█ حصرياً جميع أعمال ❞ دار ترياق للترجمة والنشر والتوزيع ❝ أقوال ومأثورات 2024 ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها الجنس إلى أعلى مراحل الوعي العالم الذي أحيا فيه غربًا برفقة الليل رقص إيقاع الجنون (مذكرات ڤاسلاڤ نجنسكي) ومن أبرز المؤلفين : أوشو هيلين كيلر رومولا نجنسكي برل مركم محمد ياسر حسكي ❱
❞ يُحس بالدقائق والساعات تمر عبر جسده كأنها شريط ألم لا نهائي، فيصير الوقت ألمًا. ويصير النهار والليل ألمًا. ويصير جسده مُعترك الآلام، فلا تستوطن عقله سوى حقيقة واحدة: أنه الآن يحتضر . ❝
❞ ما من شيء ضبابي أو مُلتبس فيما نستطيع نحن أن نلمسه. فعبر حاسة اللمس، أتعرف وجوه أصدقائي، أتعرف التنوع اللامتناهي للخطوط المنحنية وتلك المستقيمة، جميعَ الأسطح، الحياة التي تنبض بها التربة، الهيئات الناعمة للزهور، الأشكال النبيلة للأشجار، مدى الرياح العاتية. بجانب الأجسام، والأسطح، والتغيرات المُناخية، أنا أدرك ما لا يحصى من الذبذبات. إنني لأستخلصُ الكثير من المعرفة من كل مادة ألمسها كل يوم، من الاهتزازات والرجرجات التي يتسنى لي أن أستشعرها في كل مكان من أرجاء البيت . ❝
❞ يسري بين جميع الموجودات تناغُم، هو مزيجٌ مما نعرفه عن العالم المادي والعالم الروحي. بالنسبة إلي، يتألفُ هذا الخليط من كل الانطباعات النفسية، والذبذبات، والسخونة، والبرودة، والطعم، والرائحة، والإحساساتِ التي تُوصِلُها تلك المؤثراتُ إلى العقل، تتحدُ في تمازُجاتٍ لانهائية، تتضافرُ مع الأفكار المقترنة بها ومع المعرفة المكتسبَة. ما من متأملٍ في كلامي- بشأن دِلالات خطوات الأقدام وإفادتها عن طبيعة أصحابها- سوف يؤمن أنها تُمثلُ بدِقةٍ حقيقةً عن محض الرجرجات والاهتزازات. فذلك نسَقٌ روُحاني تجسدَ في عناصِرَ مادية معينة؛ فهي مزيجٌ من: نبضات محسوسة، مع معرفةٍ مُكتَسَبة عن العادات الجسدية، مع الطبائع الأخلاقية للكائنات البشرية المنظمة أشد ما يكون. إذْ أي دلالةٍ تمنحها الروائح لنا، إن لم تكن الرائحة مرتبطة بتوقيتها من العام، ومع المكان الذي فيه أحيا، ومرتبطة بالأشخاص الذين أعرفهم . ❝
❞ إن جملة معارف العالم إنما هي بناء قائم على التصور. فما التاريخ إلا ضرب من التخيل، طريقة تجعلنا نشهد الحضارات البائدة التي لم تعد موجودة على وجه الأرض . ❝
❞ ما من هُوةٍ تفصلُ بين خبراتي وخبرات الآخرين شكلتها مساحةٌ من الصمت باعدَت بيننا.. إلا وأقمتُ فوقها جِسرا. لو كان للموسيقى أن تتمثل لرؤية الناظر؛ لكان في إمكاني أن أُشير على التعيين إلى مسار نغمات الأورغون، كيفا ارتفعتْ وكيفما هبطت في سُلم النغمات: وهي تصعدُ إلى أعلى.. أعلى، وهي تتأرجح، وهي تتمايل، أراها الآن جَهوريةً عميقة، صارت طبقة الصوت الآن عاليةً وعاصِفة، عما قريبٍ ستُصبح ناعمةً ووقورة، وبين تلكم النغمات ذبذباتٌ رقيقةٌ منثورة، تصادفها في مسارها اللحني. يبدو الكمان بالنسبة إلي كائنًا حيا على نحو فاتِن؛ إذ يستجيبُ لأوهَن رغباتِ سيدِه العازف. التمايُز بين نغماته المعزوفة أكثر رقةً من نغمات البيانو. أستمتع بالبيانو أكثر ما يكون عندما ألمسه. فحين أضعُ يدي على صندوقه، أستشعرُ تهدجاتٍ ضئيلة، ورَجْعَ النغم المعزوف، ومن ثَم السكون الذي يتبعُ ذلك. أستطيعُ أن أستشعر الروح والمزاج المسيطرَيْن على اللحن الموسيقي؛ ألحقُ برتم الموسيقى الراقصة، وهي تتقافزُ فوق مفاتيح البيانو، أواكب اللحن الجنائزي الوئيد، وأستغرقُ مع الموسيقى الحالمة. ففي أوج لحظاتهما الإبداعية، ينقطعُ الشاعر البليغ والموسيقي العظيم عن الالتجاء إلى أدوات السمع والبصر الجِلفة. إذ يُفلتان من سلاسِل الحِس، ويطير كل منهما بعيدًا عن مرساتِه، بدَفعٍ من أجنحةِ الروح الوطيدة الآسِرة، ويُحلقان فوق روابينا المتلبدة بالضباب وودياننا المكسوة بالظلام، إلى أن يبلغا أرض النور، والنغم، والفَهم . ❝