مسابقة في أدب القصة القصيرة

- مسابقة في أدب القصة القصيرة

يقول فيثا غورث: "لا تقل القليل بكلمات كثيرة؛ بل الكثير بكلمات قليلة" وهذا ما شهدناه في تاريخ كتابة القصة القصيرة، والتي ظلت على مدى سنوات طويلة تندرج من جعبة الحكايات حتى تربعت على أساس أدبي؛ وجعلتها تتميز من بين الألوان الأدبية الأخرى. ولهذا أردنا إحياء ذلك اللون الأدبي عن طريق إقامة مسابقة أدبية، تقدمها منصة المكتبة بالمشاركة مع مجلة القلم الثقافية. تحت عنوان (أدب القصة القصيرة) ستتم المباشرة باستقبال المشاركات ابتداءً من العاشر من مايو، وستنتهي في السابع عشر من نفس الشهر. ♦️شروط المسابقة: ١_ على المشترك أن يكون عضواً من أعضاء المنصة كي يتسنى له المشاركة بشكل رسمي. ٢_ يحق لكل متسابق الاشتراك بقصة واحدة، على ألا تقل عدد الكلمات عن ٥٠٠ كلمة، ولا تزيد عن ١٠٠٠كلمة. ٣_ يمكن لأي مشترك إضافة أحد متابعيه من خلال الرابط أدناه لزيادة عدد التفاعل👇 https://books-library.com/invitation31716/ ٤_ألا تتضمن القصة أي إساءة للمعتقدات أو الأديان أو الأعراق، أو أن تتناول مواضيع تمس بقيم وأخلاق المجتمع. ٥_ على المتسابق أن يلتزم بأساسيات القصة القصيرة: من مقدمة، وصراع، ونهاية. ٦_ غير مقيدين بمواضيع معينة، وللمتسابق حرية اختيار موضوع القصة. ♦️آلية التقييم: سيتم تقييم المشاركات من خلال لجنة متمكنة، على أن يمثل تقييم اللجنة للقصة ما نسبته ٥٠٪ من النتيجة النهائية، والـ ٥٠٪ الأخرى ستحتسب من واقع تصويت المتابعين. ووفقاً لذلك، سيتم اختيار ثلاث قصص، للفوز بالمراتب الثلاث الأولى. ، دليل وجدول مواعيد معارض الكتب في الوطن العربي ، وتقويم للفعاليات والاحداث الخاصة بالكتب والمؤلفين والندوات والمؤتمرات الثقافية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

مسابقة

مسابقة في أدب القصة القصيرة

10 مايو الجمعة 2024

18 مايو السبت 2024

❞ يقول فيثا غورث: "لا تقل القليل بكلمات كثيرة؛ بل الكثير بكلمات قليلة" وهذا ما شهدناه في تاريخ كتابة القصة القصيرة، والتي ظلت على مدى سنوات طويلة تندرج من جعبة الحكايات حتى تربعت على أساس أدبي؛ وجعلتها تتميز من بين الألوان الأدبية الأخرى.
ولهذا أردنا إحياء ذلك اللون الأدبي عن طريق إقامة مسابقة أدبية، تقدمها منصة المكتبة بالمشاركة مع مجلة القلم الثقافية. تحت عنوان (أدب القصة القصيرة) ستتم المباشرة باستقبال المشاركات ابتداءً من العاشر من مايو، وستنتهي في السابع عشر من نفس الشهر.
♦️شروط المسابقة:
١_ على المشترك أن يكون عضواً من أعضاء المنصة كي يتسنى له المشاركة بشكل رسمي.
٢_ يحق لكل متسابق الاشتراك بقصة واحدة، على ألا تقل عدد الكلمات عن ٥٠٠ كلمة، ولا تزيد عن ١٠٠٠كلمة.
٣_ يمكن لأي مشترك إضافة أحد متابعيه من خلال الرابط أدناه لزيادة عدد التفاعل👇
https://books-library.com/invitation31716/
٤_ألا تتضمن القصة أي إساءة للمعتقدات أو الأديان أو الأعراق، أو أن تتناول مواضيع تمس بقيم وأخلاق المجتمع.
٥_ على المتسابق أن يلتزم بأساسيات القصة القصيرة: من مقدمة، وصراع، ونهاية.
٦_ غير مقيدين بمواضيع معينة، وللمتسابق حرية اختيار موضوع القصة.

♦️آلية التقييم:
سيتم تقييم المشاركات من خلال لجنة متمكنة، على أن يمثل تقييم اللجنة للقصة ما نسبته ٥٠٪ من النتيجة النهائية، والـ ٥٠٪ الأخرى ستحتسب من واقع تصويت المتابعين. ووفقاً لذلك، سيتم اختيار ثلاث قصص، للفوز بالمراتب الثلاث الأولى. ❝

المسابقة

مجلة القلم الثقافية

ضيوف الفعالية

معلومات

50 مناقشات

📢 فعاليات وأخبار ذات صلة

مسابقة في أدب القصة القصيرة

♦️الجوائز:

١_ يحصل الفائز الأول على شهادة تقدير مقدمة من منصة المكتبة، إنشاء صفحة رسمية باسم الفائز على المنصة، وتسجيل العمل الأدبي، وجائزة تشجيعية بقيمة (٣٠٠) جنيه، ونشر القصة في العدد السابع من مجلة القلم الثقافية، وإجراء حوار صحفي مع الفائز.

٢_ يحصل الفائز الثاني على شهادة تقدير مقدمة من منصة المكتبة، إنشاء صفحة رسمية باسم الفائز على المنصة، وتسجيل العمل الأدبي، ونشر قصته في العدد السابع من مجلة القلم الثقافية، نشر بروفايل عن الفائز على أحد صفحات المجلة.
٣_ يحصل الفائز الثالث على شهادة تقدير مقدمة من منصة المكتبة، إنشاء صفحة رسمية باسم الفائز على المنصة، وتسجيل العمل الأدبي، ونشر قصته في العدد السابع من مجلة القلم الثقافية.

انتهت المسابقة ( منذ 11 ايام)

إجابات ومساهمات المشتركين:

أفضل المتسابقون:

5⭐ Altarek Salem

5⭐ khaled Adam

5⭐ الكاتبة بشرى دلهوم

الأكثر إعجاباً:
Essaadia Aguezzal

الأكثر نقاشاً:
Essaadia Aguezzal

الأكثر أصواتاً:
Essaadia Aguezzal

آخر مشاركة:
احمد ابوزيد

الأكثر تفاعلاً:
shereen reda

إحصائيات:

23 مشترك

متسابق

53 مُساهم

في التقييم

8 يوم

مدة المسابقة

المتسابقون:

Altarek Salem

منذ 19 ايام
قصة قصيرة الجــــازية طارق جمال سالم ها هي الحارة، عند نهاية هذه العطفة هي نفسها رغم مرور السنين تقبع كحد فاصل بين عالمين مختلفين عشت فيهما طفولتي. البيوت الطينية الدافئة استبدلت بأخرى إسمنتية مزخرفة، والأسفلت امتد إلى الأزقة فامتزج مع روث البهائم وتربة الأرض الزراعية مثلما امتزجت الحظائر والسيارات في شكل تمدن غريب، حيث تبيت السيارات الحديثة بجوار الطيور الداجنة لتحل محل الحمير والبغال والتي بدورها استوطنت عربات الكبدة وبعض المطاعم المنتشرة في أحياء المدن والتي تضاهي الزبائن عدداً. عند هذه العطفة منذ زمن فقدت " نصف جنيه " عكفت على توفيره من مصروفي مدة أسبوع كامل، مما دفعني لقضاء عصريه في بحث مضني استرعى انتباه السيدة التي يقع بيتها بعد العطفة مباشرة، حيث دفعها الفضول من استغراقي في البحث وهيئتي الغير مألوفة لتمد لي يد المساعدة لتروي ظمأها في معرفة أصلى وفصلي ، فلما علمت أن أهلي الذين أزورهم كل شهر من حارة المغاورية وهم أناس بسطاء في حالهم ليس لهم كبيراً تخشى غضبته ولا أملاكاً ترفع من شأنهم، فتغير الترحاب إلى تجاهل ثم دفاع عن تهمة لم اصرح بها، سببها كثرة تدقيقي ومواصلتي للبحث في نفس الأماكن فأحالت الأمر إلى علام الغيوب وانبرت مدافعة عن كيان حارتها الذي لا يضيع فيه حبة من تراب . كنت طفلاً مشاغبًا أتسرب من بين يدي أخي الذي يكبرني متجولاً في الأزقة الطينية الضيقة متحدياً تنبيهاته المتكررة، مرجحا ذلك لغيرته من اكتشافاتي الجديدة وخوفه الشديد من العقاب الذي سينتظره إن أصابني مكروه. ازداد حرصه بعد إصابتي بجرح عميق أعلى حاجبي الأيمن كلفني أربع غرز جراحية وكلفه هو تأنيب الضمير لغفلته عني، أتذكر اني بكيت يومها لما رأيت بقع الدماء على قميصه، وقد ظلت يداه القويتان ترتعشان بعد أن وضعني على سرير المركز الصحي، أخبرتهم بجدية أنى اشعر بالنعاس فتهلل وجه الطبيب لهذا التصريح والذي كان بمثابة طوق نجاة فبارك رغبتي كغريب يطلب الإذن ليبات على فراشه، فيما بعد اخبروني أنها الغيبوبة وكنت صغيرا لافهم الفرق، فالطبيب الشاب والغير متمرس قد قطب لي الجرح من دون مسكنات للألم لعدم توفرها وكنت مسالماً له كفأر تجارب فلم أقلقه واستغرقت في نوم عميق، فلما أفقت وجدتني بين يدين صلبتين وابتسامه حنونه هي لجدي قطب المغاوري . ظلت آثار ذلك الجرح أعلى حاجبي كتذكار مما دفعني لأختلق الأكاذيب بشأن قصة هذا الجرح، تارة أحكي لزملائي بالمدرسة أنى كنت أمتطي ظهر جواد قوي فلما حملنا الريح سويا حلقنا في الفضاء وهوينا كنجمين من السماء، وتارة أتخيلني في وسط معركة مع جيراننا في حارة الحجازية وقد سقطت جريحاً في وسط المعركة بعد أن كبدتهم خسائر فادحة. لم تثنني نظراتُ الناس عن مواصلة بحثي مما جعلني أقترب أكثر وأكثر من بيت " الجازية "، كومة الأوراق المتجمعة أمام عتبة بيتها الطيني القديم شجعتني على الاقتراب أكثر فأكثر. مرت خمس دقائق كاملة وانا مستغرق في خيالاتي الطفولية، كانت الجازية بمثابة أمنا الغولة عند أطفال الريف، وحش أسطوري نسجنا عنه القصص والحكايات، تارة يقولون إنها امرأة تعيش منذ مئات السنين شديدة الجمال من يراها يقع في حبها فتقتله بسحرها، وتارة يقولون إنها شيطانة لها شارب عظيم وشعر طويل مجعد وعينان تشعان كاللهيب، تخطف كل من يقترب من بابها الخشبي المكسور وتأكل لحمه نيئاً. أعددت خطة محكمة لأقوم بالمهمة، تظاهرت أنني أزيل الأوراق التي أمام بيتها فإذا خرجت فإنها لن تؤذي شخص يقوم تنظيف مدخل بيتها، كنت أحمل الأوراق وأفتش فيها ثم أعود لأحمل كمية أخرى، في منتهى الخفة كي لا أحدث أي صوت قد يدفعها للخروج، بعد المحاولة الثالثة ظهرت لي كرة جديدة تقاذفها الأطفال فيما بينهم، فلما وقعت أمام بيت الجازية لم يجرؤا على استعادتها وتركوها كقربان علها تصفح عنهم. كانت هذه الكرة بمثابة الجائزة لمغامرتي وخير تعويض لي عن النصف جنية الضائع، لذا وضعت نصب عيني تلك الكرة كغنيمة أعود بها في أسرع وقت. انطلقت صوب الباب وعيني مثبتة على هدفي الجديد، لكن الباب الخشبي القديم فتح على ظلام دامس ابتلع الكرة كما يبتلع الثقب الأسود النجوم المتلألئة، وبقيت في فضاء فارغ أمعن النظر علني أجد وسط الظلام بقايا نور شحيح يدلني لمكان الكرة أو أعود بقصة تشهد على شجاعتي بلقاء الجازية. هذه اللحظة الأولى التي واجهت فيها مخاوفي وتحديت فيها نفسي الصغيرة، أن أعود بشيء ولو بسيط ولا أعود صفر اليدين، مددت يدي الصغيرة وطرقت الباب وناديت في توجس: يا أهل الدار، لم يجبني أحد فازداد رعبي، فكررت ندائي مرة أخرى كعابر سبيل تقطعت به السبل ويبحث عمن يأويه أو يقدم له شربة ماء، جاء الرد بعيداً من الداخل وكأنه أتى من قعر بئر سحيق فتساءلت مستأذنا: أأدخل؟ ووجدتني أتقدم ويدي تفتح الباب على أخره، فوقع بصري على ردهه صغيرة تتوسطها حصيرة مهترئة وكأنها بقايا أثار موتى كانوا يعيشون هنا، تهيأت للصراخ لأني كنت انتظر أشباحاً ستخرج من الغرفة التي يأتي منها صوت أقدام تتحرك ببطء نحو الردهة. فتشت سريعاً عن مكان الكرة حتى ألتقطها وأهرب فوجدتها بأخر الردهة، تحركت قدمي ببطء وأنا أنادي بصوت يملأه الرجاء: حد هنا بالدار؟ جاءني الرد بنبرة غاضبة: مين أنت؟ قلت بتردد: كرتي في الدار ... قالت بنفاذ صبر: تدخل دارنا وتكذب؟ قلت مرتعبًا: والله لا أكذب كنت ألعب ووقعت في دارك سامحيني فتجلت أمامي امرأة بعباءة بيضاء وشعر أسود طويل كورته حول فاهها كالبرقع كي لا أرى وجهها كاملاً، وقفت مشدوهاً لما رأيتها على عكس ما كنت أتوقعه، خيل إليّ أنها ابتسمت لبلاهتي، لكنها قالت وهي تشيح بنظرها عني: قول لربنا يسامحك قلت متسائلا: أأدخل وأخذها؟ فمالت بعينها تشير نحو الكرة كأنها تأذن لي، فتقدمت ببطء إلى أخر الردهة ووقعت عيني على الغرفة التي خرجت منها فلمحت ظل عجوز نحيلة تجلس على طرف السرير وتنظر نحو الفراغ، فلما وصلت إلى الكرة صرخت وأخذت تنادي بصوت مبحوح: يا جازية ... مين الولد؟ فالتقطت الكرة وعدت مسرعاً نحو الباب والمرأة العجوز لا تزال تنادي بغضب، حتى ما إن وصلت إلى خارج الدار درت بسرعة ناحية الجازية التي كانت تتابعني بعينيها السوداويتان وهي تكتم ابتسامة تكاد تظهر من تحت شعرها المكور على وجهها، سألتها بصرامة: أنتي الجازية؟ قالت هازئة: تريد ترى الشارب لتتأكد؟ تساءلت مستنكراً: أي شارب؟ قالت: ها هو ... ورفعت يدها فأسدل شعرها الأسود الطويل عن وجهها الأبيض المستدير فبصرت شفتين حمراوين كحبتي كرز وانف صغير مرسوم ببراعة وأسنان كحبات اللؤلؤ فاكتمل وجهها لي كالبدر وأصابتني خيبة أمل فصحت مذهولاً: أين الشارب؟ فانهارا حاجبيها كزورقين يغرقان في بحر هائج وسقطت حبتي الكرز على الأرض وهي تقول بغضب: ستجده عند أمك. تمت...

Altarek Salem

khaled Adam

منذ 16 ايام
أب ضد الواقع "الحوار بالعامية السودانية" القصة: هناك في عُقر قرية ظلمتها الجغرافيا وسادها القمع المقنن في زمان كان ووقت حاضر، غروب الشمس الذي يزين أرضها قبل المغيب، كان شفقًا تميزت به عن غيرها، كانت بقعة نائية قصية تقع في أرض بلادي السودان النامية قرية تقبع في إحدى ضواحي مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان، الملامح البائسة التي تتوزع بتساوٍ على أجزائها ذاتها، السواد الذي يغطيها زمن ثم تكسوه خضرة نضرة، أرضًا شاسعة خضراء وقلوبًا مُلت بالسواد، طفولة هاربة من أبنائها وبناتها وشيخوخة غابت وتدثرت في غياهب العادة والتقليد المزيف الباهت. يجلس الجد النعيم بجانب حفيده في بطن بيته بعد أن سأله "كيف نحنا جينا هنا؟" في مدينة أمدرمان، تلك المدينة التي احتضنته قبل أعوام كثيرة، يداهم خياله بعد ذلك السؤال حين كانت الساعة تشير للرابعة عصرٍ في قرية يعيبها التقليد المدمر؛ ليقترب حاج أحمد وبيده عصاه التي أُهدت له من زوج ابنته الأولى عند عودته من جنوب السودان وأهداه عصاه السوداء المرنة التي تحمل رأس الغزال، قدِم لدار النعيم وهو يتكئ عليها "كيفك يا حاج النعيم" ليرد عليه الأخير وهو يتفاجأ من هذه الزيارة المفاجئة في داره "مرحب مرحب حبابك حاج أحمد نورت دارنا الليلة" ثم يجلس على ظهر "العنقريب" ليجلس وهو ينظر هنا وهناك، يقلب نظره ومازال حاج النعيم ينظر إليه في ترقب وهو يعلم في داخله أن حاج أحمد لا يأتي لدار في هذا الوقت وإلا بعقله شيء كبير تأتي ابنة حاج النعيم ذات الاثنتي عشر عامًا تحمل بيدها كأسين من الماء و" كورية" ملأة بالعصير، كانت بريئة كبنات جيلها ولا شيء هناك غير ذلك، أحلام الطفولة، الرعي بالبهائم، لعب "الحجلة"، العودة والذهاب للمدرسة في أواخر القرية ونط الحبل وألعاب البنات البدائيات ذاتها. ليعيد حاج أحمد نظره "طيب يا حاج النعيم عشان أنت عارفني أنا زول دوغري وجيتك عديل بالباب وماني الراجل الفاضي، عارف إنو أم الوليدات الأولى إتوفت من درتين، والتانية كمان ما قعدت كتير ولحقتها وهسي زي ما عارف أنت براك عرست لكل الأولاد وأي واحد بقى ما فاضيلي ومسك بيتو، الحين أنا جيت طالب القرب منك" تفحص حاج النعيم حاج أحمد ملِيحًا كأنه لم يسمع حديثه جيدًا أو ليعيد ترتيب الكلمات برأسه "مرحب حبابك وأنت زين الرجال ومن أعوان الحلة والسكان الداعمين لينا وبالأخص لي أنا ما قصرت معاي تب، بس ماني فاهمك تقصد مين من بنات عمي ولا مين، وبنات عمي ليهن وليانهن وأنا إلا تمامة عدد" تبسم حاج أحمد وكشر عن أنيابه الصفراء من بقايا التبغ الذي ما زالت علبته تستقر في جيب جلبابه الفضفاض، تلك الأنياب التي يبرزها المفترس قبل الانقضاض على فريسته ثم نطق "لا، ماني قاصد بنات عمك قاصد بناتك أنت والجابتلنا الموية الحين يا النعيم" فتح حاج النعيم عيناه ليراه بقوة أو ليستوعب ما يقوله "مين تقصد! أنا بناتي لساتهن صغار على العرس بدورليهن يكملن تعليمهن وياك عارف وحدة داخلة سنة تامن والتانية في سنة سادس كيفين أزوجك وأنت صح مانك الراجل البتترفض، لكن كمان البنت لساتها صغيرة وأمها ما حتوافق" هُنا صرخ حاج أحمد بصوتهِ الأجش الذي ما إن لا يعجبه حديث أخرجه بائنًا "من إمتى الحريم بدخلن في شؤون الرُجال يا النعيم وأنت رجال مانك واعي ولا كيفين، عايزني أقول لرُجال الحلة: حاج النعيم رفضني عشان مرتو ما وافقت" عاد ليبرر تلك النقطة "لالا، ما قاصد كلام زي دا يا حاج لكن البت صغيرة وأنت أكبر مني بعشر سنة كيف بس يا حاج أحمد؟" نظر إليه بعين كالجمر "أسمع نبينا محمد صل الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة رضي الله عنها وهي أصغر من بنتك دي" هنا تلعثم ولم يستطع أن يخرج كلمة أخرى فالسنة النبوية فوق الجميع ولعدم علمه بالوقائع واختلاف المواقع الجغرافية بين الماضي والحاضر وكل ما يبرر ذلك الزواج لم يرد واكتفى "خير يا حاج أحمد بس أديني زمن أفكر وأخبر البنية وأمها" نظر حاج أحمد بسخرية تجاهه ثم حمل عصاه واستوى واثبًا وبصق بقايا التبغ من ثغره وابتسامة نصر تزينه "جميل يا النعيم وقت لساتك راقدلك فوق رأي وما قادر تصارحني، بديك بقية الليلة وباكر وبعد باكر عصرية بجيك توريني الحاصل" خرج مخلفًا وراءه حاج النعيم الذي يحمل خذلان لابنته التي وعدها بأن تكمل تعليمها دون أن تؤثر العادات الخانقة عليها في قرية تحكمها عادات وتقاليد لأموات تطبق على أحياء قبل أي شيء، وحلم فتاة كانت تريد أن تصبح طبيبة في قرية نائية وأم كانت تخيط زيًا مدرسيًا لابنتها وتدندن، عاد حاج النعيم لعقر داره ناظر يمنة ويسار، يبكي من داخله ما بين ابنة لا حول لها ورجل قد تفضل عليه كثيرًا منذ أمد بعيد. نادى زوجته التي اختلى بها وحدثها وكأي أم تريد التقدم لأبنائها، كيف وابنتها لم تكمل الثانية عشر عامًا تتزوج من رجلٍ في الخامسة والخمسين من عمره، كانت تبكي المًا وحاج النعيم قبلها يئن. خرج من غرفته ليتجه صوب ابنته التي كانت تغسل بعض الأواني المنزلية وتنشد فرحًا؛ ليضع كفه على رأسها الحافي ويقتلع ابتسامة زائفة من بين أوجاعه وفي عقله كيف له أن يحطم أحلامها؟ كيف له أن يخالف قواعد العادات والتقاليد بمجتمعه الذي أراد أن يبعدها عنه وعن عائلته؟ غير أنه نسى وتناسى أن العادات لا تُفنى بسبب شخص واحد أو عائلة واحدة وإنما تريد مجتمع عاقلٌ بأكمله لينهيها، أيخسر ابنته أم مجتمع قرية بأكمله! وقف حائر بتلك الردهة المعتمة. مرت تلك الليلة واليوم الذي يليها، ثم لم يبقٰ إلا يوم واحد قبل أن يكتمل ليطرق فيه حاج أحمد الباب عائدًا مستفسرًا والنعيم لم يسأل ابنته بعد، ولم يسلم من نظرات زوجته الحارقة التي تعلم أن قرارها لا يغير شيء والأمر متروك بيد زوجها. اليوم المشهود كان ثقيلٌ منذ بدايته، كان يتمنى ألا ينقضي الوقت، يتمنى أن يسمع خبر وفاة حاج أحمد، أو ابنته حتى أو أن يموت هو ولا يرمي بابنته في أحضان رجل يكبره، لسوء الحظ لم يحدث مما تمنى شيئًا؛ لقد حضر حاج أحمد ومعه ابنه الأكبر وثلاثة من أعيان البلد الكبار كي يلجموا حاج النعيم، يجلسهم بديوانه الواسع ثم يبدأ كبيرهم "كلمنا حاج أحمد إنو طلب منك القُرُب واليوم جينا عشان نكمل الناقصة ونشوف طلباتكم ونحنا جاهزين" تلعثم في حديثه ولم يستطع قول شيء "لكن أنا..." ليباغته أحدهم "كمان فيها لكن يا النعيم، ما خاتي لينا قيمة ولا شنو عايز تقول كمان ولا المَرة واقفالك" "لا ما في حاجة من دا، إلا كمان الوضع ما مستحمل وأنا كلمت حاج أحمد إنو الموضوع شبه صعب ومحتاجة نظرة" نظر إليه أكبرهم سنًا، رجل أشيب في عقده الخامس والستين بذلك الوقار الذي يكسوه وهامته التي اشتعلت شيبًا "أسمع يا النعيم: من ما قمنا هنا في بلدنا دي القول قول الرُجال والنسوان ما ليهن صالح في كلامنا، والعادات ياها عاداتنا ما في راجل بتعاب وبترفض والبنية مصيرها لبيتها وراجلها، وحاج أحمد ما ياهو الراجل البتأباهو لبتك ولو عندك رأي فوق رأينا قولو عشان نعرف بيت النعيم بمشي فيهو كلام النسوان ولا الرُجال" طأطأ رأسه من هذا الحديث، كيف سيخبرهم بأنه يريد أن ترتاد ابنته الثانوية والجامعة وتصبح طبيبة ناجحة وليست كحياة البقية، استثنائية من كل شيء، حياة عامرة دون تقليد يعيقها أو يدمر مستقبلها الفذ، ثم دمعة حارقة تسقط من عينه لتستقر عند ذقنه المكتسي بشعرٍ كالليل الدامس تخلله أنوار بيضاء، ليخرج كلمات حارقة من جوفه تكاد تخنقه، كلمات قتلته قبل أن تقتل أحلام فلذة كبده "على بركة الله أنا موافق" تهللت وجوه الرِجال الأربع ثم باركوا لبعضهم وغادروا داره وتركوه في خيبة وحزن شديد. تسقط دمعة تعيده لحاضره ويعيد تلك السنين والأيام كفصول السنة ذاتها مع الكثير من الأفراح والخيبات؛ ليستقر حاج النعيم الذي تخيم ابتسامة رضا على ثغره ويسرح في رحاب خياله البعيد، ما بين زمن كان كابوسٌ وزمن مشرق بشمس الرحمن الشتوية الدافئة ويتذكر أن هذه العادة ما زالت سائرة بلده التي حُرم من دخولها حتى مماته ويتحسر على ضياع الكثيرات من القاصرات حتى هذه اللحظة؛ ليقاطع صمته "والحصل بعد ما وافقت يا جدو" ليفطن لحفيده الذي يجلس بجواره وما زالت ابتسامة الرضا بفيهه "ما حصل شيء لكن كنت عارف إنو في كل ضيقة في فرج وإنو مستحيل ربك يخليك في مكانة ويضيقها عليك وما ينقذك منها، الحصل إنو بعد يومين وقبل يرجعو لي شلت أمك وحبوبتك وخيلانك الاتنين وخالتك وهجينا من البلد في ضوء الفجر الأول والحمدلله قدرت أقري أولادي وينجحو ويتقدمو في حياتهم وجيتو إنتو يا أولاد الدكتورة".

khaled Adam

الكاتبة بشرى دلهوم

منذ 16 ايام
قصة صداقة ثلاث أميرات كان يا مكان في زمن بعيد وجميل تعيش ثلاث أميرات الاولى الاميرة المحبوبة وهي حارسة لمدينة المحبة كل قاطنيها متحابون والحب هو شعارهم ، اما الاميرة الثانية فهي أميرة المتفائلة وهي حارسة لمدينة التفائل الذي يسودها التفاؤل والأمل في كل شيء ، اما الاميرة الاخيرة كانت قوية جدا يهابها الجميع وهي حارسة لمدينة القوة وسكانها غلاط البنية وأجسامهم ضخمة ورياضية تتحكم في هذه المدينة إلى قانون البقاء للأقوى . كانت هناك ملكة تدى الأنثى الحكيمة أعلنت عن مسابقة بين سكان بلدتها التي تجمع سبع مدن ومن بينها المدن الثالثة مدينة المحبة ، مدينة التفاؤل ومدينة القوة . شروط المسابقة الحكمة قبل الإندفاع والتسرع من احكم عقله وقلبه يصل إلى السلطة وهي رتبة وزير للملكة ، إجتمعت المدن السبع وبدأت المسابقة كل أميرات المدن السبع مستعدة ومتأهبة ، جرت المرحلة الأولى وبدأت التصفيات ، تأهلت المدن الثالثة إلى المرحلة الثانية مدينة الحب ومدينة التفاؤل ومدينة القوة وهنا بدأت المرحلة الثالثة وهي صعبة لهن ، فقد شرطت الملكة أن يتخلين عن صفاتهم الثلاثة الحب والتفاؤل والقوة من أجل خوض غمار المحضور في مضمار الموت بدات الأميرات الثلاثة في الجري في مضمار الموت وهو طريق معبد بالشوك والجمر لكن هناك وقع المحضور سقطت اميرة التفاؤل فحن قلب اميرة المحبة وتوقفت عن الجري وساعدتها وهناك انتهكت شرط الملكة لقد استخدمت حبها وعطفها ، واشتعل المضمار بهن من كل جانب هنا تتوقف اميرة القوة وتستدير وتعود لمساعدتهما متخلية عن الفوز والمسابقة . الكل خسر هنا شغلت إنذارات حمراء وخضراء وبدأت نجوم الفوز بالسقوط من السماء وكل الجماهير قامت بالتصفيق ، والهتاف ، اتحاد ، اتحاد، اتحاد ، وقفت الملكة وأعلنت النتيجة هو إتحاد المدن الثلاثة لفوزهن في المسابقة وسبب ذلك هو الفخ الذي وضعته الملكة للأميرات لكن بحسن نيتهن فزن منذ البداية كان الشرط معكوس وهو عدم تخلي الأميرات عن مبادئهن في آداء المساعدة، وتنهي المسابقة بإتحاد الأميرات والمدن الثلاثة مدينة الحب والتفاؤل والقوة لتصبح مدينة الإنسانية . ‏بشرى دلهوم /الجزائر

الكاتبة بشرى دلهوم

نسرين عزوز

منذ 16 ايام
قصة بعنوان : عند الطلقة النارية /بقلم نسرين عزوز الجزائر كنا نراهن على لحظة الحب التي يظفر بها أي زوجين في وكن الحياة الزوجية، التي انتظرناها معا على متن الحياة وبين ظهراني صروفها، ليس بعد ساعة ، أو بعد حلول الشهر القادم ، أو بعد سنة، لم يكن ميقات زفافنا في زمن من هذه الأزمنة بل كان الزفاف حين بزغت الطلقة النارية ودق ناقوس الخطر وأرجفت المدينة وأنذرت نذرا كأنه يوم الميعاد، لم نشأ أن يكون في ترف وسعة فالزواج هو بناء قويم ملاطه الحب والمودة ولبناته التكافل يوغل سنوات وسنوات على أساسات وقوائم، يتلجلج حينا ويثبت حينا لكنه لا ينهار وهذا أمر سلمنا به وسلم به كل من جاء إلى زفافها وبارك لنا، حتى تلك الصواريخ والقنابل التي تؤز هنا وهناك وفي كل الأصقاع تشهد لنا أننا أهل لذلك ولو لم نكن أهلا لذلك لما اخترنا أن يكون زفافنا في يوم الطلقة النارية المدوية، حيث لا البيت بيتنا ولا الأهل أهلنا ولا اليوم يومنا مع هؤلاء النازحين المنكوبين لكن بيتنا هو الوطن وأهلنا الوطن ، أردت أن نكمل معك ما تبقى من حياتي وإن بلغت الروح التراقي والتفت الساق بالساق ومن حولنا اليباب والأنقاض ، وإن مر جسدي وجسدك على ألسنة اللهب وأفواه الصواريخ والبنادق الفاغرة في كل وقت. في هذه الخيمة التي تلملم كل ممزق من نكبة هذا البلد ، وتجمع كل متشظ ومتشرد وهائم ونازح وفرد فر من براثن الكيان الصهيوني وحاول أن ينجو بجلدته التي انقشعت من شأفته، كان الطعام زهيدا والماء أيضا ، تجمع الخيمة اليتيم والثكلى والأبتر، المريض والصحيح العاجز والقائم ، فيها ماهو صنوان وغير صنوان، فتلك فقدت أبناءها وذاك فقد والديه وذاك فقد كل أسرته ، وكنا أنا وسمية الزوجين الوحيدين في الخيمة وقد مر على زواجنا شهر واحد أمضينا شهر العسل "علقما "نقاوم ونكابد ونرابط في ثغر الجهاد ، أجمع القوت والزاد مع بقية أعضاء جمعية البركة الجزائرية وزوجتي تطهو وتطعم المنكوبين، كنا نقاسي مالا تستطيع الحياة احتمال باءته فتلفظه علينا ومانحن إلا بشر ضعفاء صرنا في مصاف الجبال في صمودنا وصارت الجبال إزاءنا محض حصوات صغيرة متراكبة بعضها فوق بعض ،صاغرة أمام مكابدتنا الشماء التي نجابه به عنان السماء لا شعاف الجبال فقط، نكابد الطوى والظمأ وزمهرير الشتاء وحصار العدو وترساناته التي لم تترك سلاحا إلا وأفرغته في غزة ، هذا شعوري وأنا في غزة منذ شهر واحد فكيف هو شعور شعبه منذ قرون وقرون تترى! وأصعب شعور يساورنا هو فراق عائلتينا، وحين فارقنا موطننا الآمن الجزائر إلى موطننا الثاني المطوق بالاحتلال الصهيوني مع بعض من أعضاء جمعية البركة بعد أن عقدنا العقد الشرعي تبرعنا بأملاكناوجئنا إلى غزة حيث كان زفافنا في هذه الأرض المباركة مختارين الجهاد والرباط في سبيل الله، تعرضت كثير من مدخراتنا للقصف والحمد لله أننا ظفرنا بالبقية وتداركنا العجز مقبلين غير مدبرين ،كابدنا وقاومنا فألفينا مع العسر يسرا ومع الضعف قوة ربانية، وبعد الهوان والخوار صمودا وعزة، لقد كلفت النساء في المخيمات بالطبخ والتمريض فكن يمكثن داخلها وأما نحن رجال الجمعية فنكلف بالشحن و نقل العدة والقيادة وتزويد المخيمات قدر المستطاع وملأ الوفاض ، نتنقل بين الفينة والأخرى من مخيم إلى آخر ، مشاة ومهرولين تارة وراكبين تارة أخرى، في غزة عرفت أن ما كان ماثلا أمام عينيك شاخصا متجسدا قد يختفي في طرفة عين بل قبل أن يرتد إليك بصرك وماكان فإنه لن يكون، كنت في طريق العودة إلى المخيمات أقود شاحنة العدة، فيها بعض من الأسلحة و الكسوة والأغذية وأدوات الإسعافات الأولية، نجونا بأعجوبة من محاولات صهيونية لتفجير الشاحنة، في غمرة هذه الصروف كان قلبي في عنفوان الشوق إلى زوجتي وشريكة حياتي حتى بلغ الحبور مني غاربه ، وما إن عدت إلى المكان حتى وجدت الجميع صار هباء منثورا ويبابا مبثوثا وأشلاء متفرقة، في غزة عرفت أن ما كان ماثلا أمام عينيك شاخصا متجسدا قد يختفي في طرفة عين بل قبل أن يرتد إليك بصرك وماكان فإنه لن يكون، بحثت عن زوجتي بين الجثث، في ذلك الحين اختلفت جمعية الهلال الأحمر وجمعية البركة إلى موضع المخيمات ودثرت الجثث بالكفن الأبيض، كنت منهارا مطرق الرأس وفي قلبي تحز الخطرات والهواجس، لقد حاق برفيقة دربي الرؤوم الموت الزؤام. اقتربت منهم رويدا رويدا مطرق الرأس حتى سمعت أنهم يقولون أن البعض قد تمكن من الهروب من المخيمات أثناء القصف الصهيوني، فأنا لم أجد جثة زوجتي، فانبلج في قلبي بصيص من الأمل لعل ريب المنون تقضي لي بلقائها مرة أخرى على عتبة الحياة أو شفا القبر .

نسرين عزوز

Dania Al-Omari

منذ 12 ايام
قصة بعنوان: الفرصة الأخيرة دانية وليد العمري إنها تُشير إلى الواحدة ليلاً صرير الأبواب يعلو ،، صوت الرعد يُرعب القلوب ودعوات أُمي تصلُ الى حجرتي الصغيرة،، ما زال الأرق يواصل وفاءه معي يزورني في الأسبوع عدة مرات،، مضى على فراقنا قُرابة السنتين راقبتُ هاتفي منذ الصباح علّه يدق باسمه ولكنه أبى أن يشعرني بالحنان الذي طلبته منه يوماً،، وما إن انتظرته حتى انقضى يومي هكذا،، عاهدتُ نفسي منذ الصباح انني لن أُشعره بماهيته لدي وأنني فتاة لا يغريها الكلام المعسول وإنما الافعال الممزوجة بالحب،، دفعني ذلك التعلق الى أن أُمسك قلبي بيداي الى نار الانتظار والى غرز الوجع داخل فؤادي الذي تعوّد على أن لا يتعود،، انتظرتُ مكالمته لسويعات ولم يأتي،، أبلهٌ هو يظن أن بإمكانه أن يكسبني بهذه الطريقة ولكنه لا يعرف أن نسيانه بات قريباً وأن قربي منه وتفكيري به سوف يكونُ مستحيلاً،، التقطتُ هاتفي بعد أن سمعتهُ يرن في صوت رسالة! كيف حالك!؟ تأملتُ الهاتف مرات وأغمضتُ عيناي وفتحتُها عدة مرات كي أستوعب ما أرى! نعم إنه هو! ولكن، بعد سنتين! تمتمتُ داخلي بالعديد من الحروف الغير مفهومة! لماذا!؟،، كيف!؟،، من!؟،، وماذا يريد الآن!؟ لم تعتد روحي كل تلك العواصف من الالم ولم أعتد أن أُدخل الى حياتي رجلاً قاسي القلب لا يهمه سوا أن تكن له الفتاة كما يريدها هو! حال بيني وبينه محادثة فاصلة وقد قررتُ الانفصال بعدها إلى الابد ولكنه! أبى أن يأتي! فكيف الآن!؟ أكملتُ قراءة الرسالة التي كانت تحتوي على الكثير من الحنين! ماذا حلّ بك؟ اشتقتُ لكِ! لم أعد كما أنا بعد انفصالنا فتُ أراكِ بكل الوجوه،، أصبحت حياتي سوداوية اللون ولم أرى التوفيق أيضاً ! لم يعد هناك من يُذكرني بموعد دوائي ولم يحتسي أحد القهوة معي! ولم تعد هناك رسائل تأتيني من أحد ليطمئن على أحوالي! اشتقتُ لكِ وما زلتُ أحبكِ للمرة الألف! زارني اليأسُ بعد هجرانك لي! توقفتُ هنا وكاد الحنين أن يعود لي! هجراني أنا له! ما زال هو كما هو يفتعلُ كل شيء سيء و يرمي أفعاله السيئة على الاخرين! لن أنسى أنه أدخل غرزة كبيرة داخلي وشق قلبي ليترك بصمة سوداء داخلي ولكني في نهاية الامر سألقي اللوم على نفسي التي بادرت بحبها اول مرة،، ما زلتُ صامدة رغم عواصف الكلام التي داخلي فقد دفنتها في مقبرة فؤادي رغم رياح الالم التي تحوم حول عقلي تُشعرها بذنبها الكبير،، ولكن في نهاية الامر لا بأس فكل شيء يحدث لخير ولن يحدث إلّا ما اريده فقط لانني تركت شيئًا لأكسب نفسي القديمة واصلتُ القراءة؛ لقد فشلتُ في الحُب للمرة الثانية لم تكن مثلك،، كانت تُواصل افتعال المشاكل معي لم تكن تعلم أنني أعشق اللون الأسود،، وأستيقظُ في الثامنة صباحًاً حتى أحتسي قهوتي السمراء،، وبعد أشهر قدّمت لي القهوة بسكر فتذكرتُ أنك الوحيدة التي علمت أنني أحبها بدون سكر رغم أنني لم أقل لك! لا أعلم لما أكتب كل هذا وأنا أعلم أنكِ لن تعودي لي ولن تقبلي أن أكون رجلكِ الوحيد وكتفك الثابت! جرسُ الباب يدق! تركتُ هاتفي مهرولة وقلبي يسبقني! الساعة الواحدة والنصف ليلاً من يدقُ الآن! أبي يهرول،، أمي تدعو أن كل شيء بخير،، أخواني يتساءلون من! التقط أبي يد الباب وبدأ يفتح الباب رويداً رويداً وكأن إحساسه يعلم أن هناك خطب ما! إنّه أبو محمد،، جارنا الطيّب،، ذو القلب المرهف،، يفوز بأفضل جار! لأول مرة أراه يبكي،، وعيونه مليئة بالدموع! صرخ أبي: ما بك يا أبا محمد!؟ ماذا حصل!؟ إنّه ابني أرجوك بسرعة،، قم،، تعال،، بسرعة،، هيا،، هيا،، بسرعة أرجوك! بدأ أبي يهدئه علّه يفهم ما به!؟ ف بدأ يروي قصته،، لا أعلم كيف لأبي أن يكون السند لكل اولئك الناس؟ وكيف له أن يكون القدوة والقلب الذي يحتوي الجميع!؟ لطالما كان في نظري الأب القدوة والأخ الحنون والصاحب الوفي والحبيب الذي لا يخون! إنه ابني سقط من على أعلى الشرفة وإنه! انه! إنه ماذا قل!؟ لا يستيقظ! هرول أبي وصرخ في وجه أخي أعطي مفتاح السيارة بسرعة! ذهب أبي دون ان يفكر فقط هم له طلب سيكن على قدر المساعدة! ك عادته! رأيته من النافذة يحمل محمد ويدعو ويقول الحمدلله ،، رأيته يهدأ من روع ابا محمد و يقول له ان الله معه لا تخف! سيكون بأفضل حال! ذهب أبي وعدتُ أنا لألتقط هاتفي من جديد وأعود الى رسائله الكاذبة والى كلامه الذي جاء في وقت متأخر! أكملت،، اعذري غيابي وتقبلي اعتذاري! اعيدي لفؤادي حياته وأعطي لروحي سماها،، قللي الغياب وعودي لحياتي، الان! رن الهاتف باسم أبي هرولت الى الهاتف لأطمئن على محمد فلطالما اعتبرته اخي الصغير! كيف محمد يا أبي!؟ لا تخافي انه بخير وعاد وعيه والان سوف نعود! كوني بخير يا ابنتي و سأعود قريباً! وما إن عدُت الى الهاتف لأُكمل واذ بأذان الفجر يكبر! وقتها فقط تذكرتُ انه لا يستحق ان أُكمل وان اعطيه فرصة حينها فقط ارسلتُ له رسالة واحدة فقط سيبقى الندم يرافقك وسيبقى ظلّي يرافقك وسأبقى انا امنيتك التي لن تتحقق! هنيئًا لك بالحظر الدائم وضفتُ رقمه الى قائمة المحظورين وهرولتُ لأصلي وأنام وأنا اردد داخلي أنا أمنية كل من يعرفني ومن لم يعرفني وسأبقى أنا صعبة المنال وستبقى روحي تستحق كل ما هو جميل!

Dania Al-Omari

إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)

منذ 21 ايام
لماذا عدت مجدداً بعد ذلك الحدث ألم تكتفى بما حدث عندما رأيتك معها في نفس مكاننا. عند الشاطئ بجانب صخرتنا التى نقشنا عليها اسمائنا. هذا المكان الخاص بنا ليس من حق أحد التواجد به غيرنا. الم تكتفى من هذه الجراح؟ ربما مازالت غير مبالى بجراح الآخرين مثلما كنت تفعل دائماً. يالك من وغد. الم أقل لك لا تعود؟ لماذا عدت؟ لا تقل لى اشتقت لمن اشتقت ؟ لتلك الغبية التى تتغاضى عن خياناتك المتكررة ؟ أم إشتقت لغباء أنثى كانت تحلم معك بمنزل هادئ ؟ فعلاً كنت حمقاء. ولكننى عدت لرشدى في ذلك الوقت عندما اخرجتك من حياتى. حازم:ولكنى مازالت أحبك. تسنيم: وأنا أكرهك وبشدة فلتغرب عن وجهى. حازم: لماذا لا تريدين اعطائي فرصة أخرى ؟ تسنيم: لأنك خائن. حازم: أنا لم اخونك كانت مجرد صديقه واخدتها إلى مكاننا لأنها كانت حزينة. تسنيم: أنت كاذب إذا كانت صديقه مثلما تقل فلماذا حزنت عندما وجدتنى أمامكم وخرجت مسرعه ولما ترى السيارة التي أتت مسرعه وصدمتها؟ حازم: لأنها بالفعل كانت حزينة لأنها فقدت خطيبها بسبب سوء تفاهم وكنت أود الإصلاح بينهم. وعندما اتيتى أنت كانت تبكى ربما لا تود أن يراها أحد وهى تبكى لهذا السبب تركت المكان مسرعه. تسنيم:لاتختلق أعذار أذهب وكون بجانبها لحتى تعود لها صحتها ولا تجادل وتماطل.فهذا حقها عليك فأنت من تسبب فهذا الاذي الذى حدث لها. حازم:لماذا لا تريدين تصديقى أنا لم اخونك قلت أنها صديقه فلتاتى معى لها بالمستشفى لتسمعى منها. تسنيم:لقد اكتفيت هذه صفحة قطعتها من حياتى فلتكمل أنت أيضاً حياتك ولا تشغل بالك بى. غضب حازم وترك المكان مسرعاً إلى المستشفى ليجد صديقته نائمة ولا حيلة لها فقد أثرت عليها الحادثة تأثير قوى فهى ستظل فترة لا تقدر على الحراك أو النطق.جلس بجانبها حزيناً. لا يعلم ماذا يفعل فزوجته تركته بسبب أنها رأته مع صديقته. وصديقته في حاله يرثى لها. ظل شارد الذهن حزين لا يعلم ماذا يفعل ف صديقته ليس لها أحد. ولا ينبغى عليه تركها. وزوجته تريد الإنفصال. فماذا يفعل؟ اثرت زوجته على الإنفصال ورفعت دعوه طلاق واطلقت منه. وظل هو تائه لا يعلم ماذا يفعل كان ينتهى من عمله ثم يذهب إلى صديقته ظل يتابعه بما يقرب السنه حتى تحسنت ولكنها مازالت تريد رعايه فقرر أن يتزوجها لحتى يكون بالقرب منها. وأيضاً زوجته ظلت بضع سنوات لم تتزوج ولكن عندما علمت أنه استكمل حياته قررت أيضاً أن تكمل حياتها تزوجت وانجبت طفلان تؤام بنت وولد. وهو أيضاً انجب ولد ولكن أصيبت زوجته بمرض خطير توفت بعد زواجهم بسبع أعوام وهى تصارع المرض ولكنها كانت تدون كل ما حدث معهم منذ تلك الليلة ليلة الحادث بمذكراتها. إلى وقت وفاتها. فكان أبنها يحتفظ بمذكراتها لأنها تشعره بوجود والدته. أم هى استأنفت حياتها ولكنها مازالت تعيش على أطلال حب قديم. وبعد ما يقرب من عشرين عاما. قالت لها ابنتها أنها تحب شابأ يريد أن يأتي مع عائلته ليتقدم لها. فقالت والدتها حسنأ فليأتى غداً فى السابعة مساء واتفقت مع أبنها أن يكون موجود في الموعد لأن زوجها توفى منذ عشرة أعوام. وصارت هى الأم والاب لأولادها. وعندما أت هذا الشاب مع والده. ثارت الأم وأبدت رفضها القاطع لهذه الزيجة لحتى لا تتألم ابنتها مثلما تألمت هى. ولكنها اعترضت دون توضيح شئ لأى أحد. وهذا ما أثار التساؤلات حولها ولكنها رفضت الحديث . وفى اليوم التالى. عندما علم الشاب من والده سبب الرفض قرر شئ وقام بفعله. أت إلى منزلها هدية مغلفة باسمها قامت باستلام الهدية وسط حيرة شديدة فهى لا تعلم ما هذه الهدية ومن قام بإرسالها. قامت بفتحها وقامت بفتح المذكرات وكانت تقرأ وعيناها تفيض بالدمع ظلت تحت تأثير ما قرأتها في المذاكرات مده من الزمن لا تعلم كم مر عليها من الوقت ولكن عقلها ليس قادر على استيعاب ما قرأت هل حقاً ذهبت حياتها هبأ بسبب غيرتها العاميه. هل كانت ترفض حب زوجها وأن تثق بأى أحد بسبب سوء فهم. فهو كان يقول الحقيقه. وهى كانت تتحمل الم قلبها طوال كل هذه السنين. وقفت حائرة لا تعلم ماذا تفعل فهى لا تريد أن تعانى ابنتها مثل ما عانت ولكنها أيضاً لا تريد معاقبة ابنتها وهذا الشاب على خطأ أو سوء فهم منها في الماضى. قررت أن تحقق لابنتها رغبتها ووافقت على الشاب دون التفوه بكلمة. وتم الزفاف وسط نظرات اللوم والعتاب من معشوقها القديم. ولكنها كانت تتهرب لحتى لا تلتقى الأعين فهى مازلت تلوم نفسها لأنها لم تصدقه فهذا الوقت. حاول الاولاد جمع العاشقين ولم شملهم مره اخرى ونجحوا في ذلك وبرغم مرور الزمن كان كل منهم يحمل هذه المشاعر بداخله. تزوجا العاشقان مره اخرى ولكن بعد ما يقرب من سبعة وعشرون عاما. تمت..... إلهام احمد

إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)

ليندةكامل

منذ 18 ايام
لقد خرج قبل قليل تمسح عن يده ، لقد جاء بعد خمسون ابرة ، وخمس سنوات من الانتظار والتعقب ، جاء أخيرا كالبشير الذي يحمل فرحة الاستجابة . السعادة لحاء يدثر الوجوه ، والأعين محدقة حول المعجزة ، تهدهد بين ذراعيها تأبى تركه تلكزها ناصحة "دعيه ينام في المهد ليتعود ، وإلا سيتعود على هدهدت يديك ، ستتعبن بعدها". "لن أتعب "تجيب في حبور. ، شعرت بنمل في ذراعيها ، فوضعته في المهد أخيرا وعينها حضن لا يفارقانه ، شعور الأمومة يشبه المغناطيس بمجرد أن يشتم رائحة الابن حتى تلتصق به؛ لا شيء يشفي غليله سوى الانجاب، "يبقى ذلك الشعور متقدا مع كل ولادة جديدة" تهمس احداهن ، "لكنه ولدها الأول وهبة الله لها بعد صبرها " ترد عليها أخرى. ابتسامة تضيء وجهها وأفكار تحلق فوق رأسها ؛كلها انتشاء ،احتارت في تسميته عبد الوحد ،عبد القهار ،عبد الجبار اهتدت الى أن تطلق عليه عبد المعطي تبركا بعطا الوحد "ان اعطى ادهش" وها هي معلقة بين الدهشة والفرحة ونشوة الاستجابة لدعوات لقد كان الظلام دامسا والهدوء مرعبا حين خلى المكان من الزوار والزوج لم يعد ، أخبرها أنه قد يتأخر لم يراه حتى، كان يحلم تماما كما تحلم هي وينتظر كما تنتظر ولكن سفره طال . توجست من القصف الذي وصل الى مدن قريبة، جباليا ،دير الزور، دير البلح ، وهم الآن في خان يونس القصف كان قريبا . صراخ الطفل يوقظ فيها الأدراك لم يتوقف عن الصراخ ، لحظة واحدة ، كأنه تنبأ بأمر ما ، لقد غيرت له الحفظات ، أطعمته ، غيرت له الثياب ، غيرت المكان هدهدته بين ذراعيها ، لكنه لم يصمت فامتزج مع صوت انفجار قريب، هلع الناس وخرجوا للاختباء ، "كل الأماكن معرضة للقصف "يقول الشيخ ثم راح يتلوا الادعية ، كانت تخفى رعبها وتتلو الذكر ، لكن القصف يتجدد في كل دقيقة ،كأنها حمم من البراكين، ما تكاد تهمد حتى تنفجر . خرج الناس من العمارة واجتمعوا في باحتها ،الأطفال يرددون وعيونهم تراقب السماء المضاءة بالقنابل المضيئة " ما بدهومش يتوقفوا اليهود ، بظلوا، يطخو" الصغار يصرخون خوفا، الأمهات يهدهدن فواجعهن ،الشيخ يتلوا "اللهم لا منقد لا أنت "يتبعه الجميع ينسون لبضع ثواني القصف . تقع احداها بالقرب من المنزل وقد نجوا هذه المرة ، تجري المرأة نحو المهد لقد وضعته للتو ، لقد سكت وخمد للنوم ، وظلت تحرس المكان كطائر ا يامن على أولاده من الهواء ، أسرعت اليه ، شظيت وقعت من خلف النافذة اجتاحت جسده الضعيف ،حملته بأنفاس لاهثة ترجته أن لا يتركها وهي تضغط على صدره ليتنفس ، ارتجف بين يديها ، تركها غارقة في وجعها ، بحركة الية ضمته الى صدرها ، أرادت أن تعيده الى رحمها اما لكان له أن يبقى به ، قبل أن يعو الى سباته الأبدي ها قد عاد الى رحم التراب . الكاميرات تراقب البكاء ، الوجوه الحزينة ، الصراخ الذماء ، التنقل خبر استشهاد عدد من شباب المقاتلين ، الصور تداع عبر الشاشات في الهواتف الناس تقرأ الأخبار التي تتنقل سريعا ، كانت تلفه بغطاء أبيض ، وخبر استشهاد زوجها يداع في الجهة المقابلة، كانت تنظر اليه بنصف عين ، وضعته في اللحد ، وقد كتبت هنا ترقد الحياة . ليندة كامل

ليندةكامل

لما عزالدين

منذ 14 ايام
رحل للسعادة اقسى الألم هو الألم الذي نحمله معنا منذ الطفولة ويتراكم للكبر وينفجر بصحتنا النفسية وعدائيتنا ، نفشل في لملمت تراكماته الى ان تفلتَ منا الأشياء من كثرة فائضها ، وحينها نلام على ردة فعلنا متناسين قسوة الفعل بنا . علي الطفل الجميل المجهول الأبوين عاش الوحدة منذ الصغر بدار الايتام ،عاش ألمه وفرحه لوحده، تحدّى الحياة دون دعوة وبركة الوالدين، لا يعلم ما يعني حضنُ أم حين يمرض، سند اب يشقى لأجلهِ حتى لو جاء من عمله منهك ولا وقتَ لديه للعب معه ، يكفي انه يتكأ عليه ضهراً وسنداً . تخرّج علي من المدرسة الداخلية لحياة لا يعلم شيءٌ في خارجها اشتغل ليتمكن من الصرف على نفسه وعلى جامعته ،الى أن حان وقت تخرجه من الجامعة. وما اصعب ذلك الحفل الضخم ولباسه الانيق دون صفقة أم ، فخر وأب سند اخ وحنية اخت ،او حتى وردة في يده تحن عليه كما كل طلاب دفعته يحملون باقات الورود، وقف صامتا مكسوراً لشهادة إمتياز دون أي تعابير دون رجفة يد لإستلام الشهادة دون صفيق احدهم، دون بسمة فرح لإنجازٌ حققه. "لو مهما أنجزنا في حياتنا من نجاح لن نفرح به وفي داخلنا تعاسة تحرقنا"، لن نلمس الأشياء الجميلة من الخارج اذا لم نلمسها من روحنا ومن داخلنا . دخل عالم العمل والجهد دفن كل حزنه بالتصميم والهندسة أبدع في عمله وترقى في الشركة بظرف سنتين الى ان اصبح رئيس المهندسين. الا ان طموحه اكبر من ان يعمل في وظيفة تحت إدارة أحدهم، كان يقتنع بمقولة "ان الوظيفة وراتبها هي المخدر الذي يعطوه أصحاب العمل للموظفين لتلهيهم عن احلامهم" رغم مركزه المرموق رفض ان يبقي مكانه فلا ترقية له اكثر من ذلك ، ومن هنا بدأت فكرة التخلي والرحيل تولد عنده . ففكرة الرحيل لا تعني فقط التخلي عن الأشخاص ، انما الرحيل عن كل شيء يعيق سعادتنا، حتى لو كان الرحيل عن وطن، التخلي عن عمل، عن حب . الرحيل هو التخلي لأجل راحة بالنا والإدخار للسعادتنا. ترك علي وظيفته الذي يراها سجنه الابدي لو بقى بها، رحل لعالم الاعمال والبزنس فتح شركته الخاصة به، شركة هندسة معمارية توسعت الى ان أصبحت من اهم الشركات في البلد، ومن خلال عمله تعاقد علي مع عدة شركات ومنها شركة تصميم الديكورات الداخلية لمالكتها مريم الفتاة الجميلة الطموحة وهي مهندسة ديكور لها طابع خاص في تصميماتها ، كانت لطيفة جدا معه ،شعر معها ان الوحدة الذي عاشها كل حياته بدأت تتلاشى بها بعد قصة حب جميلة تقدم علي لها، وافق أهلها على مضض لعدم وجود اهله ونسبٌ له ،لكن مركزه ووضعه المالي شفع له وساهما في القبول. عاش مع مريم زواجاً سعيداً وكانت اجمل اربع سنوات في حياته ، قضايا سوياً بسعادة من سفر ورفاهية وعمل وعاشا النجاحات سويا، الى ان اتى اليوم الذي طلبت مريم من علي ان يسجل لها الشركة والمنزل بإسمها كون لا وريث له ،ومن هنا بدأت المشاكل بينهما الى ان دخل علي في حالة نفسية سيئة من تراكم الماضي ومشاكله الحالية مع مريم وعدم احساسه بالأمان معها وفي ذات الوقت معايرته بحالته ووضعه وماضي لا ذنب له فيه. وما زاد الوضع سوءاً حين سمعها تقول لأختها انها تؤجل موضوع الإنجاب خوفا ان تنجب أطفال من نسلٍ فاسد لا تعلم ان كان لقيط او يتيم بالحلال او بالحرام . عانى نفسيا الى ان وصل لمرحلة الانهيار العصبي مما أثر ذلك على وضعه الجسدي والجنسي. بدأت العلاقة بينهم تتجمد بالأحاسيس والفتور، ومريم الفتاة الشقية التي تشع حيوية لم يليق بها الحال لا من إرث ومال منه ولا من حياة حميمية ،فأقدمت على رفع قضية طلاق ضده. ولم تكتفي بذلك بل أقدمتْ على التشهير به أمام الموظفين والعملاء المشتركين بينهم ، دخل حالة نفسية صعبة وصل به الامر الى الانتحار مرتين وفشل ، لم يتقبل فكرة خسارته لها من بعد عوض الله بها ولم يستوعب صدمته بها . فقد الأمان وعاد للوحدة الذي اعتاد عليها منذ الصغر ولكن بقلب مكسور بعد ان ذاق حلاوة الحياة بالمشاركة معها. وكأن الأشياء الجميلة دائماً عمرها قصير للأشخاص السيئين الحظ ما أن يتذوقوا السعادة مرة يأكلون بعدها المر ألف مرة. فقد الثقة بنفسه وبالناس وبدأ يشعر ان كل من حوله يشير اليه ، على انه عاجز وناقص الرجولة، بدا يعتزل الناس تدريجياً يخسر عقوده مع اهم الشركات و بدأت الشركة بالانهيار وعلى حافة الإفلاس ،خسر معظم الموظفين، ترك فيلته وسكن في شقة غرفة واحدة وعاش فيها كآبته معزول كليا عن الناس يقضي وقته يشرب ويتعاطى العقاقير المهدئة التي تحتوي على نسبة عالية من المخدر أدمنها، ومعظم وقته لا يعلم ما يحدث حوله،، لكن لحسن حظه كان له صديقة مقرّبة مخلصة له تعرّف عليها من خلال عمل جمعهما لوقت طويل مما ولدت بينهم صداقة حقيقية قوية، فكانت هي الوحيدة في حياته يشكي لها مشاكله ، تخفف عنه متاعبه تدعمه وتؤمن به، علمتْ بوضعه النفسي إستفزها ضعفه فذهبت هي وصديقة مشتركة بينهم الى شقته لم تتقبل الحالة التي وصل اليها ، رمت له كل الادوية صرخت به بصوتٌ زلزل المكان نبع من روحها ومن خوفها عليه . قالت له بصوت شجي بلوم قاسي أي من الرجال انتْ أي ضعفٌ تعيّشك إياه فتاة؟ أهناك نساء تهزم الرجال وبهذه السهولة؟ فهي الصديقة الوحيدة التي تعلم كيف تقنعه وتسيطر على وضعه، نجحت بإقناعه ان يسافر للعلاج بعد إصرارها لشهور، وافق على مضض، فوكلها بتوكيل رسمي بتصفية شركته كونها قانونية . بما ان أمل صديقة وفية لم تتقبل فكرة التصفية وأغلاق الشركة التي كانت مستشارة قانونية لها وشهدت معه نجاحاته ، فعملت ليل نهار لإسترداد الشركة وبالفعل عادت الشركة بعقود جديدة بفضلها وبفضل مهندس مسؤول عنده ومخلص لعلي جداً ،استعانت به أمل لخبرته فهي قانونية لا خلفية لها في مجال الهندسة ،و بعد ٦ اشهر من مكوثه في مصح نفسي وصحي في تشيك والتمارين الصباحية وبرنامجه الغذائي والمتابعة من أخصائيين نفسيين وبعده عن التواصل بالتلفون والاخبار، فكانت له مكالمات قليلة مع امل فقط بهاتف ارضي تابع لمركز التأهيل الذي يتعالج به، كان يطمئنها عنه فهي بالنسبة له صديقة روحه واسراره ، كانت تلمس تحسنه من نبرات صوته عاد علي. حين تصل الصداقة الحقيقية اسماها نشعر بروح الأشخاص إن كانوا بخير ام لا ، من اثار أصواتهم ومن أطراف الحديث نلامس حالتهم النفسية حتى لو بهمس الكلام او سكوته. رحل علي للعلاج وترك كل شيء ، فكرة رحيله كانت كفيلة بأن يلد من جديد ،عاد شخص جديد متعافي خالي من ذاكرة ألم الماضي، دفن كل معالم حزنه في تشيك وعاد منتصرا على ذاته أولاً ومنتصرا على الالم، متصالحا مع الماضي وصديقا للحاضر . عاد لعمله ممتن لصديقته أمل وممتن للحياة التي بدأت متأخرة . الآن علي يملك اهم شركة مقاولات وهندسة في المنطقة ويحضّر لزواجهِ . بدأت فكرة الرحيل عنده حين قرر ترك وظيفته ليقود عمله الخاص الى ان رحل مؤخرا من حالته النفسية وهاجر بلده للعلاج ايمانا بنفسه انه قادر ان يرحل ليُشفى ويحيا. نحن نرحل لأماكن نجد فيها أنفسنا، نرحل لأشخاص نرى فيها ملاذنا، نرحل الى كل شيء يتوالم مع روحنا ويسكنها الطمأنينة، نرحل لذاتنا التي أحن علينا من الغير . الحياة تمر على الجميع بحلوها ومرها ونحن وحدنا نتعامل معها كما تراها بصيرة روحنا، ان كان الفرح في داخلنا سنرى ان المصيبة هي غيمة ومن بعدها امطار ستسقينا فرحاً، اما إن كنا من التعساء فداخلنا لا يمتص الا الحزن مهما كانت السعادة تنادينا. نتعامل مع الحياة كما نتعامل مع انفسنا وكما نتعامل مع ذاكرتنا ، السعيد يمتص من الحياة ذاكرة يحيا بها العمر، اما الحزين ذاكرته مليئة بغضبه وسواد أفكاره لا تساع الا حزنه. نجد السعداء وقت المصيبة يستلقون على ذاكرتهم الجميلة التي تنقذهم من الواقع إن غدر بهم. لأن من أحب الحياة لن يرضى ان يعيش خارج نطاقها ولا أن يدفن في حضورها.

لما عزالدين

Essaadia Aguezzal

منذ 16 ايام
قصة سيمان لا شئ غير السواد أراه فَدنيايَ نهار كاحل وضوء الشمس فيها ليس سوى أسطورة تروى بين سكان عقلي الذين سئموا الظلام... أكملت سيمان سطور خاطرتها تحت وميض ضوء الأباجورة الهادئ ثم أغلقت مذكرتها ذات الغلاف الأسود ووضعتها تحت وسادتها، استلقت على ظهرها فوق السرير تتوجس ألا توقظ زوجها النائم مصوبة أنظارها نحو سقف الغرفة ساهية تجتر ذكريات طفولتها العصيبة فيتَمَعَّر وجهها للأفكار التي تجلد قلبها المهلوك ألف جلدة كل يوم و التي جعلت حياتها صندوقا أسودا لا يصله نور الطمأنينة، لازالت تسترجع بألم ذكريات الأيام التي كانت فيها أكبر متمنياتها أن تشاطرها زميلتها في القسم اللعب بالدمية الشقراء المسماه فولا، و لازالت على ذكرى الأيام العجاف التي كانت فيها أعظم أحلامها بعضا من الأزياء الطفولية التي كانت تملكها إبنة جارهم التاجر، وأوجع ما تتذكره هو فراق أحبة لن يرجعوا من المنية. تشير عقارب الساعة إلى الثانية عشر وقت الظهيرة، صوت الجرس يدوي في أرجاء إعدادية الغزالي بمدينة إيمنتانوت المغربية معلنا إنتهاء الحصص الصباحية، أرهاط من اليافعين يتدفقون نحو ساحة المؤسسة متجهين في إزدحام نحو بوابة الخروج وسط جعجعة من الأصوات التي لا يمكنك أن تميز فيها ما يقال غير قهقهات مجموعة ما من الفتيات تعلو فجأة أو صرخات شغبية لأحد الفتيان بينهم تتدافع سيمان متعكلة في عباءتها الطويلة واضعة يدها فوق رأسها تحمي حجابها من الإفلات... تمكنت من تخطي عتبة المؤسسة، إبتعدت قليلا ثم بدأت تتفحص المكان بأعينها باحثة عن زميلتها أسماء المتغيبة التي عاهدتها أن توصلها بدراجتها النارية مقابل أن تمزق سيمان لائحة تسجيل الغياب، لكن على ما يبدو أن أسماء خالفت الميعاد، نفخت سيمان بغضب ثم جلست تنتظر لعلها تظهر في الأرجاء... مرت دقائق الإنتظار على سيمان تحت أنظار الشمس مرورا عصيبا ما أطفح كيلها لتهمّ بالركض في رصيف الطريق السيار فهي ملزمة بأن تقطع مسافة إثنين كيلومترين كي تصل إلى منزلهم، أدركت أن لا فائدة من معاهدات أسماء فدائما ما ترجع منها بخفي حنين، في ظل فوضى الأفكار و ركضها، صوت رقيق مرفوق بضجيج دراجة نارية يخترق أذنيها مصرخا: _سيمااااان .كانت أسماء بأناقتها المعهودة،وقفت بالدراجة جانب الرصيف بالقرب من سيمان و هي تكبح إبتسامتها المحرَجة لأنها تعلم أن هذا التأخير سيبغضها كثيرا ثم قالت بخجل: _أعتذر عن التأخير ،حصلت أمورا كانت خارجة عن سيطرتي كلفتني دقائق لأتجاوزها. أجابت سيمان بانكسار : _نفس العذر دائما، يا أسماء قد تظهر لكِ 15دقيقة ليست بشئ لكنني لو ما أضعتها في انتظارك لكنتُ الآن قطعتُ نصف المسافة،أكملت كلامها وصعدت بضجر بعدما لاحظت عدم إكتراث أسماء لعتابها، قامت بعد ذلك بتمزيق الورقة بينما أسماء باشرت بالقيادة فانطلقتا تاركات وراءهن أشلاء الورقة تتطاير في السماء ثم تهوى فتقع في الأرض لترفسها بعدهن العربات كما ترفس الآلام فؤاد سيمان التي منذ أن بلغت الست سنوات و الهموم تتكالب عليها من كل مكان، فقدت أباها أولا، هذا الاخير لقي حتفه تحت عجلات إحدى السيارات عندما كان عائدا من عمله في أحد مراكن السيارات ثم بعده فقدت أخاها الوحيد بكر والديها بسبب تسمم غذائي ما تسببت لأمها في غيبوبة استفاقت منها بشلل نصفي جراء إرتفاع ظغط الدم لديها إلى أعلى المستويات، منذ آنذاك و سيمان تحمل في قلبها وجعا لا يحاكيه خطاب. تتبعت سيمان لحظة مغادرة صديقتها بالدراجة ثم استدارت تفتح باب المنزل، ليلتقط عقلها أبشع صورة يمكن أن يحتفظ بها على الدوام، كانت والدتها مرمية على الأرض لا تحرك ساكنا، بقيت على حركة كانت تفرد فيها يدها نحو كرسيها المتحرك الذي يبدو أنه انزلق بعيدا من قوة السقوط ... مسحت سيمان ماء الحزن من عينيها و التفت الى زوجها النائم تتأكد من ما ان سمع شهقاتها أم لا ثم اكملت بكائها، فكلما تذكرت هذا اليوم إستشعرت معه وجع الجروح النفسية التي خلفها في وجدانها والتي تأبى الإندمال،لم تنسى لحظة نقل جثمان أمها الى المشرحة و لم تقدر على نسيان لحظة تزويدها بنتائج التشريح التي أوضحت أن أمها توفت بسبب لدغة أفعى، فهي أشياء لا تُنسى، أغمضت عيناها تنتظر النوم ان يخلصها من عذاب ظلال الماضي المؤلمة... صوت المنبه يعلن تمام الساعة السابعة، نور الصباح ينبعث من وراء الستارة البيضاء المنسدلة على نافذة الغرفة مرغما أعين سيمان وزوجها على الإنفتاح... في كاتالان الإسبانية و بالضبط في شارع" باريو غوتيكو "، على كرسي مكتب مهَندَس على أحذث ما في الزينة و أفخم ما في الديكورات تجلس شابة في أواخر الثلاثينات من عمرها ترتدي ثيابا كاجولية في اللون الوردي، لون السعادة كما تسميه، تضع بعشوائية حجابا أبيضا على شعرها البني، هذا الأبيض الذي يليق بملامحها السعودية بامتياز و يتناسق مع روعة عيونها البنية القاتمة التي تلمع مع ضوء الشمس المنبعث من الشرفة المطلة على الشارع، تتصفح سجل المواعيد منتظرة مرضاها لتخفف عنهم مآسيهم و تخلصهم من عذاب القلوب، في هذه الأثناء رن الهاتف الأرضي الموضوع على مكتبها وردت على المكالمة : فتاة الاستقبال : _ Doctora, la senora Siman Hassan está esperando.(دكتورة،السيدة سيمان حسن في الانتظار ) الدكتورة : _Bueno,déjala entrar .(حسنا، اسمحي لها بالدخول) _حياك الله و بياك دكتورة ميسون. هذه كانت جملة سيمان بعدما طرقت الباب و أذنت لها الدكتورة بالدخول، إبتسمت هذه الأخيرة وردت عليها مشيرة لها بالجلوس : _أهلا و مرحبا سيدة سيمان تفضلي ، أردفت قائلة, كيف تشعرين بنفسك اليوم ؟ _الحمد لله مشكورة دكتورة،أكملت بخجل و حزن مختلطين يا دكتورة ميسون ،أخاف أن حالتي ميؤوس منها، هذه الحصة السادسة من العلاج السريري و كل الكمية الوفيرة التي تعاطيتها من حبوب الاكتئاب ومازال الألم حيال طفولتي لا يفارقني، ماضيَ البائس يطاردني لا أعلم إنني أشعر بالكثير ربما أعاني من جميع الأمراض النفسية الموجودة، أردفت بإنكسار إن الإحساس بالتعافي لا يتجاوز معي عتبة هذه العيادة ، ففي كل حصة أشعر فيها بتحسن ما إن أفر من هنا و أصل إلى منزلي حتى تهب علي كل المواجع من جديد،تنهدت بضعفِ قوةٍ ثم صمتت تنتظر رد الدكتورة .. استوت الدكتورة في جلستها ثم ردت عليها بنبرة الإقتراح : _ دعينا اليوم من ذاك السرير، أشارت لسرير العلاج المركون في زاوية الغرفة المقابلة للمكتب،ثم أردفت، ودعينا من محاضرات الأطباء النفسيين، الآن سنتكلم كصديقتين، أتعلمين يا سيمان الأمر في منتهى البساطة، أنظرِي للحل إنه في الإيمان بالقدر خيره و شره، الأمر بسيط للغاية لو تتحررين من سلطة أفكارك السوداء و تنظرين لنفسك من مسافة بعيدة سترين أنكِ تهدرين فرصا كثيرة لكي تعيشِ سعيدة ، السعادة بين يديك و الطمأنينة كلها متجسدة في تقبل الماضي و التصالح معه و العمل على المستقبل ، سأوافيك بدواء نهائي لحالتك صمتت قليلا ثم أكملت ألم تحدثيني من قبل أن زوجك الإسباني وهب لكِ قدرا جيدا من ثروته، و أنتِ كذلك تشتغلين في جريدة،من كل هذا يمكنكِ أن تدشني مشروعا في بلدكِ يأوي المستضعفين أو المقعدين، الأهم أن يكون عملا خيريا، و كذلك أنتِ كاتبة جيدة أفرغي طاقتكِ في الكتابة و انتجي لنا اعمالا جميلة مثلكِ أنتِ مبدعة حقا ، إصغي إلي يا سيمان يكفي برهانا على أنك قوية كل تلك المراحل العجاف التي مررتِ بها لتصلي إلى هنا بطريقة غير شرعية و كل الوحدة و العزلة و الجوع و البرد الذين مروا عليكِ و أنتِ تحاولين إيجاد مكان لكِ في هذه البلاد و كل الصبر الذي تحليتِ به لتتخطي كل العراقيل، أنتِ قوية و يمكنكِ نسيان الماضي بل أنصحك بما هو أفضل ألا تنسيه بل أحبيه إنه جزء منك، ذلك كان أمر الله، أنظري يا صديقتي أنت الآن في عمر 30 سنة و أنت اليوم أم لطفلة تراكي شعلة الأمل في هذه الحياة ، أتعلمين ماذا سيحذث لو بقيتِ مطفئة و بقيت طفلتكِ في الظلام ستنتجين سيمان أخرى مكسورة لكن بأبشع طريقة إن قادتكِ كل الأسباب إلى هذه الحالة المريبة فلبة كبدك لا شي في حياتها يستدعي أن تترعرع بمرض نفسي سوى أن أمها التي تجاوزت كل شيئ لم تفطن بعد بأنها الآن في أفضل حال فضلت أن تعيش في غياهب الماضي بدل أن تتمتع بواقعها المنير، يا سيمان العلاج بيدك ، ألم تحكِ لي أن زميلتك أسماء في الإعدادية كانت تطلب منك خدمات مقابل أن تقلك بدراجتها، إذن إفهمي من هذا المثال الحي أن الدنيا أخذ وعطاء بأي طريقة أو على أي شكل كان، فإن الحياة هكذا ، و أنتِ سُلب منك الكثير و لكنك أخذتِ الكثير في المقابل، أليست حياتك الثرية الآن أحسن من ذي قبل ؟ أما والديك يا عزيزتي قد عاشا العمر الذي كان مقدرا لهما أن يعيشاه، إنهم مضوا يا عزيزتي، الجملة بقدر ما هي داء لكنها مسعفة، الماضي مضى و لا ينتظرك أن تفقدي والديكِ مرة ثانية. صمتت تقرأ تعابير وجه سيمان منتظرة إياها أن تنطق بالرد الذي تحكيه تعابيرها. كلام الدكتورة ميسون كان بمثابة مصباح أنار عقل سيمان، ما جعلها تنظر لحكايتها من زوايا لم تكن على بال بها، و شعرت بأنها فعلا في حاجة للقيام بمشروع عمل خيري و فكرت في أنها ستحدِّث زوجها عن هذا في المساء متأكدة أنه سيدعم كثيرا هذه الفكرة . لكنها لم تشأ أن يطول الحوار مع الدكتورة أكثر، إنها خائفة من أن تضيع هذا المصباح في ثغرة أخرى فهي لم تعد قادرة على العيش في المزيد من الظلام، اكتفت بحصر الأفكار في هذه الدائرة و شكرت طبيبتها بامتنان و إستأذنت منها قائلة: _دكتورة ميسون شكرا بحجم السماء، فكرة العمل الخيري بدت لي أنها أفضل علاج للاكتئاب، إن سمحتِ لي سأغادر الآن سأزوركِ في وقت لاحق ان شاء الله. أكملتا حديثيهما حول الموعد المقبل ثم غادرت سيمان العيادة، بعد ما وضعت أولى خطواتها على أرض الشارع أخذت نفسا عميقا ثم اتجهت نحو أقرب مكتبة اقتنت مذكرة وردية لامعة ثم اكملت سيرها نحو منزلها وفور ما وصلت ذهبت لغرفتها أخرجت مذكرتها ذات الغلاف الأسود من تحت الوسادة مزقتها ثم اتخذت الوضعية الملائمة فوق السرير لتبدأ بكتابة أول جملة على أول صفحة من مذكرتها الجديدة ( ستبدأ الآن رحلتي، سيشقق الحطب في حديقتي ويخرج منه زهر السوسن، ستُمطر سمائي القرنفل على أعتاب يأسي، سأتحرر مني إلى أنا، إلى أنا النسخة الجديدة الراضية المتفائلة). أغلقت مذكرتها و استوت لتحظى بأبهج و أريح قسط نوم وهي مصرة على فكرة مشروع العمل الخيري . السعدية أگزال

Essaadia Aguezzal

عبدالعال بخيت

منذ 19 ايام
عبدالعال بخيت (الدَّوامة) قصة قصيرة لـ (عبد العال بخيت) تدقيق لغوي/ تامر عبدالحليم "تقفُ أمام الدَّوامة، وتخشى أنْ تبتلعَكَ، ولكنَّكَ لا تعلمُ أنَّ الدَّوامة تخشاكَ أنْ تبتلعَها" استيقظ "رامي" مِنْ نومه فزعًا؛ فهو كالعادة كان يرى نفسَهُ كُلَّ يومٍ يقفُ على شاطئ البحر، وأمامه دوَّامة كبيرة، لكنَّ هذه المرَّة رأى داخل الدَّوامة قاع البحر، ووسط الشُّعب المرجانيَّة كرسي كبير يجلس عليه رجل عجوز مثل المَلِك، يمسكُ بيده اليسرى رمحًا كبيرًا مصنوعًا مِنْ سيف سمكة السيف، وهو يلوِّحُ له بيده اليمنى؛ ليأتي، ويجلس بجواره على كرسي أصغر قليلًا مِنْ كرسي المَلِك، وصوت عميق يحدِّثُهُ: "تعالى يا أميري الصغير، تعالى يا بُنِي". ذهب مسرعًا إلى والدته؛ ليخبرَها عن الحُلْم، والتي طالما أخبرتْهُ بألَّا يقترب مِن البحر؛ حتَّى يتمَّ خمسة عشر عامًا، وإلَّا ابتلعتْهُ الدَّوامة، ولم تتركْ وقتًا يمرُّ، إلَّا، وأخبرتْهُ بذلك مرارًا وتكرارًا. لكنَّ هذه المرَّة الحُلْم مختلف وغريب؛ فقد شعرَ بالارتياح والخوف في نفس الوقت!! وما إن سردَ الحُلْم لوالدته، حتَّى شهقتْ بفزع، وصرخت فيه بألَّا يقترب مِن البحر اليوم وغدًا، حتَّى يمر عيد ميلاده الخامس عشر، وتنحل اللعنة. استغرب "رامي" ممَّا تقولُهُ والدتُهُ، وطلب منها الحقيقة؛ فهي كانتْ تخبرُهُ أنَّها ترى يوميًا رؤيا، وهي: أنَّ هناك دوَّامة تتبلعُهُ، ويجب أن يبقى بعيدًا عن البحر، حتَّى يتم الخامسة عشر مِنْ عُمره، والآن تخبرُهُ بوجود لعنةٍ، وهدَّدها إن لم تخبرْهُ الحقيقة، سيبحثُ عنها بنفسِهِ. انقبض قلبُها؛ خوفًا مِنْ أنْ تفقدَهُ،وقالتْ: -سوف أخبرُكَ بالحقيقة. وصمتتْ لحظاتٍ، واستطردتْ: -منذُ أكثر مِنْ خمسة عشر عامًا، وبعد زواجي مباشرة ذهبنا إلى إحدى المُدن الساحليَّة؛ لقضاء شهر العسل، وأثناء السباحة في البحر ظهرتْ دوَّامة كبيرة فجأةً، وابتلعتْني، كانتْ صرخاتى تدوِّي في المكان، ولم يستطع أحدُ فعل شيء!! حدثَ كُلُّ هذا في أقل مِنْ دقيقةٍ، واعتقدُوا أنَّني غرقتُ، لكنَّ هذه الدَّوامة صنعَها مَلِك البحار "بيروس" المنبوذ مِنْ قومه؛ لعدم قُدرته على الإنجاب، وأخبرتْهُ إحدى العرَّافات مِنْ حوريات البحر أنَّهُ يجب أن يتزوَّج بشريَّة لمدة يوم واحد، وتعود لوطنها مرَّة أخرى، بشرط أن بعدما يشتدُّ عُود الطفل أن تجعلَهُ ينزل البحر، وذلك قبل عامه الخامس عشر؛ ليجلسَ على كرسي الأمير حتَّى يحين الوقت، ويصبح مَلِك البحار، وإذا لَمْ أقبلْ بهذا الشرط سوف أُقْتَلُ، وتمَّ الزواج. وفي اليوم التالي ظهرت الدَّوامة، وخرجتُ منها، وكانتْ فِرَقُ البحث والإنقاذ تبحثُ عن جُثَّتي، وظنَّ الجميع أنَّني سقطتُ في دوَّامة زمنيَّة، ولم أخبرْ أحدًا بما حدثَ حتَّى زوجي لم أخبرْهُ، وأخذتُ عهدًا على نفسي ألَّا أجعلكَ تقترب مِن البحر، حتَّى تصل إلى خمسة عشر عامًا، وظللتُ أخبرُكَ بأنَّني أرى رؤيا بأنَّ هناك دوَّامة تتبلعُكَ! ضحك "رامي" بهستيريَّةٍ: -هل تظنين أنَّني سأصدِّقُ هذه القصة يا أمي، هذه مُجرَّد أحلام، لا أصدِّقُ إنَّكِ أبعدتِني عن البحر طوال عمري؛ مِنْ أجل بضعة أحلام؟! واستطرد قائلًا: -سأخرجُ قليلًا مع صديقي "ياسر"؛ للعب بعض مباريات كرة القدم على جهاز البلايستيشن. وغادر، وهو مازال يضحكُ، ظهرتْ علامات الخوف على وجه والدته، وهى تدعو أنْ يحفظ ابنَها، وتمرَّ هذه الأيام على خير. ذهب "رامي" إلى صديقه "ياسر"؛ للعب، وبعدما غادرَهُ، وهو في طريق العودة تذكَّر حديث والدته، وانفجر داخله بركان التطفُّل، وأراد معرفة الحقيقة؛ فذهبَ صوب البحر، ووقف أمامه لحظاتٍ، ولم يحدث شيء، فابتسم، واستعدَّ للمغادرة، إلَّا أنَّهُ أرادَ لمس مياه البحر للمرَّة الأولى في حياته. فنزعَ حذاءَهُ، وخطا خطوتينِ في المياه، ووضعَ يدَهُ داخلها، وحرَّكها يمينًا ويسارًا، وهو سعيد جدًا، ويضحكُ مِنْ قلبه، ويتذكَّرُ والدتَهُ وطيبة قلبها، والذي يتحكَّمُ فيه أضغاث أحلام. في نفس اللحظة كانتْ والدته تنتظرُ عودته، وقد تأخَّر قليلًا، فغفتْ مكانها دون أن تشعر، واستيقظتْ مفزوعة تصرخُ بهستيرية شديدة، صرخات مُدوِّية تحاول التغلُّب على حُلْمِها؛ فقد رأتْ في منامها أنَّها تقفُ على شاطئ البحر، والدَّوامة تُفتَحُ، وترى مَلِك البحار يجلس على كرسي العرش مبتسماً لها، ويضعُ يده اليمنى على كتف ابنِها "رامي"، والذي يجلسُ على كرسي الأمير بجواره، ويبتسمُ لها. (تمَّتْ بحمدِ اللهِ) إسم القصة/ الدوامة الإسم/ عبد العال بخيت الدولة / مصر

عبدالعال بخيت

نور الباسي

منذ 16 ايام
"القربان" استيقظ الجميع على صراخها وما إن اقتربت منها والدتها حتى بدأت تصرخ كالمجانين ولا تسمح لأحد أن يلمسها، تنظر إليهم بعيون خائفة متوجّسة وهي تتساءل: "بُنيّتي، ما الّذي أصابكِ؟". أومأ لها زوجها بالاِبتعاد عنها لتهدأ قليلًا، ابتعدوا عنها تدريجيًّا لتحتضن وسادتها وتغطّ في نومٍ عميق. أمّ هند حالتها بدأت تزداد سوءًا يوما بعد يوم وزوجها يحاول مواساتها قائلًا: "لا عليكِ لابدّ أنّ ماحدث معها من أثر الكوابيس". عندها، قالت أم هند: ولكن يا أبا هند حالتها تتفاقم يومًا بعد يوم ".الأب:"حسنًا سأذهب غدا لشيخ القبيلة وأخبره عمّا حدث". وفي صباح اليوم التّالي، ذهب والد هند إلى شيخ القبيلة وأخبره ماحدث فبدت علامات الاِستيّاء تظهر على وجهه وقال متهكّمًا: "ليست ابنتك فقط فقد عانت الكثير من فتيات القبيلة من نفس الأمر". عندها، اِندهش والد هند وقال: "هناك سرّ وراء ما يحدث إذًا، لابدّ أنّها رماح من رماح". قالها وهو مستنكرٌ فأجابه شيخ القبيلة: "زعيم الشّياطين، وماذا يريد من فتياتنا؟، يريد إحداهنّ زوجة له؟، مستحيل!". ردّ عليه والد هند متهكّمًا: "إن لم نوافق ونمنحه إحداهنّ ستفقد كلّ فتيات القبيلة عقولهنّ فقد سلّط قبيلته كلّها عليهنّ". وهنا، سأله والد هند: "ومن من الفتيات ستقبل أن تغامر بنفسها وتتزوّج شيطانًا؟". فقال الشّيخ: "غدًا بإذن الله سأعقد اجتماعًا ونقرّر من ستضحّي بنفسها لأجل إنقاذ فتياتنا من الجنون". عاد والد هند إلى زوجته متكدّرًا فسألته: "ما بك؟". فأخبرها بما اتّفق عليه مع شيخ القبيلة لتتكدّر هي الأخرى وتقول باستيّاء: "ألا يوجد حلٌّ آخر؟". أجاب زوجها: "للأسف لا يوجد ولابدّ أن يتزوّج إحدى فتيات القبيلة. وبعد منتصف اللّيل، تكرّر مجدّدًا ما كان قد حدث لهند سابقًا ولكنّ هند لم تتمكّن من الهدوء هذه المرّة وبقيّت تصرخ وتهذي حتّى تعبت فارتمت على سريرها ونامت على الفور. في المقابل، لم يستطع والدا هند النّوم فقالت والدتها لزوجها: "أخشى أن تتكرّر الحالة معها، لابدّ أن تنهي هذا الأمر في أقرب وقت ممكن". ومع شروق الشّمس، ذهب والد هند لشيخ القبيلة ووجد كلّ أهل القبيلة مجتمعين فسألهم قائلا: "هل بدأتم الاِجتماع باكرًا؟". أجاب شيخ القبيلة: "لا ولكنّ الحالة تزداد سوءًا". ثُمّ حكى شيخ القبيلة لوالد هند عن هلع الأهالي وهذيان الفتيات فقال له متهكّمًا: "وهذا ما حدث مع ابنتي". عندها، أعلن شيخ القبيلة قراره أمام كلّ الأهالي وقال: "الحلّ الوحيد لإنهاء هذه المهزلة هو أن نزوّجه إحدى فتيات القبيلة". تعالت الأصوات بالرّفض فقال شيخ القبيلة وهو يداعب لحيته: "لم يعد لديّ غير القرعة". صرخ جميع الحضور باستغراب سائلين شيخ القبيلة: "ماذا؟، القرعة؟". فقال: "نعم القرعة". ثُمّ بدأ بإحصاء جميع الأسماء وكتبهم على قصاصات ورقيّة وقام بطيّها وبعدها استدعى سلمان. وكان سلمان شابٌّ مختلٌّ عقليًّا وغير مدرك لما يجري حوله فقال شيخ القبيلة: "سأرمي القصاصات وسيمسك سلمان إحداها ومن يظهر اسمها ستكون زوجة الشّيطان". وأثناء كلامه، دخل سلمان وهو شابٌّ أشعث الشّعر، رثُّ الثّيّاب ويمسك بيده عصا يستند عليها ثُمّ نظر لشيخ القبيلة وسأله قائلًا: "ماذا تريد منّي؟". أجاب شيخ القبيلة: "دعوتك لتناول الطّعام معي ولكن قبلها ساعدني في التقاط إحدى القصاصات من فضلك". عندئذٍ، قال سلمان: "ماذا؟، طعام؟، حسنًا". عندها، رمى شيخ القبيلة القصاصات وطلب من سلمان التقاط واحدة منهنّ ثمّ أخذها من سلمان وفتحها ليقرأ الاسم فصُدِمَ واحمرّ وجهه ثمّ نظر لوالد هند وقال له: "لقد وقع الاِختيّار على ابنتك". وفي تلك اللّحظة، استشاط والد هند غضبًا وقال مستنكرًا: "مستحيل فهذه ابنتي الوحيدة ولن أضحّي بها". اِستأنف شيخ القبيلة القرعة مرّةً ثانيّة وقرأ الورقة مجدّدًا فوجد اسم هند مكتوب فيها فلم يوافق والدها وبدأ صوته يحتدّ أثناء النّقاش ممانعًا فنظر شيخ القبيلة لباقي الحضور وقال: "هذه آخر مرّة نعيدها". أومأ برأسه أنه موافق فأعاد الشّيخ القرعة ليظهر اسم هند مرّةً أخرى. همّ والد هند بالكلام لكنّ الشّيخ سبقه قائلًا: "لا حجّة لك الآن فقد أعدتها لأجلك ثلاث مرّات". اضطرّ والد هند للموافقة والحسرة تكاد تخنق أنفاسه فقال شيخ القبيلة: "سأذهب لكهف الشّياطين لأتّفق معه، كن مستعدًّا". عاد والد هند لزوجته والخيبة واضحة على وجهه فسألته: "ما بك؟". قال: "لقد وقع الاِختيّار على ابنتنا". عندها، صرخت والدة هند وقالت: "مستحيل!". ثمّ بدأت تلطم وجهها وتصرخ وهي تقول: "مستحيل، لن أضحّي بابنتي، لن تكون قربانًا لذاك الشّيطان". حاول زوجها تهدئتها ولكن عبثًا فقد كانت صرخاتها تزداد أكثر فأكثر إلى أن ملأ عويلها المكان". اِغرورقت عينا والد هند بالدّموع فهذه ابنته الوحيدة ولكن ما باليد حيلة. صرخت والدة هند في وجه زوجها تسأله: "كيف وافقت؟، أجبني". فقال لها: "اِهدئي أوّلًا وسأشرح لكِ كلّ شيء". فصمتت بعدما بحّ صوتها وكفكفت دموعها وقالت بتهكّم: "هيّا أخبرني". عندها، حكى لها ما جرى لكنّها لم توافق وكانت ستتكلّم إلّا أنّ زوجها قاطعها قائلًا: "ليس أمامنا خيار". عندها، اِرتمت بأحضان زوجها باكيّةً وهي تصرخ وتقول: "أرجوك لا تدعهم يأخذوها، أتوسّل إليك". عندئذٍ، عانقها زوجها والدّموع تنهمر من عينيه وقال: "لا أستطيع". وفي هذه اللّحظة، اِستيقظت هند على صوت صراخ والدتها فسألتها على الفور: "ما بكِ يا أمّي؟، ماذا حدث؟". وهنا، أخبرها والدها عن كلّ ما حدث بالتّفصيل فتفاجأت هند وقالت: "مستحيل أن أتزوّج شيطانًا". فشرح لها والدها خطورة الموقف لتتنهّد وتقول: "هذا قدري يا أبي". اِحتضنها والدها وأجهش بالبُكاء. وصل شيخ القبيلة لكهف الشّياطين وقال: "طلبك مجاب وأمرك مهاب، اِظهر وبان وعليك الأمان". عندها، تشكّل أمامه مارد ضخم وقال: "أريد إحدى فتيات قبيلتك وبعدها سأحرّر الأخريات من المسّ الّذي أصابهنّ". ردّ شيخ القبيلة قائلًا: "لك ذلك ولكن ألا يمكنك أن تتشكّل بهيئةٍ أجمل؟ لأنّك ستفزع الفتاة وأنت بهذا المنظر". فقال المارد: "حسنًا". ثمّ تشكّل بهيئة بشريٍّ أسمر البشرة، ذو عينان سوداوان وحاجبان رفيعين وخدّين متورّدين وقال: "ما رأيك؟" ردّ شيخ القبيلة: "حسنًا، لا تدعها تراك بغير هذه الهيئة". فقال المارد: "حسنًا". عاد شيخ القبيلة بصحبة رماح إلى القرية متّجهًا إلى بيت هند. وعند وصولهم، طرقوا الباب فاستقبلهم والد هند متوجّسًا، لم يكترث للشّابّ وقال مخاطبًا شيخ القبيلة: "أين هو؟". فسأله الشّيخ: "من تقصد؟". أجاب والد هند: "الشّيطان". فقال شيخ القبيلة: "هاهو". صُعِقَ والد هند من قوّة الصّدمة وقال مستنكرًا: "ماذا؟، هذا بشريّ". فردّ شيخ القبيلة: "يمكنهم التّشكّل بأيّ هيئة يريدونها". عندها، قال والد هند: "حسنًا". ردّ الشّيخ: "سأنتظرك في مجلسي أنت وهند لأعقد قرانهما". ثمّ دخل والد هند ونادى على ابنته فرفضت والدتها بشدّة. عندها، قال لها زوجها: "حسنًا، سأصحبكِ معنا لتشاهديه، إنّه أجمل من فتيان القبيلة". لم تصدّق والدة هند وذهبت معهم وما إن رأته حتّى اطمأنّ قلبها فعقد شيخ القبيلة القران وهمّ رماح بأخذ هند ولكنّ والدها استوقفه قائلًا: "لا تحرمنا منها، تعالا لزيّارتنا متى سمحت لكما الفرصة". فقال رماح: "حسنًا". ثُمّ اصطحب عروسته وغادر. وبينما هما في الطّريق، قال لها مداعبًا: "هل جرّبتِ الطّيران؟". فقالت: "ماذا؟، طيران؟". فأجابها: "نعم بإمكاني أن أحلّق بكِ عاليًّا". اِستغربت وقالت له.مستنكرةً: "مستحيل، أنت تهذي". ردّ عليها: "تمسّكي بي وافتحي عينيكِ". فتحت عيناها لتجد نفسها محلّقةً فوق القرية فابتهجت وقالت: "منظرٌ بديع !". عندها، سألها: "أين تريدين أن نقضي ليلتنا؟". أجابت هند: "فوق جبلٍ شاهق فأنا أحبّ المرتفعات". حطّ رماح فوق إحدى الجبال. وبينما كانت هند تتأمّل جمال النّجوم في السّماء، باغتها رماح بهيئته الوحشيّة وكشّر عن أنيابه وانقضّ عليها وهمّ بافتراسها. وقبل أن تتفوّه بكلمة، التهمها دفعةً واحدة. ومن الحُبّ ما أكل. نُور الباسي من سُوريا.

نور الباسي

صفاء فوزي

منذ 22 ايام
نضال زهرة ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ عمت الفرحة فلسطين وكل أنحاء الوطن العربي، إنه طوفان الأقصى، التكبيرات والتهليلات تملأ شوارع غزة، أما في هذا المنزل كانت الفرحة فرحتين؛ فاليوم زفاف نضال وزهرة بعد سنوات من الحب والكفاح. جاهد العريس من أجل تأسيس شقة الزوجية، أربع سنوات مضت ما بين تعب وسفر وعمل دؤوب، وانتظار اليوم الذي يجمع قلوبا أرهقتها الأيام من الفقد والشقاء، خسر نضال الكثير من أفراد أسرته في غارات العدو على غزة، بل خسر شقته في أحد الأبراج التي قُصفت العام الماضي قبل الزفاف بشهر واحد؛ لكنه حمد الله كغيره وبدأ من جديد بتأسيس أخرى فهذا قدرهم. لم يكن حال زهرة أفضل من نضال حبيبها ورفيق دربها، فقد عانت كثيرا، عاشت في جنوب غزة حيث تربت في منطقة دير البلح، كبرت على كلمة الجهاد والحرب، استشهد والدها وعمرها ثمان سنوات، ترك خمس بنات وصبيين لم يبلغ أي منهما الحلم، صغار كانوا وما بين اليُتم والفقر عانوا، سنوات عجافا مرت على والدتهم حتى كبروا، نمت الزهرة وبدأ عطرها يفوح، تقدم لها الشباب للزواج وكان ردها واحدا على الجميع إنها خلقت للنضال. تطوعت بالهلال الأحمر ورفضت الارتباط إلا عندما يدق قلبها بحب أحدهم، عملت في كثير من المجالات: التدريس، مراكز محو الأمية والجمعيات الخيرية. حتى قابلت نضال في إحدى زيارتها للشمال وبدأت زهرة الحب تكبر بداخلهما كما بدأت حرب من نوع مختلف، رفض والد نضال زواجه من زهرة؛ فهو يرى أن ابنة عمه أحق به، جاهد نضال ودافع عن حبه حتى بارك الله زواجهما وبدأ تأسيس الشقة معا، وسط الحصار والحرب والخوف من قصف البرج وهدم حلمهما مرة أخرى، اختارا كل شيء في الشقة معا من فرش وأثاث وديكورات هنا وهناك! وضعا في الشرفة زوج من العصافير الملونة، وأطلقا عليهما اسما وعد ولقاء، تلك الأسماء التي اختارها معا لأطفالهم، في هذا الركن تشاجرا وهناك تصالحا، كل ركن في الشقة يحمل ذكريات وأحلام وردية وألم ومعاناة حيث كانت زهرة تحمل معه الحقائب وتصعد السلم للدور العاشر فالبرج ما زال تحت الإنشاء والمصعد لم يتم تركيبه بعد! مشقة كبيرة يمتزج فيها الألم والأمل والخوف والرجاء والحلم بغدٍ أجمل ومستقبل مشرق ينتظرهما معا! وأسرة سعيدة تقوم على المودة والرحمة والحب! وها هو يوم زفافهما اجتمع الأهل والأصحاب والجيران لحضور حفل الزفاف في قاعة كبيرة في حي الزيتون، تعالت الزغاريد ورقص الشباب الدبكة وسط سعادة الحضور، وبعد انتهاء الحفل انتظرتهم السيارات تجوب شوارع غزة بالأعلام والزغاريد فرحا بالنصر وتزف العروسين إلى عش الزوجية في برج الأحلام، حيث ترفرف السعادة بجناحي الحب والمودة، تعاهدا على الصدق والوفاء والرحمة. في اليوم التالي للزفاف جاء الأخوة والأهل لزيارة العروسين للمباركة يحملون الهدايا والحلوى وكل ما لذ وطاب في طقوس متعارفة، تعالت الزغاريد فرحا، تجمع البنات يتبادلن الأحاديث عن الزفاف والزواج والأحلام كل منهن تحلم بيوم عرسها وقصرها الذي تصير فيه ملكة! رن هاتف زهرة معلن اتصال والدتها التي لم تستطع الحضور بسبب مرضها. ترد زهرة: - أهلين أمي، كيفك؟ والله اشتقت لك كتير ترد والدتها وهي تبكي: -حببيتي، تشتاق لك الجنة يا قلب أمك، يومين وبكون عندك يا روح الروح.. انقطع الاتصال ولم تكتمل المكالمة، توالت أصوات القصف من حولهم وتعالت الصرخات. على الجانب الآخر تصرخ والدة زهرة وهي تنادي بأسماء بناتها وأولادها فالكل هناك ولم يبقى معها سوى ابنتها الصغيرة. سحبت الأم إسدالها لترتديه بسرعة وخرجت مع صغيرتها الشارع،الكل في حالة هلع من صوت التفجيرات ومشاهد القصف على الشاشات! في السيارة يتعالى البكاء والنحيب، والكل حولها يواسونها بكلمات لا تغني ولا تسمن من جوع. اقتربوا من أماكن القصف وتعالت صرخات الأم وبكاء الأهالي من حولهم، بيوت مهدمة وركام، غبار، دخان وانفجارات هنا وهناك! هلع وفزع كأنه يوم القيامة! مشاهد تقشعر لها الأبدان. أب يحمل أشلاء صغاره، منهار، أم تبحث عن أطفالها بين الركام، شلالات دم لا تتوقف، القصف هنا وهناك فوق الرؤوس، وعربات الإسعاف تحمل المصابين والشهداء. التحف المكان بالدمار وفاحت رائحة الموت! ووالدة زهرة مكلومة دامعة تبحث عن أبنائها، حتى رأت والدة نضال تبكي وتصرخ بجوار جثته وتردد: بالهنا يا أم الهنا يا هنية التوت عيني على الشلبية التوت عيني على العريس بالأول صاحب الوجه السموح المدور قالتلو يا عريس يا ابن الكرامي عيرني سيفك ليوم الكوان سيفي محلوف عليه ما بعيرو سيفي ماصل من بلاد اليماني بالهنا يا ام الهنا يا هنية شيعوا لولاد عمو يجولو بالخيول المبرقعة يغنولوا عددوا المهرة وشدوا عليها تيجي نضال ويركب عليها عددوا المهرة وهاتو الشبرية زفولي نضال لباب العلية عددوا المهرة وهاتوا البارودي زفولي نضال لباب العمود زفولي العريس للجنة كان المصور قد حضر ومعه صور الزفاف لحظة قصف الحي؛ تبعثرت الصور بين الركام وتعالت معها صرخات وعويل والدة زهرة وهي تحتضن والدة نضال فلم تجد سوى بقايا فستان الزفاف بين الأنقاض. صفاء فوزي

صفاء فوزي

ندى السرساوي

منذ 22 ايام
ستة أعوام، ولا يزال ناقوس هذا اليوم يردف في باله دومًا، ولا يعرف للسعادة طريق. مالك=في تلك الليلة نمت وقلبي يعتصر ألمًا. فقد ذهبت الأقرب إلى روحي، ذهبت نصفي الآخر، عندما حدثتني أنها لا تُريدني، شَعرتُ وكأن قلبي قد انقسم إلى نصفين؛ النصف الأول ذهب معها، والنصف الثاني يتأوه وجعًا على فراقها. Flash back عقدت حور يدها بعد أن ابتعدتها عن يده قائلًا حور=يومًا ما ستكون سعيدًا لبعدنا هذا، صدقني يا مالك، أنا لا أُريد إيذاءك، لكني حقا أرى أن لا يوجد مستقبل لزواجنا هذا. مالك= لِمَ هذا الحديث، ألم تُحبيني؟! حور= بلا أحبك، لكن لو تعلم لما فعلت هذا لشكرتني مالك والدموع تسيل على خده= أي حُب هذا، ما عدتُّ أعلم من يُحبني بصدق ومن يكرهني، كل ما اعلمه فقط انكِ قسوتي على قلبي بحديثك هذا. نظرت إليه باكية وهي تحرر خاتمها من اصبعها وتضعه امامه على المنضدة وترحل سريعًا. من تلك الليلة لا يعلم أحدهما عن الآخر شيء، والآن هو رجل حر بلا شريكة، يعمل مديرًا لشركة محاماة كبيرة تضم أكثر من ألفان محامي بعد أن انتهى من دراسته في كلية الحقوق وورث عن عمه الذي كان عاقمًا مبلغ من المال بدأ بعمل مشروعه الخاص حتى اصبحت شركته مشهورة عالميًا، وبالرغم من كل هذا الثراء لا يود الزواج من أي فتاة، لا يستطيع أن ينسى حور وجمال روحها التي لا زالت تسكن روحة دومًا. حقًا فهنيئا لهؤلاء الذين ينسون رتيبًا، الذين لا نطبع على نفوسهم بصمات الآخرين، الذين تتحول فؤادهم كقالب ذكرى... ذكرى بها ندبة تؤلم كلما تذكر ما مر به وكل ما حدث معه من خذلان. . تمر الأيام سريعًا والحال كما هو وفي ذات صباح كان مالك ذاهبًا إلى عمله بسيارته، في مكانٍ مزدحم سمع صوت طرب هادئ لبائعة ورد على يساره في الطريق. فأوقف بسيارته متجهًا إليها؛ ليستمع لها من شدة جمال صوتها، لم يكن يركز على شيء غير صوتها العذب الذي أخذهُ لعالمٌ آخر «كان يا مكان الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان.. مدفينا الحنان زرنا الزمان، سرق منّا فرحتنا والراحة والأمان... الراحة والأمان حبيبي كان هنا، مالي الدنيا عليا، بالحب والهنا.. حبيبي يا انا يا أغلا من عينايا.. نسيت مين أنا........ حبيبي يا انا يا أغلا من عينايا.. نسيت مين أنا.... أنا الحب اللي كان، اللي نسيته أومام من قبل الأوان، نسيت اسمي كمان.. نسيت يا سلام على غدر الإنسان» تذكر مالك عشيقته حور وامتلأت عيناة بالدموع متجهًا إليها ليشتري الورد ذات اللون الابيض الذي كانت تحبه حور، اخذ الورد ثم غادر سريعًا؛ لأنه كان قد تأخر على عمله. وصل إلى شركته قبل أن يدخلها بدى بصوت فتاة تناديه بصوت عالي رفيع «استاذ مالك» توقف ونظر خلفه، تفاجئ ببائعة الورد هي التي تناديه قائلًا = ماذا عنكِ، ما الأمر.. لِمَ أتيتي إلى هُنا؟! ردت عائشة قائلة= وقعت هذه الوفضة "محفظة نقود" منكَ أثناء رحيلك، ركضتُ وراك وناديتك كثيرًا لكنك لم تسمعني فأتيت بها الى هنا. تعجب مالك كثيرًا من هذه الفتاة، ومن أمانتها ثم شكرها واخرج بعض المال ليُعطيه لها، لكنها أبت أن تأخذ اي نقود قائلًا = أنا لا أريد شيء بغير تعبي. شرد مالك لعدة لحظات محدثًا في نفسه رغم أنها فتاة بسيطة وفقيرة وتحتاج كثيرًا إلى المال، إلا أنها لم تلقف المحفظة وتهرب وأيضًا أبت أن تأخذ المال. مالك= لا يوجد كثير مثلك في عالمنا هذا، لذلك أنا احتاجك للعمل هُنا في شركتنا، تفضلي معي في المكتب لنتحدث بخصوص العمل والمواعيد. عائشة= ماذا! كيف اتفضل! هل أنا وافقت بالعمل أولًا كي تطلب مني ادخل معك!!. ضحك مالك قائلا بمزح= لا عليكِ أنا آسف تفضلي معي كي أعرض عليكِ الوظيفة، ثم بعدها فكري إذا كنتي تُريدي حقًا العمل معي أم لا. عائشة= لا استطيع أن أجلس معك اليوم لظروف شغلي، لكن سأمر عليك غدًا في الثانية عشر ظهرًا. في ساعة الظهيرة يجلس مالك في مكتبه في حين يدق الباب قائلًا «تفضل»... تدخل عليه فتاة متوسطة القامة ذات غمازات وبشرة سمراء، شعر لامع، وعيون غامقة واسعة، بشوشة الوجه، ملابسها الهادئة وزيها الجذاب الذي يخطف الانظار، بائعة الورد التي تعيش حياة بسيطة، لا تملك سوى الرضا التي يملأ قلبها بالسعادة والسرور، بالرغم من أن هذه المره الثالثة يراها مالك، إلا أن هذه أول مره يركز على ملامحها وكأن أول مره يتقابلان. جلست عائشة وظلت عدة دقائق تحدثه ولكنه لم يرد عليها لشروده في ملامحها الجميلة البسيطة، لم يَفيق ويعود إلى ذهنه حتى انهضت قائمة تريد المغادرة ظنها بأنه لم يهتم لأمرها. مالك= إلى أين؟ عائشة= سأغادر، إن كنت لا تُريدني للعمل لِمَ حديثك معي أمس؟ مالك= أعتذر منكِ، لكني مرهق قليلًا من ضغط الشغل. عائشة= لا عليك، خير ها هو أول يوم لعائشة في عملها الجديد كسكرتارية للأستاذ مالك، كانت تملأ السعادة قلبها، لأنها دومًا كانت تدعو الله بأن يرزقها وظيفة ثابتة، كي تستطيع سداد الإيجار شهريًا بدون مشاقة كل شهر، وكي تستطيع أن توفر لأخواتها الصغار كل ما يحتاجونه بعد وفاة والديها بحادث. تمر الأيام رتيبًا كالقطار وكل يوم يحب مالك عائشة أكثر وأكثر حتى جاء اليوم الذي قرر أن يُصارحها بحبه، نادى عليها وهو مرتبك ولا يعلم كيف يبدأ بالحديث وهل هي ستتقبل حديثه أم لا!. عائشة= ما هذا الهراء، أنا لا أُحب المزج مالك= لكني لم أمزح، أنا حقًا أُحبك، أحببت روحك، ابتسامتك، جمالك. عائشة= لكني لستٌ جميلة مالك= بلا، أنتِ جميلة كونك لا تُغيرين شيئًا من ملامحك، وتفتخرين بلون بشرتك الغامق دون استخدام أدوات الجمال، ولأنك لا ترين كل هؤلاء الفتيات الذين يتصنعوا شكلهم، الذين يضعوا رموش صناعية، أظافر مركبة، ويستخدمون المكياج دومًا، فأنتِ مميزة من بين كل هذه الفتايات، أنتِ جميلة بطبيعتك كما خلقها الله في أحسن تقويم، أنتِ جميلة لأنك تحمدين الله دومًا على أي حال، حقًا أنتِ جميلة كما أنتِ، هل تقبليني شريكًا لحياتك؟ خجلت الفتاة كثيرًا من جمال حديثه قائلًا =اعطني قليل من الوقت لأفكر في الأمر، وسأخبرك قريبًا. خرجت عائشة وقلبها مُبتهج ويملأوهُ السرور لأنها دومًا كانت تتمنى مالك زوجًا لها لطيبة قلبه ليعوضها عن كل ما مرت به طيلة حياتها، ولكنها لم تخبره بذلك، ومع ذلك الشعور كان بقلبها شعور آخر يملأ قلبها الأسى والحزن مفكرًا في ذاتها لمن ستترك أخواتها الصغار بعد أن تتزوج من مالك. بدى الأمر لها في غاية الصعوبه وسيطر الحزن عليها لحيرة هذا الأمر. تجلس ذات يوم على مكتبها شاردة مفكره ماذا تفعل وماذا ستقول لمالك بخصوص هذا الأمر المُحير. مالك= عائشة، فكرتي بالموضوع؟ لِمَ لا تُجيبيني إلى الآن، فقط طلبتي قليل من الوقت. هل الأمر يستحق كل هذا التفكير؟! عائشة = نعم، الموضوع صعب جدًا مالك= ماذا! قولتي صعب لماذا؟ عائشة =«قصت عليه قصتها واخبرته بصغارها التي لا تستطيع تركهم و بوفاة والديها» مالك= تحملين بقلبك كل هذا، وكل هذه المسؤولية، اتعلمين أنني فخورٌ بكِ جدًا، سنتزوج وسنعيش جميعًا في بيتٍ واحد أنا وأنتٍ وكل أخواتك. عاشوا جميعًا في بيت واحد، بيت يملأوه السعادة والرضا، وكل منهما يُحب الآخر أكثر ولا يستطيع احدهما العيش بدون الآخر اصبحوا مثل الخيط الذي يربتبط ببعضه ولا يستطيع أحد فكه لكثرة تشابكه، حقًا ليس الحب الأول للحبيب الأول، بل الحب الأول للحبيب الدائم، للحبيب الصادق، للحبيب الذي لم تجد بقربه غير الراحة والإطمئنان. ندى السرساوي

ندى السرساوي

♥❄S̶h̶a̶h̶d̶❄♥

منذ 21 ايام
قصة حقيقية قصة حقيقية ✨ تقول إحدى صديقاتي : _كنتُ في الصف الأول الإعدادي عندما اشترى لي أبي ساعة يد لأوَّل رقمية مرة، أوّل فكرة خطرت ببالي هي أنني سأرتديها غداً في أول يوم من هذا العام الدراسي وأتفاخر بها أمام زميلاتي ! ذهبتُ للمدرسة وفعلتُ ما خططتُ له حتى أنني كنت أجهز ما سأقوله غداً وأنا أتفاخر بها وأغيظ (منال)تلك المتكبرة سأريها أن ساعتها ذات العقارب لاتساوي شيئاً امام ساعتي الحديثة وردية اللون ، كانت لدي صديقة مقربة ،وهي تعتبر صديقتي الوحيدة فأنا وهي منذ الأول الابتدائي لم نفترق أبداً (نجلس في نفس المقعد، نتناول شطائر الزعتر في الفسحة معاً)وكل من كان يرانا يظننا إخوة! _ناديتها : مريم!! لم تجب" مريم!؟؟ ذهبتُ لجوارها فابتعدت عني وركضت لحقتُ بها فقالت بأنها لاتريد أن تكون صديقتي مرة أخرى ،لا تريد الحديث معي !! غضبتُ لأنني لم أفعل لها شيئاً ،لأنني لم أعرف سبب خصومتها لي فجأة هكذا وأذكر أني ومن شدة غضبي شتمتها يومها ؛في اليوم التالي ذهبتُ للمدرسة وقد قررت أن أعتذر منها لربما أخطأتُ وأنا لا أدري ! رأيتها من بعيد وناديتها :مريم" اقتربتُ منها فتظاهرت بأنها لا تراني _رأيت أختها فناديتها ،وسألتها ما بها أختكِ فقالت: لقد توفي أبي منذ شهرين! قلتُ كيف؟ قالت والدموع في عينيها: توفي وهو ينظف بندقيته برصاصة دخلت جمجمته !! ونحن لانملك ثمن طعام وصاحب البيت يطالب بالإيجار وسنغادر لبلدة أخوالي غداً ؛وأنتِ تتفاخرين بقطعة خردة ولم تسألي عن مريم وذلك أزعجها للغاية ! قلتُ: مهلاً ،هل ستغادرون حقاً!! قالت :نعم وركضت نحو أختها! ___________________________ عندما سمعتُ كيف توفي والدها شعرتُ أن تلك الرصاصة خرجت تبحث عني فوجدتني ودخلت قلبي ،تلك الرصاصة لا تزال حتى الآن عالقة في قلبي !! والله حتى الآن لا أعلم أخباراً عنها وأنا نادمة على ذلك اليوم نادمة على كل دقيقة ظهرت على شاشة تلك الساعة أرجوكِ يامريم سامحيني لم أكن أعرف ولم أكن أقصد !!

♥❄S̶h̶a̶h̶d̶❄♥

Adel Ghonim

منذ 19 ايام
يا من تذهب ستعود عادل غنيم بعد منتصف ليل الثامن من أغسطس عام ٢٠٣٠ بقليل هوى على محافظة الأقصر بمصر دُشْ نيزكي(١) هائل مكون من ما لا يقل عن مائة نيزك، بلغ حجم بعضاً منها عند الإصطدام بالأرض حجم حجر كبير من أحجار الهرم الأكبر. سقطوا على المدن والقرى ودمروا الطرق وانغرست بقاياهم – التي لم تحترق في الغلاف الجوي – في الأرض، مما جعلها ترتج بقوة فانفجرت أنابيب الغاز وأشتعل ما لا يحصى من الحرائق دمرت بيوتاً كثيرة كلياً، وانقطع التيار الكهربائي بشكل تام، وباتت المحافظة في كارثة إنسانية رهيبة. وما أن انبعث النهار حتى كشفت الأقمار الصناعية عن تدمير أكثر من عشرين مدينة وقرية، وأعلن عن موت ما لا يقل عن ألف إنسان في هذه الليلة المشئومة! وفي ذلك الوقت العصيب، كانت قرية (أصفون) بمركز إسنا في أقصى جنوب المحافظة على موعد مع حدثٍ مذهل، فبعد ساعات معدودة، وعلى ضوء الشمس الساطعة في ظهيرة هذا اليوم الكارثي، ولد لعائلة مصرية عريقة بالمستشفي العام بها طفلاً نحيلاً برأس كبيرة تعادل ضعف الحجم الطبيعي لرأس المولود، ذو عينين عسليتين واسعتين بهما تعبير شاب يافع متعلم. إعتقد الأطباء أنه تشوه خِلّقي قد يحدث لأي مولود في أي وقت، وتقبلت العائلة – المصدومة مرتين – الطفل الوليد بكثير من الإيمان. ومرت شهور وسنيين جمع الناس خلالها لقايا ثمينة كثيرة ظهرت من الرمال المحيطة بالمدينة نتيجة إرتجاجها وهم يشعرون بأن الفراعنة يعودون، وزالت صدمتهم إلا صدمة أهل هذا الطفل الأخيرة، فقد كانوا متأكدين من أنه إبنهم، لكنهم يشعرون أنه ليس من هذا الزمان! وبعد مرور ثلاثة أعوام فقط إذا بالطفل يزداد طولاً ويتكلم بلباقة، ويطلب طلباً أدهش جميع من حوله: حاسوب! بحس العائلة السليم وفروا له مطلبه فوراً، وما أن لعبت أصابعه على لوحة المفاتيح حتى حول الكتابة على الجهاز إلى اللغة الهيروغليفية، وسرعان ما مد مصر والعالم كله بما لا يصدق من معرفة ونبؤات عن عالمنا الفائت والآت! شعر الأهل أنه ربط حاسوبه بحواسيب أخرى لم يعرف أحداً منهم أين تتواجد، وبدأ يتواصل مع مجهولين، وفي نفس الوقت يتحدث مع أهله باللغة العربية: أبي! بجانب الطريق الصخري الصاعد إلى الجبل الشرقي عند تلة (أمنحتب)، وعلى عمق خمسة أمتار في الرمال توجد خبيئة عبارة عن مجموعة من أوراق البردي عليها نبؤات عن نهاية العالم وبداية الحياة الجديدة المزدهرة على الأرض! لم تتجاهل العائلة ما قاله الطفل المدهش، فهرع الجميع ونقبوا في المكان المحدد، ووجدوها بالفعل وأخرجوها، وأبلغوا السلطات المحلية التي نقلتها إلى مركز الدراسات الفرعونية بالمتحف الكبير بالجيزة، وعلى مائدة خبراء الآثار واستخرجوا منها برديات عليها كم هائل من المعلومات العجيبة عن ماضي وحاضر البشرية ومستقبلها وطرق تجنب مخاطر مروعة آتية عليها. وفي مرة أخرى قال الطفل: أبي! لو استخرجتم القارورة الحجرية المدفونة عند مدخل مقبرة (توت عنخ آمون) بوادي الملوك غرباً – وكتب له إحداثياتها على شاشة الحاسوب – من دون أن تمسوا المومياء المدفونة بجوارها للكاهن الذي ركب سائل مزيل التحنيط الموجود بها – وأضفتم قطرات من هذا السائل إلى مياة النيل لنمت المحاصيل على طول الوادي بسرعة وتضاعفت إنتاجيتها! ففعلوا ما قاله سراً، فعم الرخاء مصر كلها في السنوات التالية التي نمى فيها الصبي! وفي ليلة من ليال صيف أغسطس ٢٠٣٣ كان الأب يجلس متسامراً مع إبنه منفردين على سطح المنزل، وعلى غير توقع قال الإبن: هنا تحت منزلنا على عمق خمسة أمتار توجد موميائي وإلى جانبها سبعة قنينات فخارية ممتلئة بالعملات الذهبية هي لي، لأنها إرثي من أسرتي – أسرة (أورمحب) – التي عاشت هنا في حقبة الدولة القديمة في العصر الفرعوني، وكان هذا موقع بيتنا بالضبط، وقد خصصوها لإغاثتي فور عودتي في الجسد في قادم الزمان! تجمد الأب وشُل فكره لبرهة ثم تمالك نفسه وسأل إبنه مرتاعاً: بنيّ! من أنت؟! أنا (شهابي) من عائلة ملكية مصرية حاكمة، دفنا مواتنا هنا في فناء بيتنا شرق النيل مع ثرواتنا للحفاظ عليها من التنقيب في مقابر الملوك الأخرى بوادي الملوك غرباً، ذلك لحين عودتنا إلى الحياة مجدداً، وها أنا قد عدت بالروح في جسد بواسطتكم. أنا وأسرتي نؤمن بالإله الواحد، وصُلب إيماننا هو: البعث. إن كل مومياوات عائلتي وثرواتها سليمة في هذا المكان، سأدلك على أماكنها. أنا أول من قام منهم لإحياء ثقافة مصر القديمة، وأستخدم تكنولوجيا العصر في التخاطر مع أرواح أهلي الذين يمدونني بكل ما أطلب من معرفة وبمعارف أخرى مفيدة لي في وحدتي في هذا الزمان! صُعق الأب، لكنه بحسه الأصيل صدق الأمر، وكتمه كلياً في نفسه، واستخرج الأموال الذهبية المدفونة لإبنه من تحت بيته، ولم يمس المومياء المحنطة بالتابوت الذي بجوارها بل فقط ألقى عليها التحية الملكية، وأنفق بسخاء على ولده المعجزة، فألحقه بالمدارس المحلية إلى أن بلغ السادسة عشر وصار يافعاً حسن الهندام، وتعلم اللغة الألمانية وسافر لدراسة علمي المصريات(٢) واللاهوت(٣) في جامعة برلين بألمانيا. وعاد الشاب الثلاثيني العَالِم ذو القوام الممشوق، وهو يحمل في جعبته ما لا يقدر بثمن من ثروة فكرية ومعرفية، وكتب أبحاثاً نشرها بالعربية والألمانية هيئت العالم لآفاق غير محدودة من النمو، ولكنه لم ينشر أكثر الأبحاث أهمية والمتعلقة بالموت والبعث والحساب والحياة الأبدية، بل كتبها بالهيروغليفية ونقلها على ذاكرة حاسوبية منفصلة وعملها خبايا مستقبلية دفنها في فناء منزله، وأيضاً خبايا رقمية دسها مشفرة في الفضاء السيبراني لأقرانه الآتين ولأجيال العائلة القادمة! وعاش شهابي بمصر حتى بلغ الثامنة والثلاثين، وتزوج ولم ينجب، ومات فجأة وكُفنّت جثته ووضعت في تابوت حجري دفن بجوار مومياؤه الفرعونية منقوش عليه بالهيروغليفية والعربية – حسب وصيته – عبارة من كتاب الموتى(٤) الفرعوني: «يا من تذهب ستعود»! ____________ هوامش (١) دُشْ نيزكي: مصطلح فلكي، عبارة عن زخات من النيازك آتية من الفضاء الخارجي تتساقط دفعة واحدة على الأرض، وترى بالعين المجردة مشتعلة في السماء نتيجة إحتكاكها بالغلاف الجوي. (٢) علم المصريات: أحد فروع علم الآثار، وهو يختص بداسة تاريخ مصر القديمة ولغتها وآدابها ودياناتها وفنونها. (٣) علم اللاهوت: دراسة لوجود الإله الحقيقي ولصفاته وقوانينه واستعلاناته في الطبيعة، والمعتقدات التي نؤمن بها وواجباتنا الدينية من خلال تفاسير الكتب المقدسة، وكذلك دراسة الآلهة المزيفة ومصداقية الأديان. (٤) كتاب الموتى: مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية كتبها الكهنة خلال زهاء ١٠٠٠ سنة أثناء العصر الفرعوني، كانت تستخدم في مصر القديمة لتكون دليلاً للميت في رحلته للعالم الآخر إلى أن يبعث مجدداً.

Adel Ghonim

Fatima Ghali

منذ 16 ايام
دقة القلب دمعةٌ نزلت على خَديها المُلتهبة كلهيبٍ مشتعلٍ من نارٍ موقدةٍ في قلبٍ مُشتاق... قلبٌ أبيضٌ طُبع بياضُه على وجهها وأضْحَ بلون الدم قد يتفجر بنزع صمام الأمان. قلبٌ كان مغلقٌ بإحكام منتظرةً فارسَ أحلامها وقد طَال الغِياب متسائلة دومًا متى موعد اللقاء ، حتى ظهر جَادٌّ على جَوَادٍ سخيٌ مِعطاء وجَادَتِ السَّمَاءُ بَعدَ جَفافٍ قد أصَابْ، وأصَابَ سهمُ العِشقِ قلبٌ ضمآن. دقَ بابَ القلبِ على خوفٍ وإستحياء من أن لا تستقبل الزوار، وليس أي زوار ولا زائرين عابرين بل ماكثين إلى أبدِ دُهُورٌ دَق وياليت مادَق إذ كان هُو على فرسٍ جَوَادٌ وجَادَ في عَدْوِهِ منسحبًا مع قلبه المُصاب...مصابٌ بسهمٍ ملاكٍ أبيضٍ شفاف أبصرَ منه قلبٌ أصِيب بسَهمِه الذي أجَاد. فتحت الباب....وياليت ما فتحت بِفتحِها لهُ فُتِحتْ آمال وأمَاني كانت مَرجُوة كحلم أي فتاة وغاب......غابَ عن الوُجود ولم يعد موجُود وإن إختفى عن الأبصار لن يختفي عن الوِجدَان وعن قلبٌ أَرَّقَهُ الوَجْدُ... أضحَتْ في ظلامٍ دامسٍ بعينين فقدتا نورهما من فيضِ الدمعِ إذ بعد غِيابِه لم تُبصر بَعدهُ ولن تُبصر أمد الدَهر وقد أصِيبا من ضَغطِ دمِها الحَار، هكذا قيل من جمع الأطِبَّاء ،وقد أصِيبت بِسَهم العِشق والمعشُوق رَحل وأخَذ بصَرها ولن تَستردهُ حتى يعُود الفَارسُ على جَوادِه مِثل ماجاء،ويطبعُ قبلةً على عَينيها ليرُد لها النُور والرُوح اللذانِ أخَذهُما مَعهُ،هذا ماقِيل من جمع عرَّاف. راحتْ تنتظرُ وتنتظرُ علهُ يشتاق ويعودَ إلى قلبٍ أهْلكهُ الإنتِظار حتى غدت هشةً هزيلةً طريحة الفراش والجمع يزرنها متأسف لها ولمصابها وما باليد حيلة لما تأخرت و أجاد وأشرقت الأنوار........أشرقت بقدومه مثل ماراح على فرسٍ كان مندهشًا متسائلاً لِما الجمعُ عند الأبواب فرق الجَمع بعد مانزلَ من فرسهِ راكضًا متلهفًا خائفًا من ظنٍ قد تسلل إلى الأذهان وصدق الظن وياليت كان قد خاب ،كانت ممدة على فراشها نائمة كالحسناء بثوبٍ أبيضٍ ينافس بياضها الخلاب وشعر أسود غجريٌ مع الورود المنثورة عليه كنجوم تنير عتمة السواد تنتظر فارسها يعطيها قبلة الحياة دنا منها بعد ماأفضى الغرفة من جمع الناس كي ينفرد بحسنائهِ ويُعطيها قُبلةً على عينيها كي تُنير له الحياة....وفتحتهما على إثر قبلته وأشرقت الدنيا عليه ..وسميت ب.....قبلة النور....فلا حياة بلا نور. تمت والحمد لله بقلم غالي فاطِمة

Fatima Ghali

شيماء ايت مخلوف

منذ 21 ايام
تدلت خيوط الشمس الذهبية لتغمر الجدران الرطبة الجيرية، تغازل أوراق النبات الذي يؤثث المكان وتتموج والنسيم العليل، تتسلل أشعتها شيئا فشيئا إلى الأزقة باعثة الحياة، تصحبها زقزقة عصافير، تلاعب نافذة أحد المنازل لتنفذ لمطبخه الذي يلفظ رائحة طعام طيبة يطهى على مهل وتحركه أياد حسان. تحتضن أزقة المدينة العتيقة المار بها، وتجذبه أصالة بيوتها المكسوة برداء أبيض، فترسو نفسه على العراقة وعبق التاريخ، لكنها تستقر عند بساطة الانسان قبل سحر المكان. تجمعت زمرة من سكان الحي (الحومة) على قارعة الطريق، كان جلهم طاعنا في السن، تزين محياهم لحى ناصحة البياض، زادها حضورا وبهاء الجلباب المغربي الأصيل، تنطق وجوههم لغة الطيبوبة الصادقة والتجربة المحنكة، ينثرون رحيقها بابتسامة خالصة تقابل كل عابر بتلقائية عارمة، حتى أنها تترك فيك الأثر الاستثنائي وسط صخب الحياة و ما تثيره من توتر. غير بعيد، اجتمع بعض شباب الحي وهم يعبثون بهواتفهم الذكية، أو بالأحرى ذاك الجهاز الذي طوعهم قبل أن يطوعوه، و جعلهم عبيد أزراره. سيل من الفيديوهات القصيرة يفيض على شاشة أعمت الأبصار والبصيرة، يخيل إليك أن كل واحد منهم يعيش في عالمه الخاص، حتى اجتماعهم تطبعه تفرقة ونفور! رموز إعجاب مسترسلة تضغط عليها الأيادي حتى قبل أن يعرف المضمون، ومؤثرون يبيعون الأوهام في قالب سحري رهيب على وشك أن يبلغ المدينة الأفلاطونية، تتشرب العقول كل هذه السيول المزيفة، وينسل الصدق والحقيقة من عالم رقمي ليشقا طريقهما نحو اتجاه آخر. جلس الشيوخ في أحد المقاهي الشعبية البسيطة التي ذيع صيتها في الحي، يتجاذبون أطراف الحديث في حضرة كأس شاي منعنع يدفئ القلوب ويهذب العقول. كان المكان يعبق بمزيج قهوة عربية وشاي أصيل خلقا جوا استثنائيا في الفضاء⸵ «الحمد لله على هذه النعمة" جملة لا تفارق لسانهم وتتخلل كل أحاديثهم رغم ضنك العيش وقساوة الزمان. تقرأ في عيون كل واحد منهم قصة كفاح مستمرة ومقاومة للكمات القدر في حلبة الحياة. دلف حفيد الحاج محمد إلى المقهى، الإحدى عشرة ناطقة في عينيه، ألقى السلام على الجماعة قائلا:

السلام عليكم.

رد الجمع: وعليكم السلام ورحمة الله.

انشرح صدر الحاج محمد لرؤيته، لكنه سرعان ما انزوى إلى ركن مقابل ليحظى بشوط آخر من لعبته المفضلة بدل أن يبادلهم أطراف الحديث. عم الصمت للحظة ثم نطق الحاج بنبرة يشوبها الغضب:

لقد استولت هذه الأجهزة على عقولهم، عندما كنا في هذا العمر، كان الواحد منا يخلق من الأشياء التي تمده بها الطبيعة ألعابا من صنع يديه هذا إن كان قد حالفه الحظ، و ما لم يشتغل في عمل شاق يشد به عضد أسرته.

رد أحدهم بهدوء:

لقد تغيرت الأمور اليوم "الحاج محمد"، غدا العالم معقدا كل التعقيد، ولم تعد تعرف الصالح من الطالح، ما إن تخرج من دوامة حتى تلج لأخرى، وما للبداية من نهاية.

أردف الشيخ قائلا:

ليتهم يتابعون معنا نشرات الأخبار التي تبث في التلفاز والبرامج التي ستستفيد منها عقولهم، إنهم لا يلهثون إلا وراء عالم الخداع والكذب والنفاق، حتى باتت الحقيقة في خبر كان. اعترت نبرة أصواتهم حسرة وتحسر على الجيل الجديد، أو كما يتم نعته جيل التكنولوجيا، وتتراءى لهم شيئا فشيئا تلك الفجوة المعمقة بين الأجيال لا سيما الفجوة القيمية.

كانت عقارب الساعة تشير في تلك الليلة إلى الحادية عشرة، حينما زُعزعت رتابة الحياة الاعتيادية في كل نطاق من الوطن، زلزال يضرب المغرب بقوة 7 درجات، هزات ارتدادية تنتقل من منطقة لأخرى، بدا الأمر أشبه بكابوس يعيشه الإنسان المغربي. تسمرت العيون أمام شاشة التلفاز وهي تعرض آخر التطورات، والكل يرفع أكف الدعاء متضرعا للمولى عز وجل. فللحظة انصهرت كل الأمور الدنيوية و المشاغل بل وحتى الأماني في بوتقة مشهد الهلاك هذا، وصار السؤال المخيم في الأذهان " أ هي نهاية الرحلة". لم تسلم العديد من المناطق من الخسائر البشرية والمادية التي أعقبت الزلزال⸵ باستثناء المنطقة الشمالية التي كانت بعيدة كل البعد عن هذا المشهد، غير أن ذلك لم يكن سدا منيعا يحول دون كسر كل حواجز الجغرافيا ورسم صورة القيم التي اعتقد أنها اضمحلت. كان الحاج محمد يتابع في صمت هذا المصاب الجلل الذي أهلك المناطق الجنوبية بكل ما فيها وما ترك إلا الخراب ما أدى بالساكنة للخروج من ديارها، أدمعت عيناه وهو يرى الساكنة تتوسد الأرض الباردة دون غطاء، وتعيش ألوان التشرد والضياع، تتابع كل الأسر من صغيرها إلى كبيرها ما آل إليه الوضع وصورة الدمار الشامل التي اكتسحت المجال القروي، بيد أن حروف القدر شاءت أن تنحت شظية أمل وسط كل هذا الحطام.

سنكمل ملء الشاحنة حتى آخرها ثم نلحق بكم.

وصلت الشاحنة الثالثة إلى مراكش وهي في طريقها لأول دوار متضرر.

لقد فاق المبلغ المتبرع به ما كنا نتوقعه، أظن أننا سنخصصه للدفعة الثانية للدواوير التي لم تصلها المساعدات بعد.

سنلتقي في مقهى الحي حتى نستطيع تنسيق الأمر.

يتأمل "الحاج محمد" كل هذا التجسيد الحي للبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا، والهمم الشبابية التي شحذت تلبية لنداء الوطن، كأنها مسيرة مغربية تنبض بالأخضر والأحمر، وتجل لشجرة الوطنية المتأصلة والممتدة جذورها من أقصى شمال المغرب إلى أقصى جنوبه، والتي تؤتي أكلها كل وقت وحين. يلج حفيده من حين لآخر إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ترصد نداءات الاستغاثة وتطورات الأحداث، عبر جملة من الصفحات وحسابات المواقع الإخبارية، إذ لم يعد ذاك الهاتف مرتعا للهو، بل غدا النعمة والآلية الرئيسية التي تنقل الواقع عبر المواقع وتقرب البعيد، وتنشر كل جديد. ومن حين لآخر، يلتحق بالشباب لإعانتهم على حمل تلك الأثقال من المواد الغذائية والأساسية التي استفيضت أنهرا متجاوزة القدر. كان الأمر أشبه بدينامية تلقائية غمرت المدينة القديمة، فتحول كل فرد إلى مشارك أو مساهم في القوافل الإنسانية، منتقلا من الأنا الفردية إلى " نحن" الجماعية، حيث حبل التضامن والأخوة متين. كان ذلك مدعاة لفخر "الحاج محمد" واعتزازه. مر بمجموعة شباب يستعدون لملء شحنة جديدة، أخرج من جيبه كل تبقى له من نقود دون إحصاءها، منحها لمنسق الفريق قائلا: " اشتروا بهذا المبلغ ما يحتاجه الأطفال والشيوخ، فلن يغمض لنا جفن حتى تتحسن أوضاعهم ونراهم بخير وسلام". قبل المنسق يديه وهو يخاطبه: " حفظك الله يا عمي وزادك من فضله". عاد الحاج إلى منزله منشرح الصدر، تعلو الابتسامة محياه وهو يرى روح الانتماء الصادقة الحية داخل كل شاب، رفع رأسه للسماء شاكرا أنعم الله عليه:" الحمد لله أولا وآخرا، ما زال الخير في شباب هذه الأمة ما دامت تحضرهم هذه القيم". عند المفترق، سلك الصدق سبيلا آخر ينحت فيه صوره وأشكاله. بقلم شيماء ايت مخلوف

شيماء ايت مخلوف

Mahmoud Mostafa Alahwall

منذ 21 ايام
أطفال غزَّة... (قصة قصيرة جداً) محمود مصطفى حسن محمد الشهير بـ (محمود مصطفى الأحول) من مصر ..................... في أحد الحارات العميقة التي تقع إلى الشمالِ الشرقيِّ من غزَّة حيثُ عسقلان المرابطة التي يُطلق عليها الصهاينة اسم (أشكلون) مُحتلِّين جزءًا كبيراً منها، كانَ هناكَ بيتٌ قديم يتقوَّسُ معَ باقي البيوتات النادرة في عتاقتها تحفُّها بعضُ الشوارعِ الضيقة بتوازٍ مع البيوت المتراصَّة في الجهةِ المقابلة تتوسطها بعض البنايات المتهدِّمة. في هذا البيت كانت تسكن (سَمر).

سمر.. ألم أقل لكِ...؟ لا تلعبي معَ هؤلاءِ الصِّبية

أُمِّي.. معَ منْ ألعب...؟!... وأنتم مشغُولُون على الدوام

حينها نظرَ الصبيةُ إلى أمها وقد اقتربَ أحدهم:

لا تخافي عليها.. إنها معنا في أمان

حسناً.. هيَّا إلى الدار

هرولَت (سمر) إلى الدار وهي تُدمدم: "إلى الدار الجميلة.. أنا البنت الأصيلة.. كالنخلةِ الطويلة". وبينما تُمسك بأطرافِ ضفائرها المُتأرجحة وقفتْ تستدرك: "ولكنَّ (سمر) هي الأجملُ بالطبع". أحد الصبية عندما عادَ إلى بيتِه صَرخَ في أُمِّه:

أُريد الانضمامَ إلى جُنودِ (حَمَاس)

احتضنت الأُمُّ طفلها وفي مِحجرَيْ مُقلَتيهَا قطرَتَانِ منْ دمع:

ولماذا تُريدُ ذلك؟

أُريدُ أنْ أحمِيَ (سمر).. ماذا لو أصابَها العدوُّ بسوء؟!

ابتسمت الأُمُّ لبطلها:

حقَّاً إنَّ جارتنا (سمر) في حاجةٍ إلى بطلٍ مثلك كي يحميها، ولكنْ لا بد أنْ تكبرَ قليلاً حتى تستطيعَ حملَ السلاح يا بطلي.

في المنزل كانت (سمر) تلهو وتلعب غير مُهتمَّةٍ إلا بعالمها الخاص وغير مُكترثةٍ إلا ببضعةٍ منْ كتيبات الأطفال المُكتظة بالصور وقصصها المحبوكةِ على ألسنةِ الخيال المنسوجةِ أمام ناظريها منْ غلالات الذهب الذريَّةِ الدقيقة التي لا تعرف إلا ألوان قوس قَزح عندما تنعكس أمام عينيها في الأُفقِ ساعةَ الصباحِ الباكر والندى يبلل ألسنةَ الأوراقِ منِ الأشجار. كانَوا كثيراً ما يقصُّون عليها قصة الشيخ أحمد ياسين وحلم التحرير والحجر المُطلسم المكنون الذي يسكنُ داخله المارد المُنتفض كالطوفان والذي سيبني سقفَ السماء منْ جديد بعد انقشاعِ غُيومِ الاحتلال وانكسارِ الأكبالِ التي أدمت أطرافَ الشعبِ الحزين. كانت تستمع إلى كل ما يحكون لها بخيالٍ سارحٍ في عظمةِ المُقاومة الباسلة وشرودٍ يخلط الجدَّ باللعب وهي تعقد الآمال على فلسطين جديدة. وفي السابع من تشرين الأول عام ثلاثةٍ وعشرين بعد المائة العشرين من السنةِ الميلادية انطلقت أغرب عملية عرفها العدو حيثُ تمَّ اختراق الحاجز الذي بناه وبالغ في ارتفاعِه حينَ اقتحمت كتائب القسَّام غُلافَ غزَّة بأدواتٍ غايةً في البساطة والدَّهاء، فقتلوا وأسروا وغنموا وأثبتوا للعالم هشَاشَةَ العدو الذي صنَعَ منْ إرهابِه أسطورةً من ورَقٍ مزقها الريحُ بهبَّةٍ خفيفةٍ منْ يُمناه. وكعادةِ العدوِّ الفاقدِ لأخلاقِ الحروب لم نجد بعد فقده لاتزانِه سوى الهجومِ بكلِّ آلياتِه العسكريِّةِ المجنونة على أهل غزة منَ المدنيين العُزَّل من كلِّ سلاح! لم ترَ (سمر) واقعاً يُترجمُ لها المأساةَ التي تسبقُ التحرير.. البيوت المُحطَّمة والأشلاءُ المُتناثرة والأكبادُ المطحونَةُ ألماً على فقدِ قرَّة عينٍ لأمٍّ اعتادت أنْ تفقدها أو لأبٍ مُتأَهبٍ لحُزنِ الفراق.. كانت الدموعُ جاهزةً للسَّكب تماماً مثل الدماء على وشكِ السَّفكِ سواءً بسواء. كانَ وجهها الأخير الذي بدَا شاحباً يرسمُ صُورةً مُفزعةً لموتِ الضمير مُنادياً في دواوين المعارك الخالدة للأُمَّة: "إلى متَى أنتم تظلون صامتين غافلين عن سرِّ الانتصار؟!... أرجوكم لا تكونوا صَدى صوتٍ لإقرارِ الحقوق، ولا تداهنوا العدو تطبيعاً جاعلين منَ الواجبات أطلالاً منْ جُمود. كُونوا صوتاً.. كُونوا فعلاً.. كونوا شيئاً حيَّاً لا يموت. كونوا عِزَّةً.. كونوا نصراً.. كونوا شعباً يفقهُ رائحةَ الشَّهيد. يقولون إنها قبل أنْ تلفظَ أنفاسها الأخيرة في خشوع، أنها انحشرت تحت الرُّكام الثقيل للمنزلِ المقذوف بقنابل العدوِّ الثقيلة تئِنُّ أنينَ الفصيل المُستنقذ بأمِّه. القانون السَّائدُ للعدو لنْ يعمل لصالح المظلوم يوماً فعلامَ اللجوءُ للأمريكان ومُنظَّمَةِ أُمَمِهم. لقد سقطَ القِناعُ عن وجوه المجرمين، فهل أصبح العَمَى مرضاً يمنع الرؤية وفي كل الظروف لصناعةِ إبصار؟! علامَ الاجتماعُ لحمل الأشياء على العملِ ضد طبيعتها؟ كم منْ قمةٍ عربية عجزت عن الانطلاقِ منْ قاعدةٍ ما، فكيف يتحرَّك نحو قمةٍ من يهوِي إلى أسفل؟! اجتمعَ النَّاسُ حولَ الرُّكام.. نادوا على الفتاة، سمعتهم: "أنا (سمر)" قالت لهم: "أنقذوا أهلي أولاً.. أمي وأبي وإِخوتي، واجعلونِي آخِراً" تعَجَّبَ الجميعُ: كيفَ تعرفُ الطفلةُ ذات السبعةِ أعوام معنى الإيثار؟ لقد أكبرتها التجربة، وبَدا الجميعُ بجوارِها صِغارًا!

Mahmoud Mostafa Alahwall

Alshaimaa Hassan

منذ 22 ايام
أنتَ أولاً وإن كانت أنانية في مكتبةٍ ما في إحدىٰ شوارع المدينة التي شيدها الاسكندر المقدوني وأُغرم بها -الإسكندرية - يتواجد مجموعة من الأصدقاء على رأسهم يونس. يونس : إي رأيكم في الكتابين دول يامن: لا مش حلوين شوف غيرهم مدثر: لا طبعاً دا حلو جداً ، واستمرا جدالهما على أمرٍ لا يعنيهما حتىٰ يئس يونس فخرج دون أن يجلب شيئاً وأنها الحديث قائلاً:خلاص يلا نروح مش هاخد لا دا ولا دا كفاية كدا . "من الجيد أن تتشاور في أمورك مع رفاقك مادام القرار لك ، لك أنت " لكن يونس كان لايمتلك أي قرار ، ذهب الأصدقاء سوياً حتى افترقا كل واحد لوجهة منزله . في المنزل جلست الأسرة لتناول الغداء _ لم يكن لديهم أي أبناء سوا يونس_ والده : عامل ايه يا يونس فكرت ولا لسه ، فقد كان والده يريده أن يلتحق بكلية البحرية بينما كانت والدته تعارض هذا تماماً يونس : الحمد لله يا بابا لسه بفك.... تقاطعه والدته قائلة مش محتاج تفكير هو حبيب ماما هيفرحني بسياسه واقتصاد ، لتدور مناقشة حادة بينهما وفي عقل يونس حمم وبراكين لكن من خارجه كالجبل الجليدي لا يتحدث كان لايعرف ماذا يريد فمنذ صغره كلاهما من يختارون له من أبسط الأشياء إلىٰ أكبرها لم يتيحوا له فكرة أن يختار وأن له كامل الحرية في حياته مادام لم يخطئ ، فلم يعتادوا على ذلك وإحتجزوه في زنزانة أفكارهم جعلوه لا يعرف ماذا يريد لكن ما يعرفه جيداً أنه لا يريد الخياران اللذان وُضِعو أمامه . ذهب إلى جده فكلما ضاق صدره ذهب إليه ليخفف عن قلبه ، بين الهواء الجميل وأمواج البحر التي تتخبط مثلها تماماً في عقل يونس، جلس مع جده يتحدثا وكعكة جدته اللتي يحبها بين يديه مر وقت لطيف وهدأ عصفه الذهني بعض الشيء خرج من هناك وفي رأسه لا يتردد إلاّ صوت جده وهو يقول : الحياة مرة وحده يا يونس إختارها على هواك أياً كانت النتيجة ، ندمك على حاجه اخترتها إنت أعظم من صح اختارهولك غيرك ، ربنا خلقك حر . حملته قدمه إلى أن وصل للمكتبة الأكبر والأعرق مكتبة الإسكندرية في ركنٍ بعيد جلس وحيداً وتناول كتاب يشبه كتب التراث وبدأ يقرأ ويقرأ و رأى نوراً يسحبه من بعيد ليجد نفسه في عالمٍ غريبٍ ومدهش مليئ بالحيوانات والطيور والزهور في كل مكان حيث كان هو البشري الوحيد في ذلك المكان تجول في دهشة عارمة إلى ان وجد عصفوراً يبكي حدثه ما بك يا صغير ليجده يفهمه ويحدثه : الجميع هنا يستهزء بي فزادت دهشة يونس بعد سماعه للعصفور لكنه ردّ : لما يكرهونك هكذا يا رفيقي رد العصفور : لأني لا أريد أن أكون مثلهم بي إختلافات عديده ومنحني الله إياها لكنهم يسخرون من تفكيري. يونس: عالمك يشبه عالمي لكنك تعرف ماذا تريد أنا لاا العصفور : كيف !!فلماذا تعيش إذاً ؟ عليك بالبحث داخلك بحرية يونس : سأفعل لا عليك ،الاهم الآن أنت لنكمل قصتك العصفور بإصرار وتحدي لفت ذهن يونس : قصتي لم تبدأ بعد ، ابكي لكن متى تجف دموعي أقف لأبدأ من جديد سوف اثبت لهم اني على حق . حلق بعيداً في السماء حتى تلاشي عن انظار يونس لكنه نظر في السماء في صمت ولم يفيقه سوا عامل المكتبة : يا أستاذ يلاا المكتبه هتقفل فاق يونس قائلاً حسناً يا سيدي رد العالم ضاحكاً: دي القرايه خدتك خالص يا استاذ ، فاق يونس وذهب والعالم في عينه مختلف عاد إلى بيت جده ليحتضنه ورجع الي المنزل قائلاً لهم : انا فكرت وقررت اني مش هكمل في حاجه الا وانا اللي مختارها وشغوف بيها وملقيتش نفسي غير في اعلام ،دهشو وعارضوه لكنه إستحضر حديث جده وانهى الجلسه قائلاً: انا بحبكم وبحترمكم بس دي حياتي وقراراتي ، مر شهر منذ بداية دراسته في ما اختاره وحياته تغيرت جذرياً بات قوياً مستقلاً وعطوفاً وهدأ بال والديه عندما رأيا الفرحة والنجاح في عينه. لتنجح يجب أن تتحلىٰ بحب الذات وبعض من الأنانية _ هذا حقك لكن مجتمعنا يسميها أنانيه فكن أنانياً ليسعك العالم_. ندمك لا يفيد لكن أن تستشعر خطأك في قرار يعنيك أفضل من قرار شخص آخر سواء كان مخطئ او على صواب .

Alshaimaa Hassan

جميلة عبدالله محمد هاشم المشولي

منذ 20 ايام
يحكى أن فتاة قالت لأبيها:غدا إجازه ياأبتي هل سنخرج في رحله؟ قال لها :نعم يافتاتي لذا عليك أن تخلدي للنوم مبكراً .ركضت الفتاة إلى غرفتها مسرورة مماسمعت،وبينما هي كذلك حتى سمعت فجأة صوت أمها تصرخ بأعلى صوتها وتوجهت مسرعة نحو صدى الصوت .وهنا كانت الصدمه الحقيقه ! عندما علمت أن أباها فارق الحياة ،بكت بحسرة شديدة حتى هزلت قواها ولا تنام الا وصورة أبيها بين كفيها الصغيرتين ، خافت الام كثيراً على ماآلت إليه إبنتها ومن هنا قررت أن تحاورها،قالت الأم نبرة حزين: (( لا تحزني ٠٠٠)) فقاطعتها الفتاة ولم تدعها تكمل كلامها:((كيف لا احزن على نبض قلبي وعلى حب حياتي))قالت الأم :(( ياإبنتي الحبيبة جميعاً سائرين في هذا الطريق...)) وبعد فترة من موت الأب عانت الأم وتعبت كثيراً فقالت الأم لإبنتها ((يجب أن أنقلك إلئ دار الايتام ))صرخت الفتاة وبكت على أمل أن تبقى جانب أمها لكن دون جدوى فقد تم ماقررت تنفيذه الام ، وفور وصولها شاهدت هناك الكثير من الفتيات كبارا وصغار،رحبن بها لكنها لم تتكلم مع أحد،لم تمر إلا أيام قليلة وجاء رجل مع زوجته عانوا من عدم الانجاب قرروا أن يأخذوا الفتاة ،وأثناء المقابلة قالت الفتاة للرجل :هل سأنديك يأبي؟ وتجبني بنعم؟ هل ستتحمل أحزاني و...)) لم تدع الرجل يتكلم وركضت إلى الغرفة مسرعة وهي تبكي وفجأة سمعت صوت امها تقول لها انهضي حان موعد صلاة الفجر يا بنيتي قامت الفتاة مفزعة من خوفها حضنت امها وقالت أين ابي؟ ابتسمت الام وقالت:(( كعادتة يصلي صلاة الفجر في المسجد ، رفعت الفتاة يديها إلى السماء وقالت ربي لا تحرمني من والدي . لقد كان حلماً ....(( الحلم المفزع))

جميلة عبدالله محمد هاشم المشولي

احمد ابوزيد

منذ 11 ايام
قصة قصيرة (الوردة السوداء) بقلم /أحمد أبوزيد الوردة السوداء كانت شرفتنا ترى قصر القبة بحدائقه وأشجاره عن بعد ولكن يقطع هذا المنظر مترو الأنفاق ذهابا وإيابا ويعكر علينا صفو هذا المنظر شارعنا الذى يقع على ناصيته مقهى للعمال والصنايعية رغم هدوء الشارع وعلى الجانب الأيسر تقع مدرسة القبة التى يتكدس الشارع بتلاميذها فى فترة الدراسة ويحدث الهرج والمرج.تجاهلنا كل ذلك بزراعة بعض النباتات بشرفتنا حيث إهتم أخى الأصغر بزراعة نبات الصبار والنعناع والريحان وكان إهتمامى أنا بزراعة مختلف أنواع الزهور من الفل والأوركيديه والنرجس رغم سرعة ذبولها وسوادها بعد فترة لإنشغالى عن رعايتها لكننى حرصت على زراعة وردة خاصة لزميلتى التى يضرب بجمالها المثل فى شركتنا .كانت مديرتى سابقا بقسم التحصيل حتى إنفصلنا عن إدارة التحصيل فذهبت أنا للإدارة المالية وذهبت هى لتدير قسم المبيعات ولكن شعورى أنها كانت يوما مديرتى كان دائما يخلق حاجزا لمصارحتى لها بإعجابى .كانت سمراء طويلة القامة عينيها ضيقيتين وفمها صغير وكانت حريصة على ربط شعرها ذيل حصان أثناء فترة عملنا قديما بقسم التحصيل .حدثت بعض التجديدات فى شركتنا وقررت الإدارة وضع فسم المبيعات مع الإدارة المالية فى غرفة واحدة واسعة بالطابق الأول فشعرت ببهجة أننى سأراها يوميا بعد أن كانت فى الطابق الأرضى وكنت أنا فى الطابق الأول. وقلت فى قرارة نفسى أنها فرصة بعد إنفصالى عن رئاستها لى أن أبدى لها إعجابى فكنت أتحين الفرصة لأذهب إليها وأمضى أوراق منها بإعتبار إدارة المبيعات هى التى تصدر الفواتير للإدارة المالية.لاحظت أنها غيرت مظهرها وأصبحت تسدل شعرها الأسود الطويل خلف ظهرها بدلا من ربطه ذيل حصان .قلت لها مبتسما بعد تردد :

تزدادين جمالا يوما بعد يوم

رفعت رأسها ناظرة إلى تاركة اللأوراق التى توقعها قائلة بإبتسامة خفيفة :

مرسى يا عمر ....كيف أخبارك؟

إنتهزت الفرصة وجلست أتجاذب معها أطراف الحديث ثم ذهبت لمكتبى لأحضر الوردة التى زرعتها بشرفتى مقدمها إياها فابتسمت وهى تشمها قائلة :

مرسى ياعمر مرسى سأحتفظ بها للذكرى

كانت وردة بيضاء ينتشر منها شذى النرجس الجميل .وضعتها فى كوب على مكتبها وعادت لتسترسل فى عملها ومكالماتها التليفونية . شعرت بأن حياتى تبدلت وأننى أقترب من مرادى وسأصارحها يوما ما بحبى ولكن مهلا حتى ينكسر الحاجز الذى صنعه العمل بيننا بدأت فى دعوتها للطعام والشراب مع باقى زملائى فى العمل حتى لا أسبب لها الحرج بدعوتها منفردة .وكنت أرى الوردة تذبل يوما بعد يوم حتى يسود لونها فأحضر لها وردة جديدة ولكن بدأ حماسى يتخلله الضعف عندما وجدتها تمط شفتيها بغرابة من تصرفاتى .بدأت أشك فى أنها تبادلنى الإعجاب ولكننى قلت فى قرارة نفسى لا داعى للعجلة فى الحكم .إنشغلت بدراسة الماجستير الذى كنت قد بدأته منذ فترة قريبة بمادة الإدارة المالية وقلت لنفسى أننى سأرجىء أى شىء جاد حتى أنتهى من تلك الدراسة وأستطيع تحسين وضعى المادى . كنت أتخذ من شرفة منزلنا مكانا هادئا للإستذكار وسط أصص الزرع والورد التى قمنا بزراعتها أنا وأخى محمود .كنا نقطن بالمنزل وحدنا بعد وفاة والدينا بحادث الطائرة الشهير التى قيل أنه تم ضربها بصاروخ بأمريكا الذى أصبنا بعده بصدمة نفسية عنيفة لم يعزينا عليها شىء حتى دخلت البهجة حياتى لأول مرة بعد معرفتى لزميلتى التى حتى اليوم لم أتأكد من شعورها تجاهى .هل هى تجاملنى بالحديث الطويل لأننا زملاء أم لأنها تبادلنى الإعجاب حتى تيقنت من الحقيقة بعد مرور عدة أحداث أصابتنى بالصدمة الثانية فى حياتى كانت الوردة بجانبها قد جفت وإزدادت سوادا إنعكاسا لأشياء كثيرة لحياتى .لم أعد أكترث للورد بشرفتى حتى جف وعاتبنى أخى على عدم إهتمامى بالزرع .تعرفت فى تلك الأيام على أستاذ لى بالماجستير يدعى عمرو عدنان وكان عزيزا على كثيرا عندما كان يتفانى فى توصيل المعلومات إلينا ولا يكل من الأسئلة.كان فى الثامنة والثلاثين من عمره ولم يتزوج لتفانيه فى الحياة الدراسية والعملية .كنت أتناقش معه وكان دائما يشيد بمجهودى وقامت صداقة بيننا وعندما علم بالشركة التى أعمل بها فاجئنى قائلا :

أتذكر أن لديكم موظفة إسمها مروة يوسف

دق قلبى عند سماع إسمها .قال لى أنها كانت تتلقى تدريبا معه فى كورس أكاديمى بإدارة الأعمال وعلم أنها ستعمل بتلك الشركة وعندما إنتهى ذلك التدريب لم يرها منذ ما يقرب من عشر سنوات وعمل هو بشركة مقاولات كبرى حتى تدرج فى المناصب وأصبح أستاذا .لم أكن أعلم فى تلك الأيام أننى أقضى على أحلامى بيدى ومما زادنى كآبة أن مروة تم نقلها فى تلك الأيام لترأس إدارة التسويق ولازالت الوردة مكانها فى كوب وقد إزدادت جفافا وسقطت أوراقها الخشنة السوداء شأنها فى ذلك شأن ورد شرفتى .ولكننى ظللت على الإتصال بها من خلال الإتصالات الداخلية للشركة من آن لآخر ولازلت أنا الذى أبدا بالسؤال عنها وتحدثت معها عن دراستى وذكرت لها أستاذى عمرو من شدة إعجابى به وأنه تصادف أنه يعرفها فبدأت تسألنى عنه كثيرا وقالت لى بدهشة :

عمرو عدنان ...ياااه ....وماذا قال عنى ؟

قلت لها بمزاح :

كان يقول أنكى كنتى فاشلة فى التدريب

صمتت للحظات ثم ردت بحنق :

أهذا ما قاله حقا أم أنك تمزح مزاحا سخيفا ؟

شعرت وكأننى إبتلعت لسانى ....كنت أداعبها ولم أتخيل أنها ستغضب إعتذرت لها وظلت إتصالاتى بها لا تنقطع وأنا البادىء كالعادة وهى تسألنى عن أحوال مديرين وأشخاص كثيرين بعد تركها إدارة المبيعات .وظللت أنا على مبدئى بإرجاء أى حديث بخصوص الإرتباط لحين الإنتهاء من دراستى وربما كان الأمر صعبا بإعتبار أنها تكبرنى ببضعة أعوام ولا تنسى أنها كانت رئيستى يوما ما وأنا أيضا لا أنسى ولكن لم لا ؟ فالحب أحيانا يغير الأقدار .كنت أجلس كثيرا فى شرفتى للإستذكار وأحيانا أنظر تجاه القصر وشريط المترو شاردا ويقطع شرودى أزيز المترو إيابا وذهابا ثم أتجه بنظرى للزرع الذى ملأ الشرفة وقد إعتنى به أخى وشذبه وسقاه وأتابع الأشجار المتسلقة على حافة شرفتنا وقد تشابكت وتعقدت كتشابك أشياء كثيرة فى حياتنا ثم أعود لمتابعة دروسى بضع دقائق ثم أشعر بالملل فأقلب فى صفحات اللابتوب الخاص بى وأفتح حسابى بالفيس بوك فأرى أخبار أقارب وأصدقاء لم نعد تراهم أو نزورهم أو يزوروننا إلا عن طريق التواصل عبر الفيس ثم أتجه لصفحة مروة وأنظر لوجهها الأسمر وعينيها الجميلتين الضيقتين وشعرها الأسود الذى إزداد جمالا بعد أن غيرت هيئته من ذيل حصان إلى فكه لأسفل كتفيها ....وأذهب إلى عملى فأنظر إلى مكتبها الخالى ولم يعد هناك من الوردة إلا عود جاف فقررت أن أشترى وردة أخرى وأضعها فى نفس المكان والأنظار تتابعنى بإندهاش .أخذت إجازة لكى أستعد للإمتحان فقررت إتخاذ الأمر بجدية والبعد عن أى أفكار تشتت إنتباهى رغم صعوبة الأمر وإن كنت أحيانا أصاب بملل فأذهب تلقائيا لصفحة مروة لمتابعة أخبارها فوجدت صورة ألقت على صاعقة من السماء ...يا إلهى ....مروة ترتدى فستان زفاف وتمسك بوردة بيضاء من نفس نوع الورد التى كنت أهديها إياه وتنظر مبتسمة وقد وضعت وردة أخرى فوق شعرها الأسود الجميل وظهرت تعليقات المباركة أسفل الصورة .مرت فترة الإجازة وأنا أشتعل وأحاول أن أنسى أى شىء يشتت تفكيرى عن الإمتحانات والمناقشة حتى إنتهت الفترة العصيبة وشعرت أننى أتنفس الصعداء .عدت إلى عملى وإستفبلنى زملائى بكم من العمل المتراكم كالعادة .إتصلت على رقمها الداخلى كى أتحقق من الخبر فلم ترد ....مر أسبوعان فقررت أن أقطع الشك باليقين وأتصل بها على الجوال فردت بصوتها العذب :

هالو عمر حمد الله على السلامة

أخبارك إيه

باركلى لقد تزوجت والفضل يرجع إليك يا عمر ...كم أنا مدينة لك

تلجم لسانى عن الحديث ومرت فترة صمت قاتلة قبل أن أسألها بدهشة :

ومن سعيد الحظ ؟

أنت تعرفه عز المعرفة ...إنه أستاذك

عمرو عدنان ؟!!!

نعم بالتأكيد هو

نظرت إلى مكتبها الخالى شاردا وقد ذبلت الوردة الأخيرة التى ظل بعدها الكوب خاويا .لم أصدق أننى كنت السبب فى سعادة شخصين على حساب تعاسة نفسى الخالية .ذهبت إلى شرفتى وأنا أتابع الورد الذى تغير لونه وذبل بدوره وقد إزدادت كآبتى .فتحت صفحة الفيس بوك الخاصة بها لأرى صورة جديدة لها وقد صبغت شعرها باللون الذهبى ووضعت فوق رأسها وردة سوداء وهى تشبك ذراعها بذراع أستاذى الذى أعطيته الحبل الذى لفه حول عنق أحلامى ودفنها لتتوارى تحت التراب

احمد ابوزيد

Ibrahim Osama

منذ 20 ايام
«قِصَّة قصِيْرة» تدور القِصَّة حوْل صدِيقَين كانا يَسيران في وسَطِ الصحراء، وفي مرحلةٍ ما من رِحلتِهِما تَشاجرا شِجَارًا كبيرًا، فصَفَع أحدُهما الآخرَ على وجهِه. شعر ذلك الذي تعرّض للصفع بالألم والحزن الشديدين، لكن ومن دون أن يقول كلمةً واحدة، كتب على الرمال:

"اليوم صَدِيقي المُقرّب صَفعنِي علَى وجهي".

استمرّا بعدَها في المسيْر إلى أن وصَلا إلى واحةٍ جميلةٍ، فقرَّرا الاستِحمام في بُحيْرةِ الواحة، لكنّ الشَّاب الذي تَعرَّضَ للصَّفْع سابقًا عَلِق في مُستَنقَعٍ للوحل وبدأ بالغرَق. فَسَارَعَ إِلَيْهِ صَدِيقَهُ وَأَنْقَذَهُ. في حينها كتب الشاب الذي كاد يغرق على صخرة كبيرة، الجملة التالية:

"اليوْمُ صَدِيقي المُقَرَّب أنقَذَ حيَاتِي".

وهنا سأله الصديق الذي صفعه وأنقذه:

"بعد أن آذيتك، كتبت على الرمال، والآن أنت تكتب على الصخر، فلماذا ذلك؟"

أجاب الشاب:

"حينما يؤذينا أحدهم علينا أن نكتب إساءته على الرمال حتى تمسحها رياح النسيان. لكن عندما يقدّم لنا أحدهم معروفًا لابدّ أن نحفره على الصخر كي لا ننساه أبدًا ولا تمحوه الريح إطلاقًا".

العبرة المستفادة من هذه القصة القصيرة: *كن متسامحًا، ولا تنسى من قدّم لك معروفًا. لا تقدّر ما تملكه من أشياء وإنّما قدّر ما تملكه حولك من أشخاص.*

Ibrahim Osama

Fanona Afnane