وأن الذعر يقتلني ..
لكنه لا يفعل ! . ❝
❞ قال علاء :
- « عندما تتفق الكلمة على أهمية المقاطعة الاقتصادية يبرز لك ألف صوت يقول إنك بهذا تهدم اقتصادنا ذاته ، وأن هذا لن يؤثر فيهم بل فينا .. إلخ .. ويكتب في الموضوع أضعاف ما كتب عن مذبحة الحرم الإبراهيمي .. لا بد من الجدل .. لا بد من ضوضاء كثيرة في الخيمة أو البازار .. لا بد من العباقرة الذين يبرهنون للمتحمسين على أنهم حمقى ، ولو برز هؤلاء العباقرة ل (غاندی) لظلت إنجلترا في الهند فترة أطول بكثير .. »
قال بارتلييه :
- « الإنجليز لم يخرجوا من الهند بسبب امتناع الهنود عن شراء الملح والصوف .. »
قال علاء :
- « أعرف .. مثلما لن تتخلى أمريكا عن إسرائـ*ـيل لأننا قاطعنا البضائع الأمريكية .. لكنها صرخة احتجاج تقول إنك لست معدوم الإرادة إلى الحد الذي يحسبونه .. تقول إنك غاضب فعلاً .. تقول إنك لست بهذا الضعف .. ثم يعود الواحد من هؤلاء المنادين ب ( ألا جدوى هنالك ) لداره شاعراً بأنه عبقري وأنه متميز فامتاز .. النتيجة : لا شيء يحدث على الإطلاق .. الفلسطينيون فقط عرفوا أنه لا جدوى من إضاعة الوقت ، وأن هناك حلاً واحداً اسمه المقاومة .. إنهم يسطرون ملحمة حقيقية ، ولو كان خصمهم غير الإسرائـ*ـيليين لكتب العالم كفاحهم على النجوم بأقلام من ذهب .. إنهم قد تفوقوا على (ستالينجراد ) و( فيتنام ) وكل ملاحم الصمود التي تعرفونها .. »
جزء من حوار د.علاء عبدالعظيم المصري و د.موريس بارتلييه . ❝