█ _ صفي الرحمن المباركفوري 2007 حصريا كتاب الرحيق المختوم عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر 2024 المختوم: سيرة النبي محمد ﷺ طُبع ونشر لأول مرة اعتمادًا مبحث السيرة للشيخ قدمه مشاركًا به مسابقة رابطة العالم الإسلامي النبوية الشريفة التي أُعلن عنها مؤتمر للرابطة باكستان عام 1396 هـ وأُعلنت نتائجها شعبان 1398 حيث حاز البحث المركز الأول من بين 171 بحثا جرى تقديمها وسُلّمت الجوائز الرابطة مكة سنة 1399 وأعلنت الأمانة العامة أنها ستقوم بطبع البحوث الفائزة ونشرها بعدّة لغات فكان منها هذا الكتاب الذي توالت طبعاته فيما بعد يقول الشيخ عنه: «وقد قدر الله لهذا القبول ما لم أكن أرجوه وقت الكتابة فقد نال المسابقة وأقبل عليه الخاصة والعامة إقبالا يغتبط » الرحيق نقاط: شهد شديدا كافة الأعمار والخلفيات العلمية المتخصصين ولايزال يطبع حتى يومنا يرجع الإقبال لما كان أسلوب الكاتب والذي يتعمد التعقيد كتابته تأثر كثيراً باسلوب الغزالي كتابه " فقه استخدم نفس الاسلوب ونفس المفردات والعبارات البعض شهرة إلى أنه كتب بواسطة عالم معاصر أخذ العطرة ثم أوصلها لنا بمفراداتنا للكتاب مختصر كتبه اختصارا للنسخة الأصلية فازت بالمسابقة سماه "مختصر المختوم" 1424 المشرفة مجاناً PDF اونلاين يقصد بها وهو العلم المختص بجمع ورد وقائع حياة الرسول وصفاته الخُلقية والخَلقية مضافًا إليها غزواته وسراياه عرض شامل لسيرة صلى وسلم خلال أهم النطاق الزماني تشمل نطاقها الزماني ولادة الفيل وفاته الثاني عشر شهر ربيع السنة الحادية عشرة للهجرة وهي مجملها ثلاث وستون بالميلادي ( 571 – 632 م ) المكاني ولد وبها عاش أكثر سنين حياته فيها نزل الوحي الأربعين العمر ولم يهاجر المدينة المنورة إلا الثالثة والخمسين عمره وفي بقية البالغة أو تزيد وبالإضافة والمدينة خرج الطائف مرتين قبل الهجرة وبعد فتح كما تبوك أواخر وعلى فيمكن اعتبار الحجاز بشكل هو النطاق المكاني لسيرته الأساس يمكن هذه الرقعة هي الأصغر للسيرة أما الأكبر فهو شبه جزيرة العرب إذ يلتحق بالرفيق الأعلى إلّا وقد دانت لدعوته بأكملها وقدمت إليه وفودها وبلغت نواحيها ولاته وعماله للسيرة أهمية عظيمة مسيرة الحياة البشرية المسلم خاص وذلك لأنها تعين أمور عديدة : أولاً : فهم القرآن : فالقرآن مُنجّمًا تعقيبًا الأحداث تبيينًا لإشكال ردًا استفسار تحليلاً لموقف مواقف حدث مواقع بدر وأُحد والأحزاب وتبوك وكما صلح الحديبية وحادث الإفك وغيرها الحوادث والمشاهد وقراءة المواقف تساعدك ملابسات الحدث وخلفيات الموقف وطبيعته الناحية المكانية والزمانية ثانيًا السُّنّة: فأحيانًا تَردُ مواقفُ السيرةِ كُتب الحديث مقتضب جدًا وأحيانًا يذكر أصحابُ المتون موقفًا موقفين غزوة كاملة الأمر يدفع مطالعة للوقوف وخلفياته وزمنه ومكانه مما يعينه فه واستجلاء صورته الحقيقية ثالثًا العقيدة الإسلامية: وذلك السلوك العملي للنبي عبر مسيرته الحافلة بمواقف الإيمان والثبات مواجهة المحن والإيذاء والمساومات وتفنيد الشبه والادعاءات يثيرها المشركون والمنافقون حول توحيد الألوهية والبعث الموت والجنة والنار والوحي والنبوة المحاور العقدية العظمى تناولتها جامع مانع رابعًا التأسي بالنبي ﷺ: فهي تساعد الاقتداء أخلاقه وسلوكه وجميع أحواله مع أهله وأصحابه ومع أعداءه أيضاً قال تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ كَثِيراً [الأحزاب:21] خامسًا مَحبة ﷺ: وفهم سيرته أكبر يقوي محبته النفوس ولأن قُلْ إِن آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:24] « يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ أَكُونَ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » [ البخاري 15 أنس ] سادسًا محبة الصحابة رضي عنهم: فمن تعرف قدْرَ أبي بكر وبذل عمر وبلاء عثمان وشجاعة علي وحلم معاوية وصبر خباب وثبات بلال واجتماعية الطفيل واقتصادية ثمامة وكرم أيوب وفقه معاذ وهمة ابن الجموح وفدائية جحش وقرآنية مسعود وصدق ذر وأمانة عبيدة وعبقرية الحباب وحفظ هريرة ودهاء عمرو وخطابة سهيل وفروسية الزبير وصمود سماك وأناقة دحية ولباقة حذافة وذكاء سلمان وغيرهم رضوان عليهم جميعًا فضلاً فَضلِ أمهات المؤمنين فمن سَبْقَ خديجة وعِلْمَ عائشة وفضل سودة وبركة جويرية وغيرهن عنهن وترى جهادَ الصحابيات؛ ضربن المثل التضحية والبذل أجل دين فستعرف فيها: فضل سمية أيام أسماء يوم نسيبة بنت كعب أُحد غيرهن الصحابيات الجليلات مميزاتها Crystal Clear app kdict png مقالة مفصلة: مزايا النبوية تمتاز بعدة تبعث الثقة والطمأنينة بأحداثها ووقائعها ومنها : صحتها: تعدّ أصح لتاريخ نبي مرسل عرفته وصلت إلينا أحداثها الثابتة الطرق وأقواها ثبوتاً لأن الكريم ذكر جانباً كبيراً ومهماً كسيرته بعض وعلاقاته أصحابه وبعض زوجاته نقلت جزءاً وحظيت بعناية فائقة العلماء لتمييز صحيحها سقيمها أن كُتّاب والمؤلفين اعتمدوا الطريقة الموضوعية تدوين نقل الأخبار القائمة دراسة الأسانيد والمتون ونقدها يقحموا تصوراتهم الفكرية انطباعاتهم الشخصية شيء وقائعها وضوحها: وذلك لكونها عرضت جميع مراحلها منذ زواج أبيه بأمه مفصّل ودقيق مقرونة بسنوات حدوثها دون انقطاع غموض النقاد الغربيين: "إن محمداً الوحيد ولد ضوء الشمس" واقعيتها : بالرغم أكرم نبيه المعجزات الباهرة وحقق له الانتصارات والنجاحات يحققه لغيره البشر فإن ذلك يخرجه بشريته وإنسانيته تجعل كالأساطير يحط بهالة التقديس تضفي أوصاف بل كانت متوازنة عرضها لحياته فذكرت مواطن الثناء وذكرت العتاب شمولها: تشمل كل النواحي الإنسانية الفردية والجماعية فهي تحكي الجوانب الاجتماعية حياته؛ كزواجه بزوجاته وأهله تتحدث الشخصية؛ كيتمه وشبابه واستقامته وتجارته وتتحدث جوانب دعوته وما كابده سبيل تبليغها السياسية والإدارية سياسة أمته ورعاية مصالحها وعن العسكرية وسيرته أعدائه بهم في الركن تجد أفضل أُلف
❞ (الرسول الزوج)
قالت عائشة: كان رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده كما يعمل احدكم في بيته، وكان بشراً يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه
. ❝
❞ لا تبحث أبدًا عن أحد ما تقرأ سيرته وأنت لم تطّلع على السيرة النبويّة , أتعلم لماذا ؟ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع الخلال العذبة والأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة ؛ فكان أفضل القوم مروءة وأحسنهم خلقًا وأعزهم جوارًا وأعظمهم حلمًا وأصدقهم حديثًا وألينهم عرِيكة وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا وأبرهم عملًا وأوفاهم عهدًا وآمنهم أمانة . أتبحث عن غيره وسيرته جامعة لكل ما تحب النفس . ❝
❞ لقيته في الطريق حَمْنَة بنت جحش، فنُعيَ إليها أخوها عبد الله بن جحش فاسترجعت و استغفرت له، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب،
فاسترجعت و استغفرت، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير، فصاحت و ولولت، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ˝ إن زوج المرأة منها لَبِمكان˝ . ❝
❞ ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته . ❝
❞ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء وإغضاء، قال أبو سعيد الخدري: كان أشد حياء من العذراء في خِدْرها، وإذا كره شيئاً عُرف في وجهه. وكان لا يَثْبُت نظره في وجه أحد، خافض الطرف. نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جُلُّ نظره الملاحظة، لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول... (ما بال أقوام يصنعون كذا، وكان أحق الناس بقول الفرزدق، يغضي حياء ويغضي من مهابته ... فــلا يكلـم إلا حيـن يبتسـم
. ❝
❞ روى الترمذي عن عليّ أن أبا جهل قال له: إنا لا نكذبك، و لكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله تعالى فيهم:
فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ”
. ❝
❞ و توحدت الشعوب و القبائل المتناثرة، و خرج الإنسان من عبادة العباد إلي عبادة الله، فليس هناك قاهر و مقهور، و سادات و عبيد، و حكام و محكومون، و ظالم و مظلوم، و إنما الناس كلهم عباد الله، إخوان متحابون، متمثلون لأحكامه، أذهب الله عنهم عبيَة الجاهلية و نخوتها و تعاظمها بالآباء، و لم يبق هناك فرق لعربي علي عجمي، و لا لعجمي علي عربي، و لا لأحمر علي أسود إلا بالتقوي، الناس كلهم بنو آدم، و آدم من تراب . ❝
❞ قالت أم مَعْبَدٍ الخزاعية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ وهي تصفه لزوجها، حين مر بخيمتها مهاجراً :
ظاهر الوَضَاءة،
أبْلَجُ الوجه،
حسن الخُلُق،
لم تعبه ثُجْلَة،
ولم تُزْرِ به صَعْلَة،
وسِيم قَسِيم،
في عينيه دَعَج،
وفي أشفاره وَطَف،
وفي صوته صَهَل،
وفي عنقه سَطَع،
أحْوَر،
أكْحَل،
أزَجّ،
أقْرَن،
شديد سواد الشعر،
إذا صمت علاه الوقار،
وإن تكلم علاه البَهَاء،
أجمل الناس وأبهاهم من بعيد،
وأحسنه وأحلاه من قريب،
حلو المنطق،
فَضْل،
لا نَزْر ولا هَذَر،
كأن منطقه خَرَزَات نظمن يَتَحدَّرن،
رَبْعَة،
لا تقحمه عين من قِصَر،
ولا تشنؤه من طول،
غُصْن بين غُصْنَيْن،
فهو أنْظَر الثلاثة منظراً،
وأحسنهم قدْرًا،
له رفقاء يحفون به،
إذا قال استمعوا لقوله،
وإذا أمر تبادروا إلى أمره،
مَحْفُود،
مَحْشُود،
لا عَابِس ولا مُفَنَّد .
وقال علي بن أبي طالب ـ وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لم يكن بالطويل المُمَغَّطِ،
ولا القصير المتردد،
وكان رَبْعَة من القوم،
ولم يكن بالجَعْد القَطِطِ،
ولا بالسَّبْط،
رَجِلاً،
ولم يكن بالمُطَهَّم،
ولا بالمُكَلْثَم،
وكان في الوجه تدوير،
وكان أبيض مُشْرَبًا،
أدْعَج العينين،
أهْدَب الأشْفَار،
جَلِيل المُشَاش والكَتَدِ،
دقيق المسْرُبَة،
أجْرَد،
شَثْنُ الكفين والقدمين،
إذا مشي تَقَلّع كأنما يمشي في صَبَب،
وإذا التفت التفت معاً،
بين كتفيه خاتم النبوة،
وهو خاتم النبيين،
أجود الناس كفاً،
وأجرأ الناس صدراً،
وأصدق الناس لَهْجَة،
وأوفى الناس ذمة،
وألينهم عَريكَة،
وأكرمهم عشرة،
من رآه بديهة هابه،
ومن خالطه معرفة أحبه،
يقول ناعته:
لم أر قبله ولا بعده مثله،
صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية عنه:
أنه كان ضَخْم الرأس،
ضخم الكَرَادِيس،
طويل المَسْرُبَة،
إذا مشي تَكَفَّأ تَكَفُّيًا كأنما يَنْحَطُّ من صَبَب.
قال البراء:
كان أحسن الناس وجهًا،
وأحسنهم خُلُقًا.
وسئل : أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟
قال: لا بل مثل القمر.
وفي رواية: كان وجهه مستديراً .
وقالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ:
لو رأيته رأيت الشمس طالعة.
وقال جابر بن سَمُرَة:
رأيته في ليلة إضْحِيَانٍ،
فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر
ـ وعليه حلة حمراء ـ
فإذا هو أحسن عندي من القمر.
وقال أبو هريرة:
ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كأن الشمس تجري في وجهه،
وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كأنما الأرض تُطْوَى له،
وإنا لنجهد أنفسنا،
وإنه لغير مكترث.
وقال كعب بن مالك:
كان إذا سُرَّ استنار وجهه،
حتى كأنه قطعة قمر.
وعرق مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها يَخْصِفُ نعلاً،
وهي تغزل غزلاً،
فجعلت تبرق أسارير وجهه،
فلما رأته بُهِتَتْ وقالت:
والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك:
وإذا نظرتَ إلى أسرة وجهه
برقت كبرق العارض المتهلل
وكان أبو بكر إذا رآه يقول:
أمين مصطفى بالخير يدعو
كضوء البدر زايله الظلام
وكان عمر ينشد قول زهير في هَرِم بن سِنَان:
لو كنت من شيء سوى البشر
كنت المضيء لليلة البدر
ثم يقول: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان إذا غضب احمر وجهه،
حتى كأنما فقئ في وجنتيه حَبُّ الرمان.
وقال جابر بن سَمُرَة:
كان في ساقيه حُمُوشة،
وكان لا يضحك إلا تَبَسُّماً.
وكنت إذا نظرت إليه قلت:
أكْحَل العينين،
وليس بأكحل.
وقال عمر بن الخطاب: وكان من أحسن الناس ثَغْراً.
قال ابن عباس:
كان أفْلَجَ الثنيتين،
إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.
وأما عُنُقه فكأنه جِيدُ دُمْيَةٍ في صفاء الفضة،
وكان في أَشْفَاره عَطَف،
وفي لحيته كثافة،
وكان واسع الجبين،
أزَجّ الحواجب في غير قرن بينهما،
أقْنَى العِرْنِين،
سَهْل الخَدَّيْن،
من لُبَّتِه إلى سُرَّتِه شعر يجري كالقضيب،
ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره،
أشْعَر الذراعين والمنكبين،
سَوَاءُ البطن والصدر،
مَسِيح الصدر عريضه،
طويل الزَّنْد،
رَحْب الراحة،
سَبْط القَصَب،
خُمْصَان الأخْمَصَيْن،
سَائِل الأطراف،
إذا زَالَ زَالَ قَلْعاً،
يخطو تَكَفِّياً ويمشي هَوْناً .
وقال أنس:
ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم،
ولا شممت ريحاً قط أو عَرْفاً قط،
وفي رواية:
ما شممت عنبراً قط ولا مِسْكاً ولا شيئاً
أطيب من ريح أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو جُحَيْفة:
أخذت بيده،
فوضعتها على وجهي،
فإذا هي أبرد من الثلج،
وأطيب رائحة من المسك.
وقال جابر بن سمرة ـ وكان صبيا:
مسح خَدِّي فوجدت ليده برداً أو ريحاً
كأنما أخرجها من جُونَةِ عَطَّار.
وقال أنس: كأن عرقه اللؤلؤ.
وقالت أم سليم: هو من أطيب الطيب.
وقال جابر:
لم يسلك طريقاً فيتبعه أحد
إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عَرْفِه.
أو قال: من ريح عرقه.
وكان بين كتفيه خاتم النبوة
مثل بيضة الحمامة،
يشبه جسده،
وكان عند نَاغِض كتفه اليسرى جُمْعاً،
عليه خِيَلان كأمثال الثَّآلِيل.
*كمال النفس ومكارم الأخلاق*:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز
*بفصاحة اللسان، وبلاغة القول*،
وكان من ذلك بالمحل الأفضل،
والموضع الذي لا يجهل،
سلامة طبع،
ونصاعة لفظ،
وجزالة قول،
وصحة معان،
وقلة تكلف،
أوتي جوامع الكلم،
وخص ببدائع الحكم،
وعلم ألسنة العرب،
يخاطب كل قبيلة بلسانها،
ويحاورها بلغتها،
اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها،
ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها،
إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي.
وكان *الحلم والاحتمال*،
والعفو عند المقدرة،
والصبر على المكاره،
صفاتٌ أدبه الله بها،
وكلُّ حليم قد عرفت منه زلة،
وحفظت عنه هَفْوَة،
ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا،
وعلى إسراف الجاهل إلا حلما،
وقالت عائشة:
ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين
إلا اختار أيسرهما
ما لم يكن إثماً،
فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه،
وما انتقم لنفسه
إلا أن تنتهك حرمة الله
فينتقم لله بها.
وكان أبعد الناس غضباً،
وأسرعهم رضاً.
وكان من *صفة الجود والكرم*
على مالا يقادر قدره،
كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، . ❝
❞ لا تبحث أبدًا عن أحد ما تقرأ سيرته وأنت لم تطّلع على السيرة النبويّة , أتعلم لماذا لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع الخلال العذبة والأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة فكان أفضل القوم مروءة وأحسنهم خلقًا وأعزهم جوارًا وأعظمهم حلمًا وأصدقهم حديثًا وألينهم عرِيكة وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا وأبرهم عملًا وأوفاهم عهدًا وآمنهم أمانة . أتبحث عن غيره وسيرته جامعة لكل ما تحب النفس . ❝
❞ خطبة الوداع:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت? اللهم فاشهد.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم . ❝
❞ ان السبب الرئيسي أولا و بالذات هو الإيمان بالله وحده ومعرفته حق المعرفة، فالإيمان الجازم إذا خالطت بشاشته القلوب يزن الجبال ولا يطيش، وإن صاحب الإيمان المحكم وهذا اليقين الجازم يرى متاعب الدنيا مهما كثرت وكبرت وتفاقمت واشتدت-يراها جنب إيمانه- طحالب عائمة فوق سيل جارف جاء ليكسر السدود المنيعة والقلاع الحصينة فلا يبالي بشيء من تلك المتاعب أمام مايجده من حلاوة إيمانه وطراوة إذعانه وبشاشته ويقينه ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض ) . ❝
❞ وكان اختياره -صلّى الله عليه وسلم- لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له، وليعدّه لما ينتظره من الأمر العظيم، ولابد لأيّ روح يُراد لها أن تؤثّر في واقع الحياة البشرية فتحوّلها وجهة أخرى لابد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة . ❝
❞ إنّ السيرة النبويّة على صاحبها الصلاة و السّلام هي في الحقيقة عبارة عن الرسالة التي حملها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المجتمع الإنسانيّ قولًا و فعلًا و توجيهًا و سلوكًا و قلب بِها موازين الحياة فبدّل مكان السّيئة الحسنة و أخرج بها الناس من الظلمات إلى النور و من عبادة العبّاد إلى عبادة الله، حتّى عدّل خطّ التاريخ و غيّر مجرى الحياة في العالم الإنسانيّ . ❝