[مراجعات] 📘 ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ رواية ــ محمد حسن عبد الجابر اصدار 2023
كتب الروايات والقصص - 📖 فيديوهات رواية ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ ــ محمد حسن عبد الجابر 📖
█ _ محمد حسن عبد الجابر 2023 حصريا رواية ❞ أخطبوط بسبع أيادي ❝ عن منصة كتبنا 2024 : تستعرض الرواية جرائم التسويق الشبكي لكيان الأخطبوط والتي يستغلها مواطن أمريكي لتوهم الناس بتحقيق ثروة سريعة من خلال اختيار أبطال لتحقيق ذلك
كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية وأحداثاً شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه تأزم وجدل وتغذيه
كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخر ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
عن رواية أخطبوط بسبع أيادي :
تستعرض الرواية جرائم التسويق الشبكي لكيان الأخطبوط ، والتي يستغلها مواطن أمريكي لتوهم الناس بتحقيق ثروة سريعة من خلال اختيار أبطال الرواية لتحقيق ذلك.
: - 4 -
كانت أجواء التصوير قد فرضت نفسها على المكان داخل شقة حازم .. بدأ فى تسجيل الفيديو الثالث و قدم فى مطلع الفيديو واقعة النصب الطريفة التى حدثت معه بالهايبر و أشار ألى أن هناك أساليب جديدة و متحورة للنصب و أوضح أن شهوة النصب هى عادة موروثة و محببة لدى البعض و تتوارثها الأجيال على مرور الزمان ما دام هناك طمع أو فقر فكلاهما أو على الأقل أحداهما تكون بمثابة تربة خصبة لأستقبال بذور النصب ..
و ليؤكد وجهة نظره و قد أكتسب حازم وجهة النظر فى هذا الموضوع بعد أن تعرض شخصيا لواقعة نصب و عليه فقد تحركت مناطق فى الجزء الخلفى من ذهنه و أتجهت لجذب المواضيع التى تدور حول نفس المضمون .. فقسم الفيديو لثلاث مراحل و برر أمام الكاميرا ذلك ليجعل من الفيديو سبوت على بعض وقائع النصب الواقعية التى حدثت منذ فترة طويلة و كما أنه نوه للمشاهدين أن فيديو اليوم هو بمثابة جرس أنذار لعدم الوقوع فى فخ النصب لا سيما و أن التربة خصبة جدا فى هذه الفترة لأنتعاش تنامى بذور النصب فقد خيم شبح الفقر بظلماته على الوضع العام للبلاد مما أدى ألى تأهب غريزة الطمع بداخل الكثير من الناس بغرض الحصول على أى ربح سريع يحقق الثراء السهل للهروب من بين فكى الفقر ..
فى المرحلة الثانية من الفيديو تناول حازم واقعة نصب طريفة حدثت عام 1946 م عندما نصب شاب أسمه رمضان أبو زيد العبد بدهائه على شاب قروى بسيط يدعى حفظ الله .. بدأ نصب الفخ عندما أفصح القروى لرمضان أنه جاء الى القاهرة و بحوزته مبلغ من المال يريد أن يفتح به مشروعا فعرض عليه رمضان العبد عدة مشاريع لكنها لم تنال أقتناع القروى الذى كان منبهرا بالترماى و معجبا بزحامها .. و ما أن لاحظ رمضان العبد ذلك فى عينى القروى حتى قفزت ألى رأسه حيلة أن يبع له الترماى و سيكون له الحق بعدها فى جنى قيمة التحصيل أخر الخط و سيكون مشروع مربح نظرا للتزايد المستمر للزحام فى الترماى و قد لاحظ حفظ الله ذلك بعينيه ..
و بالفعل ذهبا لمحامى من طرف النصاب و تم صياغة عقد مزيف يضمن البيع مقابل مبلغ 200 جنيه لم يكن منهم مع القروى سوى 83 جنيه فأخذ منه العبد ثمانون جنيه و ترك له ثلاثة جنيهات بعد أن أقنعه أن يكتب له كمبيالات بقيمة المبلغ المتبقى و هو 120 جنيه و أوهمه أنه كان لا ينوى البيع بأقل من مبلغ و قدره 1000 جنيه لكنه تنازل من أجل أنه بلدياته !!
و كان القروى فى غاية السعادة أنه أتم الصفقة و ركب الترماى ألى أن جاء فى أخر الخط و طلب من الكمسرى كل الأموال التى تم تحصيلها طول الخط فضحك الكمسرى ثم تطور الأمر عندما أيقن أن القروى يتحدث بجدية و تحول الموقف لخناقة أنتهت بالذهاب لقسم الشرطة و هناك أكتشف القروى أنه تحول لأكبر مغفل فى مصر و ليس فقط ذلك فقد ذاع صيته عالميا أيضا فلم تكتفى الصحافة المصرية بنشر قصته كجريدة أخبار اليوم التى سجلت الواقعة على صفحاتها فى عددها الصادر بتاريخ 3 \ 1 \1948 و تحولت القصة فيما بعد لفيلم العتبة الخضراء و الذى أنتج فى عام 1959 م فحسب بل مجلة أخبار لندن المصورة نشرت أيضا على غلافها لوحة تجسد تلك القصة !!
أما القسم الثالث من الفيديو فتناول فيه حازم النسخة الأجنبية و الأقدم و التى تشبه هذه الواقعة و أكد أن ما دام هناك فقر و طمع وجُد المغفل و النصاب فى أى بقعة على الأرض و فى أى حقبة من الزمن !
فى عام 1925 م و بعد خروج فرنسا من الحرب العالمية الأولى كانت بيئة مثالية لعمليات النصب و أنتشر مقال فى هذه الفترة يدعو لأصلاح برج أيفل حيث أن البرج كان يتجه للسقوط و كان يحتاج للصيانة و أعادة طلائه و لكن ذلك كان عمل مكلف جدا و كان هذا المقال مصدر ألهام لرجل فى غاية الدهاء يدعى فيكتور لوستيج و قد وضع خطة جهنمية من وراء هذا الخبر و من الوسائل المساعدة لتنفيذ خطته أنه كان يمتلك بطاقة عمل مزيفة للعمل لدى الحكومة الفرنسية فدعا ستة من تجار المعادن ألى أجتماع سرى فى فندق كريلون واحد من الفنادق العتيقة فى باريس رفيعة المستوى و قدم نفسه على أنه نائب مدير عام وزارة البريد و التلغراف و شرح لهم أنه تم أختيارهم لسمعتهم الجيدة و أن عملية صيانة البرج ستكون مكلفة جدا و لذلك تم الغاء العملية و سيتم بيع البرج للنفايات و نظرا للضجة المحيطة بتكلفة أعمال الصيانة للبرج فيجب ألتزام السرية حول عملية بيع البرج و شرح لهم أنه تم أختياره من قبل الوزراة لأختيار التاجر الذى سيتم التعامل معه بخصوص العملية و أخذهم فى ليموزين ألى البرج لمعاينته و ليكتشف من هو أكثرهم حماسا للموضوع و بالفعل و قع الأختيار على أحدهم و هو بويسون و لمح له فيكتور أنه يسعى لتحسين دخله و يبحث عن مصادر مساعدة للدخل بجانب عمله الحكومى لتحسين مستواه المعيشى و عليه فهم بويسون أن فيكتور يريد مبلغا كبيرا كرشوة ليرشحه و يقع عليه الأختيار لشراء برج أيفل !!
و بالفعل تلقى فيكتور و سكرتيره الأمريكى مبلغا كبيرا من المال و هو ثمن أن يقع الأختيار على التاجر بويسون و ليس ثمن البرج ثم أخذا قطارا متجها لـ فيينا النمساوية و معهما حقيبة مليئة بالنقود !!
و لم يحدث شئ بعد هروبهما حيث أن بويسون وجد أنه من الأذلال أن يبلغ عن كونه أحمق لهذه الدرجة فأثر الصمت ..
لكن بعد هذه العملية بشهر رجع فيكتور و سكرتيره لباريس مرة أخرى و أختار ستة تجار أخرين و كرر معهم ما فعله فى المرة السابقة و لكن هذه المرة ذهبت الضحية المختارة للبوليس قبل أتمام فيكتور للصفقة و أفتضح الأمر لكن تمكن فيكتور و سكرتيره من الهرب !!
و بعد سرد هذه الوقائع أنهى حازم الفيديو و هو يشير ألى أن النصب حدث و يحدث و سيظل يحدث بألوان مبتكرة مادام هناك فقر يولد الطمع ..
******************
كانت فيلا راغب الشامى من أرقى الفيلات الموجودة بحى رفيع المستوى فى مدينة الأسكندرية .. راغب رجل أعمال ذاع صيته فى مجال التجارة و الصناعة و مجال المقاولات و قد حقق نجاحات كبيرة فى هذه المجالات , كان يجلس فى حديقة فيلته مع صديق قديم له منذ المراهقة يدعى سليمان و لقب بـ مستر سولى و قد قضى أغلب سنوات عمره خارج مصر متنقلا بين دول العالم لكنه كان يستقر فى الأصل فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن سافر مع والده للولايات المتحدة فى عمر السادسة عشرة و أكمل دراسته هناك و من ثم بدأ حياته الجديدة ..
مستر سولى مصرى أمريكى فوالده مصرى و تزوج من فتاة أمريكية كانت فى رحلة سياحية لمصر و كان هو مرشد الفوج السياحى و أنجذب لها فتزوجها وعاشت معه فى مصر سنوات و كان قد أنجب منها سليمان و عندما تعثرت معهما الحياة قررت الأمريكية العودة لموطنها و سافر معها زوجها والد سولى و ضغطا على سولى و أصرا على أن يسافر معهما و عاش الثلاثة هناك حياة أفضل جعلتهم لا يفكرون فى العودة لمصر مرة أخرى , سليمان كان على أتصال مع صديق المراهقة راغب الشامى من خلال جوابات البريد التى كانا يتبادلاها سويا للأطمئنان على بعضهما و متابعة أخبارهما لكنها كانت تنقطع لسنوات ثم تعود المراسلة مرة أخرى و كانا يلتقيان على فترات بعيدة عندما كان يجد مستر سولى فرصة ينزل فيها مصر بغرض الزيارة و الغوص فى عباب الذكريات و لكن زياراته كان لها دوما جانب خفى فهى فى الأساس تكون من أجل مصالح شخصية ..
كان يجلس رجل الأعمال المصرى راغب الشامى مع رجل الأعمال الأمريكى مستر سولى فى حديقة الفيلا على سفرة مصنوعة من الخشب التك و هو خشب مخصص للفرنيتشر الـ أوت دور , تشغل مساحة السفرة صينية كبيرة موضوعة عليها و تحمل فخذ ضأن ينز منه الدهن و حولها يتناثر أطباق صغيرة بها أصناف متنوعة من المحاشى .. كان راغب يعزم فى حرارة على مستر سولى كعادة المصريين فى الترحيب بضيوفهم فألزام الضيف بأنهاء كل الطعام هو رمز الحفاوة فى الترحيب .. كانا يتحدثان و يقصان لبعضهما أمور الحياة و العمل , أخبر مستر سولى صديقه أنه يرغب فى تنفيذ مشروع ألكترونى فى مصر و قد نفذه فى عدة دول عربية و نجح فى ذلك و هو يسعى لتكملة مشروعه لأتمام تأسيس الكيان الذى بدأه و عليه فقد قرر تنفيذه فى مصر فى الفترة الراهنة مما حفز راغب و عرض على صديقه أنه سيقدم له المساعدات التى فى قدر أستطاعته و التى تخدمه فى نجاح مشروعه ..
كان مستر سولى يقيم بشكل مؤقت فى فندق خمس نجوم مع مارك مساعده الخاص و لكن أصر راغب الشامى على تخصيص غرفة فى فيلته ليقضى فيها مستر سولى الليلة ليكون معه غدا من بداية اليوم لمباشرة التجهيز لحفل عيد ميلاد أبنه أسر و قال له مازحا أنها حفلة عيد ميلاد لأبنى أسر و أيضا نحسبها بمثابة حفلة ترحيب بمستر سولى لقدومه مصر .. و وعده راغب أنهما سوف يجلسان مرة أخرى لمناقشة حيثيات مشروعه و الذى يود تطبيقه فى مصر ..
************************
سيمفونية الحرب العالمية لـ بيتهوفن بدأت تنطلق من سماعات هاتف فريدة و هى جالسة فى محل - وشم و رسم - بجوار ماسة و تتوسطهما منضدة - جذع الشجرة - و التى كانت شاهدة على واقعة العايق كانت حاملة أعلاها أفيونة المزاج .. النسكافيه و الشيكولاتة الدارك ..
عندما بدأ بيتهوفن فى العزف مع أرتشاف النسكافيه كانت أجواء مماثلة لأجواء دخول العايق عليهم قبل تحويله ألى مسخ مما أدى لأستعادة ذكرى المشهد من قبل فريدة و ماسة فتبادلا الضحكات و التنمر على طارق العايق ..
ثم فاجأت فريدة صديقتها ماسة و سألتها : أيه أخبار سولم باشا ؟؟؟
فضحكت ماسة و قالت : لسة مفيش جديد .. زى ما أنتى عارفة .. أنا عارفة أنه بيحبنى و عايز يتقدملى .. علشان كدة لما بيحاول يفتح الموضوع فى كل مرة
بكون فاهمة فـ بصده ..
فريدة : يا بنتى هتجننينى معاكى ! مش أنتى معجبة بيه ؟
و لا طلعتى شمال و أنا معرفش ؟
رفعت ماسة حاجبيها مع أبتسامة : منكرش أنى معجبة بالنقيب أسلام لأن فيه بعض الصفات لفارس أحلامى .. بس طبيعة حياتى غير طبيعة حياته أنا بحب الرسم و الروقان و الأبداع و بسمع موسيقى .. هو بيسمع ضرب نار و بيشوف لوحات بشرية متشرحة و بيطلع مأموريات بالأيام ..
لسة متلغبطة بس حاسة أن القرار هو الفرار ..
فريدة : فالحة فى الألش .. طب ما هو بابا الحاج ظابط .. يعنى المفروض أنك واخدة على كدة برضه ؟
ماسة : دى كانت محور خناقاتى مع بابا .. من و أنا صغيرة و أنا بطلب منه يغير شغله علشان أعرف أشوفه و ألعب معاه و كان يبص لماما و يضحك و يقولها الكوبى بتاعك و بيحاول دايما يعوضنى عن غيابه بس بكون حاسة أن محتاجة لحضوره فى حياتى أكتر من كدة ..
و أستطردت ماسة و هى تغمز بأحدى عينيها : سيبك منى بقى و قوليلى أيه أخبار الكابتن نضال ؟
فريدة : لا فتحى عينيكى دى .. مفيش حاجة خالص من اللى فى دماغك دة عبارة عن رجل صخرى و الحادثة أنتزعت منه قلبه .. الميعاد اللى حددناه هيكون بكرة و هشوفه هنا فى المحل و أنتى أكيد مش هتفوتى الفرصة و هتبقى موجودة و بتابعى على المكتب و أنتى بتتفرجى على الكاميرا زى حكم ال VAR
ضحكت فريدة و ماسة ثم شرعت فريدة فى أن تجمع أشيائها و هى تخبر ماسة أنه يتحتم عليها الرحيل حتى تستعد لحفلة عيد ميلاد صديق أخيها جاسر الليلة ..
**************
خيم الليل بسكونه و ظلماته لكن فيلا راغب الشامى كانت تتلألأ فى الظلام و كأنها زمردة عملاقة منيرة .. خراطيم شرايط الليد بألوان قوس قزح كانت تكسو جسم الفيلا من الخارج و تـراكات الأضاءة الورم وايت كانت معلقة بالعرض على أعمدة مؤقتة مخصصة لرفعها فى حديقة الفيلا ناهيك عن السفرات المصنوعة من خشب التك مثمنة الشكل و التى تملأ الحديقة لأستقبال الضيوف .. فى أحد أطراف الحديقة يوجد أكثر من هاموك للأرجحة .. البالونات الغزيرة المترابطة تتطاير مع تيارات الهواء مكونة سقفا للحديقة من البالونات الملونة يعلو و يهبط .. فريق الـ دى جى نصب عدته من سماعات و أجهزة الليزر ذات مؤثرات الأضاءة المتحركة .. الجو مفعم بالبهجة و السرور ..
راغب و زوجته رانيا و مستر سولى كانوا يقفون فى أستقبال الضيوف و الترحيب بهم .. أسر و ياسمين كانوا يمرون على الضيوف و ينظموا حركة تموقعهم ..
ظهر جاسر على البوابة برفقة فريدة فتم الترحيب بهما من قبل راغب و رانيا و بترحيب خاص من مستر سولى الذى صافح فريدة و أطلق تجاهها نظرات و كأنه يصورها بعدسة عينيه و يخزن الصور فى ذهنه .. لمحتهم ياسمين فوغزت أسر فتحركا ناحيتهما و عانق أسر صديقه جاسر و عانقت ياسمين فريدة و جذبوهما للداخل الى ركناً فى الحديقة قام أسر بتخصيصه لأصدقائه و لصديقات شقيقته .. بعد الترحيب قدم جاسر شنطة هدايا لأسر وهو يتمنى له العمر المديد فشكره أسر و تنمر على ثقلها و أخرج ما بداخلها فوجد عبوتان كبيرتان واحدة كانت عبوة كرياتين مستوردة و الأخرى عبوة بروتين مستوردة أيضا ..
هذا النوع من الهدايا يتطاير به لاعبى كمال الأجسام فرحاً و بالفعل نالت الهدية أعجاب أسر كثيرا ..
شكره أسر مرة أخرى و أستأذنهما بعد أن أتخذ كلاً منهما مقعده
ليعاود الأهتمام بالضيوف الوافدين ..
بعد مرور حوالى نصف ساعة كانت الحديقة قد أكتظت بالضيوف , سحب أسر هاتفه من جيبه و فتحه للأتصال بكابتن نضال و ما أن بدأ الرنين حتى أستجاب نضال لهاتفه على الفور و أخبر أسر أنه عند المدخل فأستدار أسر بناظريه فوجد كابتن نضال فأبتسم له وهو يغلق الهاتف و يسرع تجاهه و عانقه بحرارة لحظة لقائه فأندهش راغب و رانيا و لفت ذلك نظر مستر سولى .. أرتباط أسر بمدربه لهذه الدرجة لكن الأندهاشة الكبرى التى أصابتهم و هى عندما أكتشفوا هدية كابتن نضال لأسر !
نضال كان ممسكا فى يده حامل للحيوانات عبارة عن قفص حديدى ذا مظهر شيك لكنه كان يحفظ بداخله جرو جيرمن شيبرد !!
راغب لا يهوى الكلاب و لذلك لم يهتم عندما أختفى كلب أبنه أسر فجأة و رفض أعادة تجربة شراء أسر لكلب أخر و مراعاته لذلك فهو أنزعج عندما وجد نضال يحُضر معه قفص يصدر منه أصواتا لنباح كلب !!
على النقيض تماما كان أسر لا يصدق المفاجأة و أنتابته فرحة عارمة لهدية مدربه فأخذها و حملها عنه و أجلسه فى الركن الخاص الذى ميزه لضيوفه ..
و هنا كان أسر يرد المفاجأة لنضال دون قصد عندما رأى نضال تواجد فريدة فى نفس المكان الذى هو فيه للمرة الثانية بترتيب القدر ! و عليه أندهش أسر من تبادلهما نظرات التعجب للحظات فسألهما فى أدب :
أنتو تعرفوا بعض ؟
نظرا كلا من نضال و فريدة تجاه أسر و نطقا فى صوتا واحداً و قالا : تقريبا !!
فتدخل جاسر مزمجرا : أنا مش فاهم حاجة !
فقال أسر لصديقه جاسر : دة كابتن نضال يا جاسر الـ بيدربنى بوكس ..
جاسر : أهلا يا كابتن .. أسر حكى ليا عنك كتير و كان نفسى أقابلك من زمان .. هو حضرتك تعرف فريدة أختى ؟
طلبت فريدة منهم الجلوس و رحبت بنضال فشكرها و جذب الكرسى المجاور لجاسر و جلس بجانبه و على الجانب الأخر لجاسر كانت تجلس فريدة و التى يثق فيها جاسر ثقة عمياء ..
كانت الأجواء تقترب من الأحتفال بعيد الميلاد كل شئ أصبح جاهز تقريبا بدأت الأضاءة تقل تدريجيا و التجمع يتزايد تدريجيا حول التورتة الضخمة و بدأت مراسم الأحتفال بأسر من غناء و تصوير و أطلاق صواريخ الأحتفال ..
ثم عاد الجميع بعد الأحتفال لأماكنهم و بدأ تقديم العشاء للحاضرين .. كانت أطباق من اللحوم و كانت غير مفهومة لبعض الضيوف منهم على سبيل المثال لا الحصر فريدة و جاسر و نضال و قد كانوا يجهلون هوية هذه اللحوم بدا ذلك عليهم جليا .. لكن كانت تنبعث منها رائحة شهية جدا .. سأل جاسر صديقه أسر عندما أقترب من السفرة التى يجلس عليها و هو يتمم على خدمة الضيوف و قال له :
أيه يا أسر اللحمة اللى بتدوب قبل ما أمضغها دى ؟
دى لحمة لكبار السن و لا ايه ؟
فضحك أسر و أيضا ضحكت فريدة و أخيرا أبتسم نضال و رد أسر :
دة لحم غزلان و لحم نعام يا صاحبى .. بألف هنا .. حد ناقصه أى حاجة ؟
فأثنوا عليه و طلبوا منه أن يجلس و يأكل معهم ففعل ذلك .. و طلب طبقا له و جلس يأكل فى نهم حتى يحفز ضيوفه على الأكل دون خجل ..
مستر سولى أبدى أعجابه لراغب بطهى اللحوم و تسويتها و أثنى كثيرا على طيب طعمها و سأل صديقه : هل لديك مزرعة للغزلان و النعام ؟
فأخبره راغب أنه لا يملك هذا الطراز من المزارع و لكن زوجته رانيا أعتادت على طلب ما تحتاجه من هذه الأصناف أون لاين من صفحة تزورها بأستمرار و قد عرفتها من صديقاتها فى أحد الجروبات الخاصة بهم و هى لمحل مميز لـ لحوم و طيور فى القاهرة لتاجر أسمه سعيد نتعامل معه منذ فترة طويلة و بضاعته دائما تكون جيدة .. كما أنه رشح لنا محلا للفواكه ممتازا لتاجر أسمه جوزيف أيضا نبتاع منه ما نريد منذ فترة طويلة عن طريق الطلب أون لاين , و بعد قليل ستتذوق فاكهة قادمة من محله ستنال أعجابك ..
بدأت تغادر أطباق اللحوم من على السُفر التك ليأخذ مكانها أطباق الجاتوه و أطباق فاكهة جوزيف المميزة ..
ما أن نزلت أطباق الفاكهة على السفرة التى تجمع نضال و فريدة و جاسر مع التعريف بأسمائها من قبل مقدميها .. هذا موز أحمر و هذا دوريان و هذه مانجوستين .. حتى ألتقط جاسر هاتفه وسط نظرات ترقب من فريدة و نضال و فتح اليوتيوب و كتب على محرك البحث أسم أحد أنواع الفاكهة التى سمعها غير الموز الأحمر .. و عندما سألته فريدة عن ما يفعله فأجابها أنه يحاول فهم كيفية التعامل مع هذه الفاكهة قبل أن يغادر الطبق السفرة و يخسر فرصة التجربة و لم يكترث لصرامة نظرتها له و التى تعنى أن يتحلى بالخجل .. ثم وضع الهاتف أمامه على السفرة و أسنده بميل على كوب الماء فأصبحت المشاهدة واضحة للثلاثة و ظهر أول فيديو فى البحث فلمس جاسر الشاشة مكان علامة التشغيل ليفتح فيديو حازم الذى يشرح كيفية تقشير هذه الأنواع من الفواكه المميزة .. و على نهج الخطوات التى تعلمها جاسر من الفيديو بدأ فى تناول الفاكهة من أمامه و عزم بها على فريدة و نضال و بدأ الثلاثة فى تطبيق الخطوات الطازجة التى علقت فى أذهانهم و تعاملوا مع حبات الفاكهة بوعى أكتسبوه من ثوان قليلة و نجحوا فى التعامل معها و تلذذوا بمذاقها
و كأنهم جربوها مرات من قبل ..
أبتسم نضال لجاسر و قال له : أنت مشكلة يا جاسر ..
رد جاسر بصوت متقطع : و لو ماروحتش الحمام دلوقت هتبقى مشكلة .. ثم قفز جاسر من على كرسيه متجها لأسر ليرشده لمكان الحمام ..
أصبح نضال يجلس مع فريدة على سفرة واحدة يفصلهما مقعد خاوى , نظر نضال لفريدة بملامح جدية و سألها : هو أحنا طلعنا قرايب ؟
ضحكت فريدة فى ذهول و قالت : أنت طلعت بتعرف تهزر يا كابتن !
نضال : أيه الموضوع ؟
أرتبكت فريدة لوهلة و هى تفكر فى الموقف الحرج الذى وقعت فيه فالوقت غير مناسب لتذكر نضال بالحادث و لو أجلت الحديث قد يسئ نضال بها الظن و يعتقد أنها تماطل من أجل أن يتقرب منها أكثر .. و قعت فى حيرة و قد لاحظ نضال عليها ذلك فقطع شرودها و سألها مرة أخرى : مالك يا فريدة ؟؟
سرت قشعريرة بداخل فريدة عندما سمعت أسمها هذه المرة من نضال دون أن يسبق أسمها لقب أستاذة .. نظرت لنضال و قررت أن تخبره و ليكن ما يكون ..
أكدت له رغم أن الوقت غير مناسب لفتح موضوع كهذا لكنها ستخبره حتى لا يتسلل الشك لعقله أن هناك سرا أو أمرا ما حولها ..
قدمت له فريدة نفسها أنها فريدة أبراهيم النحراوى بنت سائق أتوبيس الرحلات الذى توفى فى حادث أنقلاب الأتوبيس منذ ستة أعوام و توفى معه كل ركاب الأتوبيس من ضمنهم أسرته ..
تجمدت تعابير وجه نضال و أصبحت جافة لصعقه بهذه الذكرى المؤلمة له .. فجأة أقتحمت ياسمين مع أسر مجلسهما و طلبت من فريدة أن تقوم معها و تنخرط فى أجواء عيد الميلاد فقامت معها بعد أن أستأذنت من نضال و أسر .. جلس أسر بجوار كابتن نضال و هو يسأله عن سبب تأخر جاسر فى الحمام و لكنه لاحظ علامات أضطراب على وجه نضال و عندما سأله أسر عن ما أصابه فـ جائه الجواب من نضال أنه مرهق و يتحتم عليه الرحيل لينال قسطا من الراحة ثم غادر نضال ..
رغم أن مستر سولى كان مرافقا لراغب فى أغلب أوقات الحفلة لكنه كان مراقبا لسفرة فريدة و نضال أغلب أوقات الحفلة أيضا , كان يطبع فى عقله صورا لما يلاحظه لكن الصورة النهائية فى ذهنه أصبحت مشوشة خاصة بعد رحيل نضال فجأة و أندماج فريدة فى الأحتفال مع ياسمين و أنخراط جاسر فى الرقص مع أسر ..
ذهب مستر سولى للسفرة التى يجلس عليها مساعده الخاص مارك الأسود و قد دعاه لحضور حفل عيد الميلاد معه .. مارك نادرا ما يفارق مستر سولى فى أى مكان يذهب أليه فهو الذى يعد له جدول أعمال اليوم و لقبه مستر سولى بالأسود ليس للون بشرته السمراء لكن مارك هو بئر أسرار مستر سولى فيعتبره سولى الصندوق الأسود له لذلك لقبه بمارك الأسود كما أن مارك هو بمثابة مؤشر البحث لمستر سولى و الذى يحصل من خلاله
على أى معلومة يرغبها تخص أى شخص أو مكان !
طلب مستر سولى من مارك تكوين قاعدة بيانات وافية عن كلا من فريدة و نضال و أطلاعه عليها غدا فى الفندق الذى يقيمان فيه !
****************
داخل الفندق الراقى كان يشغل مستر سولى جناحا خاصا يقيم به , سولى يعشق حياة الفنادق و قد أعتادها بحكم زياراته الكثيرة لدول عديدة ..
قد تمكن اللون الأبيض من أن يغزو رأس مستر سولى بالكامل رغم أنه مازال فى الخمسين من عمره .. سولى يقدر النساء كثيرا و يقدر المال أكثر .. يزداد شعوره بالأمان كلما تضخمت ثروته و تورط فى علاقات نسائية عديدة !
كان يجلس فى غرفته على كنبة جلد أبيض مط .. تجاوره فتاة ثلاثينية فى يدها سيجارة و بيدها الأخرى كأس ممتلئ لنصفه بالنبيذ الأحمر و يضرب بكأسه فى كأسها فيصدر صوت طرقعة الكاسات مع الضحكات ..
يمد مستر سولى يده ليأخذ زجاجة النبيذ من أمامه ليزود كأسه و كان قد وضعها على مكعبا من رزم دولارات متراصة فوق بعضها البعض على الأرض مكونة شكل مكعب أرتفاعه حوالى 50 سم و طوله و عرضه حوالى 50 سم و يتعامل معه و كأنه قطعة أثاث يضع عليها هاتفه و زجاجة النبيذ !
قرع مارك باب الغرفة فأشار سولى للغانية التى بجواره لتذهب و تسمح لمارك بالدخول ثم تغادر و تتركهما .. دخل مارك و فى يده فلاشة رفعها فى وجه سولى و قال له أتفضل يا مستر سولى .. كل ما ترغب فى معرفته عن نضال و فريدة ستجده فى هذه الفلاشة .. جلس مارك بعد أن طلب منه مستر سولى ذلك كما طلب منه أن يقص عليه نبذة عن محتوى الفلاشة فأستغرقت النبذة حوالى عشرون دقيقة على سبيل الفضفضة كانت كافية لسولى لأن تخمر أفكارا كانت تراوده بخصوصهما لا سيما و أنه قد شاهد من قبل فيديو فريدة و هى توشم العايق و فهم مارك ذلك من مشاركة مستر سولى الحوار معه و ذكر بعض الأحداث التى ظهرت فى الفيديو , بدت علامات الرضا واضحة على وجه مستر سولى و هو يبتسم لمارك ثم طلب منه أن يقوم بتشغيل التلفاز و تناول مستر سولى هاتفه من على مكعب الدولارات و قام بتشغيل فيديو من على هاتفه بعد أن ربطه بالتلفاز فظهر الفيديو على شاشة التلفاز و كان فيديو لحازم و الذى يعرض فيه حيل النصب و وقائع حقيقية طريفة لنصابين ..
بعد أن شاهد مستر سولى الفيديو للمرة الثانية مع مارك الذى يشاهده للمرة الأولى طلب منه أن يتواصل مع صاحب الفيديو و يحدد معه موعد على أخر الأسبوع يخبره أن هناك رجل أعمال يريد مقابلته هنا فى الفندق ..
كما طلب مستر سولى من مساعده مارك أن يتواصل أيضا مع فريدة و نضال و ينسق معهما مقابلة فى نفس الموعد الذى سيحدده لحازم ..
أكد مستر سولى على مارك أن هذا الأجتماع المغلق للثلاثة فى جناحه الخاص يكون فى سرية تامة و لا يخبر أحدا من الثلاثة ألا بشئ واحد ..
أنه سيكون تحقيق أحلامهم و فرصة لهم لن تعوض فى هذا اللقاء !
******************
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الرابع
- 4 -
كانت أجواء التصوير قد فرضت نفسها على المكان داخل شقة حازم .. بدأ فى تسجيل الفيديو الثالث و قدم فى مطلع الفيديو واقعة النصب الطريفة التى حدثت معه بالهايبر و أشار ألى أن هناك أساليب جديدة و متحورة للنصب و أوضح أن شهوة النصب هى عادة موروثة و محببة لدى البعض و تتوارثها الأجيال على مرور الزمان ما دام هناك طمع أو فقر فكلاهما أو على الأقل أحداهما تكون بمثابة تربة خصبة لأستقبال بذور النصب ..
و ليؤكد وجهة نظره و قد أكتسب حازم وجهة النظر فى هذا الموضوع بعد أن تعرض شخصيا لواقعة نصب و عليه فقد تحركت مناطق فى الجزء الخلفى من ذهنه و أتجهت لجذب المواضيع التى تدور حول نفس المضمون .. فقسم الفيديو لثلاث مراحل و برر أمام الكاميرا ذلك ليجعل من الفيديو سبوت على بعض وقائع النصب الواقعية التى حدثت منذ فترة طويلة و كما أنه نوه للمشاهدين أن فيديو اليوم هو بمثابة جرس أنذار لعدم الوقوع فى فخ النصب لا سيما و أن التربة خصبة جدا فى هذه الفترة لأنتعاش تنامى بذور النصب فقد خيم شبح الفقر بظلماته على الوضع العام للبلاد مما أدى ألى تأهب ....... [المزيد]
: تستعرض الرواية جرائم شجرة التسويق الشبكى لكيان الأخطبوط و الذى له ثمانية فروع فى ثماني دول عربية .. هذا الكيان الذى يستغله مواطن أمريكى يدعى مستر سولى من أصل مصرى تابع لمنظمة أمريكية عليا و مكلف بفتح الفرع الثامن و الأخير للكيان فى مصر ، ليوهم الناس بتحقيق حلم الثراء السريع عن طريق أصطفاء أبطال الرواية نضال و فريدة و حازم لتنفيذ ذلك .. و قد برز كلاً منهم بسبب أحداث حياته التى تسلك طريقاً فى سياق على غير العادة فيتصدرون التريند سواء برغبتهم أو على دون رغبة منهم ، فيقع عليهم الأختيار من هذا المواطن الأمريكى الذى يقرر إغرائهم لتوريطهم فيكتشفون بعد أنغماسهم فى العمل بكيان الأخطبوط أن الكيان يمارس النصب .. و عند أنتفاضتهم و أعتراضهم على أستمرارية العمل بكيان الأخطبوط يتم معاقبتهم بطرق ملتوية من مستر سولى و مارك مساعده الخاص لردعهم ، فيتفاجئون أن لكيان الأخطبوط أغراض أعقد من النصب ..ويتورطون في ماهو أخطر من التلاعب بأحلام الناس وتبدأ مغامرات جديدة حتى يتمكنوا من الأنتقام من مستر سولى ومساعده مارك. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
ملخص رواية أخطبوط بسبع أيادي
تستعرض الرواية جرائم شجرة التسويق الشبكى لكيان الأخطبوط و الذى له ثمانية فروع فى ثماني دول عربية .. هذا الكيان الذى يستغله مواطن أمريكى يدعى مستر سولى من أصل مصرى تابع لمنظمة أمريكية عليا و مكلف بفتح الفرع الثامن و الأخير للكيان فى مصر ، ليوهم الناس بتحقيق حلم الثراء السريع عن طريق أصطفاء أبطال الرواية نضال و فريدة و حازم لتنفيذ ذلك .. و قد برز كلاً منهم بسبب أحداث حياته التى تسلك طريقاً فى سياق على غير العادة فيتصدرون التريند سواء برغبتهم أو على دون رغبة منهم ، فيقع عليهم الأختيار من هذا المواطن الأمريكى الذى يقرر إغرائهم لتوريطهم فيكتشفون بعد أنغماسهم فى العمل بكيان الأخطبوط أن الكيان يمارس النصب .. و عند أنتفاضتهم و أعتراضهم على أستمرارية العمل بكيان الأخطبوط يتم معاقبتهم بطرق ملتوية من مستر سولى و مارك مساعده الخاص لردعهم ، فيتفاجئون أن لكيان الأخطبوط أغراض أعقد من النصب ..ويتورطون في ماهو أخطر من التلاعب بأحلام الناس وتبدأ مغامرات جديدة حتى يتمكنوا من الأنتقام من مستر سولى ومساعده مارك..
: 7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى نهج التكنولوجيا و أتقن مجال التسويق الألكترونى لما يحققه من مكاسب كبيرة و فى وقت قصير هكذا أخبر سولى صديقه كما عبر له عن مدى رغبته فى التوغل فى الأسواق العربية و الأجنبية الألكترونية لتغزو منتجاته العالم .. و مشروعه فى مصر و فى الدول الأخرى هو وضع الألية التى تحقق الأقبال على هذا الغزو التجارى و سحب المنتجات و تحقيق الأنتشار بين طوائف الشعب المختلفة فى كل دولة و هذا أمر هام ..
و أضاف مستر سولى لراغب و قال له : بالمناسبة .. أنا ضميت نضال مدرب أسر و ضميت فريدة صديقة ياسمين لفريق عمل الشركة ..
كان يتظاهر راغب الشامى بالأنبهار لنشاط مستر سولى و حماسه الذى يبدو فى حديثه لكنه كان يخفى بداخله ما لاحظه من تغيير على مستر سولى فى أغلب جوانب شخصيته فالحوار يفضح الأفكار فسأل راغب الشامى صديقه سولى : لماذا التوغل بين طوائف الشعب يمثل لك أمر هام يا صديقى ؟؟
كان مستر سولى يملك من سرعة البديهة ما يكفى للجواب دون تردد : لأنه وقتها يكون أجماع على نجاح منتجات شركة الأخطبوط ..
لقد أصبح سولى بالنسبة لراغب الشامى لغزاً
فيبدو له رجلاً أخر غير الذى يعرفه !!
*****************************************
سلك حازم طريق أسكندرية القاهرة الصحراوى ليعود لمنزله لكنه عندما أجرى محادثة هاتفية بأصدقائه و أخبرهم أنه يقود سيارته الجديدة و فى طريق العودة و سيذهب لمنزله ليلتقى بزوجته و يقضى معها اليوم أصر أصدقائه أن يلتقى بهم أولاً ليخبرهم بأدق التفاصيل ثم يأخذهم جولة سياحية داخل القاهرة بسيارته الجديدة ليحتفلوا جميعاً بهذا الحدث ..
لم يكن أمام حازم خياراً أخر أمام أصرارهم و أنصاع لرغبتهم و عندما وصل القاهرة و ذهب للمكان المتفق عليه للتجمع وجد سعيد و مازن و جو فى أنتظاره و رحبوا به فى فرحة عارمة عندما قاموا بمعاينة السيارة الحديثة و لاحظوا أثر النعمة على حازم فأستبشروا خيراً لما هو قادم ..
كانوا يجلسون على كافيه راقى يشرح لهم حازم و قد أتسعت عيناهم و تأهبت حواسهم لأستقبال كلماته و هم فى يقظة غير معهودة ..
سألوه عن الباقات و قيمتهم المادية و العروض الخاصة بكل باقة ..
أجابهم حازم أن الباقات تبدأ من خمسة ألاف جنيهاً تستلم فى هذه الباقة هاتف محمول موديل The Eye و كورس أون لاين للتسويق الألكترونى قيمته خارج الباقة 2000 جنيهاً و عائد مادى ( العمولات ) ليس كبيراً لصغر حجم الباقة ..
و باقة أخرى بقيمة عشرة ألاف جنيهاً تمنح هذه الباقة هاتف محمول و شاشة سمارت 32 بوصة و كورسين أون لاين مجاناً و عائد مادى مقبول ..
و باقة بقيمة خمسة عشر ألاف جنيه و عرضها هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و ثلاث كورسات أون لاين و عائد مادى جيد ..
و ذكر لهم أن أفضل باقة التى قيمتها عشرون ألف جنيهاً فلك الخيار فى عرضين أما عدد أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة و أربعة كورسات أون لاين و عائد مادى ممتاز .. أو هاتف محمول واحد و شاشة سمارت 55 بوصة و أيضاً أربعة كورسات تسويق مجانية و عائد مادى ممتاز أيضاً ..
و عرض عليهم فكرة عن قيمة العمولات التى بأمكانهم أن يجنوها من جذب أعضاء جدد و تكوين فريق تسويقى لكل واحد يضم فروعاً تتنامى بأستمرار و عليهم أن يرعوا هذه الفروع البشرية بصفة دائمة
من أجل تحقيق الحلم .. حلم الثروة ..
لم يتردد أحد من السامعين فى خوض هذه المغامرة و قرر أن يشارك مازن و يبتاع باقة الخمسة ألاف جنيه و هذا العرض ليس قدر أستطاعته لكنه سيحاول تدبير مبلغاً يضاف على ما أدخره ليجمع معه خمسة ألاف جنيهاً يبدأ بهم مع أصدقائه بينما قرر سعيد و جو الأشتراك فى باقة العشرون ألف جنيهاً !
عبر لهم حازم أنها بداية موفقة لكنه أعتذر لهم و ذكر لهم أنه مرهق و لن يتحمل ضغوط القيادة داخل شوارع القاهرة المتكدسة بالسيارات و المارة لا سيما و أنه بحاجة لقسطاً من الراحة بعد عناء السفر و وعدهم بالتنزه فى وقت قريب بالسيارة فى الموعد الذى سيتسلم منهم المبالغ المالية ليضمهم فى فريقه التسويقى و يسلمهم عروض الباقات التى سيشتركوا بها ثم يحتفلوا جميعاً ..
غادر حازم تاركاً أصدقائه سابحون فى بحور أحلام الثراء و عاد لمنزله فوجد زوجته نسمة فى أنتظاره و تبدو علامات الغضب على قسمات وجهها ..
ألقى عليها حازم السلام فرحبت به نسمة فى أنفعال , كانت فى أغلب الأحيان ردود أفعال نسمة على نقيض أسمها تماماً .. كانت الغيرة وراء غضبها من حازم هذه المرة لأنه فضل أصدقائه عليها و ألتقى بهم أولاً فقام حازم بتصحيح سوء التفاهم و أكد لها أنها كانت مقابلة عمل و سرد لها ما حدث معه فى فندق الأسكندرية ليثبت لها أنه يشاركها الأحداث لكن تجدد غضبها و بررت ذلك بأنه يزعم أنه يشاركها لكن بعد أن أنهى الأمر دون علمها و أتخذ قراره منفرداً فبرر هو ذلك بأن الأحداث جائت متتالية و سريعة كما أن الفرصة لم تسنح لهما ليلتقيا و يقص عليها ما يدور أولاً بأول و ذلك لأنشغالها فى عملها المتقلب المواعيد فهى دكتورة نساء و توليد و هذا يجعل من لقائهما فرصة نادرة قلما ما تحدث ..
أستائت نسمة لجواب حازم و أخبرته أن عليها الأنصراف حتى لا تتأخر على موعدها بالمستشفى التى تعمل بها فأبتسم حازم فى سخرية لتحقق صحة كلامه فأثار غضبها كالمعتاد ثم أتجه مسرعاً لغرفته ليخلد للنوم و ليخمد نيران خناقة زوجية تكاد أن تشتعل ..
*********************************
أتصل نضال بعم جابر فكان متواجداً فى المقهى فذهب له ليقص عليه ما حدث معه من باب التقدير فقد كان عم جابر شغوفاً لأن يرى نضال فى أفضل حال لذلك كان مهتماً بمتابعة أخباره للتدخل و تقديم النصيحة له أن لزم الأمر ..
كان نضال يبادل عم جابر نفس الشعور الطيب فبادر بمقابلته لأنه كان يود أن يشاركه الأحداث و يسمع وجهة نظره فيما حدث ..
نظر عم جابر للموضوع من منظور نضال الذى لخص له الأمر فى أنه متعلق بقدر الأجتهاد و العمل يكون تحقيق النجاح و حصد الأموال الطائلة لذلك لم يمانع عم جابر و قد أخبر نضال أنه لا يفقه شيئاً فى أمور الأنترنت لكنه أستوعب أن هناك خيراً فيما يحدثه فيه نضال بدليل السيارة الفخمة و حالة نضال المنتعشة و التى لم يره عم جابر عليها منذ زمن طويل و حديثه المفعم بالأمل فأدلى عم جابر بسعادته لنضال لخوضه هذه المغامرة
و التى تسببت فى عودته للأنخراط فى الحياة مرة أخرى ..
عاد نضال لفيلته و بدأ فى متابعة التطورات على الشبكة العنكبوتية فوجد رسالة على جروب مثلث القادة على الواتس من حازم تفيد أن مارك قد نشر أعلانات ممولة لهم عبارة عن بوست فيه صورة لكل واحداً منهم مع سيارته و بعض العبارات التحفيزية لمشاهدى هذه البوستات مضمونها أن الانضمام للعمل بفريق شركة الأخطبوط يتيح لك الحصول على سيارة كهذه فى غضون أسابيع !!
هذا كنوع من الدعاية التسويقية و التى تفيدهم فى مهمتهم .. هذه الرسالة قد أوحت لنضال بفكرة ذكية فقد قرر تشيير هذا البوست فى جروب يشترك فيه منذ فترة زمنية طويلة و كان يتابع بوستاته فى سلبية تامة دون أن يشارك و لو لمرة واحدة فيه .. عندما قرر نضال المشاركة فى الجروب كان بتشيير بوست خاص به دفعة واحدة و ليس حتى مجرد مشاركة بكتابة تعليق سطحى على بوست عابر فى الجروب هذا الجروب و الذى يحمل أسم ( جروب أهالى قرى أبيس الريفية ) , فهو يقطن فى واحدة من هذه القرى و من ضمن موضوعات الجروب يتناول الأمور التى تخص قريته و عليه فهو على يقين أن عدد كبير من أهالى منطقته منضمون لهذا الجروب و هذا يتيح لهم الفرصة لأن يشاهدوا البوست التسويقى له و هذا بدوره يسهل عليه التواصل معهم ألكترونياً و أنتقاء من يناسب لشغل الدور الذى سيكلف به ليتمكن من القيام به دون الخوض فى مناقاشات و مجادلات لن تنتهى على أرض الواقع و هو لا يحبذ ذلك ..
بالفعل كانت فكرة صائبة من نضال فقد تأهبت حواس و حماس أحد المتابعين على الجروب و الذى تواصل مع عم جابر و طلب منه أن يرتب موعد مع نضال لمقابلته فرفض عم جابر و لكن ألح الشخص فطلب منه عم جابر أن يمهله غفوة من الوقت و قام بالأتصال بنضال و أخبره لكنه تعجب من جواب نضال فقد وافق على مقابلة سيد عصفورة فى مقهى عم جابر بعد أن شاهد سيد البوست الذى قام نضال بتشييره فى الجروب الذى يضم عدد ضخم من أهالى القرى الريفية فى مدينة الأسكندرية ..
قابل نضال سيد فى حضور عم جابر و كان واضحاً على سيد أنه لاهثاً وراء أى مصلحة تدر عليه أموالاً لذلك وقع فريسة سهلة و طلب من نضال أن يضعه على أول الطريق الذى تمطر فيه السماء بالوريقات النقدية .. شرح له نضال فكرة العمل بكيان الأخطبوط و أعطى له نبذة عن باقات الأشتراك فأختار سيد باقة الخمسة عشر ألاف جنيه و أن غداً سيكون المبلغ جاهزاً و سينتظر نضال على مقهى عم جابر ليأخذهم منه و يضمه لفريق العمل .. هنا أخبر نضال عم جابر أن أى مقابلات عمل كهذه و التى تخص أهالى منطقته ستكون على مقهى اللؤلؤة , كنوع من المجاملة لعم جابر و الدعم له من خلال تنشيط الحركة على المقهى و الذى بدوره سيؤدى للأقبال على المشروبات المتنوعة التى يقدمها المقهى ..
***********************
أكتفيت فريدة بتشيير البوست التحفيزى لها برفقة سيارتها على حسابها الخاص على فيس بوك و الذى أصبح يتابعه الألاف بعد أنتشار فيديو العايق على نطاق واسع مما أدى لتلقيها مئات الرسائل من راغبى الأستفسار عن حيثيات شركة الأخطبوط فضاق بها الوضع و بدأت تستشعر الأزمة أنها لم تملك من الوقت ما يكفى لتجيب على كل هذه الأستفسارات لكل هؤلاء السائلين .. أرشدتها ماسة أنه لا مفر من ظهورها لايف فى فيديو تشرح فيه ما يُشبع الفضول العام المحيط بالأعلان لتوفر وقت و مجهود كبيران ستستهلكهما فى الأجابة على كل هذه الرسائل لكن رفضت فريدة و مانعت فحاولت ماسة جاهدة أقناعها و ترفض فريدة حتى أتفقا بصعوبة فى نهاية المطاف على أن تسجل فريدة الفيديو أولاً ثم تقوم بمراجعته و منتجته ثم رفعه على صفحتها ليجيب على كل الأستفسارات التى طرحت عليها بخصوص تحقيق النجاح مثلها و حصد النقود الوفيرة من خلال عمل غير تقليدى و بدون قيود مدراء العمل المريرة و الذى يتحقق من خلال الألتحاق بفريق عمل الشركة ..
و خاضت ماسة حرباً أخرى مع فريدة لتقنعها برغبتها فى أنضمامها لفريق فريدة و مكاتفتها فيما تنوى عليه لكن فريدة رفضت و أخبرتها أنها لا تعقد نية الأستمرارية بالشركة و أنها تتخذها كمحطة و مرحلة معينة وستتجاوزها فلا تحبذ أن ترحل و تغرز صديقتها و تتخلى عنها مستقبلاً ..
أصرت ماسة و أخبرت فريدة أن لا تحاول أن تثنى عزمها عن ما قررت و أخبرت فريدة أنها ستكاتفها خطوة بخطوة و لن تتركها بمفردها كما فعلت سابقاً فى مجابهة العايق معها و أقرت بمواجهة المجهول سويا ً..
ما كان على فريدة سوى أن تنصاع لرغبة صديقتها الملحة و هى تعلم مدى نقاء معدنها و تأكدت من مدى العلاقة الوطيدة التى تربطهما ببعضهما و أضافت ماسة و قالت لفريدة أنها ستشترك فى باقة العشرون ألف جنيه و حسمت أختيارها للعرض الذى يشمل أثنان هاتف محمول و شاشة سمارت 42 بوصة لدرجة أنها خططت و أوضحت لفريدة لماذا مالت لهذا العرض و أخبرتها أنه قد أقترب عيد ميلاد أسلام و تنوى أن تهاديه بهاتف محمول موديل The Eye و تهادى والدها العقيد أحمد السويفى الهاتف الأخر .. و بالنسبة للشاشة فقررت لأن تعلقها فى غرفتها و تقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت ما تشاء ..
أبدت فريدة أعجابها بماسة لقدرتها على تحديد أهدافها و ترتيبهم فى رأسها ثم تضع خطة لتكون الألية التى تحقق بها ما خططت له ..
*************************
كانت الأعلانات الأستعراضية الممولة لمثلث القادة لها تأثير السحر للثلاثة فى أجتذاب شريحة عريضة من الناس ينتقون منهم من يجدون فيهم بذور النجاح لضمهم لفرقهم التسويقية كيفما دربهم مارك على الأستراتيجية التى يعملون بها ..
مما ساعد على تألق نجاح فكرة الأعلانات أنها برزت فى أرض خصبة للتنامى و ذلك يرجع لأن لكل من الثلاثة شريحة عريضة من الجمهور تختلف فى كنهها عن الأخرى و بالمناسبة هذا كان من شروط مستر سولى الغير مذكورة فى الأجتماع و التى وجدها قد توفرت فى هذه الشخصيات التى وقعت عليهم الأختيار .. مستر سولى كان يرغب و بشدة لسبب ظاهر أو خفى أن تتوغل منتجاته بين مختلف بيئات المجتمع و طوائفه !
زيارات سولى السابقة لمصر و التى كانت على فترات متقطعة كانت من أجل متابعة الأحوال و مراقبة الوضع و أصطفاء من هو جدير بالمهمة التى كان يخطط لها لكنه لم يقع على أختيارات مقنعة كما أن تجهيزات تأسيس الفرع الثامن فى مصر لم يحين دورها فى هذا التوقيت , عندما حان الوقت و بدأ مستر سولى برحلة البحث الدقيقة محدداً المواصفات المتطلبة فى الشخصيات التى يبحث عنها لتولى مسئولية أدارة مشروعه الجديد رتب له القدر لأن يتعثر فى فريدة و منها لنضال ثم كان لحازم نصيب معهم فوقع الأختيار على الثلاثة و التشبث بهم ..
نظرة مستر سولى كانت صائبة فيما يخص مهارات الثلاثة و قدرتهم على النجاح و هذه النظرة ليست مبنية على فراغ و لكن على أساس راسخ ناتج من خلاصة الخبرة المستمدة من تأسيس سبع فروع للشركة من قبل ..
فكرة نضال أيضاً كانت صائبة عندما شير البوست الأعلانى الخاص به على الجروب الذى يضم أهالى منطقته لأن الأعلان كان له الفضل فى لفت أنتباه عدد كبير من أهالى منطقته و المشتركون فى هذا الجروب لظهور نضال مرة أخرى و فى حال جيد بل و يعرض عليهم مفاتيح النجاح و الثراء !
أحقاقاً للحق كان لسيد عصفورة بعد أن وافق نضال لضمه للفريق الفضل الأكبر فى معرفة جميع أهالى القرية التى ينتمى لها نضال برواية الثراء السريع الذى يحققه الأنضمام لشركة الأخطبوط !!
سيد كان أنشط من مواقع التواصل الأجتماعى فى الوصول و التوغل بين الناس .. كان هذا مبرر قوى لدى نضال لقبول ضم سيد لفريقه لأنه سيسهل عليه مثل هذه الأمور فنضال مقتنع تماماً مثله كمثل عم جابر بأن مثال سيد تلجأ له عندما تريد أن تذيع خبراً فى القرية من أولها لأخرها فى وقت قصير .. فعليك أن تخبره به و تؤكد له أنه سراً و لك أن تخلد للراحة مطمئناً أن جميع ساكنى القرية
من الأنس و غير ذلك سيعلم بأمر الخبر !
كانت الفرصة كبيرة أمام نضال ليختار و ينتقى من العدد الضخم الذى تقدم راغباً فى معرفة تفاصيل الأنضمام و مزايا ذلك .. لقد تحول مقهى عم جابر و كأنه مقر أنتخابى من الأزدحام المستمر و الأستفسارات المتواصلة مما جعل عم جابر يلجأ لفتح مخزن قديم بالعقار و تم تنظيفه و تجهيزه لتخزين بضائع كمخزون يكفى لأحتياجات الأعداد الجديدة الوافدة على المقهى .. هناك من كان يطلب باقة العشرين ألف جنيه و ذلك لما تحققه من عائد مادى كبير و كان عددهم كبير لكن أغلبهم كان لديه ذات المشكلة و هى أن المبلغ غير جاهز كاملاً و يحتاجون مهلة من الوقت لتدبير باقى المبلغ و لكن المشكلة الحقيقية فى عامل الوقت .. لذلك يجب أن يجدوا حلاً سريعاً لكنهم يفشلوا فيرجع نضال لمارك ليستشيره فيخبره مارك أن فى ظروفهم و فى بيئتهم فالحل السهل لهم أن يبيعوا ما يكتنزوه من مشغولات ذهبية لأنهم سيدخلون بقيمتهم مشروع سيمكنهم من أمتلاك جرامات ذهبية أثقل بكثير مما كانت بحوزتهم فلا مانع
من التضحية بجزء منهم أو جميعهم من أجل تحقيق هدف أسمى ..
و عندما طبق نضال كلام مارك لاقى نجاحاً واضحاً فقد تمكن الكثير بعد أن أقتنعوا بكلام نضال من التصرف فى بعض المشغولات الذهبية التى يمتلكوها و دفع قيمتها النقدية للأبتياع من منتجات شركة الأخطبوط لأختيار ما يناسبهم من الباقات ثم يبدأون فى تطبيق نفس ما حدث معهم مع أناس أخرين و تدور العجلة و تتعثر ثم تدور مرة أخرى و هكذا أستمر الحال ..
بدأ وقت نضال ينشغل و يزدحم من كثرة التواصل على مواقع التواصل الأجتماعى و على أرض الواقع و لكن كانت النتائج تستحق المجهود و التعب لأن المقابل المادى كان دائماً مجزياً جداً ..
*************************************
ذهب حازم للمقر الرئيسى للجريدة الألكترونية التى يعمل بها ليحضر أجتماعاً عقده رئيس التحرير و بعد أنتهاء الأجتماع جلس مع زميله المقرب فى العمل زيزو ليشبع فضوله فيما يدور حول دعوته فى فيديو تم تسجيله على قناته للأنضمام لفريق التسويق الألكترونى لشركة الأخطبوط .. فأخبره بجميع التفاصيل فتحفز زيزو و أخبره أنه سيبتاع باقة العشرون ألف جنيهاً ليكون عضو أساسى و فعال فى فريقه , ثم لمح زيزو لحازم عن تطاير بعض الكلمات التى وصلت أليه تفيد بتضجر رئيس التحرير منه لعدم أهتمامه هذه الفترة بالجريدة و عدم تقديم موضوعات و أفكار جديدة و بينما كان زيزو يحذره أتصل رئيس التحرير بحازم و كان يبدو على صوته الضجر و هو يخاطبه هاتفياً و قد طلب منه أن يحضر فى مكتبه فوراً فأجابه حازم أنه سيلبى ..
دخل حازم مكتب الأستاذ عاطف المنزلاوى رئيس التحرير و قد ظهرت تجاعيد الغضب على وجهه , ألقى حازم عليه السلام لكن بدأ المنزلاوى فى توبيخ حازم و أتهامه بالتقصير فى عمله و أنه لا يقدم كل ما لديه للجريدة بل أخذت القناة التى يديرها أغلب وقته و أهتمامه مما يضع حازم فى مشاكل قد تؤدى لفصله من الجريدة و معاقبته لأشتباه جمعه وظيفة أخرى مع عمله , هنا طلب حازم من رئيس تحريره أن يسمح له بالحديث و أكد حازم أنه على دراية بالمحظورات التى يجب على الموظف تجنبها و أنه على علم بالمادة 151 من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية و المادة 81 لسنة 2016 لذلك فهو فى الأساس يحترم المنشأة الصحفية التى يعمل بها و لا يمارس أى عمل أخر داخل الجريدة و لا يزج بأسم الجريدة فيما يخص عمله خارجها فهو يحرص على أن لا يخالف القوانين أو اللوائح و أعتذر لرئيس التحرير عن أنشغاله الفترة السابقة و وعده أنه سيشغل جزئاً كبيراً من تركيزه الفترة المقبلة فيما يفيد عمله داخل الجريدة ..
أنصرف حازم من مكتب عاطف المنزلاوى ثم أنهى بعض الأعمال المتعلقة و غادر مقر الجريدة و كان منكباً على هاتفه للرد على الأستفسارات الألكترونية التى أنهالت عليه بسبب أنتشار الأعلان الممول الخاص به و الرغبة الملحة لدى شريحة كبيرة جداً من الناس لتحقيق الثراء السريع ..
ضمن الرسائل كان هناك ألحاح من أحد الأشخاص فى الأنضمام لفريق العمل لكنه طلب من حازم أن يجد له حلاً مادياً ليشترك فى أحدى الباقات و ينضم لفريقه التسويقى فطلب منه حازم أن يحكى له عن نفسه و أحواله و حياته و أثناء حديثه أمسك حازم بثغرة فى حديث الرجل عندما ذكر لحازم أنه أدخر أخيراً قيمة مبلغ العمرة التى وعد والديه بها هنا أستخدم حازم تعليمات مارك التى علمهم أياها و أستغل صراحة الرجل معه و أقنعه أن يتيح لأحد والديه السفر هذه السنة و باقى المبلغ يبتاع به الباقة التى ستمكنه فى المستقبل القريب من أن يسفر والديه الأثنان للحج و ليس فقط للعمرة و ما كان على الرجل ألا أن يقتنع ليقتنص الحلم الذى يراه سيتحقق من خلال الأنضمام للعمل فى شركة الأخطبوط !!
لم يقتصر الأمر على ذلك بل أقنع حازم امرأة و هى سيدة أرملة تسعى لتجهيز شوار أبنتها و ما أن قبضت الجمعية التى أشتركت بها لشراء مستلزمات زفاف أبنتها حتى دفعتها عن أقتناع بعد أن غسل حازم مخها لشراء أجهزة كهاتف و شاشة موديل The Eye ليست بحاجة أليها لتنضم لفريق الثراء السريع و تتمكن من توفير النقود اللازمة التى تساعدها و تنتشلها من أعباء زواج أبنتها التى لا تنتهى ..
و كما لفريدة قانون و لنضال مبدأ فـ لحازم وجهة نظر
الا وهى : لا مانع من أن تطأ بعض الناس فى طريقك لهدفك ..
وضع حازم هدف الثروة أمام ناظريه و سعى للوصول اليه و تحقيقه دون أن يبالى أنه سيطأ بعض الناس فى طريقه لهدفه و يبدو أن ليس حازم فقط الذى يفعل ذلك فقد سبقه نضال و فعلها على غير عادته و يبدو أن العدوى ستصيب فريدة هى الأخرى ..
**********************
دهاء فريدة ساعدها على تطبيق خطوات ناجحة قد أكتسبتها من التدريبات التسويقية التى تقدمها شركة الأخطبوط و قد تعلمت سيستم العمل بسرعة و هذه الخطوات التى نفذتها فريدة حققت أجتذاب عدد هائل من راغبى الأنضمام لفريقها التسويقى و كانت رحاب فتاة الغزالة و متابعة جيدة لحساب فريدة على الفيس بوك أول من بادرت و أرسلت لفريدة تخبرها أنها معها فى فريقها التسويقى فرحبت فريدة بذلك و كان قدمها خير على فريدة فسرعان ما كونت فريدة هى الأخرى فريقها التسويقى و فريق قوى لأنهم أختاروا الباقات المرتفعة و هذا يعنى عائد مادى كبير و عمولة ضخمة لا سيما و أن فروع فريقها بدأت تترعرع و تتشعب و تكبر مما أشعل ظنونها فى أنها تورطت و قد غرزت قدمها فى اللعبة و لم تحسم قرارها و تغادر الشركة بعد ما كونت فريقها المبدئى المكون من ثمانى أشخاص و قد دربتهم ليصبحوا ثمانى قادة مسئولين عن أجتذاب أعضاء جدد و تدريبهم و من المفترض أن مهمتها بالنسبة لنفسها هكذا قد أنتهت ..
شعرت فريدة أنها تركت نفسها فريسة تسقط بين فكى الطمع .. لكنها بررت لنفسها أنها لا تأخذ هذه النقود الوفيرة من ألاف الدولارات و التى تحققها من العمولات الكبيرة التى تجنيها من موقعها فى كيان الأخطبوط و لكنها تستغل هذه النقود لتلبى بها متطلبات و تقضى ألتزامات من أقساط شقة جاسر و مصاريف دراسته و تدريباته الرياضية و علاج والدتها كما أن لها حق فى أن تجهز نفسها للزواج فالعمر يتقدم بها فلا مانع من وضع متطلباتها فى خطتها مما يجعل رأسها مرفوعاً أمام عريس المستقبل دون أن ينقصها شئ فالنقود تكون فى أغلب الأحيان .. سند و ظهر و أمان !
أذا لا مانع من مد المهلة لبعض الوقت لحين الأنتهاء من تحقيق كل الأهداف المادية ثم لعب ماتش الأعتزال و الأنفصال عن كيان الأخطبوط ..
هكذا أقنعت فريدة نفسها فى حوار ذاتى داخلى دار لمدة دقائق فى لحظات تأمل عميقة و تم العدول عن قرارها لكن بصفة مؤقتة و مدته لحين ميسرة ..
كانت الأمور تسير على ما يرام ألى أن جائت شكوى لفريدة من أحد قادة فريقها أن لديه أكثر من عضو لم يوفق فى جذب أعضاء جدد نظراً للظروف البائسة لراغبى الأنضمام معهم و عندما توغل هذا القائد فى حياتهم الشخصية أكتشف أن ليس معهم من المال ما يكفى حتى لشراء أصغر باقة و باتت حياتهم كحلقات سلسلة متشابكة من ديون و أقساط و ما شابه .. هنا ضربت فريدة على هذا الوتر و أخبرت القائد صاحب الشكوى أن الواضح من حديثه أن هؤلاء الأعضاء لديهم من يرغبون فى الأنضمام لكنهم لا يملكون أى نقود بل يملكون صبراً كبيراً للأنتظام فى أقساط و الألتزام بها .. أخبرته فريدة أن هناك مكاتب تقرض مبالغ مالية مقابل فوائد بسيطة على أجمالى المبلغ و تمضى المقترضون أيصالات أمانة بقيمتها .. أعرض عليهم الذهاب لهذه المكاتب و أقتراض مبلغ سيكون لهم فيما بعد طوق النجاة من غرقهم فى أقساطهم و ديونهم !!
وعدها القائد أنه سينفذ و يقدم لهم هذا الحل و أثنى عليها و طلبت منه أن يكون على تواصل أون لاين معها فوعدها أنه سيفعل ..
********************************
على جروب مثلث القادة كانت المحادثات الكتابية تتوالى من الثلاثة ما بين الفرحة العارمة التى أنتابتهم و لا يستطيعون أخفائها و النابعة من أرصدتهم فى البنوك التى تتزايد و جيوبهم و قد أكتظت بالنقود
فقد تحول وضعهم المادى حرفياً ..
و ما بين تأنيب الضمير و الأحساس بتحمل الوزر لما يرتكبوه من دفع الناس و الزج بهم فى التخلى عن جزء من أنسانيتهم فى بعض المواقف ليتمكنوا من الحصول على المبالغ التى تتيح لهم الألتحاق بكيان الأخطبوط و الأنضمام لفريق العمل لتحقيق أحلامهم ..
لقد أبدوا أستيائهم تجاه الأساليب التى يضطروا للجوء أليها فى أوقات كثيرة للحفاظ على أستقرار الفريق التسويقى و ضمان تغذيته و مراعاته حتى يتنامى و يُجنى ثماره المرجوة .. ذكر لهم حازم أن مارك يخبرهم عندما تنتابهم مثل هذه الطاقة السلبية التى تسيطر عليهم الأن أن يتذكروا أثر النجاح و الرفاهية التى يحققوها و يجب أن يحافظوا عليها و يعلموا أن مصدر رزق الشركة هو النفس البشرية و عندما يتطلب الأمر فيجب تفريغ الناس من بشريتهم و ذلك من خلال مخاطبة أطماع الناس و ليس عقولهم و هذا كفيل على أن يفتح أمامكم الكثير من الأبواب المغلقة !!
كلمات كان لها أثر بالغ فى أحتقان فريدة و نضال من مستر سولى و مارك و من أيدولوجية الشركة كلها !
**************************************
رغم النجاح المميز الذى حققه مثلث القادة بعد مرورهم بكم صعوبات جمة فى تأسيس فرقهم التسويقية و دعم فرقهم و متابعتها و محاولة مراعتها لتكبر أمام أعينهم و كأن بناء فريق تسويقى يبدو كنمو طفل صغير تدريجياً أثر المراعاة و الأهتمام الذى يحظى بهما ..
لكن بدأت بعض الزعزعة تتسلل لفرقهم التسويقية و تصيبها بالخلخلة بسبب فشل بعض الأعضاء من تحقيق ما عليهم من تكليفات و بائت محاولاتهم بالفشل فى أجتذاب أعضاء فعالين لفرقهم مما جعلها تنهار و شعروا أنهم تورطوا و أبتاعوا منتجات لم يكونوا فى حاجة أليها من الأساس كما أنهم يروا أن أمكانياتها أقل من قيمتها المادية و بدأوا فى نشر حالة من البلبلة بين صفوف الفريق و ضربت هذه العدوى فرق القادة الثلاثة و ما كان عليهم سوى أن يبلغوا مارك بتطور الأحداث ..
أستقبل مارك أنزعاجهم فى هدوء مدروس و هدأ من روعهم و هو يبدى أعجابه بحماسهم تجاه الحفاظ على ما تعبوا فى بنائه بمجهوداتهم و أخبرهم أنه سينشر صور من شيكات تسليم العمولات لبعض القادة على مستوى الفروع الثمانية للشركة و هى شيكات بقيمة مالية عالية مدمج بهذه الشيكات صور لأصحابها و المدة التى حققوا فيها قيمة هذه العمولات الضخمة كنوع من التحفيز و التأكيد و برهنة للمتخلخل و ثبات لعزيمة الناجح أن هناك نماذج حقيقية على أرض الواقع قد حولت الحلم لواقع ملموس و الخيال لحقيقة مرئية و علي مثلث القادة نشر صور هذه الشيكات على جميع أعضاء الفرق التسويقية لديهم ..
كما أخبرهم مارك أنه سيقوم بأيجار أحدى القاعات الفخمة فى الأسكندرية لأقامة مؤتمراً و سيتم تصميم الدعاية لذلك و نشرها بين أعضاء الفرق التسويقية , و على مثلث القادة الترويج لهذا المؤتمر الذى سيتم فيه دعوة القادة الناجحين على رأسهم مثلث القادة و الذين تمكنوا من فهم سيستم العمل بكيان الأخطبوط و قاموا بتطبيقه و تحقيق العمولات التى تبدو خيالية لكثير من الأعضاء و غير الأعضاء بفرق عمل الشركة .. هؤلاء القادة حضروا بأنفسهم ليروى كلاً منهم قصة نجاحه للحاضرين و يلخص لهم أهم نقاط تحقيق النجاح .. بعد أن تكسوا شعارات للشركة و منتجاتها جدران القاعة و التى سيتم تجهيزها لمثل هذا الحدث الذى سيتولى تنظيمه طاقم مختص بذلك من قبل الشركة و لتسهيل الدخول عن طريق الحجز مسبقاً و دفع قيمة دعوة المؤتمر عن طريق الأبلكيشنات المختصة بذلك ..
أخبرهم مارك أن هذا المؤتمر الذى سيتم عقده سيكون أنسب رد على خائرى العزم و فاقدى الهمة فأما أن يشحذهم مرة أخرى فيتحمسوا و ينخرطوا فى سيستم العمل و يصبحوا قادرين على العطاء و أما بترهم و فصلهم عن الفرق التسويقية حتى لا يتحولوا لسرطان يصيب باقى صفوف الفرق ..
****************************************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل السابع
7 -
نزل مستر سولى ضيفاً على صديقه رجل الأعمال راغب الشامى لكن هذه المرة كانت فى مكتب راغب الشامى داخل شركته و التى تبدو من الخارج
كصرح أقتصادى كبير و هى بالفعل على هذا القدر ..
رحب به راغب الشامى بحفاوة لا سيما بعد أن أخبره مستر سولى أنه قد أوفى بوعده و جاء ليخبره بأمر مشروعه الذى ينوى تأسيسه فى مصر كما أتفق معه سالفاً , و على ذلك فلم يدخل مستر سولى فارغ اليدين على صديقه السخى فكان يرافقه السائق حاملاً كرتونة تحوى شاشة سمارت 42 بوصة فقدمها مستر سولى كهدية متواضعة لصديقه فنالت أعجاب راغب الشامى و تقديراً لمستر سولى و بناء على رغبته أيضاً قرر راغب الشامى أن يعلق الشاشة موديل The Eye فى مكتبه
و يقوم بتوصيلها لتشغيلها وقت الحاجة أليها ..
كانت الشاشة مدخلاً جيداً لأستعراض نشاط شركة الأخطبوط و عرض فكرة المشروع , كان يصغى راغب الشامى لصديقه سولى و يبدى أندهاشه و يخبر مستر سولى أن هذا ليس الدرب الذى كان يسلكه فيما سبق .. فأخبر سولى صديقه أن لا بد من التجدد و التحور مع متطلبات العصر للأستمرار و ضمان النجاح .. لذلك سلك مستر سولى ....... [المزيد]
: - 8 -
تأسيس مستر سولى للفرع الثامن لشركة الأخطبوط فى مصر كان مبنى على خبرات سابقة و أسس مدروسة و خطوات منظمة فكان اللعب فى هذا الليفل بأحترافية و كأن تأسيس الفروع السابقة بمثابة التدريبات و التأهيل للعب فى الدور النهائى و هو تأسيس الفرع الثامن فى مصر ..
أدى المؤتمر السكندرى النتائج المرجوة منه .. لا يترك مارك تلميذ مستر سولى شيئاً يحدث هباءً , كان يخطط مع مستر سولى لكل شئ لدرجة تفقدهما متعة معايشة اللحظات الراهنة بسبب أدراكهما للسيناريو كامل لما سيحدث , لذلك حقق المؤتمر أقبال كبير و هجوم أستفسارات الكثير ممن حضر المؤتمر أو شاهده أون لاين و هو يتابع القادة وكلاً منهم يستعرض كيفية تحقيق الثراء السريع و ماهى ألية تحقيق المليون جنيه فى أقل من سنة مما أصاب المتابعين بالأنبهار و الرغبة فى ذات اللحظة لتحقيق الحلم الذى يرونه درباً من دروب الخيال ..
سقط الكثير من الأعضاء الفاشلين كأوراق شجر بالية من شجرة التسويق الألكترونى مما أوحى بأنهيار الفرق التسويقية للعديد من القادة المتواجدون فى الفرق التسويقية للقادة الثلاثة للمثلث .. لكن المؤتمر أحرز فارقاً واضحاً فكان داعماً للفرق التسويقية لتغذيته لهم بعدد ضخم من راغبى الأنضمام لحلم الثراء السريع ..
بشكل يبدو نمطى لسولى و مارك تم تكرار تجربة المؤتمر فى أكثر من محافظة منها المحافظات الريفية و أخرى صعيدية و أيضاً الساحلية و توغلت شركة الأخطبوط و مدت أذرعها العديدة لتتوغل و تتشعب فى كل مكان مما أدى لأن يكون الأقبال من مختلف الثقافات و المستويات مما يحقق أحد أهداف الشركة الأساسية و يحقق النجاح أيضاً لهدف الشركة الجلى و هو دعم كيان الشركة من خلال أمدادها بأعضاء جدد ليعوضوا الأماكن الخالية التى أفتعلها الأعضاء الفاشلين الراحلين ..
و يضخوا عدداً للفرق ينشط الدورة التسويقية لجسد الشركة ..
بجانب المؤتمرات كان يقوم بعض القادة الناجحين و الذين يمتلكون أعداداً هائلة من الأعضاء الفعالين فى فرقهم بتسجيل فيديوهات تحفيزية عن كيفية النجاح و أساليب تحقيقه
و نماذج واقعية لمن نجحوا فى تحقيق الحلم و كان لذلك أثر أيجابى واضح بعد رفع هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الأجتماعى و تداولها .. لم يتكاسل أيضاً مثلث القادة عن تشيير بوستات أيجابية بأستمرار عن تطوير الذات و لذة طعم النجاح و كيفية تنفيذ ذلك عن طريق المرور
خلال البوابة السحرية .. بوابة كيان الأخطبوط لتحقيق الأحلام ..
كان لكل ذلك الفضل فى أن تترسخ جذور الشجرة التسويقية للفرع الثامن و ترعرت فروعها بعد أن كادت الشجرة أن تسقط على رأس من غرسوها ..
نجح بالفعل نضال و حازم و فريدة فى أن يحقق كلاً منهم حلم المليون جنيهاً فى فترة وجيزة ليس فقط ذلك بل طمحوا و طمعوا فى تحقيق المليون الثانى و فعلوها و تقمصت الملايين دور النداهة و ظلت تنده على راغبيها من قادة المثلث و القادة فى فرقهم و تسحبهم الى جوف المجهول ..
*****************************************
الغضب .. الطمع .. الشهوة ..
أذا لم يتوفر بداخل كل بشرى ديمر التحكم في هذه الغرائز كديمر الأضاءة فقد سلم نفسه للهلاك ..
عندما سلم طارق العايق نفسه لغريزة الشهوة سالفاً لأن تتملكه و تقوده
كانت النتيجة أنها ساقته فى النهاية للهلاك ..
كذلك فريدة و نضال و حازم سلموا أنفسهم لغريزة الطمع .. فهل الديمر الأنسانى بداخلهم مازال يعمل أم أصابه التلف ؟! هل سيكون مصيرهم كمصير العايق أم سيتمكنوا من تدارك العطل الذى أصاب الديمرات الخاصة بغرائزهم ؟!
بين الحين و الأخر كان ينتاب مثلث القادة نوبات من الشرود حول أستيائهم من الوضع العام لا سيما بعد أن بدأوا يشعرون بعد أحرازهم المليون الثالث بأكتفائهم المادى الى حد كبير !
لقد رضخوا لفكرة شركة الأخطبوط و أنصاعوا لنظامها و مشوا فى هداها بعد أن أمطرت عليهم سماء الأحلام بالخير الوفير و المال الغزير كان هذا على حساب بضعة تضحيات فى بعض أفكارهم و مبادئهم و تنحى أنسانيتهم جانباً فى أجازة مؤقتة على أعتقاد منهم أن كل شئ سيعود على ما يرام مرة أخرى ..
على صعيد أخر فقد لجأ بعض المتضررين من الأنضمام لكيان الأخطبوط من الطبقة المعتدلة فكرياً و توجهوا لجهاز حماية المستهلك بحجة أبتياعهم منتجات أمكانياتها أقل من قيمتها المادية كما أنهم ليسوا فى حاجة أليها و عرضوا على المسئولين فى الجهاز نموذجاً من العقد الألكترونى المحرر بينهم و بين الشركة ظناً منهم أنها ورقة قانونية تأمنهم !
و فعلوا ذلك بعد فشلهم فى أجتذاب أعضاء جدد و ضمهم لفرقهم التسويقية و عدم تمكنهم من تحقيق عمولات مرتفعة فشعروا أنهم بذلك تم النصب عليهم و قد ضاعت نقودهم التى ألقوا بها فى أبتياع باقات الشركة المتنوعة ..
لكن بكل حسم أقر كل من أطلع على نموذج العقد الألكترونى
أنه يدينهم و لا يدين الشركة فى شئ !
لقد مضوا فى كامل وعيهم على هذا العقد الهزلى الغير معترف به قانونياً أنهم أبتاعوا المنتجات المذكورة فى العقد بهذه القيمة المادية و قد أستلموها بالفعل و ذلك بمحض أرادتهم كما يتضمن العقد بند يفيد أنضمامهم لفريق عمل شركة الأخطبوط لكن هذا لا يطور من الأمر فى شئ ..
أكد لهم المسئولين بجهاز حماية المستهلك أن ليس بأمكانهم أتخاذ أى أجراء فى مثل حالتهم لأن لا يوجد أى مسألة قانونية على الشركة لكنهم ألقوا على هذه المجموعة الشاكية بوابل من اللوم و التوبيخ على أنجرافهم خلف أطماعهم و سقوطهم فريسة سهلة المضغ لمحترفى النصب الشبكى .. ثم طلب المسئولين نسخة من هذا العقد الألكترونى ليحتفظوا به لحين أستخدامه ..
كانت هناك محاولات شتى من الفاشلين و المفصولين من شركة الأخطبوط منها محاولات مماثلة للذهاب لجهاز حماية المستهلك و منها محاولات أخرى لمجموعات عديدة ذهبت لأقسام الشرطة لتحرير محاضر فى شركة الأخطبوط و القادة الذين ورطوهم فى الأنضمام لكيان الأخطبوط .. لكن تأتى النتائج مماثلة و يخبر الضباط مقدمى البلاغات أن موقف الشركة القانونى سليم جداً فلها سجل تجارى و بطاقة ضريبية و تم أنضمامهم برغبتهم للشركة و ما حدث معهم جوابه : أن القانون لا يحمى المغفلين و الطماعين !!
و هناك مجموعة من المنشقين الفاشلين قد أكتفوا بالدعاء و الحسبنة على الشركة و أثروا الصمت و عدم الذهاب لأى جهة مسئولة لأنهم يعلمون أنه سيكون دون فائدة و سيقعون فى مواقف محرجة و يعرضون أنفسهم للتنمر و وصمهم بالمغفلين ..
و هناك مجموعة من فئة المعتدلين فكرياً قررت الأنتقام على طريقتهم الخاصة من خلال أنشاء جروبات و صفحات ألكترونية تشين و تدين كيان الأخطبوط و تصفه بأنه الكذبة الكبيرة و الوهم الأعظم و يحذرون الناس من أن يسقطون فى مصيدة الأخطبوط و قاموا بتشيير بوستات و تسجيل فيديوهات كلها تحذيرية بغرض الأساءة لسمعة الشركة لتوعية المواطنين لأنتباههم لمثل هذه الشركات و ما تفعله من غسيل للعقول و سلب ما فى الجيوب و قد أنضم لهذه الجروبات و هذه الصفحات عدد هائل من المتضررين من شركة الأخطبوط و ممن كان ينوى الأنضمام لفرق الأخطبوط لكنه تعثر أولاً فى هذه الجبهة المضادة التحذيرية ..
لقد أحدثت هذه الجروبات و الصفحات المعادية لشركة الأخطبوط أثرأً سيئاً مدوياً ألقى بظلاله على كثير من رواد المواقع الخاصة بالتسويق الألكترونى و المتابعين داخل نطاق هذه الأحداث ..
و عليه كان لا بد من أتخاذ موقف فورى من مثلث القادة و عدد من القادة الناجحين و رد فعل على نفس المنوال و بنفس السلاح الذى تمت محاربتهم به .. تم تكثيف تسجيل الفيديوهات التحفيزية لقصص متعددة لأعضاء نجحوا و أصبحوا قادة و حققوا حلم المليون جنيهاً و أليات تحقيق ذلك و مفاتيح النجاح التى عند أتباعها فلا نسبة للفشل لتحقيق المراد و لا يخلو كل فيديو من هذه الفيديوهات الملهمة للنجاح من تلميحات أن الشجرة المثمرة لا بد من قذفها بالحجارة من قبل الفاشلين الذين يريدون تحقيق الحلم على عجلة دون أن يبذلوا أى مجهود كما فعل الناجحون من تحقيق أهدافهم كاملة و لكن بعد كفاح مضنى تحملوه و قد نجحوا فى نهاية المطاف .. و تم أيضاً تكثيف تشيير البوستات الأيجابية و أصبحت بصفة يومية فبدأت الحرب و أشتعلت و لابد من الكد و العمل للحفاظ على الفرق التسويقية و التى أصبح لها الفضل فى أن تضخ عمولات بأرقاماً ضخمة للكثير من قادة الفرق التسويقية .. على الجانب الأخر كانت تجتذب الصفحات المضادة الضحايا الجدد و تسجل لهم و ترفع الفيديوهات فكان المواطن البسيط الذى يرغب فى الأنضمام لهذه المنظومة ليصبح واحداً من أصحاب الملايين كما يشاهد تعصف به الحيرة و التخبط من الأمر فلا يعلم أين الحقيقة فمنهم من يتعظ من هذه الصفحات الهجومية و يرهب الأقدام و خوض التجربة و منهم من يقرر أن يخوض المغامرة ليحكم بنفسه و يلقى بنفسه فى أحضان التجربة .. أستمر الصراع و رغم تأثير هذه الجبهة المضادة على سير العمل بكيان الأخطبوط ألا أن القادة الناجحين أستمروا فى حربهم و نجحوا فى ضم أعداد جديدة هائلة أكبر من المنشقين عنهم و صمدوا و نجحوا و أكملوا مسيرتهم التسويقية رغم العوائق و العواقب التى لم تنتهى و لكنهم تمكنوا من تجاوزها و سحقها ..
**********************************************
عندما تراكمت البلاغات فى أقسام الشرطة عن تعرض مواطنين لعمليات نصب أثر التسويق الشبكى لأكثر من شركة تسويق ألكترونى تقوم بأمتصاص ما فى جيوب المواطنين و كذلك تكررت الشكاوى فى جهاز حماية المستهلك فى ذات الموضوع فقد عزم أحد النائبين عن واحدة من المناطق السكنية التى تعرض فيها مجموعة كبيرة للنصب الألكترونى بعد أن طلبوا مقابلته و هو النائب الأنتخابى عن دائرتهم و توسلوا له لأن يساعدهم لوقف مثل هذه المهازل التى تحدث دون تجريمها و دون أن تتمكن جهة قانونية من أيقافها !!
و عليه فقد قرر هذا النائب طرح هذه القضية فى مجلس النواب لمناقشتها و محاولة أيجاد حلول أو أقرار قانون لتجريم النصب الألكترونى ليكون
أول قانون يحمى المغفلين !!
***************************************
على المقهى القريب من منزل فريدة كان يجلس طارق العايق و لكن هذه المرة لم يكن بمفرده بل بصحبة أصدقاء السوء طأش و حرنوش و اللذان كانا معه فى شقته يوم أن كان يتزين قبل النزول للذهاب ليلقى مصيره فى
محل - وشم و رسم -
فى هذه المرة كان العايق قد أصبح على دراية تامة بمعظم مواعيد ذهاب و أياب فريدة لمنزلها و قد صح توقعه و نزلت فريدة أمام ناظريه من منزلها متجهة لسيارتها لتتولى قيادتها و تتجه لمقصدها ..
كان الوقت مناسب للعايق لأن يتبعها فى هذا التوقيت المسائى يلازمه طأش و حرنوش .. أستقلوا سيارة كانت تقف بجوار المقهى و قد وفروها لمثل هذه المهمة كما أحضر العايق معه زجاجة ممتلئة بماء النار لغرض ما فى نفسه ..
ما أن تحركت سيارة فريدة و هى بداخلها حتى تحركت السيارة المأجورة خلفها بداخلها العايق و رفاقه ..
************************************
لم يمنع ظهور عيب خلقى فى رحم نسمة و الذى تسبب فى حرمانها من الحمل و أن تصبح أم من أستمرار العلاقة بين حازم و نسمة
على نفس درجة الحب التى بدأوا عليها و ذلك فى السنوات الأولى لزواجهما ..
لكن سُنة الحياة من ضغوطات العمل اليومية و الأحداث الروتينية أصاب الحياة الزوجية بين الأثنان بالفتور و مما ساعد على ضرب أساس الترابط الأسرى أن ليس هناك أطفال ليدعموا الرباط بينهما كما أن ظروف عملهما كانت تجعلهما يقضيان أياماً لم يلتقيا ببعضهما !!
نسمة لا تعلم شيئاً عن حازم منذ الفترة القريبة الماضية , فهى لا تعلم أن حازم قدم أستقالته فى الجريدة و تركها !
و ذلك بعد التحذير العنيف الثانى الذى وجهه له عاطف المنزلاوى رئيس التحرير فلم يتقبله حازم و هو فى الواقع الجديد لم يكن بحاجة لعمله فى الجريدة و أصبح فى غنى عن العمل تحت تعنت و تحكم مدراء العمل ..
أستقل حازم بحياته المهنية و لكن يبدو أنه لم يكتفى بذلك فقد بدأ يستقل بحياته الشخصية أيضاً بعد أن تأقلم على قضاء حياة زوجية تقريباً من طرف واحد ..
أصبح حازم حراً يشعر أنه تحرر من كل القيود فجأة و قرر أن يمارس الرذيلة مع الفتيات الجميلات اللواتى يقعن فى طريقه و كان يصدهن فيما سبق لكنه قرر مواربة باب المتعة و يتصيد منهن من تشتهى له نفسه ..
كان حازم فى شقته القديمة مقر تجمعه مع أصدقائه و لكنه ليس مع أصدقائه هذه المرة .. هو برفقة فتاة ليل ممشوقة القوام أحتقانها جنسياً يطفح على تصرفاتها كانت تبادله تدخين سجائر الحشيش دون توقف .. راقت له أكثر بعد ما دخن الكثير من مخدر الحشيش و الذى له الفضل فى أن يقوم بدور فاتح للشهية الجنسية و هذا من سماته حيث يقوم الحشيش بتزويد فلتر نسائى بأعين المحششين يجعلهم يرون النساء بعد التعاطى أشهى كثيراً مما قبله !
تأججت نشوته الجنسية فجذب الغانية من خصرها فألتصقا جسميهما و بدأ حازم فى وصلة من القبلات و هو يجتذب شفتها العليا تارة بين شفتيه و تارة شفتها السفلى و يعض عليهما و بدأت الأنسيابية تصيب جسديهما و ما أن دخلا فى حالة الأندماج العاطفى حتى رن هاتف حازم الذى نسى أن يضعه
على الوضع الصامت , تجاهل حازم الرنين و كأنه لايسمعه على أمل أن يصمت الهاتف بعد الأتصال الأول لكن لم يحدث ذلك فلم يصمت الهاتف و لم يمل المتصل و عاود الهاتف الرنين فى ألحاح مما أرغم حازم على تناول هاتفه فوجد سعيد هو المتصل المزعج فظن أنه يتصل به ليسهر معه فى الشقة فحاول أن يهمل أتصاله و شرع فى ضبط الهاتف على الوضع الصامت لكن عاود سعيد الأتصال بينما حازم يغير وضع الهاتف فلمس أصبعه رمز السماعة الخضراء بالخطأ ففتح المكالمة و بدأت على دون رغبة من حازم ..
رد حازم على سعيد فى أستياء و أقتضاب لكن تحدث سعيد فى هلع و بدا على صوته الأنزعاج مما أفزع حازم فصرخ فيه و سأله ما الأمر فأجابه سعيد فى أسى و أخبره أن مازن تعرض لحادث قتل فصُعق حازم و طلب منه أن يشرح له كيف حدث ذلك فأخبره سعيد أن بعد هجوم مجموعة من الأشخاص عليه حسب رواية شهود العيان و أنهالوا عليه بالضرب المبرح قام أحدهم و كان ممسكاً بمطوة قرن غزال طعنه بها فأخترقت طبقات بطنه و أستقرت بأحشائه ثم سقط بعدها مغشياً عليه و تم نقله لمستشفى خاص و التى تعمل بها الدكتورة نسمة زوجته و بما أنها تعرفت عليه فقد تولت أحتجازه فى قسم الطوارئ و قامت بتوصية الأطباء المختصين لمتابعة حالته الصحية و محاولة أنقاذه قدر أستطاعتهم و هم يقومون الأن بأجراء ما يمكن فعله و أخبره سعيد أنه ينتظر مع جوزيف فى صالة الأنتظار يتضرعون الى الله
بالدعاء لأن يبقيه على قيد الحياة نظراً لخطورة حالته الصحية ..
لملم حازم أشيائه فى عجلة و قد أصابه الذعر و الهلع .. سألته الغانية عن سبب تخبطه فقام بطردها ثم توجه كالمجنون الى المستشفى راجياً من الله أن يمد فى عمر صديقه مازن و لا يحرمه من لقائه به مرة أخرى ..
************************************************
كانت فريدة تقود سيارتها فى أنسجام تام و هى تستمع للموسيقى المحببة لها كانت على طريق المحمودية الجديد بعد أن تحول الطريق ليشبه الطريق الدولى أو الطرق السريعة الممهدة للسفر .. بينما هى تقود على سرعة متوسطة و الطريق مفتوح أمامها و شاسع و شبه خالى من السيارات لكنها وجدت سيارة ملاكى تزاحمها السير فى محاولة لتضييق الطريق عليها مما أجبرها على التهدئة ثم أيقاف سيارتها !
تسلل الذعر لقلب فريدة و قد تشبثت بالصاعق الكهربائى التى أخرجته من حقيبتها و هى تحاول أستيعاب الموقف .. نزل شابان من السيارة لكن لا يبدو الأجرام على مظهرهما كانت برفقتهما امرأة سمراء البشرة ممتلئة بعض الشئ ملفوفة فى عباية سوداء اللون تبدو ملامحها غليظة و توحى طلتها للوهلة الأولى و كأنها ساحرة ملعونة !
أقتحم الشابان السيارة على فريدة والتى بدورها أغلقت السنتر لوك للسيارة ورفعت زجاج الأبواب فأقتربت المرأة المسترجلة و قربت وجهها حتى كاد أن يلتصق بزجاج النافذة مما أصاب فريدة بالذعر أكثر و أرتعدت فرائصها أثر الرعب الذى تمر به دون أن تجد تفسيراً لما يحدث معها !
كان يتابع المشهد من قبل تصاعده العايق فى السيارة و التى كانت تتبع سيارة فريدة و قد عبأها دخان الحشيش المتصاعد من السجائر الملفوفة التى يتعاطوها .. لكنه تفاجأ بحدوث تطورات فى الخطة لم تكن فى حساباتهم .. لقد توقف فى تخفى هو و رفاقه عن قرب من دائرة الأحداث بمثابة التعدى على سيارة فريدة و أجبارها على أيقاف سيارتها .. كان العايق و طأش و حرنوش يراقبون الوضع حتى يصدر لهم العايق تعليمات بالتدخل و كيفية التدخل ..
أشتد الحصار على فريدة فى محاولة لأرهابها من الثلاثة حتى حاول أحدهم تهشيم زجاج الباب الأمامى المجاور لفريدة لأجبارها على النزول و هى تصرخ فيهم لأن يبتعدوا عنها و هى تظن معرفتها بهذان الشابان لكن رهبة الموقف تفقدها تركيزها .. كانت محاولات بائسة منها للمقاومة فتمت المواجهة و هجمت المرأة الشنقيطة على فريدة لكن تمكنت الأخيرة من دس الصاعق الكهربائى فى صدرها من الرعب فأرتجفت المرأة و سقطت أرضاً فحاول الشابان التعدى على فريدة و هنا قد صدرت التعليمات من العايق فكانوا فى ثوان معدودة فى مركز دائرة الأحداث و قد تمكنوا من السيطرة على الشابان فأنتابت فريدة مزيج من المشاعر المتنوعة مشاعر الرعب و الدهشة و الفرحة !
أعتدى العايق و رفاقه على الشابان و طلب العايق منهما أن يخبروهم من هما و ماذا يبغون من فريدة ولماذا أعتدوا عليها ؟
كانت فريدة أكثر تحفزاً لسماع أجابتهما و التى جائت صادمة لفريدة .. لقد فعلوا ذلك بداعى الأنتقام منها لأنها السبب فى أستدراجهم و أقناعهم بالأنضمام لفريقها التسويقى من أجل تحقيق حلم المليون جنيه و لكنهم أكتشفوا فى النهاية أن هذا الحلم ما هو الا وهم كبير لذلك قرروا الأنتقام من فريدة و تأديبها من خلال أذاقتها علقة موت على يد هذه المرأة التى صعقتها كهربائياً !
غضبت فريدة لأنحرافهما الفكرى و صرخت فيهما و قالت لهما أنهما فاشلان و غبيان و ليس من حقهما أن يعتديا عليها فهى لم تجبرهما على شئ لقد ألح كلاهما عليها لتقبلهما فى فريقها و كانا متكاسلان و يظنان أن
حلم المليون سيتحقق بمجرد التمنى دون كد أو تعب !!
ثم أذاق العايق و رفاقه الشابان علقة موت أثر أنفجار فريدة فيهما كانت كفيلة لأن تصرف الشياطين من رأسهما و أن يحملان هذه الشيطانة التى أحضروها معهما و يكوموها فى سيارتهما و كانا يجران أقدامهم فى وهن
و دخلا السيارة ثم هرولا بها من المكان ..
أختفى الشابان بسيارتهما و قد أبتلعهما الظلام و لم يتبق فى المكان غير فريدة و التى أصبحت فى مواجهة العايق و رفاقه ..
أستمر الصمت للحظات مع تبادل النظرات بين فريدة و العايق و تبادلا أيضاً الحوار ولكنه كان حوار ذهنى صامت .. كسرت فريدة حاجز الصمت و التوتر و أبدت أمتنانها للعايق و رفاقه لموقفهم الشهم و ظهورهم فى الوقت المناسب ..
طلب منها العايق أن توجه الشكر فيما بعد للشابان الهاربان و أكد لها أن ظهورهم لم يكن بمحض الصدفة و لكنها صدقت
حقاً بخصوص الوقت المناسب لحسن حظها !
عقدت فريدة حاجبيها و أصاب ملامحها طلاسم الغموض فى حين أحضر حرنوش زجاجة ماء النار من السيارة و ناولها للعايق أمام نظرات فريدة و قد أستشعرت بما تحويه هذه الزجاجة فحاولت الدفاع عن نفسها برفع الصاعق فى وجههم و قد أرتعدت فرائصها من الرعب بما يكفى فى هذا اليوم ..
طمأنها العايق و أكد لها أنه لن يؤذيها رغم أنه تتبعها خصيصاً لتنفيذ ذلك .. لكن بعد أن قام بحمايتها و التصدى للأعتداء عليها تبدد لديه دافع تشويه وجهها و لطمأنتها قام بسكب محتوى الزجاجة على جانب الطريق فنظرت فريدة و هى تتابع فى ذهول ما يفعله ماء النار و هو يذيب كل ما يصل أليه و حمدت الله فى سرها حمداً كثيراًعلى أن هذا السائل لم يلمس جلدها و أثنت على العايق كثيراً لتصديه للشابان و تخليه عن ما كان ينويه فقبل العايق ثنائها و طلب منها
أن تلجأ له فى حين تعرضها لأى تهديدات مستقبلية من قبل هؤلاء الفاشلين أو أمثالهم و أن تعتبره بمثابة صديقاً لها أن قبلت ذلك
فأضطرت فريدة لمجاملته و قالت له بالطبع ثم غادرت موقع الحدث ..
**************************
ترك حازم رسالة حزينة على جروب مثلث القادة تفيد أنه مشغول فى الفترة الراهنة لملازمته لصديقه مازن فى المستشفى الخاص و قد أصبح مازن نزيل بها نتيجة الحادث الذى تعرض له و دخل على أثره فى غيبوبة لا يعلم الأطباء متى سيفيق منها هذا أن ُكتبت له النجاة ..
ما أن قرأ نضال الرسالة حتى قام بالأتصال بحازم لمواساته لكن وجده نضال فى حالة يرثى لها و كان يتحدث و هو محطم الأعصاب حزناً على صديقه .. فأخبره نضال أنه سينتقل له ليكون بجانبه لمؤازرته فى محنته و يقدم له العون قدر أستطاعته فرفض حازم حتى لا يتكبد نضال عناء السفر لكن أصر نضال ..
لم يكتف نضال بذلك بل أتصل بفريدة و أخبرها حتى تتصل بحازم لمواساته بحكم رباط العمل الذى يجمع شملهم لكنه تفاجأ بطلبها .. لقد طلبت منه فريدة أن ترافقه السفر و يذهبان سوياً لتقضية الواجب !
كما طلبت منه فريدة أن كلاً منهما يسافر بسيارته و ستتبعه على الطريق .. عرض عليها نضال أنه لا داعى لسيارتين و واحدة تكفى لقضاء الغرض كانت هذه رغبة فريدة أيضاً على ما يبدو لكنها لم تجرؤ على أبداء ذلك و تمنعت فى بادئ الأمر لكن دون تعصب حتى وافقته على السفر بسيارته ..
قاد نضال سيارته و بجواره فريدة .. طال الصمت فترة و هما على الطريق الصحراوى نظراً لطبيعة شخصيتهما و التى تميل للصمت أكثر , لكن بحكم طباع الأناث قررت أن تتحدث فريدة و تكسر جو السكون لأشغال الوقت و لأشباع فضولها فسألت نضال عن عمق علاقته بحازم و التى لاحظتها يوم الأجتماع الأول و لم يخبرها بمعرفته بحازم فى عيد الميلاد و صارحته أن هذا قد أثار شكوكها ..
ضحك نضال على غير عادته و قد خطف نظرة لها و هو يقود فغضبت فريدة لضحكة نضال و هى تسأله فى أنفعال عن ما يضحك فى كلامها ؟!
فأجابها أنه تعرف على حازم يوم الأجتماع قبل مجيئها بدقائق و لم يسبق له معرفته حتى ذكره حازم و أخبره بعكس ذلك و أنه أجرى معه حواراً صحفياً يوم فوزه بلقب بطل الجمهورية و لهذا كان الفضل فى التألف الذى رأتهم عليه عند مجيئها ثم أبدى أندهاشه لأنها لم تسأله طوال الفترة السابقة
و سائت به الظن طيلة هذا الوقت !
أشارت الى أنها أنخرطت فى مشكلة كبيرة بعد الأجتماع تخص والدتها ثم توالت الأحداث و المؤتمرات و التدريبات الأون لاين مما لم يسنح للفرصة أن تولد لتحدثه بشأن هذا الأمر ..
سألها نضال من باب الأطمئنان عن مدى تطور المشكلة و أمكانية تدخله لحلها فأخبرته أنه قد ولى أمرها و تم حلها .. و ترطبت الأجواء بينهما و أنسجمت الكلمات و تحررت فريدة من تزمتها فى الحديث و نمت رغبتها فى أن تقص على نضال ماحدث معها من العايق و كيف أنقذها من قبضة الهلاك ..
أنزعج نضال و غضب و هو يستنكر هجوم بعض الأعضاء الفاشلين المنحرفين فكرياً عليها لأعتراض طريقها بهذه الهمجية .. أخبرها أن لا بد من موقف يؤخذ لحسم مثل هذه المهاترات .. كانت فريدة تتابع نضال
و هو ثائراً لما حدث معها معلناً رفضه التام لما تعرضت له !
كانت فريدة تنصت له و هى تخفى أحساساً نبت بداخلها و كادت أن تنساه ..
فرحت فريدة كمثل أى بنت عند وجود شخصاً أخر خارج نطاق الأسرة يُبدى خوفه و قلقه من أجلها ..
************************************
عندما وصل نضال و فريدة للمستشفى التى تتولى تقديم العناية لمازن وجد نضال حازم فى أستقباله و الذى تفاجأ بقدوم فريدة و رحب بهما فى أهتمام بالغ ..
داخل أحدى غرف المستشفى كان مازن مستلقياً على السرير و قد غرق فى غيبوبة لا يعلم مداها ألا الله و كان يجلس سعيد و جوزيف فى أحد أركان الغرفة و على مقعد بجوار السرير المستلقى عليه مازن كانت تجلس مروة زوجة مازن بوجه شاحب أثر القلق على زوجها و كان الطفل حمزة أبنه يجلس بجواره على الجانب الأخر ممسكاً بيد مازن و هو يحتضنها ..
حازم قدم نضال و فريدة للحاضرين سريعاً و عرف الجميع ببعضهم ثم جلسوا وكان حازم يشرح لهما ما حدث لمازن و كيف لأحد المنحرفين فكرياً و هو أحد أعضاء الفريق التسويقى لدى مازن و واحداً من الفاشلين الذى لم يتمكن من أنجاز ما تم تكليفه به فوجد أن حلم المليون مجرد سراب و قد تم النصب عليه من قبل مازن لأنه هو الذى أستقطبه و ورطه فى هذه الشجرة !
و حسب مستويات التفكير الموزعة على عقول البشر فقد كان أدناها من نصيب هذا الفاشل الذى قرر أن ينتقم للخمسة ألاف جنيهاً الذى أبتاع بهم أقل باقة و فشل فى حتى تحقيق عمولة لتعويضهم ففعل فعلته الشنعاء هذه بمازن !!
ظهرت غلظة نضال على وجهه لما سمعه و أشتعل الغضب داخل فريدة لأسترجاعها الأحداث المماثلة و التى مرت بها منذ أيام قليلة ..
بينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث جائت طرقات على باب الغرفة ثم دخلت دكتورة نسمة لتطمئن على الوضع الصحى و العام فقدمها حازم لنضال و فريدة فرحبا بها و عندما قدمهما لزوجته أبدت نسمة أعجابها بهما لنشاطهما و طموحهما ثم خاطبت مروة و التى تجلس حزينة صامتة فحاولت طمأنتها ببعض المصطلحات الطبية الغير مفهومة لتقنعها أن الأمل فى أفاقة مازن كبير حسب تشخيص الأطباء الذين يتابعون حالته ..
سادت لحظات صمت قليلة قطعتها نغمة رنين هاتف نضال .. رد نضال فى هدوء لكنه أنزعج من صوت المتصل وهو سيد عصفورة و كان الذعر يغمر صوته !
سأله نضال عن ما أصابه فتلعثم سيد فبدأ نضال يخرج عن هدوئه رويداً رويداً فأخبره سيد أن أحد أقاربه و الذى أجتذبه و أقنعه أن يؤجل عملية الحقن المجهرى لزوجته و بمبلغ العملية يبتاع باقة و ينضم لفريق الثراء ليحقق كل أحلامه و يقوم بأجراء العملية فيما بعد لزوجته فى أفضل مستشفى متخصصة قد فشل فى تحقيق أى عمولات كما أنه خسر مبلغ العملية التى طالما حلما بها هو و زوجته التى أرهقته باللوم لما أرتكب من الهرولة خلف أطماعه و ضياعه لحلمها و عليه فلم يتحمل الرجل تأنيب الضمير و أعترف بتحمله لوزر فقدان المبلغ الذى أدخراه بعد كفاح مضنى و ضياع حلم الأنجاب و عليه فقد ترك رسالة على الواتس لقائده و الذى تسبب فى تورطه , تفيد أنه قرر الأنتحار و التخلص من تحمل ما لا يطيق به صبراً ..
و بعد أن قرأ سيد عصفورة القائد المسئول عن تدريب هذا الرجل رسالته أصابته كلمات الرجل بالهلع و سارع بالأتصال به فى لهفة ليسمع صوته فلم يجيبه لكنه أصطدم بالحقيقة المريرة ليجد الرجل قد نفذ كلماته !
تحول نضال أشبه بصنم لما سمعه من سيد و قد غمرته حالة من الأستياء و رفض هذا الكيان الذى يمثله و الذى يتم تشييده من أحجار كفاح الكادحين !
فريدة سألت نضال و كذلك حازم فور أنتهاء المحادثة ماذا حدث ؟!
لخص لهم نضال فحوى المحادثة فى أسى و عندما تناول الجزء الخاص بالحقن المجهرى و حلم الأنجاب لم يلحظ النظرة المتبادلة بين حازم و زوجته نسمة طبيبة النساء و التوليد و التى تعانى من عقبة الأنجاب فهو ليس على علم بهذا الأمر ليراعى عدم ذكر هذه الجزئية فى حديثه لكنه على علم بقراره الذى حسمه بداية من سماع ما حدث لفريدة من هجوم غوغائى بسبب شركة الأخطبوط مروراً بما حدث لمازن لنفس السبب و نهاية بما حدث
لبلديات سيد لذات السبب أيضاً و هو كيان الأخطبوط و حلم الثراء السريع !
أعلن نضال للحاضرين و هو يخص حازم و فريدة أنه لم ينوى التمادى فى هذه الجرائم التى يتسبب فيها كيان الأخطبوط و أخبرهم أنه قانع جداً بما حققه من ثروة و يكتفى بما وصل أليه و سينفصل عن الكيان ..
لقد كان حازم و فريدة مشحونان هما أيضاً بما يكفى من كيان الأخطبوط لما يشعرون جميعاً بأنهيار أنسانيتهم فى تماديهم فيما هم منساقين خلفه !
لذلك لم يتردد حازم و لا فريدة من تأييد نضال فى قراره و حسمهم هم الثلاثة لأنهاء ممارسة هذا العمل و الذى تحول لفزاعة بدأت فى الأنقلاب عليهم !
أجمع الثلاثة على عدم أستمرارهم فى كيان الأخطبوط و حان وقت الأستيقاظ من غفلتهم و الحفاظ على فتات ما بقى من أنسانيتهم و قرروا الأتصال بمارك لأبلاغ مستر سولى أنهم يعلنون أعتزالهم لهذه اللعبة و لن يرغبون فى العودة لملاعب التسويق الألكترونى مرة أخرى ..
رغم أن الجو العام كان لا يسمح بالدعابة لكن فعلتها نسمة و قالت لنضال و فريدة يبدو أننى حسدتكما على طموحكما و نشاطكما و لكنى أراه حسد محمود فأنا أوافقكم على قراركم و أرحب به ..
كان سعيد و جوزيف يتابعان ما يدور من أحداث و أتخاذ قرارات و كأنهما مسحوران فكان للقرار قوة السحر فى أن يصيب سعيد و جو بالتخبط و الحيرة من حسم قرارهما بخصوص أستمرارهما أو أنفصالهما عن كيان الأحلام ..
كانت سرعة حسم مثلث القادة لقرارهم ناتجة من تراكمات سابقة تورمت فى جوفهم فكانت أشبه بحمم تغلى فى قاع بركان و تستعد للأنطلاق
لتصيب مارك و مستر سولى ..
*************************************. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الثامن
- 8 -
تأسيس مستر سولى للفرع الثامن لشركة الأخطبوط فى مصر كان مبنى على خبرات سابقة و أسس مدروسة و خطوات منظمة فكان اللعب فى هذا الليفل بأحترافية و كأن تأسيس الفروع السابقة بمثابة التدريبات و التأهيل للعب فى الدور النهائى و هو تأسيس الفرع الثامن فى مصر ..
أدى المؤتمر السكندرى النتائج المرجوة منه .. لا يترك مارك تلميذ مستر سولى شيئاً يحدث هباءً , كان يخطط مع مستر سولى لكل شئ لدرجة تفقدهما متعة معايشة اللحظات الراهنة بسبب أدراكهما للسيناريو كامل لما سيحدث , لذلك حقق المؤتمر أقبال كبير و هجوم أستفسارات الكثير ممن حضر المؤتمر أو شاهده أون لاين و هو يتابع القادة وكلاً منهم يستعرض كيفية تحقيق الثراء السريع و ماهى ألية تحقيق المليون جنيه فى أقل من سنة مما أصاب المتابعين بالأنبهار و الرغبة فى ذات اللحظة لتحقيق الحلم الذى يرونه درباً من دروب الخيال ..
سقط الكثير من الأعضاء الفاشلين كأوراق شجر بالية من شجرة التسويق الألكترونى مما أوحى بأنهيار الفرق التسويقية للعديد من القادة المتواجدون فى الفرق التسويقية للقادة الثلاثة للمثلث .. لكن المؤتمر أحرز ....... [المزيد]
❞ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار... قانون نيوتن...
لفريدة النحراوي رأي آخر... قانون آخر... ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة...
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل... قانون فريدة. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
❞ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار... قانون نيوتن...
لفريدة النحراوي رأي آخر... قانون آخر... ولد من رحم قانون نيوتن، ولكن تم تطويعه من فريدة بما يتماشى مع أحداث الحياة المعاصرة...
لبعض الأفعال رد فعل أكبر بكثير من الفعل... قانون فريدة . ❝
: أول مرة أشوف جيش يحارب المدنيين مش يواجه العسكر... ويستهدف عن عمد المستشفيات والمدارس والمنازل بدل الثكنات العسكرية!!!
دة بيثبت أنهم قوم تم تفريغهم من إنسانيتهم وامتلائهم بالخوف والغشم والغل...
فعلا لم يخطئ من جعل سبة أنت (ص ه ي ونى) أقبح سبة ممكن توجيهها لشخص قد خرج عن المألوف. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الصمت العربي
أول مرة أشوف جيش يحارب المدنيين مش يواجه العسكر... ويستهدف عن عمد المستشفيات والمدارس والمنازل بدل الثكنات العسكرية!!!
دة بيثبت أنهم قوم تم تفريغهم من إنسانيتهم وامتلائهم بالخوف والغشم والغل...
فعلا لم يخطئ من جعل سبة أنت (ص ه ي ونى) أقبح سبة ممكن توجيهها لشخص قد خرج عن المألوف.....
: - 5 -
دخلت فتاة جميلة صغيرة فى السن محل - وشم و رسم - تبدو فتاة جامعية من مظهرها و أحتفاظها بكتاب دراسى قابضة عليه بأصابع يديها .. أستقبلتها فريدة فى لطف فبدت السعادة على وجه الفتاة التى أخبرت فريدة عن رغبتها فى رسم غزالة صغيرة بألوانها الطبيعية على كف يدها فأبدت فريدة أعجابها لطلبها و هنا عبرت الفتاة عن مدى أعجابها هى بفريدة بعد أن شاهدت الفيديو المنتشر لها على مواقع التواصل الأجتماعى و هى تلقن الشاب درساً قاسياً و هذا ما حفزها لأن تختار هذا المحل بالأخص و ترسم فيه ما ترغب و ذلك لتلتقى بفريدة و تتعرف عليها و تخبرها أنها أيضا تتعرض لتحرش لفظى بأستمرار و لكن خجلها يمنعها دوما من أن يكون لها رد فعل مع هؤلاء الهمج الذين يضايقونها .. هنا تدخلت ماسة فى الحوار و هى تمارس عملها أيضا على المقعد المجاور لفريدة و ترسم وجه أسد على كتف شاباً صغير السن و لكنه مفتول العضلات ..
و قاطعت كلام الفتاة الجميلة و قالت مخاطبة فريدة : علميها يا قدوة .. ما دام جابت سيرة رد الفعل علميها قانون فريدة .. و ضحكت ماسة ..
فسألت الفتاة فريدة عن ما مقصد ماسة من كلامها فتجاوزت فريدة كلامها و هى تضحك لماسة ثم قالت للفتاة : قوليلى بقى يا عسولة عايزة الغزالة فين ؟؟
فرفعت الفتاة يداها اليمنى كأجابة على سؤال فريدة و همت فريدة فى الرسم فى اللحظة التى أنهت فيها ماسة عملها و غادر الشاب المفتول العضلات المكان ..
سألت فريدة صديقتها ماسة و هى ترسم الغزالة على يد الفتاة الجميلة :
أخبار باباكى أيه ؟ ياريت تسلميلى عليه كتير ..
أجابت ماسة فى عبوس : لما أشوفه هبقى أقوله .. بقاله يومين فى مأمورية شغل هو و أسلام بيباتوا فى الشغل .. معرفش عنهم حاجة ..
فريدة : على فكرة أنا سألت عن باباكى .. مجبتش سيرة يا محيرنى ..
ثم ضحكت فريدة و تظاهرت أنها منهمكة فى الرسمة ..
فقالت لها ماسة فى غيظ : أصلى !
أنهت فريدة الرسمة بمهارة عالية نالت أعجاب الفتاة كثيرا و التى أخبرت فريدة أنها ستكون زبونة المحل و تتمنى أن تكون صديقة لفريدة لو لم يضايقها ذلك , فرحبت فريدة بصداقتها و أخبرتها برقم هاتفها بناء على طلبها و سألتها عن أسمها فأجابت الفتاة الجميلة : أسمى رحاب ..
فأخبرتها فريدة أنها سعيدة لمعرفتها و ستنتظر قدومها مرة أخرى فى المحل .. أكدت عليها رحاب أنها ستفعل ثم ودعت ماسة و فريدة و غادرت المحل ..
و ما أن أنصرفت رحاب حتى أنقضت ماسة على فريدة و هى تأمرها فى لهفة :
أحكيلى بقى أزاى قابلتى نضال فى عيد الميلاد و أيه اللى حصل بالتفصيل ؟!
فريدة كانت لديها نفس اللهفة فى أن تقص ما مرت به فى عيد الميلاد بداية من تفاجئها بقدوم نضال لعيد الميلاد ألى أن أخبرته بأمر الحادث المؤلم و الذى كان سبباً فى معرفتها به .. فريدة بدأت تقص على ماسة و هى تستحضر بذهنها ما حدث و ماسة كانت متأهبة لحديثها و قد تحولت لأذن كبيرة صاغية !
رن هاتف فريدة أثناء أندماجها فى الحديث مع ماسة فضغطت على زر جانبى للهاتف دون أن تنظر للشاشة فصمت صوته لكن ما زالت شاشته مضيئة ثم أستطردت حديثها مع ماسة .. لكن رن الهاتف مرة أخرى فتناولت الهاتف لتكرر ما فعلته منذ قليل و تصمت صوت الهاتف و لكنها لاحظت أن المتصل هو نضال ..
تبادلت النظرات مع ماسة فطلبت منها ماسة أن تفتح المحادثة
و ترد على نضال .. لبت فريدة طلب ماسة و أتصال نضال و لمست رمز السماعة الخضراء على شاشة هاتفها ..
نضال كان يجلس فى مكانه المفضل على قمة الصخرة المدرجة برفقة رعد ..
كان متحفظاً على أرنباً رمادى اللون كبير الحجم على رجليه ثم أطلق سراحه ليقفز من على رجليه و ينطلق أمامه فيلقى مصيره من رعد فى مشهد مثير كان يتابعه نضال و هو يجرى أتصاله الهاتفى بفريدة ..
هاجم رعد الأرنب و أخذ يلتهمه فى أفتراس مصدراً أصواتاً وحشية قد سمعتها فريدة عندما بدأت المحادثة مع نضال فى الهاتف مما تسبب فى ذعرها و كانت أول كلماتها بعد ألقاء السلام على نضال أن سألته ما هذا الصوت المخيف ؟!
فطمأنها نضال و أخبرها أن الصوت صادر من التلفاز
من قناة ناشونال جغرافيك !
و ما كان على فريدة ألا أن تقتنع بكلماته لأنها كانت أجابة مقنعة بالنسبة لها و لن يخطر ببالها أى أمراً أخر !
ثم سألها نضال عن أحوالها و عن أخبار جاسر فأجابت فريدة فى تحفظ و أخبرته أن كل شئ على مايرام و سألته عن أحواله فجائت أجابته مماثلة لأجابتها ..
كان هناك حاجز كلفة واضح مسيطر على المحادثة الهاتفية فقرر نضال تهشيمه و قال لفريدة : أنا بعتذر علشان مشيت فجأة من عيد الميلاد من غير ما أسلم عليكى أو على جاسر و عارف أن دة هيتفهم غلط ..
أستطرد نضال بينما ألتزمت فريدة الصمت : الحادثة سابت جوايا جرح غويط ملوش أرار قفلت عليه بس أول ما حد بيلمسه بيرجع ينزف تانى و دة اللى حصل لما أتكلمتى عن الحادثة ..
مفيش جوايا أى لوم من ناحيتك أو ناحية والدك الله يرحمه .. دى كانت أرادة ربنا و أنا راجل مؤمن بقضاء الله و قدره علشان كدة مش بحمل حد مسئولية الحادث .. بس الموضوع فى حد ذاته لما بيتفتح قدامى بيكون كفيل أنه يحولنى لكتلة أحزان علشان كدة مشيت من عيد الميلاد ..
ردت فريدة و قد أثارت كلمات نضال حالتها النفسية لتألمها هى أيضا لفراق والدها :
راهنت نفسى على أنك راجل عاقل و ناضج و كسبت الرهان .. أنا مقدرة كلامك كويس و عارفة أنك أتحملت ألم مش سهل على أى بشر تحمله و برغم كدة قادر ما شاء الله توازن الأمور و تساير الحياة و تراعى كمان مشاعر الناس و أتصلت بيا علشان تعتذر ..
أنا بشكرك يا كابتن نضال و أكون سعيدة لو أعتبرتنى صديقة و أخت ليك و هكون مبسوطة لو سمعت صوتك تانى أو تشرفنى فى المحل فى أى وقت بدل الميعاد السابق الملغى ..
ضحك نضال و قال : البركة فى عيد الميلاد ..
ثم أخبرها أنه نال الشرف لمعرفتها و أنه يكن لها كل أحترام وتقدير و وعدها من باب المجاملة أن يقوم بزيارة لمحل - وشم و رسم - وتمنى لها النجاح و التوفيق فى حياتها ..
*************************
كان الضجيج و دخان الحشيش ينبعثان من شقة حازم , كانوا يدخنون المخدر بشراهة .. حازم و سعيد و جو و يشاركهم مازن بسيجارة واحدة يدخنها معهم .. كانوا يتحدثون بصوتا عاليا بسبب صخب أغانى المهرجانات التى تصرخ من سماعات هواتفهم .. كانوا يناقشون بعض الأفكار ليختاروا منها واحدة تصلح لتصوير الفيديو الرابع و لكن لم تنال أى منها أعجابهم و بدأت خيبة الأمل تتسلل على تعابير وجوههم .. رن هاتف حازم فتناوله فى وهن ليجد أسم المتصل private number لكنه لم يكترث و وضعه فى أهمال على مقعد مجاور له ثم أنتهى الأتصال لكنه عاود مرة أخرى بنفس الأسم و هنا خاطب سعيد بصوت أجش ذا طبقة أمرة لحازم و قال له : رد يا عم !
و بالفعل جذب حازم هاتفه بعد أن خفضوا مستوى صوت الأغانى و أستجاب للمتصل ..
كان المتصل هو مارك ليس عربياً لكنه يتحدث العربية بشكل مفهوم الى حد كبير , هكذا كان يوضح حازم لأصدقائه بعد أنتهاء المحادثة .. أخبره مارك أنه ممثل لواحدة من الشركات الكبرى فى مجال الألكترونيات التى ترغب فى أن تعرض أعلان لمنتجاتها على القناة التى يديرها مقابل مبلغا مالياً كبيراً و المقابلة ستكون فى فندق راقى شهير بمدينة الأسكندرية لأمضاء العقد و أخبره مارك
بموعد المقابلة ..
و هنا تبدلت خيبة الأمل و التى كانت قد سيطرت على ملامح حازم و أصدقائه الى فرحة عارمة و ظلوا يترنمون .. الزهر شكله هيلعب ..
**************
كانت فريدة تجلس ممدة قدميها على الركنة واضعة رأسها على كتف الحاجة سهام والدتها تشاهدان سويا مسلسل على التلفاز تتابعاه الأثنتان منذ بدأ أولى حلقاته منذ أيام ..
رن هاتف فريدة و كان المتصل private number فأنتبهت فريدة لهاتفها و نظرت لثوان لشاشة الهاتف ترددت أن تستجيب لكن أثار الأسم فضولها فسحبت السماعة الخضراء لجانب الشاشة و قالت : السلام عليكم
رد مارك السلام بلكنته العربية المكسرة و قدم نفسه لفريدة على أنه مالك لمعرض ألكترونيات سيتم أفتتاحه قريبا و يرغب فى الأتفاق معها لتزيين جدران المعرض ببعض الرسومات لموديلات الأجهزة التى يتاجر فيها مقابل مبلغ مالى ضخم و قد وقع الأختيار عليها للقيام بذلك بترشيح من أحد العملاء الذين أنجزت لهم بعض الأعمال بأحترافية فيما سبق , كما أنه سيكون هناك فروع أخرى للمعرض فى وقت قريب يرغب أيضا فى الرسم على جدرانها .. و ذكر لها مكان المقابلة و حدد لها الميعاد و كان نفس الميعاد الذى ألزم به حازم ..
لم تقاوم فريدة فرحتها و هى تخبر والدتها بقدوم خير كبير على وجهها الطيب لكن بدا تسلل القلق ليشوب فرحتها قليلا و عندما سألتها الحاجة سهام عن القلق الذى تلاحظه فى عينيها فأجابت فريدة أن مكان مقابلة العمل فى فندق و ليس فى المعرض !!
فطمأنتها والدتها و خمنت أن يكون المعرض مازال تحت التشطيب و غير مجهز لأستقبال أحد كما أن الفندق شهير و ذا صيت طيب
و أنها ستذهب معها من باب الأطمئنان ..
فرفضت فريدة تكليف والدتها أرهاق المشوار و طمأنتها أنها تجيد التعامل مع جميع الأصناف و قالت لها فى دعابة أن فيديو العايق قد منحها هيبة و رهبة لا بأس بهما و وعدتها أنها ستأخذ حذرها و سيكون بحوزتها الصاعق الكهربائى فى حقيبتها ..
****************
على غير المألوف كان يجلس نضال مساءَ مع عم جابر على مقهى اللؤلؤة يرشف من كوب حلبة بالحليب و هو يخبر عم جابر بأخر تطورات الأحداث بينه و بين فريدة أمام نظرات الدهشة الصادرة من عيني عم جابر فأخبر نضال فى تعجب أنه بذلك قد قابل فريدة للمرة الثانية بترتيب القدر دون معاد مسبق و فى فترة وجيزة !
فأومأ نضال برأسه بما يفيد صحة كلامه .. ثم قطع حديثهما رنين هاتف نضال و كان المتصل هو private number
أعتذر نضال عن قطع حديثه مع عم جابر و طلب منه أن يأذن له بالرد فرحب عم جابر لطلبه و أستجاب نضال للمتصل ..
قدم مارك نفسه لنضال على أنه مالك لأكاديمية خاصة للألعاب الرياضية تم أفتتاحها منذ قريب فى مدينة الأسكندرية و هو يصطفى مدربين حاصلين على بطولات سابقة ليقوموا بتدريب و أعداد الناشئين الذين يتدربوا بالأكاديمية ليحصدوا البطولات بأسم الأكاديمية و لذلك وقع الأختيار عليه لتدريب الناشئين فى الأكاديمية فى مجال رياضة الملاكمة بحكم حصوله على بطولة الجمهورية سابقا فى هذه اللعبة و ذلك مقابل مرتب شهرى خيالى ..
و حدد له مارك نفس الموعد الذى تم تحديده سابقا لحازم و فريدة ..
شرد نضال بعد أنتهاء المحادثة الهاتفية فأقتحم عم جابر شروده و سأله عن فحوى الأتصال الهاتفى الذى كان سببا فى أنشغال ذهنه هكذا .. أخبره نضال بالحوار الذى دار بينه وبين مارك كما أخبره فى التردد الذى أنتابه بشأن هذا الأمر .. صار أسلوب عم جابر جافاً و هو يوبخ نضال بدافع المصلحة و نضال يتفهم ذلك جيدا و يتقبله من عم جابر الذى أصر أن يذهب نضال للقاء هذا الرجل و أن يتشبث بهذه الفرصة و لا يضيعها .. فوعده نضال أنه سيفعل ذلك ..
***************
فى الكافيه الرئيسى للفندق الفخم الذى يشغل فيه مستر سولى سويت خاص كان يجلس مارك قبل الموعد المحدد للمدعوين بحوالى ربع ساعة على منضدة رقم 8 .. كان يتناول فنجان القهوة الرابع أو الخامس أصبح لا يتذكر ..
ظهر حازم عند مدخل الكافيه و هو يتحدث مع موظف الأستقبال فأشار له الموظف تجاه منضدة رقم 8 حيث يجلس مارك وهو يحتسى فنجان القهوة , مشى حازم فى تؤدة تجاه المنضدة و عيناه تتفقد مارك و تتفحصه و هو جالساً ممسكاً بهاتفه و منهمكا فى الكتابة على شاشته بسرعة فائقة !
أستقرت قدماه أمام مارك فأنتبه له مارك و رحب به و دعاه للجلوس .. ثم طلب له مارك من الكابتن فنجان قهوة مانو بناءً على رغبته و ما أن أنصرف الكابتن و كاد أن ينهمر حازم بالأسئلة على مارك حتى طلب منه مارك أن يتريث و يسترخ أولاً من عناء السفر ثم يتناول قهوته و فى الوقت المناسب سيذهبون جميعا لمقابلة المستر ..
زاد الأمر تعقيدا بالنسبة لحازم و سأل مارك و كأنه يستجوبه :
مين جميعاً دول ؟؟ و مين المستر دة ؟؟
دخل الويتر عليهم و قطع كلامهم و هو يقوم بمهامه و قدم فنجان القهوة و زجاجة المياه المعدنية الصغيرة أمام حازم ثم أنصرف ..
أشار مارك تجاه موظف الأستقبال و كان يقف معه رجل يسأل عن موقع المنضدة التى يجلسون عليها و بدا ذلك عندما أشار موظف الأستقبال تجاه منضدة رقم 8 ثم قال مارك مكرراً نفس الكلمات لحازم هذا الرجل سينضم ألينا و فى الوقت المحدد سنتحرك جميعا لبدء جلسة العمل ..
نضال من طراز الرجال الذين يلتزمون بمواعيدهم مهما كانت الظروف مما أدى الى أن تسير الأحداث على النحو الذى يرغبه مارك فأتت الأحداث سريعة متتالية .. مجئ حازم ثم يأتى نضال بعد وقت قصير فتضيق الفرصة على حازم فى محاورة مارك ثم يتعرف نضال على حازم فتتعطل فرصة نضال فى أستجواب مارك الى أن تأتى فريدة فيتحركوا جميعا .. هكذا خطط مارك للمرحلة الحاضرة ..
وصل نضال لمنضدة رقم 8 و ألقى عليهم السلام , رحب به مارك ثم طلب منه الجلوس .. قدم له حازم فأبتسم له نضال بعد أن تفاجأ بوجوده محاولاً أخفاء معرفته به من خلال فيديو الفواكه الذى شاهده فى عيد الميلاد على دون رغبة منه , و عندما جاء الدور على نضال ليقدمه مارك لحازم تفاجأ الأثنان أن حازم على معرفة سابقة بنضال من خلال قطع كلام مارك و أكمل مكانه حازم و قال : كابتن نضال ..
أندهش كلا من مارك و نضال ثم أستطرد حازم موضحاَ لهما كيفية معرفته بكابتن نضال فأخبرهما أنه قد أجرى حواراً صحفياً مع كابتن نضال منذ سنوات عندما فاز ببطولة الجمهورية فى رياضة الملاكمة !
فى هذه المرة حاول نضال أخفاء عدم تذكره له فى هذه الحقبة لتعدد الحوارات الصحفية التى أجريت معه وقتها و لكنه تظاهر باللطف معه فمعرفة حازم به و دعوته لنفس المكان معه قد أوحى لنضال قدر من مصداقية مارك له بخصوص أختياره للتدريب كبطل جمهورية سابق و عليه فظهور نضال قد أوحى لحازم أيضاً أنه سيكون بطل الأعلان لأمر ما يخص الرياضة على قناته على اليوتيوب !!
لقد جرت الأحداث على نحو أفضل مما كان يخطط و يتوقع مارك فقد أفاده كثيرا ترتيب القدر فى تعرف حازم على نضال و قد أنسجم الحوار بينهما و كلاً منهما يتحدث فى الأتجاه الذى يعتقده فى ذهنه !
مما سنح لأن تتفق كلماتهما لتصب فى النهاية فى نفس السياق الذى يعتقده الأثنان مما أتاح فرصة مرور الوقت بسلام على مارك دون صدام فى الأسئلة مع الأثنان و أعطى الفرصة أيضا لوصول فريدة و ظهورها عند مدخل الكافيه فى طريقها لموظف الأستقبال ..
أرشدها موظف الأستقبال لموقع منضدة رقم 8 فتقدمت فريدة خطوات ثم تباطأت خطواتها عندما لاحظت تجمع ثلاث رجال على المنضدة المقصودة , كان نضال و حازم يجلسان فى مواجهة مارك و ظهرهما لمدخل الكافيه و تعمد مارك ذلك ليتمكن من مراقبة كلاً منهم عند مجيئه دون أن يعرف أحدهم من هو الضيف التالى مما أدى لتسلل القلق لقلب فريدة و هى تتفاجأ بحضور ثلاث رجال لا تعرف أحداً منهم لكنها تماسكت و عزمت على مواصلة خطواتها حتى وصلت لمنضدة رقم 8 فوقف مارك لتحيتها فألتفتا كلاً من نضال و حازم لمعرفة الضيف الوافد فنزلت صاعقة المفاجأة على كلاَ من فريدة و نضال !
دار فى ذهن نضال و فريدة أسئلة عديدة لكن من المؤكد أبرز سؤال فيهم هو : هل يُصدق أن يتجمعا ثلاث مرات فى وقت قصير
بترتيب القدر دون أى معاد مسبق أو أتفاق ؟!
لحظات صمت مرت فى تبادل نظرات الدهشة بين فريدة و نضال أنتهت برد فعل يشوبه الأنفعال من قبل نضال و هو يوجه سؤاله لمارك بصوت أجش :
أنا عايز أفهم أيه الموضوع بالظبط ؟؟!!
فى هذه اللحظة أتحد موقف حازم و فريدة فى تأييد ضرورة أجابة مارك على سؤال نضال و بدأ ينقلب الوضع على رأس مارك لا سيما و قد لفت صوت نضال المرتفع أنتباه الحاضرين فى الكافيه مما أدى لتدخل أثنان من البودى جاردات لمساندة مارك الموقف لكن أشاح لهما مارك بالأنصراف و عدم التدخل أو الأقتراب مرة أخرى و طلب فى هدوء من فريدة و نضال و حازم أن يجلسوا و يتحلوا بالصبر و عندما يتناولوا مشروبهم سيولون وجهتهم للمستر الذى ينتظرهم فى نفس الفندق الذى يتواجدون فيه ليبدئوا جلسة العمل و هناك سوف يعُرض عليهم الموضوع بالتفصيل و سيشبعوا فضولهم و يطلعوا على حيثيات المشروع الذى تم دعوتهم من أجله ..
بدا الحديث مقنعاً للثلاثة و أيقنوا أنه ليس أمامهم غير أن يتحلوا بالصبر فجلسوا و قد أطمئنت فريدة أكثر لتواجد نضال فى نفس الحلقة التى تدور فيها لكن أنتبهت فريدة و لاحظت معرفة نضال بحازم و العكس أيضا مما أثار شكوكها و جعلها ترتاب فى أمر نضال لعدم أفصاحه بذلك عندما كان يشاهد معها فيديو الفواكه لحازم لكن على أى حال هى كانت تتظاهر بعدم معرفتها بحازم و التى نشأت فقط من خلال مشاهدتها الفيديو الخاص به .. لكن حازم فاجائهم للمرة الثانية عندما أبدى أعجابه بفريدة لموقفها مع الشاب الذى وشمته فى الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الأجتماعى و قد شاهده أكثر من مرة لا سيما بعد أن طلب منه رئيس تحرير الجريدة التى يعمل بها أن يجرى مع فريدة حواراً صحفياً الأسبوع المقبل بخصوص ما صدر منها تجاه الشاب و تم تسجيله فيديو !
تولدت كيمياء تعارف فى تجمع نضال و فريدة و حازم فيما بينهم من المؤكد أنها جائت فى صالح مارك و قد كانت الأمور على وشك أن تفلت من قبضة يده .. لكن لم يكن الوضع فى صالح فريدة و نضال لأن فريدة تسلل الشك لعقلها تجاه نضال الذى صار فى نظرها على علاقة بحازم و لم يخبرها بذلك فى عيد الميلاد كما أنه يحضر معها على نفس المنضدة و هى لا تدرى أيضا سبب تواجده !
كذلك نضال تسلل لعقله الشك تجاه فريدة لتواجدها أيضا معه فى نفس المكان و ظن أن هناك أحتمال لكونها على دراية بهذه المقابلة و لكنها لم تخبره بها فى المحادثة الهاتفية التى دارت بينهما .. لم يسلم أيضاً حازم من أصابته بالحيرة فمن سيكون بطل أعلان قناته أم أن هناك أكثر من أعلان لذلك حضرت فريدة و كذلك نضال ؟! هذا و قد تسلل الشك لعقل حازم أيضاً أن كان هناك أعلاناً فى الأصل فى ظل هذه الأجواء المضطربة !
أسئلة كثيرة كانت تدور فى أذهان الثلاثة و كان يلاحظ مارك عليهم ذلك التخبط .. لذلك أخبرهم ما أن ينتهوا من أحتساء القهوة و فريدة تنهى مج النسكافيه الذى طلبته سيتوجهون بعدها للمستر ..
******************
كان مستر سولى مسترخ داخل جناحه الخاص يتابع ما يحدث على منضدة رقم 8 فى الكافيه على شاشة هاتفه بطريقة ماكرة من مارك و قد تمكن من أذاعة ما يحدث على منضدة رقم 8 لايف لمستر سولى ..
أرسل مستر سولى أمراً لمارك بالصعود بالضيوف بعدها أصدر أيضاً أمراً لفتاة غانية كان يقضى معها سولى بعض الوقت للتسلية أن تكون جاهزة لفتح الباب لمارك و ضيوفه ثم تغادر بعدها ..
و بالفعل حضر مارك و الضيوف الثلاثة و دخلوا بعد أن فتحت لهم الغانية الى ريسبشن السويت حيث الكنبة الجلد ذات اللون الأبيض المط و مقعدين فوتيه من نفس الطراز تتوسطهما المنضدة المكعبة
المكونة من رزم الدولارات الحقيقية ..
بينما كان الضيوف الثلاثة يتفقدوا المكان و يتفحصوه بأعينهم حتى طلع عليهم مستر سولى بأناقته الملفتة فوقف مارك أحتراما له و هو يرحب به و يخبر الضيوف أن هذا هو رجل الأعمال مستر سولى و الذى دعاهم لهذا الأجتماع .. وقف الثلاثة لمبادلة مستر سولى الترحيب و المصافحة ثم دعاهم مستر سولى لمنضدة أجتماعات بجوار طقم الأستقبال الأبيض يبدو أن لون المنضدة أبيض أيضا ليتوافق مع ديكور الريسبشن لكن يفترش سطحها رزماً من الدولارات من طبقة واحدة لكنها تغطى المنضدة بالكامل و كأنها تقوم بدور مفرش السفرة !!
ما أن جلس الجميع حتى أخبرت فريدة مستر سولى أنهما تقابلا من قبل فى عيد ميلاد أسر فأكد لها صحة ما قالت فزادت دهشتها و أخذت تتمتم انها منذ فيديو العايق و المفاجأت تتوالى عليها !
قدم مستر سولى نفسه للثلاثة على أنه رجل أعمال ناجح فقد بدأ فى تأسيس شركته منذ خمس سنوات حتى أصبح لها سبع فروع فى سبع دول عربية و فى كل دولة مقر للشركة لكن نشاط الشركة الأساسى يتم ممارسته من خلال الشبكة العنكبوتية ..
أخبرهم مستر سولى أنه جاء خصيصاَ لمصر لأتمام هدفه فى فتح الفرع الثامن و الأخير لشركته فى مصر و بذلك يصبح أسم شركته
OCTOPUS THE ( الأخطبوط ) أكثر واقعية عندما يكتمل لها الثمانى فروع بمثابة الثمانى أذرع للأخطبوط !
أستطرد مستر سولى حديثه أمام الثلاثة و قد أصابهم فيروس الصمت أثر عدوى صعوبة فهم الموقف الذى وقعوا فيه .. أخبرهم مستر سولى أنهم محظوظون لأنه تم أختيارهم من خلاله شخصياً و ليس عن طريق أعلانات ممولة على مواقع التواصل الأجتماعى و يتقدم لهم المئات بل الألاف و يمروا بأختبارات عديدة لتصفيتهم و أصطفاء ثلاثة فقط من هذا العدد الضخم كما حدث فى كل دولة عربية من السبع دول ليكونوا أضلاع مثلث القادة الذى سيتولى أدارة شئون الفرع فيما بعد ..
فى مصر أختلف الأمر و أخبرهم سولى أن نواة النجاح تتوفر بشكل كبير فيهم مما يخدم مشروعه و هو التسويق الشبكى لمنتجات شركة الأخطبوط و هى عبارة عن هواتف و شاشات ذكية موديل The Eye ( العين ) و أن فكرة الشركة هى فكرة مجربة سابقاً فى الدول الغربية و قد حققت نجاحاً ساحقاً و عند نقل التجربة للدول العربية توقعت أنها ستحقق نفس النجاح و ربما تحرز نجاحا أعلى و هذا ما حدث بالفعل فى الفروع السبع العربية ..
فكرة الشركة تتلخص فى النضج التسويقى والذى يتبعه الغرب فى التسويق و هى أن يبتاع العميل أحد منتجات الشركة و يستفيد بأستخدامها و يصبح وقتها أذا رغب مسوقاً للشركة و منتجاتها و ينضم لأعضاء فريق التسويق و له الحق فى الأستفادة بالعروض الخاصة التى سيحصل عليها على حسب قيمة الباقة التى سيشترك فيها عند الشراء كما أنه سيحصل على توكيل منتجات The Eye مجانا فور أبتياعه لأى من باقات الشركة و يفوز أيضا بمنصة بيع ألكترونية مجانا تمنحها له الشركة بطاقم كامل مسئول عن أدارة المنصة له و يستطيع تسويق منتجاتنا من خلال هذه المنصة .. كل ما يتحتم على المسوقين عمله هو تخصيص بضع ساعات يومياً للتدريب أونلاين و تطبيق ما تعلموه و هو التسويق لكيان الشركة و الأنضمام لفريق تسويقها لأن أنضمام عضو يعنى بالضرورة أنه قد أبتاع من منتجات الشركة و هكذا نضمن البيع الفعلى لمنتجات شركتنا مع تخصيص عمولة مجزية لكل عضو فى الفريق أجتذب أحداً للأنضمام لكيان الأخطبوط و من أجتذبه يجتذب هو أيضاً أعضاءً جدد .. و هذا سيكون دافع قوى لأعضاء الفرق التسويقية جميعهم لأن يجتذبوا منضمين للكيان ليحصلوا على العمولة المباشرة و العمولة الغير مباشرة التى ستعود عليهم من خلال أجتذاب كل عضو فى فريقه لمنضمين جدد ..
و من باب تأكيد مصداقية الشركة أن كيان الأخطبوط تأسس منذ خمس سنوات و حقق نجاحا كبيرا ومن البراهين على ذلك الحفاظ على أستمرارية الشركة و تعدد فروعها فى مختلف الدول و التجهيز لفتح فرع جديد فى مصر ..
قرر حازم أن يتخلص من فيروس الصمت الذى أصابهم و سأل مستر سولى بخصوص مصداقية الشركة فهو يراها لا تختلف كثيرا عن شركات التسويق الألكترونى و التى أفتضح أمرها فيما بعد و كانت مجرد شركات تبيع الوهم و ليس لها فى الواقع أساس ..
ضحك مستر سولى ضحكة مريعة و داعب بكلماته حازم وهو يذكره بنصابة الهايبر و أن لها الفضل فى أن تحوله لجهازاَ لأستشعار النصب ..
بينما هو يخاطب حازم كان مارك قد سحب من الملف الذى أمامه بعض الأوراق و منحها لمستر سولى و قام سولى بدوره بعرض هذه الأوراق على الحاضرين و هو يخبرهم أنه أبتاع معرضاً كبيراً فى التجمع الخامس ليتخذه مقراً يحمل أسم شركة OCTOPUS و هذه الأوراق التى بين أيديهم هى أوراق رسمية للمكان من سجل تجارى و بطاقة ضريبية و تسجيل فى وزارة الأستثمار .. و أضاف لحازم و أخبره أن الشركات الواهية قد أفتضح أمرها سريعا كما قال و لم تستمر مثل شركة الأخطبوط لخمس سنوات و مازالت راسخة بثقلها على أرض الواقع و تفتتح فروعا جديدة !!
علق نضال على هذه الأوراق و قال أن هذا جيد و مطمئن لكنه سأل سولى عن سبب أختياره لهم بالأخص و ما هى نواة النجاح التى بداخلهم كما ذكر لهم !
بدأ مستر سولى يجاوبه و هو يوزع نظراته على الثلاثة .. تكوين فريق سيكون بالنسبة لكل واحداً منكم أسهل بكثير من أشخاص غيركم فظروفكم أفضل من ظروف القادة فى الفروع الاخرى للشركة و الذين أستغرقوا وقتا طويلاً على ما أكتسبوا ثقة الأشخاص و القدرة على أجتذاب و تكوين فرقهم و نجحوا فى النهاية لكن بعد عناء ..
الوضع فى مصر يختلف بسبب موضة التريندات التى يتألق فيها المصريون مما يسهل الأمر أكثر .. فحازم مثلاً ذاع له فيديو يلخص و يحذر من أساليب النصب المتحورة بأستمرار و قد حصد هذا الفيديو مشاهدات بالألاف كنت أنا شخصيا واحداَ من هؤلاء الألاف .. هذا الفيديو يُكسب حازم ثقة المشاهدين و كأنه صار متخصص و متعمق فى ما يتعلق بأمور النصب فعندما يعلن عن التسويق لشركة الأخطبوط على قناته فى فيديو جديد يستعرض فيه فرصة العمل التى توفرها الشركة و أمكانية تحقيق الثراء السريع و تبديل الوضع المادى للمنضمين سيساعد هذا الفيديو حازم على تكوين فريق كبير و فى وقت قصير لأن بحكم الفطرة البشرية فالبشر يتبعوا و ينساقوا وراء شخص موثوق فيه ..
أما بالنسبة لفريدة فـ الفيديو الخاص بها و الذى أنتشر أنتشاراً واسعا على مواقع التواصل الأجتماعى قد جعلها شخصية معروفة و أكتسبت على حسابها الخاص على فيس بوك متابعين بالألاف ذكوراً و أناثاً يحلمون فى التعرف عليها شخصياً
- هنا قد بادر لذهن فريدة العميلة المعجبة رحاب و التى رسمت الغزالة فى محل وشم و رسم -
ثم تأهبت حواس فريدة لحديث مستر سولى و هو يوضح أن فريدة أذا ظهرت فى فيديو مسجل أو لايف على حسابها الخاص تتحدث فيه عن كيان الأخطبوط و الأنضمام له و أنها الكوتش لفريق التسويق سيرحب عدد كبير من المتابعين بذلك بل سيسعون له .. فى هذه اللحظة ظهرت بعض علامات الأستياء على وجه فريدة !
ثم أستقر مستر سولى بناظريه عند نضال و قال له أنه أسفا يذكره بالحادث الأليم الذى مر به و عاد توزيع نظراته على الثلاثة و أستطرد .. لكن بعد مثل هذا الطراز من الحوادث يتعرض الناجون منها أذا نجوا لنوبات أكتئاب تودى بـأصحابها للأنتحار أو الأصابة بالجنون لكن نضال لم يصل لأى من المرحلتين و هذا يعنى أنه مميز و ليس شخصاً عادياً فهو يمتلك قوة داخلية رهيبة مكنته من العودة للحياة و الأستمرار فيها بشكل شبه طبيعى و هذا سيفيد كثيراً فى أن يطوع أصراره و أرادته فى أنجاح المهمة و أن يكون داعم لزملائه للأستمرار و النهوض وقت الفشل و يأخذ بأيديهم , كما أن كونه بطل سابق يدعم موقفه الأعلانى كثيراً .. غير أن أن البيئة الريفية التى يقيم فيها ستكون ملائمة جدا لأجتذاب منضمين للكيان ..
تعجب نضال و سأله كيف ذلك و هم ينتمون للطبقة الفقيرة و لم يقدروا على أبتياع منتجات الشركة غالية الثمن .. فأجابه مستر سولى و قال له أن من شروط أنجاح مشروع هو معرفة السوق المناسب لعرض منتجات المشروع به ..
و سوق مشروعنا هو المكان الذى به الفقير أو العاطل أو المديون !!
من يحلم بالنجاة من الفقر و تحقيق الثراء السريع و التخلص من قيود صاحب العمل هنا يتجلى دوركم فى أقناع هؤلاء و عرض الحلول عليهم للفوز بذلك مثل الأقتراض من أصدقائهم أو أقاربهم أو بيع ما بحوزة نسائهم من مشغولات ذهبية و بثمنهم يدخلوا شركاء فى الكيان و ينضموا لفريق التسويق لأن الربح الذى سيعود عليهم سيكون ألاف الدولارات التى تمكنهم من تحقيق أحلامهم أذا نجحوا فى أجتذاب أخرين و دعوتهم لأبتياع منتجات الشركة و الأنضمام لفرق تسويق الشركة كما حدث معهم ..
ساهمت فريدة فى العرض و عبرت لمستر سولى أنهم بذلك يستغلون ظروف الناس و يضغطون عليهم ..
صارحها مستر سولى و أخبرهم جميعا أن لابد من التخلى عن المبادئ و القيم و شعارات الفقر التى يرددها الفقراء لأن ليس لهم أى حول و لا قوة سوى الكلام و أنهم ضعاف الحيلة و لا يملكون غير الشعارات ..
فاجأهم مستر سولى و هو يخبرهم عن أقتناع و قال لهم : كما أشتهرت السياسة بأنها لعبة قذرة فالبيزنس الناجح و تحقيق الثراء يكون أحيانا لعبة أقذر
لكن التجربة و النتائج تستحق حقاً التضحية !!
و أستطرد مستر سولى فى فخر و أكد لهم أن أعضاء الفريق الذين سينضمون للشركة سيكونوا قد حصلوا على منتجات بقيمة المبلغ الذى دفعوه غير الميزات الأخرى التى سيحصلوا عليها من توكيل مجانا و منصة تسويق مجهزة لذلك و كورسات تدريب أون لاين غير العائد بألاف الدولارات الذى سيجنيه من ينجح فى مهمته و من يفشل لن يخسر لأنه سيحصل على منتج مقابل ما دفعه كما أنه سيحصل على خبرة من الكورسات التدريبية ..
سألته فريدة فى شجاعة عن تحديد الدور المطلوب منهم و المقابل المادى للقيام بهذا الدور .. فأجابها سولى دون تردد و قال ستكونوا مثلث القادة فى مصر المسئول عن الفرع الثامن للشركة , كل واحداً منكم سيكون فريقاً من ثمانى أشخاص و بالطبع سيكون كل واحد فى فريق كلاً منكم مسئول عن أجتذاب ثمانى أشخاص أيضا و عندما تساعدوه على أنجاز ذلك و تحقيقه سيحصل على مبلغ ثمانى ألاف دولار و بعد ذلك سيتم أحتساب له العمولة الغير مباشرة و سيتابع مارك معكم فيما بعد أمر العمولة المباشرة و الغير مباشرة و التدريبات الأون لاين و كل ما يخص سيستم العمل الى أن تتقنوا كل الأمور ..
صمت مستر سولى لبرهة ثم أستطرد حديثه ليجيب على الشق الثانى من سؤال فريدة .. بالنسبة لكم أنتم الثلاثة فالمظهر مهم جدا لكم كقادة لأقناع المواطنين و القدرة على أجتذابهم لتحقيق الثراء السريع لذلك سيتم منح كل واحداً منكم سيارة ملاكى حديثة بتوكيل أدارة مسجل فى الشهر العقارى و بهذا التوكيل يكون لكم كل الحق فى أستخدامها كيف ما تشائوا عدا أمكانية بيعها .. و سيتم أنزال أعلانات ممولة لكم برفقة السيارة التى أستطعتم الفوز بها بعد العمل و الأجتهاد فى شركة الأخطبوط كنوع من الدعاية و التأثير على الجمهور و أجتذابهم , كما سيتم منح كل واحداً منكم مبدئياً ثمانى ألاف دولار كعربون محبة و تحفيز لتكوين فرقكم التسويقية الثلاثة و لا تنسوا فكل فريق يتكون فى بدايته من ثمانى أفراد ..
أنبهر الثلاثة بالعرض و لكن لم يمنع الأنبهار من مناوشة حازم لمستر سولى و هو يخبره أن لديه فضول فى معرفة سر رقم 8 منذ أن جمعتهم المنضدة رقم 8 مروراً بما سمعوه !
ضحك سولى ضحكته المريعة و قال : أتعامل مع رقم ثمانية على أنه رقم الحظ بالنسبة لى .. قد يرجع السبب فى ذلك لأن تاريخ ميلادى هو 8 \ 8
ثم أعلن مستر سولى أنتهاء الأجتماع و أخبرهم أن لديهم مطلق الحرية فى قبول العرض أو رفضه و سيكمل معهم مارك ليجاوب على أى أستفسارات لهم و يخبروه بقرارهم فيبدأ فى تطبيق و تنفيذ العرض الذى منحه لهم مستر سولى أذا أبدوا موافقتهم ثم أستأذنهم مستر سولى و هو يذكر مارك أن يمنح كلاً منهم هديته عند أنصرافه مما زاد أنبهارهم أكثر و أستأذنهم بعد أن أثنوا عليه و عبروا عن سعادتهم للقائه ..
*********************
. ❝ ⏤محمد حسن عبد الجابر
الفصل الخامس
- 5 -
دخلت فتاة جميلة صغيرة فى السن محل - وشم و رسم - تبدو فتاة جامعية من مظهرها و أحتفاظها بكتاب دراسى قابضة عليه بأصابع يديها .. أستقبلتها فريدة فى لطف فبدت السعادة على وجه الفتاة التى أخبرت فريدة عن رغبتها فى رسم غزالة صغيرة بألوانها الطبيعية على كف يدها فأبدت فريدة أعجابها لطلبها و هنا عبرت الفتاة عن مدى أعجابها هى بفريدة بعد أن شاهدت الفيديو المنتشر لها على مواقع التواصل الأجتماعى و هى تلقن الشاب درساً قاسياً و هذا ما حفزها لأن تختار هذا المحل بالأخص و ترسم فيه ما ترغب و ذلك لتلتقى بفريدة و تتعرف عليها و تخبرها أنها أيضا تتعرض لتحرش لفظى بأستمرار و لكن خجلها يمنعها دوما من أن يكون لها رد فعل مع هؤلاء الهمج الذين يضايقونها .. هنا تدخلت ماسة فى الحوار و هى تمارس عملها أيضا على المقعد المجاور لفريدة و ترسم وجه أسد على كتف شاباً صغير السن و لكنه مفتول العضلات ..
و قاطعت كلام الفتاة الجميلة و قالت مخاطبة فريدة : علميها يا قدوة .. ما دام جابت سيرة رد الفعل علميها قانون فريدة .. و ضحكت ماسة ..
فسألت الفتاة فريدة عن ما مقصد ماسة من كلامها فتجاوزت فريدة ....... [المزيد]