❞الكاتبة فاطمة محمد الداودي❝ - المكتبة

قراءة المزيد .. ❞ الحياة ليست دائمًا كما نتمنى وننظر لها، طريقها ليس بهذا الرونق الذي نتخيله، الحياة متاهة نعيش بها، حياة جعسوسية مليئة بالدروس القاسية، والعقابات، والمفاجآت، يوجد صراعات نفسية معها دائمًا، تقذفك بحجارة الماضي وخوف المستقبل لتبقى عاجزًا عن التقدم، والتخطي، والسعي، تغويك بأكاذيب لا منتهى لها؛ لتقع في شباك غوائِلها التي لا نجاة منها، تعرقلك في طريق نجاحك ليصعب عليك الأمر، ولكن أتعلم؟
هناك جانب جيد بها، جانب يحفه الأمل، الأمل واليقين بالله وحده أنه سيفرجها كأنها لم تضِق بِنا يومًا، ذلك الشعور يسترسل بداخلنا شيئًا من الطمأنينة، ويحثنا على مواصلة حياتنا دون ملل أو كلل، ونتخطى عواقبها كأنها لم تكن، لا نتأثر بها نفسيًا، ولكن نتعلم منها الدروس، ونعبر فوقها وكأنها درجة من درجات النجاح، عليك أن تسعى فقط ولا تلتفت لغوائِلها.

لِـ فاطمة محمد الداودي . ❝

قراءة المزيد .. ❞ من قال أنه بعدما تكسرنا الحياة نكون ضعفاء؟
ذلك الأبله؛ لا يدري بأن ذلك يقوي روحنا أكثر، وإن تحطمنا لشظايا مدببة تنتهك أجسادنا، فتلك الشظايا تكملنا أحيانًا، تخلق بداخلنا روحًا جديدة، لا أحد يدري عنها شيئًا، أحكم بها حول جسدنا وأروحنا، كالسد الحاجر؛ فنظهر بشكل فظ للناس، والجميع يبدأ بالتلاشي من حولنا رويدًا رويدًا، نترك معلقين على الهامش، لا أحد يرغب بنا، ولا يرغب بالجلوس معنا، على الرغم أن تلك الشظايا تخلق بداخلنا كل يوم جرحًا جديدًا لا يندب كبقية أترابه، إلى أن شوهت وجداننا، وظهر هذا التشوه رويدًا على ظاهرنا؛ فغض الجميع بصره، لا يقدرون على إطلاق النظر كما كانوا في السابق، هناك جانب جيد في قسوة الشظايا، كشفت لنا أقنعة الجميع المزيفة، وكشفت أيضًا أننا أقوى من دونهم، لسنا بحاجة لهم؛ فنحن أشبه بغيمات صباح، ورياح تعصف في الغسق.
لـِ فاطمة محمد الداودي . ❝