█ حصرياً جميع أعمال ❞ دار الفارابي ❝ أقوال ومأثورات 2024 شركة المطبوعات اللبنانية تأسست بيروت العام 1956 وهي كانت ولا تزال رائدة نشر وطباعة الكتب والمجلات والدوريات مختلف مناحي العلوم والفكر والثقافة والأدب سواء منها الموضوع أصلاً باللغة العربية أم المترجم عن اللغات العالمية الأخرى؛ تقوم إلى جانب هذه المهمة الرئيسة بتوفير الخدمات الطباعية المتنوعة لمن يتطلّع كتاب أو مؤلَّف نفقته الخاصة وفقاً لصيغة متكافئة بين الطرفين وذلك حال عدم توافر فرصة النشر نفقة الدار ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها أحببتك أكثر مما ينبغى فلتغفرى موجز تاريخ العراق الحرب والسلم الحروب الصليبية كما رآها العرب ديسمبر تنتهي كل الأحلام قصائد حب يليها رسائل غالا أوروبا وبناء أسطورة الغرب إعراب القرآن الكريم الجزء الأول ما بعد الرأسمالية المتهالكة ومن أبرز المؤلفين : أثير عبد الله النشمي مجموعة ليو تولستوي أبو نصر أمين معلوف محمد حسن علوان مكسيم جوركي فريدريك إنجلز جراهام غرين مهدي عامل خالد الباتلي كمال ديب جورجي أمادو جورج قرم د عجينة غائب طعمة فرمان بول ايلوار سمير امين برتولد بريخت احمد مظهر السعيد أرمان ماتلار بوليتزر بشاير الشيباني فيليب ريتور قاسم حميدان دعاس اليوسفى عدنان الحاج ميخائيل روم جمعه جعفر محسن الامين ستيفن بوشيه قيس جواد العزاوي عماد سامى سلمان سورج شالاندون البليك وليد الرجيب الجبار عدوان جدسالنجر هند محمود الخولي مارتن هيدغر سلمى حداد أيب دية توفيق علي زيتون ضحى الرؤوف المل ياسمين جمال ضاهر ريم الغني نورا مرعي الكسندر ماكوفلسكي كريم موسى مريم مسعود الشحي عبدون يحانث ماء العينين ليلى المطوع ❱
❞ ها هي الأشياء تتداعى
تتناثر..
تعود كما كانت أشباه أشياء..
يتلاشى الكمال ويتهشم اليقين وأعود إلى نقطة الدوران لأُمارس ذلك الطقس الذي لم أختره يوماً، فأدور حول نفسي
كصوفي يُمارس تأمله راقصاً
أو كطاحونة قديمة..
تدور وتدور، بتعب، بيأس، وملل إلى مالا نهاية...!!! . ❝
❞ من رواية ˝يسرا البريطانية˝
طائر إلفينش
حطّ طائر صغير، بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتدّ على إثرها البرد، لَوَن الأفق، شطر السماء لقطعتين من السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم، والقطعة الأخرى، شكل ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد، ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر، فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور، وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب، خيّل إليها أنه يحمل رسالة من جبار الشريف˝ ماذا يريد أن يوصل إلي هذا الحسون في هذا الوقت المُبكر من الفجر؟˝ تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد ˝كينغستون˝ لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول، ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة ˝الفينش˝ الانكليزي (finch) الشرشور بلونه البني القاتم، فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الفاتح، أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي، بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي، وبدا اللون الأسود يطبع منقاره وجناحيه، تأملته كما لو كان إنساناً راحلاً من موطن لآخر، ربما رسمت من خلاله رحلتها الطويلة من الزبير إلى حلب مروراً بالحدود التركية ثم البحرين ودبي وانتهاء ˝بكينغستون˝، كانت الصورة دقيقة وعميقة سبرت غور الأزمنة كلها وعبرت الأمكنة بمطاراتها وحدودها وحقائب وتأشيرات وما صاحبها من سجون وتحقيقات، اختزلت ذلك كله في دقائق الصباح، الذي رأت فيه هذا الطائر المرهق من أهوال الطقس وكأنه استقر في محطته عند نافذتها في هذا الوقت، شبهت رحلته برحلتها ابتسمت وهي تتأمله وودت لو تمسكه وتمسح عنه التعب.
عادت من الحمام لتزيح الستارة عن النافذة، فوجئت به منكمش وقد التحف البرد الذي لم يرغمه بالتوقف عن الزقزقة، كان صوته يخفت ويعود وكأنه يود التأكيد على صموده ˝ما الذي يرغمه على البقاء والتشبث بالنافذة؟˝ ارتدت روب الحمام الأبيض القطني الذي استعارته من الفندق، ونظرت للساعة التي كانت تشير إلى الخامسة وسبعة عشرة دقيقة . ❝