❞❝
❞ ذَهَبَت الرُّوح ، وَجَلَس الْقَلْب لطيمًا ، يَعْزف عَلَى كِمَّان الْهَجْر .
يعزفُ أوتارًا تُبكي الْقَدْر ، وينزفُ مِنْهَا الْحُزْن .
رَحَل النِّصْف وَتَرَكَ الْآخَرَ مهجورًا ، وحيدًا ، بائسًا كَمَا كَانَ .
شُعُورِي هَذَا لَيْسَ عاديًا ، عُمْرَهُ أَعْوَام ظلّ يَتَشَعَّب دَاخِلِيّ ،
ظَنّ الْجَمِيع أنِّي سعيدًا، لَكِنِّي مملوءًا بذكريات ، أَشْبَه بِأَيْدِي أُخْطُبُوط ، تشبثت بمفترق أنفاسي ، وَرَغَم ذَلِك قَرَّرْتَ أَنَّ أَلُوذ بصمتي وَافِر هاربًا مَع وَحْدَتِي رُبَّمَا لأبحث عَن طريقًا يَقُودُنِي لِنَفْسِي الْقَدِيمَة ، أَوْ أنِّي أبحثُ عَن شيءٍ يُنْهِي حُزْنِي ، يَكْسِر صَمْتِيّ ، وَيُقْتَل وَحْدَتِي .
لِذَا أُرِيد الرَّحِيل ؛ !
أُرِيد الرَّحِيل وَأَنَا أَدْرَكَ أَنْ كُلَّ الْأَشْيَاءِ تَتَأَمّر ضِدِّي .
وَلَا أَعْلَمُ إلَى أَيْنَ سيأخذني الْقَدْر وَأَيْن سأهبط ! لَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ بعيدًا فَقَط .
فنفسي الْقَدِيمَة متحمسة لِذَلِك الرَّحِيل .
مَشَيْت حائرًا عَلَى حَافَّةِ الأَشْوَاك ، وَأَنَا لَا أُبْصِرُ طَرِيقِي ولستُ أَدْرِي إِلَى أَيْنَ تقودني قَدَمَاي .
سأبقى سائرًا اِبْحَثْ عَنْ نِهَايَةِ لِتِلْك الظَّلَام
الَّذِي أفقدني كُلِّ شَيْءٍ .
أفقدني حَتَّى بَصْرِيٌّ .
ولأنني لَا أَعْرِفُ إلَى أَيْنَ تقودني خطواتي .
إلَّا أَنَّنِي ملتزمًا بمواصلة طَرِيقِي وَحْدِي ، أَمَّا الَّذِينَ قَدْ تركوني فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ ، فَهُم دائمًا مَا يَجِدُونَ سَبِيلَهُم فِي طَرِيقِي ، سأمضي وأخطو بالحراك وسأقول لَهُمْ مَا كنتُ سأفعله ! نَعَم .
سأحاول تتبّع خطواتي وَحِين أَصْل لِنِهَايَة طَرِيقِي !
سَأُخْبِرهُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ كان يؤلِمُني. .
عَلَاء أبوالحجاج . ❝
❞ ظلت ˝شمس˝ في ذلك اليوم حبيسة غرفتها؛ تمر عليها الساعات أبطأ مما سبق، لم تنم لحظة واحدة، وأصابها الإعياء الشديد والصداع، وفي اليوم التالي ذهبت أمها لشراء بعض الطعام، وكان قد ذهب والدها في الصباح الباكر لعمله، فهمَّت ˝شمس˝ بالخروج، ولكنها شعرت بدوار شديد لتقع أرضًا . ❝